لبنان..نجاح مساعي التهدئة.. وانتظار حكومي مفتوح..أيلول «شهر الأسفار»معطّل حكومياً.. ونصائــح بتحصين الداخل من التطورات السورية..«فوضى المطار»: إحالة تقرير شركة «سيتا» إلى التفتيش.. ومخاوف من تراجع التغذية بالكهرباء..

تاريخ الإضافة السبت 8 أيلول 2018 - 7:41 ص    عدد الزيارات 2575    التعليقات 0    القسم محلية

        


نجاح مساعي التهدئة.. وانتظار حكومي مفتوح..

«فوضى المطار»: إحالة تقرير شركة «سيتا» إلى التفتيش.. ومخاوف من تراجع التغذية بالكهرباء..

اللواء.. عشية «أسبوع الاستحقاقات» والترقبات، بدءاً من سفر الرئيس ميشال عون إلى نيويورك لإلقاء كلمة لبنان امام الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومغادرة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى لاهاي، للاستماع إلى المطالعة الأخيرة للادعاء امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في 11 أيلول الجاري، وعلى وقع ثبات أجواء التهدئة على الجبهة الحكومية، اعرب الرئيس الحريري عن أمله في الوصول إلى حكومة وفاق وطني، يعمل لها «ليل نهار بصمت وكتمان وهدوء»، معتبراً ان برنامج الحكومة العتيدة هو التمكن «من تنفيذ برنامج الإصلاحات والاستثمارات بتمويل المرحلة الأولى من مؤتمر سيدر بحوالى 12 مليار دولار، باعتباره «خشبة الخلاص لبلدنا من الأزمة الواضحة للجميع». واعتبر الرئيس الحريري انه «كرئيس مكلف اعمل على أساس الدستور ولا داع لسجالات وجدليات غير مطروحة»، داعياً إلى ان نحترم نتائج الانتخابات اللبنانية، «فإذا كانت تشكيلة لا تحترم الانتخابات النيابية، فإن المجلس يحجب عنها الثقة، اما إذا نالت الثقة، فلا يمكن ان تكون مناقضة لنتائج هذه الانتخابات».

الحريري

وفي تقدير مصادر سياسية، ان المواقف التي اعلنها الرئيس الحريري مساء أمس، من السراي الكبير، من شأنها ان تحسم الكثير من الجدل والنزاع سواء حول الصلاحيات الرئاسية، أو المفاوضات الجارية لتأليف الحكومة، خصوصاً بعدما أكّد ان التشكيلة الحكومية العتيدة لا يمكن ان تكون مناقضة لنتائج الانتخابات النيابية، باعتبار ان الصيغة التي قدمها إلى بعبدا، هي السقف الذي سيفاوض من خلاله للتوصل إلى صيغة منشودة. وكان الرئيس الحريري اغتنم مناسبة حفل العشاء الذي أقيم مساء في السراي تحت رعايته لمناسبة اختيار change maker هذا العام لبنان كمركز اقليمي للشرق الأوسط، لاطلاق مجموعة مواقف سياسية أراد من خلالها تهدئة التوترات السياسية التي رافقت تقديمه الصيغة الحكومية الأخيرة، فضلاً عن سجالات وجدليات غير مطروحة حول الصلاحيات الدستورية، سيما وان «لا فائدة من الكلام فوق السطوح، والتصعيد والاتهامات والمواقف العنترية»، حسب تأكيده، فضلاً عن ان الجدليات على الصلاحيات «ليس لها أي علاقة بهدف التوصّل إلى تشكيل حكومة بأسرع وقت». ولفت زوّار «بيت الوسط» لـ«اللواء» إلى ان الرئيس الحريري، لم يكن متفائلاً كثيراً أو متشائماً أمس بالنسبة إلى موضوع تشكيل الحكومة، بالرغم من حرصه على لملمة الأجواء المتوترة، وعلى التسوية الرئاسية مع الرئيس عون. وتوقع هؤلاء عودة الهدوء إلى الساحة السياسية خلال الـ48 ساعة المقبلة، في إشارة إلى عمل جار لسحب موضوع الصلاحيات من التداول الإعلامي، في موازاة العمل لحلحلة العقد المطروحة، مع التأكيد هنا بأن الصيغة الحكومية التي اقترحها الحريري هي صيغة مبدئية قابلة للأخذ والعطاء والتبديل. واوضحت مصادر مطلعة ان اي تطور حكومي جديد لم يبرز باستثناء التركيز على التهدئة لمواصلة العمل الحكومي وهو ما كان في صلب زيارة الوزير غطاس خوري الى قصر بعبدا وهو لم يفصح عن سبب الزيارة. ومعلوم انه مكلف بنقل اجوإء عن الرئيس المكلف ودائما تبرز خطوته في اطار تقريب المسافات. ولكن اي شيء يتصل بالمرحلة المقبلة غير معروف بعد وهو لن يتضح قبل لقاء الرئيسين. لكن مصادر في تكتل لبنان القوي اسفت للمماطلة الحاصلة في الملف الحكومي وقال النائب ماريو عون لـ«اللواء» ان التوجه في ما خص توجيه الرئيس عون رسالة الى مجلس النواب غير محسوم بعد. وعلمت «اللواء» ان الرئيس عون الذي يزور ستراسبورغ الإثنين المقبل سيكون اول رئيس لبناني يلقي كلمة في البرلمان الأوروبي وذلك في الجلسة الافتتاحية. وستتركز الكلمة الرئاسية على ملف النازحين وموقف لبنان منها وهو امر يوليه البرلمان اهمية بسبب التعاطي الاوروبي المتفاوت لمسألة اللاجئين. وفي موقف يتكرر، نقل موقع «العهد الاخباري» عن وزير الزراعة غازي زعيتر، الذي يزور دمشق، ان زيارة الرئيس نبيه برّي إلى دمشق واردة في أية لحظة، والأمر يتوقف على ظروف الرئيس برّي الأمنية، فضلاً عن ظروف الرئيس السوري بشار الأسد، داعياً إلى انتظار الأيام القادمة، لتظهر مدى العلاقة الأخوية بين الرئيسين الأسد وبري، على حدّ تعبيره..

«حزب الله»

وفي السياق، لفت انتباه المراقبين هدوء «حرب الصلاحيات» فجأة، وسط تساؤل عن الجهة التي اضطلعت بدور الاطفائي بعدما بدأ التصعيد يبلغ الشارع بيافطات رفعت في بعض المناطق واتخذت طابعاً طائفياً خطيراً، وفيما رجحت بعض المعلوات ان يكون «حزب الله»، وعبر قنواته المعهودة فعل فعله في هذا المجال، انطلاقاً من حرصه على الاستقرار، وعدم انزلاق البلد إلى صراع مذهبي، كانت لافتة للانتباه دعوة نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم إلى تشكيل الحكومة التي تستوعب الجميع بالطريقة المناسبة، حتى ولو كانت هناك خلافات سياسية فلا مشكلة في ذلك، إذ تستطيع الحكومة ان تجمع، والخلافات يمكن ان تناقش وفي النهاية أصل تشكيل الحكومة مطلوب، لأن الحكومة هي التي تنقذ البلد من المزيد من التدهور». وكان الاجتماع الذي عقده الرئيس عون في بعبدا، مع وزير المال علي حسن خليل في حضور رئيس لجنة المال النيابية إبراهيم كنعان، حول الأوضاع المالية والاقتصادية في البلاد، خلص إلى نتيجة مؤداها، ان هناك أزمة اقتصادية وجموداً اقتصادياً قد يكون مفتاح معالجتها تشكيل الحكومة وانتظام عمل المؤسسات»، بحسب ما أكّد الوزير خليل، والذي شدّد على سلامة الوضع المالي والنقدي برغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية.

فوضى المطار

وسط هذه الأجواء، انهمكت الدولة من أعلى رأسها حتى أخمص قدميها في «فضيحة» توقف نظام الاتصالات المخصص لتسجيل حقائب الركاب المغادرين عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ما أدى إلى توقف كلي لعملية التسجيل وازدحام في قاعات المغادرة اعتباراً من الحادية عشرة مساء أمس الأوّل وحتى الرابعة فجراً، فتأخر اقلاع الطائرات وارجئت الرحلات وسادت أجواء بلبلة بلغت اصداؤها دول العالم قاطبة. وفيما سجل استنفار رسمي واداري ووزاري شامل، ترجمه الاجتماع الموسع الذي عقده الرئيس الحريري في «بيت الوسط» وجمع كافة المسؤولين عن المطار، في حضور وزراء الاشغال يوسف فنيانوس والداخلية نهاد المشنوق والمال، إضافة إلى قادة امنيين، بدا ان ثمة اتجاهاً للمحاسبة، إذ استدعى رئيس التفتيش المركزي القاضي جورج عطية كلاً من رئيس المطار فادي الحسن والمدير العام للطيران المدني محمّد شهاب الدين للتحقيق في ملابسات ماحدث، فيما أشار وزير العدل سليم جريصاتي إلى تحرك النيابة العامة المختصة لتبيان ما إذا كانت هناك أفعال جرمية. غير ان التحقيقات اشارت إلى سبب تقني يعود إلى ان شركة Sita المعنية بالشق التقني والمعلوماتي والتي تتعاقد مع نحو 70 مطاراً حول العالم لم تتمكن من القيام بالمهام الموكولة إليها، نتيجة العطل الذي طال شبكة الاتصالات التابعة لها، ولم تنفع بدورها الوسيلة الاحتياطية التي لجأت إليها فكانت النتيجة تأخر الركاب أكثر من خمس ساعات. وأكّد الوزير فنيانوس بعد اجتماع «بيت الوسط» ان كل الإجراءات ستتخذ وستتحدد كل المسؤوليات، في انتظار البيان الذي ستصدره شركة «سيتا» وسننظر إلى كيفة التعويض على الركاب الذين تأخرت رحلاتهم وخسروا بطاقاتهم. وكشف ان الحريري لم ينتظر حتى تأليف الحكومة والاستحصال على موافقة مجلس الوزراء الجديد لصرف الأموال، إنما أخذ الأمر على مسؤوليته وأعطى توجيهاته إلى مجلس الإنماء والاعمار والمعنيين لوضع الدراسات اللازمة لحل مشكلة الازدحام في المطار، وانه سيجد الطريقة المناسبة لتأمين المبالغ المتوجبة للمطار والبالغة 88 مليون دولار. وقال انه إذا تأمنت الأموال، أتوقع ان تمر 7 أشهر أو 8 من العمل الحثيث وبعدها سيصبح المطار قادراً على استيعاب الركاب بطريقة أفضل، علماً ان الحل النهائي يكمن في إقامة المحطة الجديدة التي تمّ الاتفاق عليها. ومع ان ما حصل في مطار بيروت يحصل عادة في جميع مطارات العالم، فقد كان لافتاً استغلاله سياسياً من فريق التيار العوني، حيث غرد النائب نقولا صحناوي عبر «تويتر» معتبراً ان وضع المطار أصبح مخجلاً وغير مقبول، حاملاً على وزير الاشغال، في حين سأل النائب زياد أسود عمّا إذا كانت اعطال المطار مقصودة لغرض صرف الأموال الطائلة دون حسيب أو رقيب؟ أوضحت شركة « SITA» طبيعة العطل الذي طرأ في مطار رفيق الحريري الدولي، ليل الخميس- الجمعة الفائت، فكشفت أنه «في معرض عمليات الصيانة الدورية والاستباقية التي كانت تقوم بها الشركة عند الساعة الحادية عشرة من ليل الخميس، ظهر خلل في نظام اجهزة التوجيه المسؤولة عن البنية التحتية للاتصال الدولي، فسارعت الشركة الى اصلاحه من خلال النظام المعمول به، الا ان طبيعة الخلل الالكتروني واستحالة اصلاحه اوجبا على الشركة ترحيل جميع خطوط الاتصال الدولي الى نظام جديد متطور بديل لاعادة تشغيل الاجهزة في مطار رفيق الحريري الدولي وتأمين سير العمل فيه، وهذا ما تحقق فعلا بالسرعة القصوى الممكنة في تمام الساعة الرابعة والنصف من فجر يوم الجمعة، علما ان الشركة كانت بصدد ترحيل كافة خطوط الاتصال الدولي الى النظام الجديد في اول فرصة متاحة بعد انتهاء موسم الذروة في المطار كي لا يؤثر سلبا على سير العمل فيه». وتمنت الشركة في كتاب وجهته الى المديرية العامة للطيران المدني على جميع المراجع التريث في القاء التهم وتحميل المسؤوليات قبل الانتهاء من التحقيقات وجلاء كافة التفاصيل التقنية. ونشرت المديرية العامة للطيران المدني كتاب «SITA « بتحفظ خصوصاً لجهة «تنصل الشركة من موجباتها نتيجة الأعطال التي حصلت في المطار بتاريخ 6/9/2018 والضرر والمعاناة الذي لحق بالمسافرين من المطار، وأن هذا الأمر سيكون موضوع متابعة دقيقة من المديرية العامة للطيران المدني سوف تحيل غدا الكتاب إلى المراجع القضائية المختصة لإتخاذ الإجراءات المناسبة».

ازدياد التقنين

وسط هذه الأجواء، ترددت مخاوف من لجوء مؤسسة كهرباء لبنان، إلى زيادة ساعات التقنين ابتداءً من 15 أيلول الجاري، ستبدأ بتخفيض ساعات التغذية، من جرّاء نقص مالي لشراء الفيول والغاز اويل. وعزت السبب إلى ان الوزير خليل لم يستجب لطلب فتح اعتمادات مالية، كان طلبها وزير الطاقة سيزار أبي خليل.

أيلول «شهر الأسفار»معطّل حكومياً.. ونصائــح بتحصين الداخل من التطورات السورية

الحريري يبحث مع المسؤولين في أزمة المطار

الجمهورية..حركة الاتصالات لتأليف الحكومة مركونة على رصيف المراوحة السلبية حتى إشعار آخر، في ظل لامبالاة طبقة سياسية قدّمت الدليل تلو الدليل على ان لا همّ لها سوى فرض إراداتها وتحقيق مكاسبها ومصالحها على حساب البلد والناس بشكل عام، من دون تقدير حجم الأضرار التي يفاقمها الفراغ الحكومي ويراكمها على كاهل كل اللبنانيين. هذه الصورة الداخلية تتوازى مع مشهد إقليمي متقلب، تُنذر وقائعه بتطورات دراماتيكية، وخصوصاً في الميدان السوري في ظل تصاعد الحديث عن حرب أميركية على النظام ربطاً بالملف الكيميائي، بالتوازي مع تحضيرات روسية إيرانية مع النظام لشَنّ عملية عسكرية في إدلب. وهو الأمر الذي كان محور القمة الثلاثية التي عقدت في طهران بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس التركي رجب طيب اردوغان. على الخط الحكومي، صارت الصورة في منتهى الوضوح، كل الاطراف كشفت أوراقها وتتمسّك بطروحاتها ولا تتراجع عن حرف منها، وكأنها كتب سماوية. وخط التواصل بين بعبدا وبيت الوسط مفتوح من باب المجاملات، الّا انه مقفل حكومياً، ذلك انّ أجواء رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري ما زالت متأثرة بسقوط المسودة التي طرحها الحريري في اللقاء الاخير بينهما في القصر الجمهوري. وقالت مصادر معنية بمسار التأليف لـ«الجمهورية»: انّ احتمالات احداث خرق إيجابي في حائط التأليف باتت أصعب من اي وقت مضى، إذ لا يبدو انّ هناك نيّة تراجع لدى ايّ من القوى السياسية. وكشفت المصادر ان ليس لدى الرئيس المكلف ما يقدّمه زيادة على المسودة التي قدّمها، والمشاورات التي أجراها في الايام الاخيرة لم تبلور اية افكار جديدة يمكن ان تشكّل مخرجاً مرضياً للجميع، يتمكن من خلاله من تليين التصلّب في مواقف رئيس الجمهورية و»التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية» والحزب «التقدمي الاشتراكي». ونقل زوّار رئيس الحكومة عنه تأكيده أنه «ماض في اتصالاته، ومصمّم على تخطي كل العقبات، وانه ما زال عند قوله إنّ الحكومة ستولد في نهاية المطاف اذ انّ لكل عقدة حلها». وأكدت اوساط رئاسية «ان لا جديد لدى رئيس الجمهورية زيادة على ما ابلغه الى الرئيس المكلف في لقائهما الاخير، فهو عبّر عن ملاحظاته على المسودة التي قدمها اليه وينتظر ما سيحمله اليه الرئيس المكلف في لقائهما المقبل، الذي يفترض انه ليس بعيداً، ويأمل ان يكون هذا اللقاء مُنتجاً لحكومة ينتظرها البلد».

لا تراجع ولا تنازل

وأبلغت مصادر رسمية على صلة بالرئاستين الأولى والثالثة «الجمهورية» قولها: انّ الأمل في ولادة الحكومة ضعيف جداً، فالتصلّب المتبادل بين كل الاطراف السياسية قوي جداً، ولا أحد في وارد التراجع او التنازل، وهذا يؤكد بما لا يقبل أدنى شك أنّ القرار بتأليف الحكومة لم يأت بعد، وقد لا يأتي في المدى المنظور. وكشفت المصادر انّ المعطيات التي تملكها من أطراف الصراع الحكومي تؤكد انّ مسار التفاهمات الداخلية معطّل، مشيرة الى نصائح وردت الى اكثر من مسؤول لبناني من جهات إقليمية ودولية تحثّ على ترتيب البيت اللبناني وتحصينه في هذه المرحلة، عبر حلّ للمعضلة الحكومية بطريقة لا يكون فيها أي من الاطراف خاسراً، اذ انّ الوقائع الميدانية في سوريا تَشي بتطورات قد تحدث في اي لحظة، يخشى ان تفرض إيقاعها على المشهد اللبناني، وتصعّب الامور فيه أكثر ممّا هي صعبة في هذه الفترة. ونقلت المصادر عن جهات أمنية غربية تخوّفها من انّ الجاهزية العسكرية الغربية والروسية والايرانية في أعلى درجاتها، خصوصاً على جبهة ادلب، التي يبدو انّ تحضير المعركة فيها بات في مرحلة متقدمة وبدأ يثير القلق من اقتراب الساعة الصفر لانطلاق العمليات العسكرية، التي من شأنها ان تفرض امراً واقعاً جديداً وستكون له تأثيراته المباشرة على سوريا والدول المحيطة بها، ومن ضمنها لبنان.

شهر معطّل

امام هذه الصورة، يبدو الواقع اللبناني في عالم آخر، وأولوية الطاقم السياسي هي تعويد الناس على الفراغ بلا سلطة تنفيذية تحكمه وتدير شؤونه. فشهر ايلول الجاري هو شهر معطّل حكومياً، وبالتالي لا يمكن توقع اي نقلة نوعية فيه على خط التأليف، ذلك أنه تحوّل الى «شهر الأسفار» لرئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، وكذلك لوزير الخارجية جبران باسيل الذي سيزور كندا وينتقل منها الى نيويورك للانضمام الى الوفد الرئاسي في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الاسبوع الاخير من الشهر الجاري. ولعل الحدث الابرز خلال هذا الشهر، يتمثّل بدعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى عقد جلسة تشريعية للمجلس النيابي في النصف الثاني منه قبل ان يسافر بري بزيارة رسمية الى فرنسا. مع الإشارة الى انّ منسوب التشاؤم يرتفع شيئاً فشيئاً في عين التينة، التي صارت تخشى من ان يبقى البلد أسيراً لهذا التعطيل لفترة طويلة.

«القوات»

والملف الحكومي، إضافة الى التعقيدات الماثلة في طريق التأليف، سيتناولهما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع خلال احتفال تكريم شهداء «القوات» الذي سيقام بعد ظهر غد في معراب. وقالت مصادر «القوات» لـ»الجمهورية» انّ كلمة جعجع «تأتي في لحظة تعثّر على المستوى الوطني بعد انتخابات نيابية حققت فيها «القوات» فوزاً مهماً سيُهديه جعجع للشهداء، كعربون وفاء وشكر ولو صغير أمام شهادتهم، وللقول انّ هذه الشهادة بدأت تثمر تحقيقاً لحلمهم بلبنان الدولة والسيادة». وأشارت الى انّ جعجع سيؤكد على مشاركة كاملة في الحكومة تعكس ما أفرزته الانتخابات من نتائج ورفض أي تنازل أعطته الناس لـ«القوات»، وسيشدد على إصرارها على المشاركة في الحكومة تمسّكاً بمشروع الدولة وسعياً لإنقاذها من الواقع المأسوي الذي وصلت إليه بسبب ممارسات بعض القوى السياسية. ولفتت المصادر الى انّ جعجع «سيكرر دعمه للرئيس عون وعهده، وسيذكّر بأنه كان من المساهمين الرئيسيين في انتخابه، وسيُبدي أسفه للتأخير الحاصل في تأليف الحكومة الذي لا علاقة له بالخارج ولا بالصلاحيات، إنما يتعلق في بعض من يتمترس خلف العهد لتحجيم «القوات» وغيرها والاستئثار بكل شيء، الأمر الذي لن تسمح به «القوات»، وسيدعو الرئيس عون إلى المبادرة لإنقاذ الوضع، وسيؤكد تمسّكه بمصالحة معراب ويوجّه رسالة وجدانية «للرفاق العونيين». وقالت المصادر انّ جعجع سيتطرق إلى موضوع التطبيع مع سوريا، حيث سيؤكد انّ المطروح ليس التطبيع لإعادة النازحين، بل التطبيع لعودة النظام السوري إلى لبنان، ويَستهجن الكلام عن تطبيع مع نظام ثبتَ بالدليل القاطع تورّطه في تفجير مسجدَي التقوى والسلام في طرابلس. وسيؤكد جعجع على نهج «القوات» الثابت بالدفاع عن السيادة كأولوية مطلقة، لأنه من دون سيادة تبقى الدولة ضعيفة ومنتقصة، وسيشدد على ضرورة الالتزام بسياسة النأي بالنفس التي من دونها يفقد لبنان استقراره، وسيتوجّه برسالة إلى جمهور 14 آذار الذي تكمن قوته بتمسّكه بمشروعه السياسي الذي سيتحقق عاجلاً أم آجلاً، ورسالة مهمة إلى «حزب الله».

الخلافات والاقتصاد

من جهة ثانية، اذا كان الهمّ الاقتصادي هو القاسم المشترك الذي يُجمع المسؤولون السياسيون على أنه ينبغي ان يشكّل الحافز الاول لتحريك وتسريع تشكيل الحكومة، فإنّ التحرّك الذي بدأته الهيئات الاقتصادية امس الاول، كان لافتاً في توقيته لجهة بلوغ الوضع المالي والاقتصادي مرحلة دقيقة باتت تستوجب تضافر كل الجهود للضغط في اتجاه إنهاء أزمة المراوحة الحكومية، والتجاذبات السياسية. لكن، ومن خلال مواقف الاتحاد العمالي العام، بَدا الوضع وكأنه يتجه الى نقل الخلافات السياسية الى طرفي الانتاج في البلد. وبدلاً من أن ينجح أرباب العمل والعمّال في الضغط على السياسيين لِحثّهم على إنهاء الأزمة القائمة، تبيّن انّ محاولة تنسيق المواقف بين طرفي الانتاج قد تؤدي الى بروز خلافات بينهما، إستناداً الى مواقفهما السياسية المتباينة. ومن هنا، بَدت الصرخة التي أطلقتها الهيئات الاقتصادية يتيمة، وبات واضحاً انّ محاولة ملاقاة الاتحاد العمالي للهيئات لن تكون سهلة، وبالتالي قد يكون حراك الهيئات انتهى واكتفى بالبيان الصادر عن اللقاء.

أزمة المطار

الى ذلك، وفي أجواء الفوضى السياسية السائدة، برزت امس أزمة مطار رفيق الحريري الدولي والارباك الذي حصل حيال المسافرين و«خربطة» مواعيد السفر. هذا الأمر عكسَ بوضوح حال العجز الرسمي على كل المستويات. واذا كانت الأزمة قد استدعت عقد لقاء في بيت الوسط برئاسة الحريري لتحديد المسؤوليات، فإنّ ما صدر عن الاجتماع اكتفى بتحميل المسؤولية الى شركة أجنبية، ورمى كرة التعويضات للمسافرين المتضررين على عاتق ضمير هذه الشركة.

 



السابق

مصر وإفريقيا.. واشنطن تفرج عن 1.2 مليار دولار مساعدات عسكرية..الجزائر: المواجهات تشتعل بين دعاة «التمكين للأمازيغية» ومؤيدي «التعريب»...المغرب يعلن رفضه لعب «دور دركي» لأوروبا.."إيلاف المغرب" تجول في الصحف اليومية الصادرة السبت..

التالي

أخبار وتقارير...الجيش الأميركي يعد خيارات عسكرية تحسباً لاستخدام «الكيماوي» في سوريا..وزير الدفاع الأميركي في زيارة مفاجئة إلى كابل..وزير الداخلية الألماني يعتبر اللاجئين «أم كل الأزمات السياسية»...مهاتير محمد يلغي اتفاقيات أبرمها سلفه مع الصين بـ22 مليار دولار..الشرطة البريطانية تقول إنها تتعامل مع حادث كبير في وسط بلدة بارنسلي...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,730,783

عدد الزوار: 6,910,875

المتواجدون الآن: 99