لبنان..تغريدة جنبلاطية تهدِّد مصالحة الجبل وتفضح عُقد التأليف.. الحريري يعود غداً وبريّ على سفر وميركل تملأ الوقت الضائع!...تأرجُح بين التأليف المُعطَّل و«حرب التغريدات»... وشطب أسماء من مرسوم التجنيس...إرباك لبناني في تبرير «القرار المفاجئ» بإعفاء الإيرانيين من ختْم جوازاتهم لتعطيل «رادار» التعقبات الدولية أم للتغطية على «شبهة» زيارة بيروت؟..«فورين بوليسي» تتّهم «الخارجية» اللبنانية بالتواطؤ مع «حزب الله»...

تاريخ الإضافة الإثنين 18 حزيران 2018 - 6:49 ص    عدد الزيارات 2504    التعليقات 0    القسم محلية

        


تغريدة جنبلاطية تهدِّد مصالحة الجبل وتفضح عُقد التأليف.. الحريري يعود غداً وبريّ على سفر وميركل تملأ الوقت الضائع!...

اللواء.... نجحت اتصالات التهدئة في كبح جماح تغريدة وليد جنبلاط حول «فشل العهد», لكن الترقب، بقي سيّد اللحظة حول إعادة تحريك الاتصالات لتأليف الحكومة العتيدة، التي يعتقد الرئيس نبيه برّي انها «معطلة وأكثر من معطلة»، قبل مغادرته نهاية الأسبوع في إجازة، ما دام لا حكومة ولا من يحزنون. وكشفت مصادر المعلومات ان الرئيس سعد الحريري الذي يعود غداً إلى بيروت، ساهم في تبريد خط التوتر العالي بين كتلة الحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر ونواب كتلة لبنان القوي، التي شغلت الأوساط السياسية والتي كشفت في الوقت نفسه عن واحدة من عقد التأليف الحكومي، التي اشارت إليها «اللواء» في عدد يوم الجمعة الماضي عشية عيد الفطر السعيد، الذي انتهت اجازته في «الويك اند».

مفاوضات تشكيل الحكومة

مصدر وزاري متابع لاتصالات تشكيل الحكومة استئناف الرئيس المكلف سعد الحريري اتصالاته بقوة هذا الاسبوع بعد عودته من المملكة العربية السعودية غداً الثلاثاء حيث امضى عطلة عيد الفطر مع عائلته، لمعالجة العقد القائمة امام التشكيل بسبب مطالب الاطراف السياسية، وبعدما تبلغ ملاحظات رئيس الجمهورية ميشال عون على الصيغة الاولية التي قدمها له عشية العيد، والتي وصفتها المصادر بأنها «افكار من الرئيس على افكار عرضها الحريري»، لم تحظ بتوافق. وقالت المصادر: ان الايام الماضية لم تشهد اي اتصالات او لقاءات لا من قبل الوزراء والنواب المعنيين بحركة المشاورات غطاس خوري وملحم رياشي والياس بوصعب ووائل ابو فاعور، ولامن اي طرف اخر، مشيرة الى ان الوزير رياشي غادر بيروت الى مدريد على متن رحلة شركة طيران الميدل ايست التي دشنت امس الاول الخط الجوي المباشر بين لبنان واسبانيا. وفي حين اشارت المعلومات الى حلحلة على صعيد التمثيل المسيحي لا سيما تمثيل «القوات اللبنانية» بأربع حقائب، وحقيبة لتيار المردة وحقيبتين للارمن، والباقي لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر مع امكانية تبادل وزير مسيحي من عون بوزير سني من الحريري. بقيت مشكلة التمثيل الدرزي قائمة مع اصرار الحزب التقدمي الاشتراكي على ثلاثة وزراء ورفض اعطاء الوزير طلال ارسلان مقعدا وزاريا او الحصول على وزير مسيحي من حصة اللقاء الديموقراطي. ت المصادر ان تستغرق عملية التشكيل اكثر من ثلاثة اسابيع، خاصة ان الرئيس نبيه بري سيسافر نهاية الاسبوع الحالي او مطلع الاسبوع المقبل في اجازة، وهولم يتلقَ اي اتصال من الرئيس الحريري، باستثناء تهنئته بعيد الفطر. كما انه في حال الاتفاق على الحصص الوزارية للقوى السياسية ستبرز قضية توزيع الحقائب عليها مع مطالبة كل الاطراف بحقائب اساسية وخدماتية، بما في ذلك حقيبة وزارة الصحة، والتي برز في شأن الحصول عليها خلاف كبير بين «حزب الله» الذي يريدها بقوة مدعوماً من حركة «أمل»، وبين «القوات اللبنانية» التي تسعى لأن تبقى من حصتها، والأمر نفسه ينطبق على تيّار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، وسيعقد لهذه الغاية اجتماع بين وزير المال علي حسن خليل والثقافة غطاس خوري وعضو «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور لبحث بند الوزارات المتنازع عليها.

الحرب الاشتراكية - العونية

وإذا كانت الحرب الاشتراكية - العونية وضعت اوزارها واثمرت المساعي اتفاقاً على التهدئة وطي صفحة السجالات الحادّة، فإن صمود هذا الاتفاق - الهدنة، يبقى موضع تساؤلات، طالما ان عوامل التفجير ما تزال مزروعة داخل الطرفين، ويمكن ان تلتهب الساحة بينهما في أية لحظة، إذا لم يتم تحصين الهدنة الهشة باتفاق يكون عنوانه الأساسي هو الحكومة، بحسب ما يرى مصدر اشتراكي لـ«اللواء»، وبالشروط التي يطالب بها رئيس الحزب وليد جنبلاط، في حين يعتقد مصدر نيابي عوني ان ما جرى من تصعيد له علاقة بتموضع جديد لجنبلاط لحسابات تخصه داخلياً وخارجياً. وكانت هذه الحرب قد اشتعلت يوم الجمعة الماضي بعد تغريدة لوليد جنبلاط الموجود في النروج، انتقد فيها العهد ووصفه بالفاشل، على خلفية الموقف من قضية النازحين السوريين، وتلت تغريدته ردود من «التيار الوطني الحر» وردود مضادة من التقدمي على مستوى النواب من الطرفين، لكن ما فاقم الامر حسبما قالت مصادر التقدمي لـ«اللواء» تغريدة لأحد محازبي «التيار الحر» في فالوغا بالمتن الاعلى استخدم فيها عبارات شخصية مسيئة، استدعت ردودا مماثلة، ما اضطر التيار الى اصدار بيان اعتبره التقدمي بمثابة اعتذار، حيث أعلنت منسقية «التيار الوطني الحر» في قضاء بعبدا في بيان أنه «في خضم التطورات السياسية، التي حصلت في الساعات الأخيرة، على خلفية السجالات التي حصلت بين التيار الوطني الحر والحزب الاشتراكي، حصلت ردود فعل عديدة وعفوية للمحازبين من الجهتين على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تجاوز بعضها المألوف في التعاطي بين أبناء المجتمع الواحد». وقال: يهم التيار الوطني الحر، أن يؤكد أن أي كلام مسيء صدر عن أحد منتسبيه، أو مسؤوليه في قضاء بعبدا، هو كلام مرفوض ومدان، وهو لا يعبر عن موقف التيار، بل هو نتيجة ردات فعل شخصية ناتجة عن الاستفزازات، التي فاقمت هذا السجال السياسي.كما يتمنى التيار على الأطراف الأخرى، أن تحذو حذوه في تهدئة النفوس، وإدانة كل الإساءات، وإبقاء الاختلاف السياسي في إطاره الديمقراطي الراقي. وردت مصادرالتقدمي اسباب اندلاع السجال الى تراكم ملاحظات على اداءالتيار خلال فترة الحكومة السابقة وتعاطيه مع كل الملفات المطروحة، من الكهرباء الى النازحين الى الادارة ومرسوم التجنيس، اضافة الى الخطاب السياسي بحق الاخرين ما اثار استياء جنبلاط والحزب. واضافت المصادر: برغم ذلك، ان تعليمات جنبلاط للمحازبين هي دوماضبط الامور ومنع التصعيد وحفظ الاستقرار وبخاصة في الجبل بسبب حساسية وضعه، ولهذا السبب جرت اتصالات من قبل مسوولي التيار في قضاء بعبدا بمسؤولي الحزب ومفوض داخلية الحزب في المتن عصام المصري وجرت معالجة الوضع ووقف التصعيد من الطرفين مساء السبت. اما مصادر التيار فقالت:اننا لا نرى مبررا للهجوم على رئيس الجمهورية اذا كان هناك خلاف بيننا وبين الحزب التقدمي حول تشكيل الحكومة او ملف النازحين او اي ملف اخر، والمسالة ربما ابعد من الخلاف على توزير طلال ارسلان، وربما تتعلق بتموضع جديد لجنبلاط لحسابات تخصه داخليا وخارجيا».

ميركل في بيروت

وليس بعيداً عن أجواء أسباب السجال الاشتراكي - العوني، وهو مسألة النازحين السوريين، تصل إلى بيروت عصر الخميس المقبل المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، في زيارة رسمية للبنان تستمر يومين تعقد خلالهما محادثات منفردة مع الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه برّي وسعد الحريري، حيث ستعقد مع الأخير مؤتمراً صحفياً مشتركاً تركز فيه على استقرار لبنان وضرورة مساعدته في مواجهة أعباء النزوح السوري. وعلمت «اللواء» ان المستشارة الالمانية ستعلن في أثناء محادثاتها مع المسؤولين اللبنانيين، عن منح لبنان قرضاً ميسراً جداً، بقيمة 500 مليون يورو من خارج مقررات مؤتمر «سيدر» الأخير الذي انعقد في باريس، وذلك من أجل مساعدة لبنان اقتصادياً ومالياً. ولم يستبعد مصدر مطلع ان تخيم على محادثات ميركل في قصر بعبدا، الأزمة التي خلفتها تصريحات السفير الالماني مارتن هوث والتي اتهم فيها المسؤولين اللبنانيين بالكذب في ما يتعلق بمسألة عودة النازحين السوريين في ضوء الأزمة التي فجرتها إجراءات وزير الخارجية جبران باسيل في حق المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة. وبحسب هذا المصدر، فإن المسؤولين في الأمم المتحدة الذين سبق ان ابلغوا المسؤولين اللبنانيين استياءهم من اتهامهم المجتمع الدولي بالسعي لتوطين النازحين السوريين، يعتقدون ان الذي يعرقل العودة الطوعية لهؤلاء النازحين هو النظام السوري نفسه والذي يسهم، سواء بإجراءات بحق مواطنيه الذين غادروا ممتلكاتهم، أو بتعقيد الوضع على الأرض، في دفع الأمم المتحدة على عدم تشجيع العودة في هذه المرحلة، لدواع إنسانية. وقد ابلغ المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيلبو غراندي هذا الموقف للوزير باسيل، عندما التقاه في جنيف يوم الخميس الماضي، حيث أكّد له انه في ضوء الوضع المعقد على الأرض فإن موقف الأمم المتحدة عدم تشجيع العودة في هذه المرحلة، وهذا ما وافق موقف الوزير على ان تشجيع العودة ليس ما هو مطلوب من الأمم المتحدة، كما أكّد له ايضا ان المفوضية لا تعارض عودة أولئك الذين يرغبون في العودة إلى الوطن، الآن، وستواصل تقديم معلومات موضوعية وواقعية للاجئين ومساعدتهم في لحصول على الوثائق المطلوبة قبل مغادرتهم. وأوضح غراندي، بحسب البيان الذي وزعته المفوضية ان أي تقارير عن تحيّز أو تخويف من قبل المفوضية ليست صحيحاً على الإطلاق، وان العودة الطوعية هي دائماً أفضل حل لأي أزمة لجوء، وكذلك الخيار المفضل للاجئين عندما تسمح الظروف بذلك.

جوازات سفر الإيرانيين

في غضون ذلك، كشفت صحيفة «الوشنطن تايمز» الأميركية عن إجراءات اتخذها الأمن العام اللبناني وقضت باعفاء الرعايا الإيرانيين من ختم الدخول والخروج على جوازات سفرهم، وان يتم توشيح هذا الختم على بطاقات خاصة مستقلة عن جوازات للسفر. واثار هذا الخبر ضجة في الأوساط السياسية، خاصة وان وصف «بالتسهيلي» للإيرانيين الذين يواجهون عقوبات أميركية من بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني، وقد يمنع ختم جوازات سفرهم من قبل السلطات اللبنانية من منحهم تأشيرات دخول إلى البلدان التي تتقيد بإجراءات العقوبات الأميركية. لكن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم أوضح لتلفزيون «المستقبل» ان هذا الاجراء روتيني لكن يتم تسييسه، مشيرا إلى ان عدم ختم جوزات سفر الإيرانيين ليس محصورا فقط بالايرانيين، بل يشمل ايضا رعايا عدد من الدول الذين لا يرغبون لأسباب متعددة ختم عبارة الدخول والخروج على جوازات سفرهم، لأن الختم اللبناني قد لا يسمح لهم وضع فيزا عليها من قبل بعض الدول، ولهذا السبب اعتمدت البطاقات المستقلة والتي يفترض ان ترفق بجوازات السفر. وأعلنت وزارة الخارجية من جهتها، ان هذا الاجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني، وهو من اتخذ قرار ختم الدخول بدلا من الجواز، وينحصر دور وزارة الخارجية بالابلاغ عنه فقط لا غير. وأوضح اللواء إبراهيم، في مجال آخر، ان مهمة التدقيق في مرسوم التجنيس أوشكت على الانتهاء، كاشفا انه سيسلم خلال الأسبوع المقبل نسخة من الملف إلى كل من الرئيس عون ووزير الداخلية نهاد المشنوق، ليتم اتخاذ القرار في شأن المرسوم، لافتا إلى ان كل ما كتب بالنسبة لرقم المجنسين الذين تبين في حقهم شبهات هو «غير دقيق».

«فورين بوليسي»

وفي سياق متصل بملابسات تسهيل دخول وخروج رعايا الإيرانيين إلى لبنان، نشرت المجلة «فورين بوليسى» نشرت تقريرا إخباريا مفاده تدخل القائم بالأعمال بالوكالة فى سفارة لبنان فى باراغواى المستشار حسن حجازي، لعرقلة استرداد مواطن لبنانى ويدعى نادر محمد فرحات إلى الولايات المتحدة الأميركية بتهمة الاتجار بالمخدرات وغسل أموال لصالح حزب الله، باعتبار أن أنشطته غير الشرعية طالت المنظومة المالية الأمريكية والعقوبات المفروضة على «حزب الله». وجاء في تقرير «فورين بوليسى» أن بارغواى تضم على أرضها عمليات كبيرة ومتنامية لـ (حزب الله) لغسل الأموال المتحصلة من تجارة المخدرات، وأن عناصر الحزب، بإيعاز من مسؤولين كبار به، متورطون فى أعمال تجارة الكوكايين لتمويل أنشطته. واللافت في تقرير المجلة الاميركية، استنتاجها ان تدخل القائم بالاعمال اللبناني في العملية القانونية في البلد المضيف هو خرق للبروتوكول الديبلوماسي، ومؤشر واضح عن ان وزارة الخارجية اللبنانية تقدّم مصالح حزب الله على مصالحها لبنان. وقالت انه لا يجدر بواشنطن السكوت عمّا جرى، وكذلك الأمر بالنسبة إلى باراغواي. ينبغي على السلطات في باراغواي أن تعلن أن حجازي شخصية غير مرغوب فيها على أراضي البلاد، وتُعيده فوراً إلى لبنان. فمن شأن خطوة من هذا القبيل أن توجّه رسالة واضحة إلى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، الذي يُعتبَر المسؤول الأول عن حجازي، مفادها ما يأتي: إما تحصل على المساعدات الأميركية وإما تنصاع لإرادة «حزب الله». إنما لا يمكنك أن تفعل الأمرَين معاً وتنجو بفعلتك. اما الخارجية اللبنانية، فقد اكتفت بوصف خبر المجلة الأميركية بأنه «غير دقيق» وان من واجبات الديبلوماسي متابعة الشؤون القنصلية لأبناء الجالية، كما ان ربط تدخل القائم بالأعمال بالوكالة في السفارة اللبنانية ببارغواي في هذه القضية مع وزير الخارجية جبران باسيل هو أمر غير صحيح ولا يمت إلى الواقع بصلة».

تأرجُح بين التأليف المُعطَّل و«حرب التغريدات»... وشطب أسماء من مرسوم التجنيس

ابراهيم: هناك إقبال لدى شريحة واسعة من النازحين على العودة

الجمهورية...إذا ما صدقت وعود ما قبل عيد الفطر، يفترض ان يتمّ تشغيل المحرّكات الحكومية، ويتلقى فريق التأليف جرعة منشطات سياسية تزخم عملية توليد الحكومة وتخرجها من مغارة العقد والمطبّات التي تعطل هذه الولادة على مدى نحو شهر. وينتظر ان يشكّل هذا الاسبوع فترة اختبار نيّات حقيقية لكل الاطراف، يتبيّن خلالها خيط التسهيل من خيط التعطيل، ويتأكد ما اذا كانت مواقفهم العلنية بتسهيل التأليف صادقة ولها ترجمتها الحقيقية على أرض الواقع، او مواقف كاذبة او مقنّعة تخفي حقيقة توجه هؤلاء الى التعطيل. وكان اللافت في هذا السياق ما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من انّ «نزاعات المسؤولين السياسيين تزعزع الحياة الوطنية، وتعرقل نموّها»، ودعاهم «الى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتجنّب النزاعات الحادة، والإساءات المتبادلة، والتراشق بالتهم، لئلّا يؤدي هذا النهج السيئ إلى إلحاق مزيد من الضرر في حياة المواطنين وسير المؤسسات العامة، وإلى نشر ثقافة الخلافات والتعدي على الكرامات وفقدان الاحترام، وإلى تلاشي القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية في المجتمع». لم تمض عطلة العيد على خير سياسي، بل تحولت بشكل مفاجىء الى منصة حربية أشعلت «حرب التغريدات» بين «التيار الوطني الحر» والحزب التقدمي الاشتراكي، تبادل فيها الطرفان نيراناً سياسية قاسية وزخّات من الاتهامات والاوصاف العنيفة، رفعت العلاقة المتوترة أصلاً بينهما الى مستوى عال من التوتر، قبل ان تخفف من وطأتها وتحد من اتساعها وساطات «سُعاة الخير»، ولكن من دون ان يتمكن هؤلاء من إطفاء الجمر الذي ما يزال تحت رماد قصر بعبدا ودار المختارة، والذي يُنذر باشتعال متجدد في اي لحظة، نظراً الى عمق التباين بين الطرفين، واحتدام الاشتباك بينهما على خط التأليف وما يتصل بالتمثيل الدرزي في الحكومة. ما جرى صبيحة العيد عَكّر المزاج السياسي بشكل عام، وألقت تغريدة النائب السابق وليد جنبلاط حول «العهد الفاشل»، وردات الفعل القاسية التي قابلتها، جمرة على الحلبة السياسية، واضافت مزيداً من الارباك والغموض على خط التأليف «المجمّد» بلا اسباب معلنة، وهددت بإعادة خلط الاوراق الداخلية ورسمت علامات استفهام حول موجبات إشعال الجبهة السياسية في هذا الوقت بالذات، وكذلك حول المستفيد من هذا التأزيم الذي عبّرت مستويات سياسية رفيعة المستوى، عبر «الجمهورية»، عن خشيتها من وجود محاولة لإدخال البلد في ازمة سياسية يصبح معها تأليف الحكومة أكثر استعصاء. وعلمت «الجمهورية» انّ خراطيم إطفاء الازمة المتجددة بين بعبدا والمختارة، جرى مَدّها من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر اتصالات في اتجاهات مختلفة سعياً لنزع فتيل التفجير السياسي، وكذلك من قبل الرئيس المكلّف سعد الحريري الموجود خارج البلد، عبر اتصالات مماثلة خصوصاً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقيادة «التيار الوطني الحر» وجنبلاط. وكان للوزير غطاس خوري دور في هذا المجال. كذلك اتصل الحريري بالوزير علي حسن خليل ودعاه الى الانتظار ليكتمل عقد حضور المعنيين بمرسوم تعيين القناصل الفخريين لتسوية مسألة توقيعه على المرسوم، خصوصاً انّ وزير الخارجية جبران باسيل كان خارج لبنان وسيعود مساء اليوم الى بيروت. وتوازت حركة الاتصالات هذه مع حركة اتصالات تبريدية غير معلنة بين «حزب الله» و«التيار» وأطراف سياسية اخرى. في هذا الوقت، تضج الأوساط السياسية بكلام كثير متناقض حول اسباب داخلية تعطيلية للتأليف، وكذلك خارجية. بالتزامن مع حركة خارجية تصبّ في السياق الحكومي، حيث ذكرت مصادر ديبلوماسية غربية لـ«الجمهورية» انّ باريس فاتحَت الرياض في مسألة المفاوضات الجارية لبنانياً لتأليف الحكومة، غير انه لم يتم تبنّي وجهة النظر الفرنسية المبنية على تَمنّ داخلي لبناني، وهذا الامر سيكون له ترجماته علماً انّ «التيار الوطني الحر» ربط موقف جنبلاط وانتقاده «العهد الفاشل» منذ اللحظة الاولى»، بزيارة الاخير الى السعودية.

بري

وقالت مصادر رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ«الجمهورية»: «انّ الضرورة باتت تحتّم تشكيل الحكومة في اقرب وقت، وعدم تضييع اي دقيقة في هذا السبيل، علماً انّ بلدنا على حافّة هاوية والاقتصاد يُنذر بمخاطر كبرى قد لا يستطيع البلد ان يتحمّلها. دعونا ننصرف الى التأليف، وعدم إدخال البلد في اي تقاصف سياسي او غير ذلك».

«المستقبل»

وعبّرت اوساط تيار «المستقبل» لـ«الجمهورية» عن أملها في أن يسود الوئام مجدداً على خط بعبدا ـ المختارة، مُستبعدة في الوقت نفسه ان يؤثر ذلك على مسار التأليف الذي رسمه الرئيس المكلّف، ويفترض ان يتبلور اكثر في الايام المقبلة. ووصفت «الكلام عن تأخير متعمّد من الحريري في التأليف، بكلام سخيف لا يمتّ الى حقيقة الامر بصِلة، ولا الى العمل الدؤوب الذي يقوم به الحريري وسيستكمله مع عودته الى بيروت فجر اليوم في سبيل توليد حكومته في أقرب وقت». وفي هذه الأجواء كشفت مصادر مواكبة لحراك الحريري لـ«الجمهورية» انّ الرئيس المكلّف قام بزيارة تهنئة بعيد الفطر الى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وقد حضر الى السعودية آتياً من موسكو برفقة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الطائرة الأميرية، عقب انتهاء حفل افتتاح المونديال ومباراة روسيا والسعودية.

سبب التعطيل

وفي هذا المجال، أوحى مسؤول كبير لـ«الجمهورية» وكأنّ سبب تعطيل التأليف خارجي، ولكن من دون ان يحدّد مصدره او هويته. وقال: «بحسب معلوماتي لا يوجد قرار بالتعطيل من الداخل، وإن كانت مطالبات القوى السياسية بالنسبة للحكومة فيها شيء من التعجيز، والمطالبات أمر طبيعي يحصل دائماً في بازار التأليف حيث تحاول القوى السياسية رفع سعرها وحصّتها في الوزارات ونوعيتها. كلّ ذلك لا يمكن اعتباره عاملاً تعطيلياً من الداخل، وعدم وجود هذا العامل يجعلنا نفترض انّ سبب التعطيل خارجي». ورداً على سؤال حول «المعطّل الخارجي»، قال: «لا توجد معلومات يقينية حتى الآن حول هذا الموضوع، ولكننا لا نرى جديّة خارجية حقيقية في تشجيع اللبنانيين على تشكيل حكومة. وفي اي حال، عودة الرئيس الحريري وحركته المرتقبة هي التي ستحدّد الخيط الابيض من الخيط الاسود، وثمّة إشارات اطلقها أخيراً حول نيّته بتزخيم حركة التأليف بعد العيد».

هدنة هشّة

وفي وقت بَدا انّ الامور بين بعبدا والمختارة دخلت في اتفاق غير معلن لإطلاق النار، الّا انّ الصورة الميدانية لـ«التيار» و«الاشتراكي» تَشي بـ«هدنة هشّة»، خصوصاً أنّ الطرفين على سلاحيهما، فضلاً عن انّ العقدة الدرزية، التي كانت إحدى مسبّبات الاشتباك، ما تزال على حالها حيث يتمسّك الطرف العوني في توزير النائب طلال ارسلان فيما يتشدّد جنبلاط في المقابل بمطلبه بالحصول على الحصة الدرزية «الثلاثية» كاملة في الحكومة، ووضع فيتو على تواجد إرسلان تحديداً في الحكومة «لانتفاء المعيار الميثاقي في توزيره». وقالت مصادر إشتراكية لـ«الجمهورية»: «انّ الحزب التقدمي لم يكن البادىء في الاشتباك مع «التيار»، بل انه كان دائماً في موقع المتلقّي للسهام والافتراءات ومحاولات التحجيم من قبل بعض الرؤوس الحامية في تيّار جبران باسيل. وفي اي حال، قرارنا ألّا نسكت، وألّا نسمح لأي محاولة من هذا النوع لأن تمرّ على حسابنا او تتجاوزنا وتقفز فوق حضورنا وحجمنا. قلنا ما لدينا ولا تراجع عنه، خصوصاً في ملف التأليف، حيث كشفوا عن حقيقة توجههم وتبيّن انّ هناك من يريد إحراجنا لإخراجنا، ونؤكد مجدداً انهم لن يتمكنوا من ذلك، خصوصاً أولئك الذين يحاولون التفرّد بالبلد وقيادته نحو الوجهة التي يريدونها، ومحاولة تصغير أحجام وإلغائها وتكبير أحجام غير موجودة اصلاً، فقط لأنّ اصحاب هذه الاحجام الصغيرة صاروا من التابعين لهم».

كنعان

في المقابل، اكد امين سر تكتل «لبنان القوي» النائب ابراهيم كنعان لـ«الجمهورية» انّ «إطلاق النار على رئيس الجمهورية لم يتوقف لا بل تصاعَد، وإن أخذ اشكالاً وعناوين مختلفة، لكنّ الهدف واحد وهو شلّ حركة الرئيس وإدخال العهد في مرحلة من المراوحة القاتلة تحدّ من قدرته على مواجهة الاستحقاقات الخارجية والداخلية، ومنها ملف عودة النازحين السوريين وتأليف الحكومة والشروع بالاصلاحات الضرورية دولياً بعد موتمري روما وباريس، وداخلياً بعد الانتخابات النيابية الاخيرة. وهذا بالطبع لا يخدم اي مصلحة لبنانية، بل يريح البعض في الداخل والخارج ويشتّت الانظار عن الاولويات الوطنية التي سعى لها لبنان وحقّق بعضها بعد الانتخابات الرئاسية». وشدّد كنعان على «انّ الردّ الوحيد المجدي بوجه هذه المحاولات القديمة - الجديدة يبقى بتأمين اكبر مروحة ممكنة من الاجماع اللبناني على مطالبة المجتمع الدولي بعودة النازحين الى بلادهم، كذلك على الشروع فوراً بتأليف الحكومة من خلال اعتماد معايير ديموقراطية واحدة للجميع، ما يقطع الطريق أمام المتضررين داخلياً وخارجياً من التسوية اللبنانية والحلّ اللبناني فينجح العهد كما هو حاصل حتى الآن، ويفشل المبشّرون بالفشل، وهذا ما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة».

«لبنان القوي»

بدورها، أبدت مصادر تكتل «لبنان القوي» لـ«الجمهورية» اعتقادها بأنّ التأليف يفترض ان يأخذ طريقه الى الحسم الاسبوع المقبل. وجَدّدت موقف «التكتل» المعلن «بعد خلوة زحلة، والرافض منطق عزل اي طرف، وتمثيل الجميع وفقاً لاحجامهم النيابية». وقالت: «لذلك، على الحزب التقدمي الاشتراكي الإقلاع عن ممارسة الابتزاز السياسي بهدف احتكار الساحة الدرزية بإقصاء النائب طلال ارسلان، كذلك على «القوات اللبنانية» ان توازن تمثيلها بحجم كتلتها النيابية، فاعتماد معيار واحد للتأليف يسقط الاستنسابية الّا اذا كان هناك أجندات اخرى لا علاقة لها بالحكومة».

«القوات»

من جهتها، اوضحت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» انّ المفاوضات ستُستأنف بزخم وباندفاعة متجددة هذا الاسبوع، وقالت: «العقد باتت معروفة ومحددة، وكل القوى السياسية تدرك أنّ تأخير التأليف سيؤدي الى نشوب أزمات سياسية تعقّد الوضع فيما الجميع يستعجل التأليف». واعتبرت «انّ الكلام عن تأخير متعمّد ومقصود لا اساس له من الصحة، والرئيس المكلف لا يزال ضمن الفترة الطبيعية للتأليف، وهو يبذل اقصى جهده بغية تشكيل الحكومة العتيدة، إنما لا يمكن الاستهانة بحجم العقد الموجودة على رغم انها محددة ومعلومة، لكنها تستلزم اتصالات ومشاورات ولقاءات، الأمر الذي يحصل ويتم، و«القوات» على بَيّنة من هذا الامر من خلال تواصلها مع الرئيس المكلف ومع رئيس الجمهورية. لذلك، تبادل الافكار حاصل والعقد لم تعالج نهائياً بعد، إلّا أنّ هناك تفهّماً لرؤية «القوات» ولوزنها داخل الحكومة، إن على مستوى رئيس الحكومة او على مستوى رئيس الجمهورية. فالامور تتقدم بشكل ثابت، وهناك بعض التفاصيل التي نعمل على متابعتها. لا يمكن القول انّ كل شيء انتهى، ولكن لا يمكن القول انّ الطريق مقفلة، فالأمور تسير بشكل جيد، رغم انّ الصورة العامّة قد تبدو للبعض معقدة. إنما الاتصالات وراء الكواليس تجري على قدم وساق رغم عطلة العيد، والمشاورات قائمة على امل ان تتوضّح الصورة أكثر فأكثر في الاسبوعين المقبلين».

ملف النازحين

وفي هذه الاجواء، ظل ملف النازحين السوريين ضاغطاً، واستبعدت أوساط مراقبة معالجته من دون وجود حكومة، نظراً الى الحساسيات القائمة بين الاطراف الاقليمية، ونظراً لكون هذا الملف ليس له بعد سوري ـ لبناني فقط إنما بعد طائفي في لبنان. وعلمت «الجمهورية» انّ سفراء الدول المانحة أبلغوا الى الدولة اللبنانية بأنّ مفعول قرارات مؤتمر «سيدر» غير مفتوحة في الزمن، ولا بد للبنان ان يشكّل حكومة متوازنة يرتاح اليها المجتمع الدولي لكي يأخذ المؤتمر مفعوله في الاشهر المقبلة، خصوصاً انّ البنك الدولي وضع اكثر من تقرير حول خطورة الوضع الاقتصادي في البلاد، وينتظر الاصلاحات لكي يمدّ لبنان بالهبات والقروض.

ابراهيم لـ«الجمهورية»

في سياق متصل، لاحظ المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم «انّ هناك إقبالاً لدى شريحة واسعة من النازحين السوريين على العودة»، مرجّحاً «ان تكبر العودة تباعاً ككرة ثلج ستتدحرج على رؤوس اصحاب المصالح ممّن يحاولون تعطيل هذا المسار». وكشف في سياق آخر انّ «الأمن العام سينجز هذا الاسبوع مهمة التدقيق في الاسماء الواردة في مرسوم التجنيس، وحصيلة المسح حتى الآن تُظهر انّ أسماء عدة مُنحت الجنسية يجب ان تُشطب لأسباب أمنية وقانونية».

لبنان أسير «صدمات» متتالية... فهل ينجو بحكومةٍ قريباً؟... «وقف نار» سياسي بين فريق عون وجنبلاط...

بيروت - «الراي» .... تَتسارع في بيروت مَظاهر تَشقُّق الاستقرار السياسي إثر صدمات سلبية متتالية مُني بها المناخ الإيجابي الذي أعقب إجراء الانتخابات النيابية في 6 مايو الماضي وتكليف زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة بـ «نعم» كبيرة من البرلمان، الأمر الذي باتت معه البلاد وكأنها أمام مرحلة بالغة الصعوبة «أول الغيث» فيها دخول عملية تأليف الحكومة بازاراً تصاعُدياً من الشروط المتبادلة في الداخل يُخشى أن يطيل أمَد المراوحة ودخول الوهج الاقليمي للمتغيرات المطردة في المنطقة على خط رسْم التوازنات الجديدة في لبنان.... وآخر مَظاهر «التفلت» السياسي في بيروت هو انكشاف فصول جديدة اعتُبرت في سياق استرهان «حزب الله» للدولة ومؤسساتها في حدَثين منفصلين، ولكن في توقيت واحد، أحْدثا صخباً من المرجّح ان يتفاعل في الأيام المقبلة، أوّلهما القرار المثير للجدل بإعفاء الإيرانيين من ختم جوازات سفرهم دخولاً وخروجاً من لبنان، والثاني اتهام مجلة أميركية للخارجية اللبنانية بالعمل لمصلحة «حزب الله» عبر إعاقة تسليم متهَم بتبييض أموال مخدرات ومرتبط بالحزب في الباراغواي الى السلطات الأميركية. وما جعل هذين التطورين يكتسبان أبعاداً بالغة الحساسية استدعت توضيحات، زادت الالتباس من كلّ من «الأمن العام» اللبناني ووزارة الخارجية، أنهما جاءا في اللحظة التي لم يجفّ بعد الكلام النافر لقائد «فيلق القدس» في «الحرس الثوري» الإيراني الجنرال قاسم سليماني عن «النصر الانتخابي» لـ «حزب الله» عبر كتلة الـ 74 نائباً وعن «الحكومة المقاوِمة»، كما انكشفا في عزّ المعركة التي أطلقتْها الخارجية اللبنانية بوجه المجتمع الدولي على خلفية ملف النازحين السوريين، وأيضاً «على وهج» فضيحة مرسوم تجنيس نحو 400 شخص غالبيتهم من الفلسطينيين والسوريين وبينهم مجموعة من الأثرياء و«الأذرع» الاقتصادية والمالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وعبّرت أوساط سياسية عبر «الراي» عن خشيتها البالغة من تعاظُم الإشارات التي تُظهِر لبنان وكأنّه بات «في الجيْب» الإيراني وذلك في عزّ «العين الحمراء» الأميركية - الخليجية على «حزب الله» والتي تبرز مخاوف من أن يؤدي الإمعان في التماهي بين المؤسسات اللبنانية والحزب إلى تمدُّدها في اتجاه الدولة وتالياً إفقاد البلاد «مظلة الأمان» التي يحتاج إليها والتي شكّلت حتى الساعة «بوليصة التأمين» بإزاء الوقائع اللاهبة في المنطقة. واستغربت هذه الأوساط أن يكون قرار بمستوى إعفاء الإيرانيين من ختم جوازات السفر اتُخذ عبر السفارة في إيران والأمن العام من دون أي قرار على مستوى وزاري أو رسمي عالٍ بذلك، لافتة الى ان توضيح الخارجية جعلها مجرّد «صندوق بريد» في مسألة بالغة الحساسية، ومشيرة الى أن ثمة مَن «يلعب بالنار» في لبنان وفي علاقاته مع المجتمعين العربي والدولي في توقيتٍ «ملغوم» تحتاج فيه البلاد الى تشكيل شبكة أمان قوية وتشكيل حكومة تكون بمثابة «مانعة صواعق» بإزاء الآتي في المنطقة وتوجّه رسالة بأن لبنان لم يسقط في الحضن الإيراني بالكامل. وحجب الضجيج الكثيف حيال ملفيْ جوازات الإيرانيين ومبيّض الأموال لمصلحة «حزب الله» في الباراغوي الأنظار عن مسار تأليف الحكومة، الذي يترنّح بين توقعات بأن يبقى عالقاً لفترة غير قصيرة في شِباك التعقيدات الداخلية والخارجية، وبين أن يكون المناخ المتفجّر الذي ساد البلاد في الأيام الأخيرة على «جبهات عدة» على طريقة «اشتدي أزمة تنفرجي»، وسط إشاراتٍ تهْدوية على «محور» علاقة زعيم «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وفريق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مع إعلان «هدنة» بعد «حربٍ كلامية» شعواء انطلقت على خلفية الخلاف حول ملف النازحين السوريين وحصة تكتل جنبلاط في الحكومة الجديدة، فيما برزت ملامح مرونة حيال عقدة حصة حزب «القوات اللبنانية». ويُتوقّع أن تشكّل عودة الرئيس الحريري الى بيروت بعد عطلة العيد في المملكة العربية السعودية اختباراً فعلياً لاتجاهات الريح حيال الملف الحكومي، علماً ان زعيم «المستقبل» لعب دور «الإطفائي» على خط العلاقة بين جنبلاط وفريق عون.

لتعطيل «رادار» التعقبات الدولية أم للتغطية على «شبهة» زيارة بيروت؟

إرباك لبناني في تبرير «القرار المفاجئ» بإعفاء الإيرانيين من ختْم جوازاتهم

بيروت - «الراي» ... تكشّفتْ في بيروت تباعاً الفصول المثيرة للقرار المباغت الذي اتّخذه لبنان بعدم ختْم جوازات الإيرانيين لدى دخولهم أو خروجهم من مطار رفيق الحريري الدولي وسائر المعابر الحدودية، وهو التطوّر الذي أحْدثَ ضجة كبيرة في البلاد نظراً إلى دلالاته السياسية والأمنية وتداعياته المحتملة على صورة لبنان في الخارج وعلاقاته الدولية ولا سيما في ظل العقوبات على طهران وكياناتٍ فيها وعلى أذرعها في المنطقة كـ «حزب الله». وفيما طغى في بيروت «تفسيرٌ» سياسي لهذه الخطوة، التي أربكتْ رسميين لبنانيين واستدعتْ نأي وزارة الخارجية بنفسها عنها، وَضَعها في سياق التسهيلات الأمنية للإيرانيين وتعطيل «رادار» التعقّبات الدولية ضد أي مواطن أو مسؤول إيراني مُلاحَق دولياً، اقتصر التعليق الرسمي على هذا التطور البارز على 3 قنوات صدرت عنها إشارات متناقضة في جوهرها وإن تلاقت عند تأكيد أن الإجراء يعفي من وضْع الأختام على جوازات السفر ويستبدلها بوسْمها على بطاقاتٍ منفصلة. وهذه القنوات هي:

• المديرية العامة للأمن العام التي أكدت في بيان «النفي والتأكيد» الآتي: «تناول بعض المواقع الالكترونية خبراً عن إلغاء ختم الدخول والخروج للمسافرين الإيرانيين الوافدين إلى لبنان. ان هذا الخبر عار من الصحة، وتؤكد المديرية أنها تعتمد إجراء متاحاً أمام رعايا عدد من الدول الوافدين إلى لبنان وللراغبين منهم بتوشيح أختام الدخول والخروج على بطاقات مستقلّة ترفق بجوازات سفرهم».

• وزارة الخارجية اللبنانية التي أعلنت انه «إزاء المعلومات المتداولة عن السماح للرعايا الإيرانيين من دخول لبنان من دون ختم جوازات سفرهم على المعابر الحدودية، يهمّ الوزارة أن توضح للرأي العام أن هذا الإجراء هو من صلاحيات الأمن العام اللبناني وهو مَن اتّخذ قرار ختْم بطاقة الدخول بدل الجواز، وينحصر دور (الخارجية) بالابلاغ عنه فقط لا غير».

• تأكيد السفير اللبناني في طهران حسن عباس أن السفارة هي التي اقترحتْ على «الأمن العام» أن يُطبّق على الايرانيين الذين يرغبون في ذلك أن يحصلوا على ختم دخولهم الأراضي اللبنانية على بطاقة منفصلة من دون أن يكون هذا الختم على جواز سفرهم، موضحاً أن هذا التدبير يُطبّق على من يملكون جواز سفر «سلطة فلسطينية» لأن جوازات هؤلاء تحمل ختم السلطات الاسرائيلية.

وإذ كشف عباس (لموقع IMLEBANON) أن السفارة اللبنانية تبلّغت قبل يومين موافقة الأمن العام «مشكوراً وسنبلغ الموافقة للخارجية الايرانية بعد عيد الفطر»، عزا حيثيات الخطوة إلى أسباب «سياحية»، موضحاً «أن بعض الايرانيين ممن يريدون زيارة لبنان يتجنبون وضع ختم لبناني على جواز سفرهم الايراني خصوصاً إذا كان يرغبون لاحقاً في زيارة أميركا أو أوروبا، ومن هنا، أعطيت لهم امتيازات الحصول على ختم الأمن العام على (بطاقة منفصلة) غير جواز السفر»، ومضيفاً: «السفارة اللبنانية في إيران تتلقى مراجعات عديدة من ايرانيين يملكون جوازات سفر الى أوروبا وأميركا ويريدون زيارة لبنان لكن دخولهم قد يسبب لهم مشاكل مع هذه البلدان، وهم يخافون من هذا الأمر لأسباب معروفة للجميع، لذلك، وتشجيعاً للسياحة تم اقتراح هذا الاجراء». وفيما رَبَط الكاتب والمحلل السياسي الإيراني المعارض أمير طاهري هذا الإجراء بما قاله قبل أيام الجنرال قاسم سليماني من «أنّ لبنان أصبح دولة مقاومة»، مقابل اعتبار المحلل السياسي الإيراني المتخصص في شؤون الشرق الأوسط رامان غفامي «ان هذا الإجراء يسهل على عناصر الحرس الثوري الإيراني والقادة العسكريين تجنب العقوبات الأميركية»، رأت صحيفة «واشنطن تايمز» أنّ «حزب الله» حوّل مطار بيروت «مركزا لتهريب المخدرات والسلاح والمقاتلين، بما يخدم إيران وهو يستغل نفوذه لتسهيل سفر المسلحين الإيرانيين من مناطق الصراع، مثل سورية إلى إيران والعكس».

الوزارة اكتفتْ بأن التقرير عن «مبيّض الأموال» في الباراغواي... «غير دقيق»

«فورين بوليسي» تتّهم «الخارجية» اللبنانية بالتواطؤ مع «حزب الله»

بيروت - «الراي» ... تردّد في بيروت الصدى السلبي الذي ترَكه تقريرٌ لمجلة «فورين بوليسي» الأميركية اتّهم وزارة الخارجية اللبنانية بإعطاء الأولوية للدفاع عن مصالح «حزب الله» انطلاقاً من محاولة القائم بالأعمال بالسفارة في الباراغواي الحؤول دون تسليم لبناني متهَم بغسل الأموال لمصلحة الحزب إلى السلطات الأميركية. وأشار التقرير الذي جرى تداوُله في بيروت الى أن السفارة اللبنانية في الباراغواي تحاول منع تسليم نادر محمد فرحات المتهَم بتمويل «حزب الله»، كاشفاً أن «الباراغواي تضمّ على أراضيها عملية كبيرة ومتنامية تابعة لـ«حزب الله»لتبييض الأموال، عند منطقة الحدود الثلاثية حيث تتقاطع الباراغواي مع الأرجنتين والبرازيل، ويتورّط عناصر الحزب في البلاد، بصورة متزايدة، في الطفرة المحلية التي تشهدها تجارة الكوكايين»، ولافتاً الى ان التحقيقات الفيديرالية تكشف الآن النقاب عن مخططات إجرامية بقيمة مليارات الدولارات يُديرها «حزب الله». وأضاف التقرير: «لم يكن مفاجئاً أن يعمد الحزب إلى الرد من طريق تعزيز نفوذه المحلي، إلا أنه لم يكن متوقّعاً أن يفعل ذلك من خلال السفارة اللبنانية التي تُعتبَر، من الناحية التقنية، ذراعاً من أذرع مؤسسات الدولة التي تسعى واشنطن إلى تعزيزها بغية التصدّي لـ(حزب الله)». ففي 17 مايو الماضي، في حين كانت وزارة الخزانة الأميركية تعلن عن عقوبات جديدة على«حزب الله»، دهمت السلطات في الباراغواي مركز صرف العملات Unique SA في مدينة سويداد ديل إستي في جهة الحدود الثلاثية الواقعة داخل أراضي الباراغواي، وقامت بتوقيف فرحات، مالك مركز الصيرفة، على خلفية دوره في مخطط مزعوم لتبييض 1.3 مليون دولار من أموال المخدرات. وفرحات متّهم بالانتماء إلى أحد فروع«منظمة الأمن الخارجي»التابعة لـ«حزب الله»ومهمّته إدارة التمويل غير الشرعي في الخارج وعمليات تجارة المخدرات. وأورد التقرير ان السلطات الأميركية تطالب بتسليمها فرحات «في مؤشر واضح جداً عن أن أنشطته في مجال تبييض الأموال طالت المنظومة المالية الأميركية. غير أن الحكومة اللبنانية تسعى إلى منع ترحيله. ففي 28 مايو، وجّه القائم بالأعمال اللبناني في العاصمة أسونسيون، حسن حجازي، رسالة إلى النائبة العامة في الباراغواي يلمّح فيها إلى أنه يجدر بها رفض الطلب الأميركي بترحيل فرحات». واعتبر التقرير «أن التدخل في العملية القانونية في البلد المضيف هو خرق للبروتوكول الديبلوماسي، ومؤشر واضح الى أن الخارجية اللبنانية تُقدّم مصالح«حزب الله»على مصالح لبنان»، مضيفاً: «على«أسونسيون»إعلان أن حجازي غير مرغوب فيه، وأن تعيده من دون مراسم إلى لبنان». خطوة كهذه تبعث رسالة واضحة إلى رئيس حجازي، وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل: يمكنك أن تحصل على دعم من الولايات المتحدة، أو أن تزايد على«حزب الله». ولكن لا يمكنك أن تفعل الأمرين معاً في الوقت نفسه وتفلت من العقاب. وعلى الولايات المتحدة أن تقدم تطمينات إلى الباراغواي بأن معاقبة الديبلوماسي وتسليم الجاني هما المسار الصحيح للعمل. وردّت الخارجية اللبنانية في بيان لها بأن «المقال... غير دقيق، حيث ان من واجبات الديبلوماسي متابعة الشؤون القنصلية لأبناء الجالية، كما أن مضمون المقال لجهة ربط تدخل القائم بالأعمال بالوكالة في هذه القضية ووزير الخارجية غير صحيح ولا يمت إلى الواقع».



السابق

مصر وإفريقيا...مصر: «طوارئ» بعد رفع أسعار الوقود...الحكومة تُكثّف رقابة الأسواق والمواصلات بعد «زيادة المحروقات» ..غلاء الأسعار... دواء الحكومة المر يتجرعه محدودو الدخل...ليبيا: اعتقال سائق بن لادن في درنة... والجيش يقترب من إعلان تحريرها..حزب في الائتلاف الحكومي السوداني يهدد بالانسحاب..عشرات القتلى في نيجيريا بستة تفجيرات انتحارية..مفرزة طائرات «شينوك» البريطانية لدعم الفرنسيين في «الساحل»..

التالي

اخبار وتقارير....غارة على شرق سوريا تقتل العشرات من الموالين للأسد معظمهم من جنسيات غير سورية....توقعات باستعداد سيول وواشنطن لتجميد مناوراتهما العسكرية..انتهاء أزمة لاجئي «أكواريوس» بوصولهم إلى إسبانيا... المعارضة التركية تجد خلاصاً في وسائل التواصل الاجتماعي لحملاتها الانتخابية...«معارك خطابية» بين إردوغان ومنافسه «الأتاتوركي»...8 قتلى في احتجاجات نيكاراغوا بينهم 6 من أسرة واحدة...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,047,882

عدد الزوار: 6,932,256

المتواجدون الآن: 89