لبنان...الحريري يدعو الأفرقاء السياسيين «إلى التواضع قليلاً»..الراعي خائف على اتفاق الطائف ويؤيد حكومة لبنانية حيادية..جنبلاط يشبّه باسيل بصهر ترامب ويحذّر... «لا تلعبوا بالنار»...«التقدمي الاشتراكي» يحسم معارضته للعهد سواء من داخل السلطة أو خارجها..القضاء اللبناني يتحرك ضد إعلامي تعرض لأمير الكويت على قناة «المنار»...

تاريخ الإضافة الأحد 16 أيلول 2018 - 7:54 ص    عدد الزيارات 2457    التعليقات 0    القسم محلية

        


الحريري يدعو الأفرقاء السياسيين «إلى التواضع قليلاً»..

بيروت - «الحياة» ... دعا الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري «كل الافرقاء السياسيين الذين يعرفون التحديات التي تواجهنا، أكانت اقليمية أو أمنية أو اقتصادية أو بيئية، إلى «التواضع قليلاً ونفكر أكثر بالبلد، لأن الوضع الاقتصادي بحاجة إلى عناية، ولدينا فرصة تاريخية من خلال مؤتمر «سيدر» للنهوض بالبلد». ورأى أن «ميزة لبنان عن أي بلد آخر أننا نتخاصم بالنهار ونتصافى بالليل ونتكلم بعضنا مع بعض»، آملاً في «أن تزول الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة». ونوه الحريري خلال مأدبة عشاء أقامها المدير العام لشركة «خطيب وعلمي» سمير الخطيب، في دارته في بلدة مزبود بإقليم الخروب، على شرف سفير دولة الإمارات المتحدة لدى لبنان حمد الشامسي، بإقليم الخروب الذي «لطالما كان وفياً لمسيرة المرحوم الرئيس الشهيد رفيق الحريري و «تيار المستقبل»، مؤكداً «متابعة المشوار مع رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، لأن هذه العلاقة تاريخية، أكانت مع الوالد الشهيد، أو معي أو مع تيمور، فنحن على مسيرة المرحوم الوالد، «لا نترك البيك، ولا البيك يتركنا». ونوه الحريري بـ «مكرمة دولة الإمارات لهذه المنطقة الطيبة، وهي تستأهل وتستحق الكثير من المشاريع كما المناطق اللبنانية الأخرى»، مخاطباً السفير الشامسي قائلاً: «لم تقصروا ولطالما وقفت الإمارات والمملكة العربية السعودية معنا في كل المراحل، في السراء والضراء، في أيام الحرب وأيام السلم. وعندما كان اللبنانيون مختلفين بعضهم مع بعض، وعندما كان اللبنانيون متصالحين، وشكراً على ما ستقومون به في المناطق الأخرى، في البقاع وعكار والجنوب وكل لبنان، وإن شاء الله سنبقى نعمل بعضنا مع بعض». وذكر الحريري بأن «مؤتمر «سيدر» قدم 12 بليوناً ونصف بليون دولار لمساعدة لبنان بمشاريع أساسية يمكن أن نقوم بها، أكان للجيش أو قوى الأمن أو الأمن العام وأمن الدولة، وهناك مساعدات كبيرة، فالعالم يريد مساعدتنا، فيجب علينا كلبنانيين ان نساعد أنفسنا». وكان حضر المناسبة الرئيس فؤاد السنيورة، وزراء البيئة والاتصالات والثقافة في حكومة تصريف الأعمال طارق الخطيب وجمال الجراح وغطاس الخوري، سفيرا المملكة العربية السعودية وليد عبد الله بخاري ومصر نزيه النجاري، النائب بلال عبد الله ممثلاً وليد جنبلاط ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي تيمور جنبلاط، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، ورئيس غرف التجارة والصناعة محمد شقير وشخصيات. وتحدث السفير الشامسي عن «مشاريع تم افتتاحها في الإقليم ووضعنا حجر الأساس لمشاريع أخرى ومررنا على مشاريع قيد التنفيذ وهذا أمر مستمر، والشهر المقبل سنكون في البقاع عند الوزير الجراح وسنكون في عكار. كل التقدير والمحبة للبنان، والامارات لديها رسالة محبة وتسامح لهذا البلد». وكان الخطيب نوه بوقوف الدول العربية الشقيقة إلى جانب لبنان «ولا سيما في المحطات الصعبة، ولعل مؤتمر الطائف الذي رعته المملكة العربية السعودية، شكل أهم المحطات المفصلية في تاريخ لبنان الحديث، وكانت الامارات العربية المتحدة الشقيقة، إلى جانب المملكة العربية السعودية بلد الخير، في طليعة داعمي لبنان في السراء والضراء». وشكر رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «على وقوفه إلى جانب إخوانه اللبنانيين دائماً، ورئيس مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية الشيخ منصور بن زايد على كل ما قدمته المؤسسة من مشاريع إنسانية وإنمائية على كل الأراضي اللبنانية»، معتبراً أن تكريم الشامسي، «تكريم للإخوة العرب وعرفاناً بالجميل لهذه الدولة الشقيقة».

«أم العقد الثلث المعطل»

وكان عضو كتلة «التنمية والتحرير» النيابية أنور الخليل قال لـ «المركزية» إن «أمّ العقد تبقى عقدة رئاسة الجمهورية التي تصر مع رئاسة «التيار الوطني الحر» على 11 وزيراً، أي الثلث المعطل لمصادرة قرار الحكومة، ووضع بقية الأفرقاء تحت ضغط هذا الفريق»، معتبراً أن «الرئيس الحريري يتصرف بكل مسؤولية ووفقاً للدستور».

الراعي خائف على اتفاق الطائف ويؤيد حكومة لبنانية حيادية

بيروت - «الحياة».. توقفت الأوساط السياسية في بيروت أمام صرخة أطلقها البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي أمس وقبله، داعياً إلى «حكومة طوارئ حيادية تجمع الشمل، فعبثاً نقول حكومة وحدة وطنية ونحن متنازعون». وهذه هي المرة الأولى التي تصدر عن مرجعية لبنانية دعوة من هذا النوع في خضم أزمة تأليف الحكومة اللبنانية الممتدة منذ تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيلها في 24 أيار (مايو) الماضي، نتيجة الخلاف على الحصص. وقال الحريري متوجهاً إلى فرقاء يرفعون سقف مطالبهم: «علينا أن نتواضع قليلاً ونفكر أكثر بالبلد لأن الوضع الاقتصادي في حاجة إلى عناية» وجاء كلام الراعي أمس خلال جولة له على منطقة الشوف المختلطة المسيحية الدرزية، حيث أشاد بالمصالحة التي تحققت برعاية «أبينا البطريرك نصر الله صفير والزعيم وليد جنبلاط». وكان الراعي قال ليل أول من أمس في المركز الكاثوليكي للإعلام: «نعيش مرحلة انحطاط سياسي، وإذا لم يتنازل الأفرقاء بعضهم لبعض فلن تولد الحكومة». وأضاف: «الوضع في لبنان على شفير الهاوية، والأدهى أن الكل يتكلم الكلام ذاته وليسوا معنيين إلا بالأحجام والحصص». ويدور الخلاف منذ أشهر على رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و «التيار الوطني الحر» برئاسة الوزير جبران باسيل إعطاء حزب «القوات اللبنانية» 4 حقائب وزارية (بعدما تنازل رئيسها للحريري عن مطلب 5 وزراء ونيابة رئاسة الحكومة) بينها حقيبة سيادية أو حقائب رئيسة لوزرائها. وكان الحريري تقدم بتوزيع للحصص يشمل حصول «القوات» على 4 وزراء مع توزيع جديد لحقائب مؤثرة، وتعطي لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حق تسمية الوزراء الثلاثة الدروز، لكن الرئيس عون لم يقبل، لمعارضته إسناد حقائب معينة لـ «القوات» وتسمية جنبلاط الوزراء الدروز. وأمس غرد جنبلاط على «تويتر»: «يا لها من نظرية عجيبة بأن معاقبة الفلسطينيين وإقصاءهصم وقتلهم تساعد في عملية السلام. إنها من بنات افكار صهر ترامب جاريد كوشنير. والنظرية ذاتها يطبقها الصهر في لبنان لتثبيت هيمنته، وما من أحد يعارضه سوانا ويدفع الثمن سوانا والبقايا مجموعة أصنام وجيف همّها تقاسم المصالح. لا تلعبوا بالنار». ومن كندا قال باسيل: «إذا طالبوا بأمور إضافية ليست من حقهم فهدفهم معروف وهو إفشال رئيس الجمهورية». ونقل مصدر مسيحي لـ «الحياة» عن مرجع روحي مسيحي خشيته من أن يؤدي تفاقم الخلاف على الحصص الوزارية إلى تعميق الأزمة في لبنان في شكل يضع اتفاق الطائف على المحك. ونقل المصدر عن المرجع المسيحي تفسيره لصرخة الراعي بالقول إن أزمة الرئاسة في القرن العشرين (حين تمترس العماد عون كرئيس حكومة انتقالية في القصر الرئاسي مصراً على انتخابه رئيساً) أدت عام 1990 إلى اتفاق الطائف الذي حقق المناصفة بين المسلمين والمسيحيين على رغم أن عدد المسيحيين أقل من النصف، والخشية هي أن تؤدي الأزمة الحالية إلى الانتقال إلى اعتماد مبدأ المثالثة بين المسيحيين والسنة والشيعة، بدلاً من المناصفة، نتيجة السياسات المتبعة. وذكر المصدر أن الرئيس عون أبلغ الراعي حين زاره الأخير أنه يصرّ على حصة وازنة له في الحكومة تقضي بحصول «التيار الحر» على 6 وزراء، و4 لرئيس الجمهورية و4 لـ «القوات» وواحد لـ «المردة»، من دون تمثيل حزب «الكتائب»، لأنه لا يماشي العهد سياسياً. وأوضح المصدر المسيحي أن الراعي فهم من الرئيس عون أنه لن يتراجع عن موقفه وسينتظر كي يعدل الفرقاء الآخرون موقفهم ولو طالت ولادة الحكومة، لاطمئنانه إلى الوضع المالي في البلد وفق التقارير التي ترده، وأن هذا ما يقلق البطريرك.

تَعرٌّض لأمير الكويت

على صعيد آخر، أثار تطاول أحد الإعلاميين اللبنانيين المحسوبين على قوى 8 آذار، على أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، من شاشة قناة «المنار» التابعة لـ «حزب الله» ردود فعل لبنانية واسعة دانت الإساءة، وتحركت النيابة العامة التمييزية للتحقيق في الأمر، فيما رفض رئيس الحكومة سعد الحريري الإساءة الى الكويت وأميرها بعد استقباله السفير عبد العال القناعي ..وقال رئيس البرلمان نبيه بري: «: اﻻساءة الى الكويت واميرها، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام للكويت أميراً وشعباً وحكومة ومجلس أمة أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكّر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة». وشدد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية ​أنور قرقاش​، على أن ​أمير الكويت​ رمز خليجي رسمي وشعبي تميّز بمواقفه الإستثنائية، معتبراً أن «التطاول على شخصه من قبل قناة ​حزب الله​ يؤكد ضرورة إلتزام لبنان ​سياسة النأي بالنفس​«. ورأى أنه «آن الأوان لوضع حد لهذه التجاوزات ضد الخليج وقادته من قلة تغلّب مصلحة طهران على بيروت».

جنبلاط يشبّه باسيل بصهر ترامب ويحذّر... «لا تلعبوا بالنار».. تشكيل الحكومة في لبنان أمام اختبار «تدوير الحقائب»

بيروت - «الراي» .. في غمرة «حقْل الألغام» السياسي الداخلي والخارجي وازدياد التحذيرات من مغبة إدارة الظهر للمؤشرات الاقتصادية والمالية البالغة الحساسية والتي يَرفع المعنيون الصوت بإزائها، يشهد ملف تشكيل الحكومة اللبنانية محاولة للخروج من الدوران في الحلقة المفرغة عبر أفكارٍ جديدة يُراد من خلالها «تدوير الحقائب» بين القوى المُتَصارِعة علّ الأمر يسمح بإحداث اختراقٍ إيجابي يُفْرِج عن تشكيلةٍ يتم التعاطي معها على أنها مرآة للتوازنات المحلية بامتداداتها الاقليمية. وتشير معطيات الى مساعٍ لـ «تنقيح» الصيغة المبدئية التي كان الرئيس المكلف سعد الحريري حمَلها قبل نحو أسبوعين الى الرئيس العماد ميشال عون الذي أبدى ملاحظات جوهرية عليها، عبر تبادُل في الحقائب تحت سقف التوازنات التي أرستْها صيغة الحريري والتي راعتْ تمثيل حزبيْ «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» بما يُرْضيهما ولم تمنح الثلث المعطل لفريق رئيس الجمهورية وتياره ولا غالبية الثلثين لتحالف عون - «حزب الله». وعلمتْ «الراي» ان من الأفكار التي يجري جس النبض حيالها معاودة منْح «القوات» منصب نائب رئيس الحكومة من ضمن حصة من أربعة وزراء فيها حقيبة دولة، لقاء تخليها عن حقيبة العدل التي لُحظت لها في صيغة الحريري على ان تؤول الى النائب في «التيار الوطني الحر» ابراهيم كنعان، أي الا تبقى في عهدة الوزير الحالي سليم جريصاتي، نظراً الى القبول الكبير لكنعان كأحد مهندسيْ المصالحة المسيحية الى جانب الوزير القوّاتي ملحم الرياشي. وفي السياق نفسه، يتمّ التداوُل بأفكار تتناول حصص أطراف أخرى من ضمن عمليات تَبادُل للحقائب على غرار سحْب الصحة من «حزب الله»، بعد الكلام عن تحفظات أميركية عن أي تعاطٍ مع هذه الوزارة الخدماتية بحال تولّاها الحزب وتلويح بوقف بروتوكولات التعاون معها، ومنْحها تالياً إما الى تيار «المردة» (عوض الأشغال) أو الى «التقدمي الاشتراكي». على أن أوساطاً متابعة للملف الحكومي تستبعد أن تنجح هذه المحاولات في إحداث الكوة المطلوبة في جدار المأزق الحكومي، لافتة الى ان المشكلة أبعد من مجرّد صراع حقائب ويتعلّق جوهرُها بإصرار فريق عون على الحصول على الثلث المعطّل، وبالرغبة في التفلت من مقتضيات التسوية السياسية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي وهو ما بدأتْ ملامحُه بانقلابِ «حزب الله» على «النأي بالنفس» وصولاً الى تحويل منابِره منصات لحملات تارة على السعودية وأخيراً على الكويت وأميرها. واذ تبقى عقدة تمثيل «التقدمي» ماثلة بقوة مع رفْض عون حصْر التمثيل الدرزي بالحزب الذي يتزعّمه وليد جنبلاط، فإن ما يعزّز صعوبة تَصوُّر إمكان الخروج من النفق المظلم استمرار «الجبهة الساخنة» على اشتعالها بين فريقيْ رئيس الجمهورية وجنبلاط الذي بلغ أمس حد التحذير من «اللعب بالنار» اذ غرّد: «يا لها من نظرية عجيبة بأن معاقبة الفلسطينيين وإقصاءهم وقتلهم يساعد في عملية السلام. إنها من بنات أفكار صهر ترامب جاريد كوشنير. ونفس النظرية يطبّقها الصهر في لبنان لتثبيت هيْمنته وما من أحد يعارضه سوانا ويدفع الثمن سوانا والبقايا مجموعة أصنام وجيف همّها تَقاسُم المصالح. لا تلعبوا بالنار». وكان لافتاً في حمأة «الحرب الكلامية» بين التقدمي - التيار الحر تأكيد الحريري من اقليم الخروب (الشوف) «لا منترك البيك (جنبلاط)، ولا البيك بيتركنا»، آملاً «ان تزول الخلافات التي نراها في تشكيل الحكومة وعلينا ان نتواضع قليلاً ونفكر أكثر بالبلد». أما رئيس «التيار الحر» وزير الخارجية جبران باسيل فمضى في تشدُّده معلناً من كندا في إشارة ضمنية الى جنبلاط «هناك من يتباهى بالحديث بأن العهد فشل»، ومعتبراً «ان البعض غير مستعجلين وسعداء بعرقلة تشكيل الحكومة وهدفهم افشال رئيس الجمهورية، والمطلب الحقيقي لهؤلاء ان نشكل حكومة كما الحكومة السابقة، ونكون بذلك ألغينا نتائج الانتخابات. وأقول انهم سيخسرون مرة ثانية».

«التقدمي الاشتراكي» يحسم معارضته للعهد سواء من داخل السلطة أو خارجها.. جنبلاط يقارن بين «الصهرين»... كوشنر وباسيل

بيروت: بولا أسطيح... في الوقت الذي لا يزال معظم الفرقاء يحافظون على علاقتهم بالعهد ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون ويصرون على الفصل ما بينها وبين علاقتهم بـ«التيار الوطني الحر» ورئيسه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، كان الحزب «التقدمي الاشتراكي» أول من أعلن صراحة الطلاق مع الطرفين وفتح المواجهة السياسية معهما معتبراً إياهما فريقاً واحداً. ويبدو أن قيادة «التقدمي الاشتراكي» وعلى رأسها الوزير وليد جنبلاط حسمت أمرها بـ«معارضة العهد» سواء تمثلت في الحكومة الجديدة أو قررت البقاء خارج السلطة في حال لم تلب مطالب جنبلاط بالحصول على الحصة الدرزية كاملة المتمثلة بـ3 وزراء. واعتبر مصدر قيادي في «التقدمي الاشتراكي» أن «الحزب أعطى العهد فرصة ومهلة سنة ونصف لتغيير الصورة والنمط الذي كان معتمداً، وكنا أول من طالبنا بتسوية رئاسية لإنقاذ البلد، وعندما تبلورت تسوية مماثلة لم نقف بطريقها وإن كنا ندرك سلفاً أن السنوات الماضية قدمت دلائل كثيرة على أداء التيار الوطني الحر ومقاربته للأمور الوطنية التي لا نعتبرها مناسبة». ولفت في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «وبعد سنة ونصف بات يمكن القول أن الأمور وصلت على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى مستوى من الترهل غير المقبول، أضف إلى أن العقدة التاريخية التي عاشها ويعيشها التيار من اتفاق الطائف باتت تفعل فعلها اليوم سواء على المستوى السياسي الداخلي، سواء عبر الاستقواء على هذا الاتفاق من خلال القول بأن رئيس الجمهورية استعاد صلاحياته بالممارسة وعدّل الطائف عبر هذه الممارسة، أو عبر اقتناص صلاحيات رئيس الحكومة المكلف». وقال المصدر: «هذا الانقضاض على اتفاق الطائف مغامرة خطيرة على المستوى الوطني وتؤدي إلى توتر العلاقات السياسية الداخلية». ولطالما كانت العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و«الحزب التقدمي الاشتراكي» متوترة، ولطالما تواجدا في محاور سياسية مختلفة ومتصارعة. وانفجر مؤخرا الخلاف بينهما داخل الوزارات بعد اتخاذ وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال مروان حمادة قرارا بنقل رئيسة دائرة الامتحانات هيلدا خوري، المقربة من «التيار الوطني» من منصبها، وهو ما اعتبره العونيون «قرارا سياسيا انتقاميا ظالماً بحقها»، فسارعوا لرد «الصاع صاعين» من خلال الإقدام على نقل موظفين مقربين من «الاشتراكي» في وزارة البيئة ومؤسسة كهرباء لبنان. ويتحدث مفوض الإعلام في الحزب «التقدمي الاشتراكي» رامي الريس عن «سياسة من الكيدية والانتقام يمارسها وزراء التيار الوطني الحر في وزاراتهم»، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنهم «يرفضون القبول بأي إجراءات علمية وتقنية لمعالجة مشكلة الكهرباء، ويصرون على الخيارات الأكثر كلفة والأقل استدامة، أضف إلى كل ذلك محاولاتهم الحثيثة لانتزاع حقوق الأحزاب والقوى السياسية التي حققت فوزاً في الانتخابات من خلال محاولة اقتناص مقاعد من تمثيلها الوزاري». ويدعم الرئيس عون و«التيار الوطني الحر» رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب طلال أرسلان في إصراره على الحصول على أحد المقاعد الدرزية الـ3 في الحكومة المقبلة، ما يشكل أحد أبرز العقد التي تؤخر تشكيل الحكومة. وأكد نواب وقياديون عونيون مراراً إصرارهم على وجوب عدم حصر التمثيل الدرزي بجنبلاط، «لأنه خلاف ذلك يكون يتحكم بمصير الحكومة، فإذا قرر سحب وزرائه الدروز الـ3. يطيح بميثاقية الحكومة». ويدرس «التقدمي الاشتراكي» جدياً الانضواء في صفوف المعارضة في حال عدم الاستجابة لمطالبه الوزارية، وإن كان رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري عبّر أكثر من مرة عن تمسكه بتمثيل جنبلاط حكومياً. وفي هذا المجال، تقول مصادر قيادية في الحزب «التقدمي الاشتراكي» بأن «الانتقال إلى صفوف المعارضة الكاملة، خيار لم يتبلور بعد». وتجمع رئيس الحزب وليد جنبلاط، الذي لم يترشح إلى الانتخابات النيابية الأخيرة وقرر ترشيح نجله تيمور، علاقة «ممتازة» برئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي يُعتبر حليفه الرئيسي منذ سنوات طويلة، وإن كانا لا يتفقان على الرؤى الاستراتيجية سواء بملف العلاقة مع سوريا أو بموضوع سلاح حزب الله وقتاله خارج الحدود اللبنانية. أما العلاقة بين جنبلاط والحريري فـ«جيدة»، وفق تعبير المصادر الاشتراكية، و«متقدمة» مع «القوات اللبنانية». وقد نجح جنبلاط طوال الفترة الماضية بتنظيم خلافه الاستراتيجي مع حزب الله خاصة بعد أحداث السابع من مايو (أيار) 2018، وهو يحاول منذ مدة تفادي أي مواجهة سياسية مباشرة مع أي من الفرقاء، لكن محاولاته هذه لم تفلح مع «التيار الوطني الحر». وفي إطار التراشق السياسي المستمر أمس، اعتبر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب السابق وليد جنبلاط، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن «نظرية معاقبة الفلسطينيين وإقصائهم وقتلهم تساعد في عملية السلام، عجيبة من بنا أفكار جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب». وقال: «النظرية نفسها يطبقها الصهر في لبنان (وزير الخارجية جبران باسيل) لتثبيت هيمنته». وأضاف: «ما من أحد يعارضه سوانا ويدفع الثمن سوانا والبقايا مجموعة أصنام وجيف همها تقاسم المصالح». وختم قائلاً: «لا تلعبوا بالنار».

القضاء اللبناني يتحرك ضد إعلامي تعرض لأمير الكويت على قناة «المنار»

استنكار سياسي واسع وتشديد على العلاقات التاريخية بين البلدين

بيروت: «الشرق الأوسط»... شهد لبنان أمس حملة تضامن كبيرة مع الكويت وأميرها الشيخ صباح الأحمد جابر الصباح بعد تعرض أحد الإعلاميين المقربين من «حزب الله» للأمير خلال استضافته عبر قناة «المنار» التابعة للحزب. وتحرك القضاء سريعاً، إذ كلّف النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي سمير حمود قسم المباحث الجنائية المركزية تفريغ مضمون المقابلة التي أجراها الإعلامي سالم زهران على قناة «المنار» وذلك تمهيدا لإجراء المقتضى القانوني. وأكد رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري رفضه «أي تطاول على الكويت وأميرها الذي نكن له كل احترام وتقدير ونحفظ له في قلوبنا مكانة خاصة لما له من تاريخ مشرف في الوقوف إلى جانب اللبنانيين في السراء والضراء»، مشددا خلال استقباله سفير الكويت لدى لبنان عبد العال القناعي أمس، على أن «ما حصل على إحدى الشاشات هو كلام خارج المناخ الوطني اللبناني المجمع على أفضل العلاقات مع الكويت وسائر الإخوة العرب». وأضاف: «في جميع الأحوال أن القضاء اللبناني يحقق في الأمر لتطبيق القانون الذي يحمي الجميع وبالتالي مصلحة لبنان واللبنانيين». وأشار السفير الكويتي إلى أن «علاقة الكويت بلبنان هي علاقة تاريخية متجذرة لا يمكن أن تتأثر بهذه الصغائر التي بات معروف الهدف من ورائها». واعتبر أن «المدعي هو شخص تابع لمتبوع، وكلما تأزم المتبوع أوحى إلى تابعه بالنفخ في العلاقات العربية –العربية». وأضاف: «لكن أود أن أؤكد للجميع أنه لا يمكن لهؤلاء المدعين والمتحزلقين أن يؤثروا في هذه العلاقة الراسخة التي بنيت على قواعد وأصول سليمة». وأوضح السفير الكويتي أنه أثار هذا الموضوع مع الرئيس الحريري الذي «أعرب عن استنكاره واستيائه الشديد لهذا الأمر، ووعد باتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة لردع هذا الشخص عن ادعائه». وأصدرت هيئة شؤون الإعلام في «تيار المستقبل» بياناً استنكرت فيه «فتح إحدى الشاشات التلفزيونية الهواء لإعلامي من خريجي المخابرات السورية، كي يتولى تحقير دولة الكويت وأميرها ويتناول المملكة العربية السعودية بصفات على قياس أفكاره وأخلاقه». ووضعت الهيئة «هذا التهجم الأرعن، في عهدة القضاء اللبناني، الذي لا يصح أن يتخلف عن وضع حدٍ لألسنة السوء والمتلاعبين بمصير العلاقات اللبنانية – العربية». وكانت وزارة الإعلام الكویتیة أعربت الجمعة عن «استنكارها واستهجانها الشدیدین للتطاول والادعاء الذي جاء على لسان أحد الإعلامیین في لقاء على قناة المنار اللبنانیة حول لقاء أمیر البلاد الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح والرئیس الأميركي دونالد ترمب، والذي جرى مؤخرا بالولایات المتحدة». وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكويتية، قالت وزارة الإعلام الكويتية إن «ما أورده هذا الإعلامي یمثل افتراء وادعاء وتزییفا للحقائق وتضلیلا للرأي العام بادعاءات صاغها بعیداً عن الواقع تشمل إساءات تكشف عن نوایا شریرة ومقاصد خبیثة لن تنال من العلاقات الأخویة والتاریخیة بین لبنان والكویت ولن تعكر صفو هذه العلاقات أبدا». وأعرب رئيس مجلس النواب نبيه بري، عن رفضه أي إساءة إلى الكويت وأميرها، وقال في بيان: «الإساءة للكويت وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، مرفوضة ومدانة بكل المقاييس. وسيحفظ اللبنانيون على الدوام للكويت، أميراً وشعباً وحكومةً ومجلس أمة، أياديهم البيضاء التي امتدت للبنان في أيام الشدة والرخاء، ولن نسمح بأن يعكر صفو علاقة تاريخية وأخوية بين بلدين جمعهما ويجمعهما فعل الخير والمحبة والثقة، ولا أن يفرقهما شيء». واعتبر وزير الداخلية نهاد المشنوق ان أمير الكويت هو «كبير الحكماء العرب»، وقال: «لا ننسى دوره التاريخي في مساعدة لبنان» ورأى ان، «التعرّض له برواية غير موثّقة هو تعرّض لكل اللبنانيين الذين ليس لديهم إلا التقدير الكبير له». كذلك استنكرت قوى لبنانية عدة ومن بينها حزبا «القوات اللبنانية» و»التقدمي الاشتراكي» التعرض لامير الكويت.

 



السابق

مصر وإفريقيا...القبض على علاء وجمال نجلي حسني مبارك في قضية فساد .. وفاة مرضى أثناء خضوعهم لغسيل كلى في مستشفى حكومي...خبير سوداني أممي يعتذر عن تولي حقيبة المالية..واشنطن تجدد تهديدها بوقف تمويل اتفاقيات سلام جنوب السودان..ما حقيقة استيلاء الجيش الليبي على أموال البنك المركزي في بنغازي؟...إثيوبيا: زعماء المعارضة المسلحة يعودون والآلاف يرحبون بهم..الصراعات بين أجنحة سياسية تشل عمل الحكومة في تونس..العثماني: تصريحات عيوش "داعشية سياسية"..

التالي

أخبار وتقارير..كيف أثّرت محن دونالد ترامب المحلية على السياسة الأميركية في الشرق الأوسط؟..خصومنا الداعِمون..ميركل تتهم روسيا بشن «حرب هجينة» ضد الجنود الألمان في ليتوانيا...أمين عام منظمة الدول الأميركية لا يستبعد «تدخلاً عسكرياً» في فنزويلا..المواجهة الأميركية - الإيرانية...تدريبات بحرية روسية تقلق طوكيو في إطار مناورات "فوستوك-18"...توقيف مئات العمال في مطار اسطنبول الجديد بعد تظاهرة...وزيرة الدفاع الألمانية: لا نستبعد انتشارا طويل الأمد للقوات في الشرق الأوسط..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,701,105

عدد الزوار: 6,909,273

المتواجدون الآن: 98