لبنان....وليّ العهد يستقبل الحريري استكمالاً للمحادثات مع الملك سلمان وقضية عيتاني تهزّ التزاحم الإنتخابي: بريء وتوقيف سوزان الحاج..لبنان ينتظر أخبار الرياض.. والموازنة تصطدم بـ«الوقت القاتل».. والعيتاني بريء...لبنان يستعيد «شبكة الأمان» الخارجية في عزّ ملامح «الانفجار» من حوله...تباينات «الوطني الحر» و«القوات» تتخطى التحالفات الانتخابية....مؤشرات خطيرة تحيط بالوضع الاقتصادي في لبنان ومخاوف من «انفجار اجتماعي»...

تاريخ الإضافة السبت 3 آذار 2018 - 6:19 ص    عدد الزيارات 3073    التعليقات 0    القسم محلية

        


لبنان.. ضابطة لفقت تهمة "تعامل مع العدو" لممثل للانتقام...

العربية نت...بيروت – فرانس برس.. أوقفت السلطات الأمنية اللبنانية الجمعة ضابطة كبيرة للاشتباه بتورّطها بتلفيق تهمة التعامل_مع_إسرائيل للممثل زياد عيتاني، الذي أثار توقيفه قبل أشهر صدمة كبيرة بين اللبنانيين، بحسب ما أفاد مصدر مطّلع على التحقيق لوكالة "فرانس برس". وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن المقدّم سوزان_الحاج، التي كانت تشغل سابقا منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي "أوقفت على ذمّة التحقيق بعد ظهر الجمعة" بناء على إشارة قضائية للاشتباه بأنها "استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني" الذي ما زال قيد التوقيف. وأوضح المصدر أن سوزان الحاج "أقدمت على ذلك انتقاماً من عيتاني" الذي صوّر إشارة إعجاب "لايك" لها بمنشور يسيء للمرأة السعودية، ما تسبّب بإحراجها ونقلها من منصبها. وكانت شعبة المعلومات في قوى الأمن توصّلت إلى تحديد هوية القرصان وأوقفته الأربعاء، و"أفضى التحقيق معه لتوفر معلومات عن دور للمقدم سوزان الحاج، في قرصنة صفحات زياد عيتاني"، بحسب المصدر. وكتب وزير الداخلية نهاد المشنوق في تغريدة ليل الجمعة: "كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني.. البراءة ليست كافية، الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة الوحيدة"، واصفاً عيتاني بأنه "البيروتي الأصيل العربي الذي لم يتخل عن عروبته وبيروتيته يوما واحدا". وكان جهاز_أمن_الدولة أوقف في 23 تشرين الثاني/نوفمبر الفائت الممثل المسرحي للاشتباه بأنه قام بـ"التخابر والتواصل والتعامل" مع إسرائيل. وفي منتصف كانون الأول/ديسمبر أحيل الممثل الشاب إلى القضاء العسكري. وأثار توقيفه والمعلومات التي تسرّبت من التحقيقات صدمة كبيرة لدى اللبنانيين ولا سيما في الأوساط الفنيّة والصحافية. وذكر بيان لجهاز أمن الدولة حينها أن الممثل البالغ من العمر 42 عاما "اعترف" خلال التحقيق معه "بما نسب إليه"، مشيراً إلى أن من بين المهام التي طُلبت منه "رصد مجموعة من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى، وتوطيد العلاقات مع معاونيهم المقربين، بغية الاستحصال منهم على أكبر كم من التفاصيل المتعلقة بحياتهم ووظائفهم والتركيز على تحركاتهم". ونشرت وسائل الإعلام المحليّة خلال فترة توقيفه تفاصيل نقلتها عن "مصادر أمنية وقضائية" تحدثت عن اعترافه بالتواصل مع فتاة جندّته للاستخبارات الإسرائيلية بعد "علاقة" بينهما. وعلى ضوء المعلومات التي تناقلتها الصحافة اللبنانية، حفلت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات مهينة وجارحة لم توفّر أحيانا عائلته والمقرّبيين منه. ولكن أصدقاء وأقارب للممثل تحدثوا عن انتزاع هذه الاعترافات تحت التعذيب، وهو ما نفاه جهاز أمن الدولة في بيان ظهر الجمعة. وزياد_عيتاني ممثل لبناني في مطلع الأربعينات، ذاع صيته في السنوات الماضية في أعمال مسرحية هزلية تناولت خصوصا تاريخ مدينة بيروت وعاداتها والتغيّرات التي طرأت عليها في العقود الماضية. ولاقت هذه الأعمال المسرحية، لا سيما منها "بيروت طريق الجديدة"، إقبالا جماهيريا واسعا جعل عروضها تستمر على مدى سنوات. وهو كان على وشك افتتاح مسرحية جديدة قبل أيام على توقيفه.

وليّ العهد يستقبل الحريري استكمالاً للمحادثات مع الملك سلمان وقضية عيتاني تهزّ التزاحم الإنتخابي: بريء وتوقيف سوزان الحاج..

اللواء... تدفع عودة الرئيس سعد الحريري من الرياض، بعدما التقى قبيل منتصف الليلة الماضية ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان، واستمر الاجتماع إلى فجر اليوم، استكمالا للمحادثات التي أجراها الرئيس الحريري مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المشهد السياسي والانتخابي إلى الامام، مع رزمة استحقاقات، تتعلق بإنجاز موازنة العام 2018، تمهيداً لاقرارها، حيث يُساعد ذلك على توقع نتائج إيجابية للمؤتمرات الدولية الثلاثة التي ستعقد بدءاً من 6 نيسان المقبل (مؤتمر سيدر في باريس) فضلا عن الترتيبات الجارية للتحالفات والترشيحات واللوائح الانتخابية. لم ترشح معلومات عن اللقاء لكن مصادر سياسية في بيروت قالت انه يأتي استكمالاً لما بحث خلال استقبال الملك سلمان للرئيس الحريري، من جهة تطوير العلاقات الثنائية والمستجدات المتعلقة بالأوضاع اللبنانية. وتوقعت المصادر ان يتأخر إعلان لوائح «المستقبل» ومرشحيه في كل لبنان في بحر الأسبوع المقبل، فضلا عن التحالفات الممكنة.. سواء مع التيار الوطني الحر أو مكونات 14 آذار. ووسط حالة الترقب والانتظار هذه، انشغل اللبنانيون على الرغم من الحركات والانتظارات الانتخابية بالتغريدات والتحقيقات الجارية على خلفية ما جاء في تغريدة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق من ان الممثل المسرحي زياد عيتاني الموقوف بتهمة التعامل والتخابر مع إسرائيل بهدف التطبيع هو بريء، والبراءة ليست كافية، والفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة والوحيدة. وكشفت المصادر في سياق متصل ان استدعاء المقدم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج للتحقيق من قبل شعبة المعلومات، حول القضية، باعتبار انها هي التي كشفتها، جاءت بناء لاشارة القضاء. وتحدثت معلومات عن أن الرئيس سعد الحريري الموجود في المملكة العربية السعودية أخذ علماً، بما أفضت إليه التحقيقات لدى شعبة المعلومات بشأن ما وصف «بالفبركة» التي طالت ملف عيتاني والمتورطين فيها، مشددا على ان ما حصل ليس انتهاكاً لحرية عيتاني وكرامته وحده، بل انتهاك لكرامة كل البيارتة وكل اللبنانيين الشرفاء، وهو لن يمر دون حساب، وهو لن يسمح بعد اليوم بأن تكون كرامة المواطنين الأبرياء وقوداً لإشعال نار الاثارة حول إنجازات هي في الحقيقة اخفاقات. وكان جهاز أمن الدولة أوقف في 23ت2 الماضي الممثل عيتاني بتهمة «بالتخابر والتواصل والتعامل» مع اسرائيل، ثم أحيل منتصف كانون الأول إلى القضاء العسكري.،. وذكرت مصادر متابعة للتحقيقات أن التحقيقات الجارية مع الحاج ستطاول أشخاصاً تعاونوا على فبركة الملف. وكانت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، أوضحت أنها لا ولن تقوم باصدار بيانات قبل الانتهاء من أي تحقيق يجري باشراف القضاء المختص.. لكن وكالة «فرانس برس» نسبت إلى مصدر مطلع على التحقيق، طلب عدم الكشف عن اسمه أن المقدم سوزان الحاج التي كانت تشغل سابقاً منصب مديرة مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في قوى الأمن الداخلي «أوقفت على ذمة التحقيق بعد ظهر أمس» الجمعة بناء لاشارة قضائية، للاشتباه بأنها «استعانت بقرصان معلوماتية لتلفيق تهمة التواصل مع فتاة إسرائيلية للممثل زياد عيتاني»

بورصة الترشيحات

انتخابياً، رست بورصة الترشيحات في وزارة الداخلية أمس على 103 طلبات جديدة، مما رفع عدد المرشحين رسمياً، منذ فتح باب الترشيحات في 5 شباط الماضي إلى 473 مرشحاً، ويؤمل ان يتزايد هذا العدد إلى ما يلامس الـ500 مرشّح، قبل انتهاء المهلة الأخيرة لتقديم طلبات الترشيح منتصف ليل الثلاثاء المقبل في 6 آذار الحالي. وأبرز المتقدمين لطلب ترشيحهم أمس، رئيس تحرير «اللواء» صلاح سلام عن المقعد السني في دائرة بيروت الثانية، والوزير ميشال فرعون عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة بيروت الأولى، والنائب بطرس حرب عن المقعد الماروني في دائرة الشمال الثالثة (بشري - البترون - الكورة وزغرتا)، والنائب سيمون أبي رميا عن المقعد الماروني في دائرة جبل لبنان الأوّلي (كسروان - جبيل) ورئيس جمعية انماء طرابلس والميناء انطوان حبيب عن المقعد الارثوذكسي في دائرة الشمال الثالثة (طرابلس والضنية والمنية)، بالإضافة إلى عدد من الوزراء والنواب السابقين، من بينهم: فارس بويز، يوسف سلامة، فريد هيكل الخازن عن المقاعد المارونية في كسروان وماريو عون عن المقعد الماروني في الشوف، وصلاح الحركة عن المقعد الشيعي في دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) وعدد آخر من أبناء نواب راحلين، امثال علي صبري حمادة (بعلبك - الهرمل)، عبد الرحمن نزيه البزري عن المقعد السني في صيدا، وابراهيم سمير عازار (عن المقعد الماروني في جزّين وأحمد كامل الأسعد عن المقعد الشيعي في دائرة مرجعيون - حاصبيا، وميريم سكاف عن مقعد الروم الكاثوليك في دائرة البقاع الأولى (زحلة).

مرشحو الكتائب

في هذا الوقت، حسم حزب الكتائب مساء أمس خياراته بالنسبة للمرشحين، حيث قرّر مكتبه السياسي في اجتماعه أمس ترشيح كل من رئيسه النائب سامي الجميل والياس حنكش عن المقعدين المارونيين في المتن الشمالي، وجوزف عيد عن المقعد الماروني في الشوف، وميشال خوري عن المقعد الماروني وميشال كبي عن المقعد الارثوذكسي في طرابلس، ورمزي أبو خالد عن المقعد الماروني في بعبدا.

وبهذه الترشيحات يكون الحزب قد غطى معظم الدوائر الانتخابية في لبنان، إذ سبق له ان رشح كلاً من: النائب فادي الهبر عن المقعد الارثوذكسي في عاليه وتيودورا بجاني عن المقعد الماروني في الشوف، والنائب نديم الجميل عن المقعد الماروني في بيروت الأولى، وسامر سعادة عن المقعد الماروني في البترون، وشادي معربس (ماروني عكار)، سميرة واكيم (كاثوليكي الزهراني)، شاكر سلامة (ماروني كسروان)، سعد الله عرضول (كاثوليكي البقاع الغربي)، ريمون نمور عن المقعد الكاثوليكي وجوزف نهرا (ماروني جزين)، والنائب ايلي ماروني عن المقعد الماروني في زحلة ومعه شارل سابا عن المقعد الارثوذكسي فيها. وقالت مصادر قيادية في الحزب بالنسبة إلى التحالفات: «اننا لن نكون على لوائح السلطة، ولن نفرط بمبادئنا لأجل مقعد نيابي، مشيرة إلى ان الاتصالات جارية مع عدد من الأطراف الأخرى». وكانت سجلت على صعيد لقاءات جرت بين النائبين دوري شمعون ونديم الجميل في البيت المركزي لحزب الوطنيين الأحرار في السوديكو، وكذلك زيارة للنائب السابق فارس سعيد لكل من الأحرار والصيفي موضحاً ان أحزاب الأحرار والكتائب واحزاباً أخرى تسعى لتشكيل نواة معارضة حقيقية للاعتراض على السلاح المتلفت والخروج عن الدستور والشرعية.

«القوات»

أما «القوات اللبنانية» فلم تحسم كامل خياراتها في التحالفات الانتخابية، مثل أكثرية القوى السياسية، لكنها تمكنت من حسم التحالفات في بعض الدوائر، وهي تنتظر نتائج محادثات الرئيس سعد الحريري وعودته من الرياض ليتم التفاهم او الانفصال الانتخابي في بعض الدوائر في حين تجري اتصالاتها بمعظم القوى السياسية لا سيما التيار الوطني الحر باستثناء «حزب الله» وبعض حلفائه كالحزب القومي. وذكرت مصادر مسؤولة في القوات لـ«اللواء» انه تم حسم التحالفات في بيروت الاولى، حيث أن التحالف رسا حتى الان بينها وبين الوزير ميشال فرعون والنائب نديم الجميل سواء بصفته القواتية او الكتائبية. كما حسمت تقريبا تحالفها في دائرة بعلبك – الهرمل مع تيار المستقبل وبعض المرشحين الشيعة المستقلين، لكن الاتصالات مستمرة حتى الاتفاق النهائي على تشكيل لائحة بوجه لائحة الثنائي الشيعي – الحزب القومي التي بقي فيها مقعد شاغر للمرشح الماروني. واضافت المصادر انه في دائرة بعبدا الامور تتجه الى التحالف مع التيار الوطني الحر، وكذلك الحال بالنسبة لدائرة الشوف- عاليه، مستبعدة التحالف مع الحزب التقدمي في الدائرتين . وفي دائرة زحلة التي تعتبرها «القوات» مهمة جدا- حسب المصادر- فإن الاتجاه يميل الى التحالف مع التيار الحر، لكن هناك ثلاثة احتمالات يتم التداول بها: التحالف مع التيار الحر وتيار المستقبل، او تحالف مع «المستقبل»، او تشكيل لائحة من «القوات» وبعض الشخصيات والقوى الاخرى.(الكتائب مثلا).كذلك الحال في دائرة عكار حيث توجد سيناريوهات عدة لا زالت غير محسومة للتحالفات سواء مع المستقبل او التيار الحر او اللواء اشرف ريفي، وأيضاً في دائرة البترون- الكورة- زغرتا- بشري. لكن المصادر «القواتية» اوضحت ان الامور ستتضح خلال عشرة ايام على الاكثر ويتقرر كل شيء بشكل نهائي حسب المصلحة الانتخابية لكل طرف، وانه كان يفترض حسم الامور هذا الاسبوع لكنها تأجلت بسبب سفر الرئيس الحريري المفاجئ الى الرياض.

مرشحو «المستقبل»

على الخط الانتخابي أيضاً، أفادت معلومات ان «تيار المستقبل» سيُعلن قريباً اسماء مرشّحيه للانتخابات في احتفال في مجمّع «البيال» (10 آذار كحدّ اقصى)، غير ان النقاش حول شكل الاعلان ينتظر عودة الرئيس الحريري لحسمه لصالح خيار من اثنين: احتفال انتخابي صرف يقتصر اضافةً الى المرشّحين على الماكينة الانتخابية واعضاء المكتب السياسي، أو حفل جماهيري كبير يضمّ الى هؤلاء، اعضاء الكتلة النيابية، الوزراء، الكوادر الحزبية، رؤساء المنسقيات وحشد من مناصري التيار من مختلف المناطق. اما برنامج الحفل فيُقسم الى قسمين: الاول مُرتبط بالمرشّحين «بطاقة تعريفية» لكل واحد والثاني كلمة سياسية-انتخابية للرئيس الحريري يرسم فيها الطريق التي سيسير عليها التيار في السنوات الاربع المقبلة والتي تنطلق من ثوابت سيادية يتركز اليها في الحكم، التمسّك بالعيش المشترك، خيار الاعتدال، الالتزام باتّفاق الطائف، النأي بالنفس عن صراعات المنطقة والتشديد على التسوية التي تُظلل العهد منذ انطلاقته.

عون في خلدة والوردانية

في غضون ذلك، أكّد الرئيس عون في خلال حضوره حفل إزاحة الستار عن نصب الأمير مجيد أرسلان في خلدة واقتصر فقط على المدعويين من قبل رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الوزير طلال أرسلان، «اننا نجحنا في إزالة فتيل لغم الإرهاب وقدنا مؤخرا آخر معارك الانتصار عليه على حدود وطننا، ونلنا تقديرا دوليا عالميا على هذا الإنجاز، وهو انتصار لم يكن ليتحقق لولا الخيارات الكبرى التي اجمع عليها اللبنانيون ووحدة الشعب اللبناني، في مواجهة التطرف وتحييد لبنان عن الملفات الخلافية، وبقاؤنا على مسافة واحدة من جميع الدول العربية، ايمانا منا بأن روح الأخوة بينها لا بدّ من ان تعود إلى المسار السليم». وإذ شدّد على الحاجة إلى ما يجمع اللبنانيين ويقود سفينتهم إلى بر الأمان، لفت إلى اتساع رقعة التفاؤل بإمكان النهوض بالدولة إلى حيث يتلاقى امال اللبنانيين وتطلعاتهم بعد ما تمّ إنجازه في الفترة الماضية. ولفت الرئيس عون ايضا إلى الضغوط الكبيرة التي يتحملها لبنان سياسيا واقتصاديا وامنيا، والعمل على مواجهة هذه الضغوط وتعطيلها واحدا واحدا، مؤكدا العمل على إطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي، مشددا على هدف اقفال ملف المهجرين نهائياً ومعه طي صفحة من تاريخ لبنان طال انتظار خواتيمها. وفي المناسبة، انتقل الرئيس عون إلى بلدة الوردانية حيث عاين نهاية أعمال حفر النفق الثاني لجر مياه نهر الأولى إلى بيروت الكبرى ووضع حجر الأساس لمشروع إنشاء محطة تكرير مياه الشفة.

الموازنة

في هذا الوقت، تستأنف اللجنة الوزارية المكلفة درس مشروع موازنة الـ2018 اجتماعاتها الاثنين المقبل، في محاولة لإنجاز درس المشروع قبل فوات الأوان، حيث أصبحت مواعيد المؤتمرات الدولية لدعم لبنان ضاغطة، ابتداء من منتصف الشهر الحالي ولغاية نهاية شهر نيسان المقبل، ولا بدّ للحكومة من مواكبة هذه المؤتمرات بالقيام ببعض الإنجازات المالية والاقتصادية، خصوصا وان هناك شروطاً دولية على لبنان من أجل مساعدته بتنفيذ إصلاحات مالية ضرورية. وتعتقد مصادر مالية شاركت في اجتماعات اللجنة ان الحكومة تسعى لإنجاز موازنة إصلاحية تقشفية لكن في النهاية المجلس النيابي هو من سيتخذ القرار الذي يراه مناسباً، ولا تتوقع المصادر إقرار المشروع في المجلس النيابي الحالي، بسبب قرب موعد الانتخابات النيابية، وترى انه على الرغم من الوتيرة السريعة التي تعمل بها اللجنة، فإن الأمر لا يزال يحتاج إلى مزيد من الاجتماعات لدقة وأهمية الملف المالي، بحيث بات من الصعب الانتهاء من درس المشروع ضمن المهلة التي حددها الرئيس نبيه برّي في الخامس من آذار، أي الثلاثاء المقبل، ما دفع وزير المال علي حسن خليل إلى التخوف من ان يواجه لبنان أزمة اقتصادية ومالية حقيقية، لكنه استدرك بأن الأزمة غير مستعصية إذا وجدت الإرادة وموازنة إصلاحية، في إشارة إلى ضرورة المحافظة على عدم زيادة الدين مهما تطلب الأمر، وتخفيض نسبة 20 في المائة على أرقام الموازنة، وعدم زيادة العجز، الأمر الذي سبق ان حذر منه صندوق النقد الدولي مشددا على وجوب تخفيض العجز والنفقات وخاصة عجز الكهرباء.

لبنان ينتظر أخبار الرياض.. والموازنة تصطدم بـ«الوقت القاتل».. والعيتاني بريء

الجمهورية....السِمة العامة للمشهد الداخلي، انتظار على الجبهات السياسية والانتخابية والمالية والاقتصادية كلها، وترقّب لنتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري للرياض واللقاءات التي عقدها مع المسؤولين السعوديين الكبار وفي مقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والتي تَوّجها ليل امس بلقاء مع ولي العهد الامير محمد بن سلمان يفترض ان يكون دشّن صفحة جديدة في العلاقات بينهما، بعد الصفحة التي كان الحريري قد دَشنها على مستوى العلاقات اللبنانية ـ السعودية في لقائه مع العاهل السعودي. وتزامناً، إتجهت عيون الرصد كلها الى الخاصرتين الجنوبية والشرقية؛ جنوباً مع تزايد تحركات الجيش الاسرائيلي، وإبقاء صاعق «الجدار الاسمنتي» مفخّخاً على الحدود، حيث لم يبدر من إسرائيل اي تراجع عن بناء هذا الجدار في المنطقة المتنازَع عليها مع لبنان، الذي أبلغ الى المراجع الدولية وقيادة قوات «اليونيفيل» انّ هذا الامر قد يؤدي الى حرب. أمّا شرقاً، فمع تَسارع التطورات العسكرية الخطيرة في الميدان السوري، وما يرافق ذلك من قلق من تَمدّد نارها الى الجانب اللبناني، وهو ما طمأن اليه مرجع أمني بقوله لـ«الجمهورية»: «انّ الحدود الشرقية في أمان، ولبنان عموماً ينعم بوضع أمني جيّد جداً، ومطمئن، خصوصاً انّ الخطوات التحصينية التي اتخذت على الحدود وكذلك في الداخل، نجحت في منع التسللات، وكبح الخطر الإرهابي والحدّ من حركة ونشاطات مجموعاته وخلاياه النائمة الى أقصى الحدود». سياسياً، ثمّة تسليم داخلي بأنّ الحدث اللبناني الأبرز هو في الرياض التي تستضيف الحريري منذ ليل الثلثاء ـ الاربعاء الماضي. وعلى رغم غياب ظهوره الاعلامي منذ لقائه الملك السعودي قبل ثلاثة ايام من دون تسجيل اي لقاء او نشاط يُذكر له، فإنّ اوساطاً بارزة في تيار «المستقبل» أكدت لـ«الجمهورية» انّ كل الامور على أفضل ما يكون». وما خلا الايجابية التي أعلن عنها بعد لقاء الحريري بالملك سلمان، والتي لم تقترن بذكر ايّ تفاصيل عمّا دار، لم يصدر من المملكة العربية السعودية او من الاوساط الحريرية ما يؤكّد او ينفي المعلومات الاعلامية التي تردّدت في الرياض ونسبَت الى قريبين من الديوان الملكي السعودي، وأشارت الى «انّ استقرار لبنان، والانتخابات النيابية فيه كانت المادة الدسِمة في اللقاء»، وتحدثت عن «حرص السعودية على «الّا يكون لـ«حزب الله» النصيب الأكبر في هذه الانتخابات». وشكل لقاء الحريري مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ليل أمس الأساس في زيارته للسعودية. في وقت تحدثت معلومات عن جولة خارجية وشيكة سيقوم بها ولي العهد السعودي هي الأولى من نوعها منذ تَولّيه هذا المنصب، وتشمل مصر بداية وقد تقوده الى كل من لندن وواشنطن.

العلولا وابو فاعور

وفي هذه الاجواء، تجزم مصادر لبنانية رفيعة المستوى انّ المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا سيعود الى بيروت قريباً، وهو ما سبق ان أكّده العلولا لبعض المسؤولين الذين التقاهم خلال زيارته الاخيرة. وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»الجمهورية» انّ بعض اللقاءات التي أجراها العلولا في بيروت بقيت طي الكتمان، ومن بينها لقاءان منفصلان مع شخصيتين إعلاميتين بارزتين، في منزل السفير السعودي وليد اليعقوب. كذلك التقى في منزل السفير ايضاً عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب وائل ابو فاعور. وقال ابو فاعور لـ«الجمهورية»: «اللقاء كان ايجابياً، وتمّ فيه نقاش الاوضاع والعلاقة الثنائية بيننا وبين المملكة، كذلك حصل كثير من التوضيحات المتبادلة حول عدد من الامور، والاتصالات ستستمر». وعمّا اذا كان العلولا سيلتقي رئيس «اللقاء» النائب وليد جنبلاط حينما يأتي الى لبنان مجدداً، أجاب ابو فاعور: «لا أستطيع ان أقول ذلك، فالامور مرتبطة بالاتصالات التي ستحصل، وفي اي حال، استطيع ان اقول انّ اللقاء أطلقَ مساراً جديداً في العلاقة بيننا».

ترشيحات: 48 ساعة

إنتخابياً، يفترض ان تتبلور الصورة النهائية للترشيحات للانتخابات النيابية في اليومين المقبلين مع انتهاء مهلة تقديم هذه الترشيحات التي يقفل بابها بعد غد الاثنين، أي بعد يومين. فيما محركات الماكينات الانتخابية تعمل في أقصى طاقتها على خط التحالفات، الّا انها تَجد صعوبة كبرى في اختراق جدران التعقيدات التي تعيق بلورتها حتى الآن، ليس فقط بين القوى السياسية، بل حتى بين حلفاء الصف الواحد. واذا كانت صورة التحالفات هذه تَشي بارتياح الثنائي الشيعي لحسم تحالفهما المبكر، الّا انّ الخطوط السياسية الاخرى تشهد مطبّات جدية، تتمثّل في صعوبة تحديد تيار «المستقبل» - الذي سيعلن أسماء مرشحيه في احتفال كبير يقيمه في «البيال» بعد نحو أسبوع - لخريطة تحالفاته، وكيفية المواءمة بين تحالفه مع تيار «المردة» و«التيار الوطني الحر». وكذلك تتمثّل في صعوبة حسم التحالف حتى الآن بين «القوات اللبنانية» و«المستقبل» على الرغم من حركة الاتصالات الجارية بينهما، وبصعوبة تحديد ماهيّة التحالف بين «التيار الوطني الحر» و«القوات» وحَجمه وما اذا كان شاملاً كل الدوائر أو موضعياً، تبعاً لخصوصية كل دائرة. والملاحظ في هذا المجال انّ التحالف لا يبدو ممكناً حتى الآن بين «التيار الوطني الحر» وحركة «أمل»، فيما هذا التحالف محسوم من حيث المبدأ بين «التيار» و«حزب الله». الّا انّ بعض العثرات بادية بينهما في بعض الدوائر الحساسة، وخصوصاً في دائرة كسروان - جبيل، وسط تحفّظات أبديت من فريق «التيار» على مرشح «حزب الله»، والأمر نفسه في دائرة صيدا جزين، حيث يتردد أنّ هناك تحفظات أبداها الحزب على بعض المرشحين المحسوبين على «التيار». وايضاً في دائرة البقاع الغربي راشيا. في سياق متصل، أنهى المكتب السياسي الكتائبي ترشيح الحزبيين، فأقرّ ترشيح النائب سامي الجميّل والياس حنكش عن المقعدين المارونيين في المتن الشمالي، وميشال كبي عن المقعد الارثوذكسي في طرابلس، وميشال خوري عن المقعد الماروني في طرابلس، وجوزف عيد عن المقعد الماروني في الشوف، ورمزي ابو خالد عن المقعد الماروني في بعبدا. وبذلك يكون عدد مرشّحيه في مختلف الدوائر قد بلغ ٢٠ حزبيّاً. ومن المقرر أن يباشر الكتائب في المرحلة التالية تبنّي ترشيحات أصدقاء الحزب وحلفائه، تمهيداً لتشكيل اللوائح.

بري: لا تخافوا

وسط هذا الجو الانتخابي، يستمر الهمس في بعض الاوساط الداخلية، تشكيكاً بالانتخابات وإمكانية حصولها في موعدها المحدد في أيّار المقبل، وهو الأمر الذي اعتبره رئيس مجلس النواب نبيه بري غير واقعي. وشبّه بري أمام زوّاره «هذا الهمس بما جرى في الانتخابات النيابية في العام 1992، حيث توالَت يومها التقارير الامنية وغير الامنية التي تشكّك بإجراء الانتخابات، حتى انّ هذا التشكيك استمر مع كل مرحلة من مراحل الانتخابات في تلك الفترة، حيث كانت تجري انتخابات كل محافظة على حدة، ومع ذلك جَرت الانتخابات بسلام ولم يحصل شيء». وقال بري: «الآن، هناك من يشكّك، وهؤلاء على ما يبدو لا يقرأون الواقع والوقائع جيداً. أقول بشكل حاسم ونهائي، الانتخابات ستجري، ولا توجد قوة في الدنيا لتوقفها وتعطّلها». واضاف: «انّ خطورة عدم إجراء الانتخابات انه «يخرب البَلد، «وما حَدا بيعود يحكي مع حدا»، ولا احد في الخارج يحكي معنا، يعني نصبح دولة مهترئة، وهذا ما لن نسمح بحصوله، وبالتالي الانتخابات في موعدها». وردّاً على سؤال، جدّد بري تأكيد الموقف الرافض المَس بسيادة لبنان والانتقاص من حقوقه في ثرواته البحرية، كاشفاً انّ السفراء الذين التقاهم في الفترة الاخيرة يعزفون جميعاً على وتر واحد، وهو دفع لبنان الى السَّير بالطرح الاميركي حول النفط البحري. وقال: «هم يطرحون ذلك، وأنا أكرّر أمامهم موقفنا الثابت والمعلن بأنّ سيادتنا على البر والبحر لا تتجزّأ. وبالتالي، لا تراجع ولا تَخل عن حبّة تراب على البر، ولا عن كوب ماء في البحر». واشار بري الى انه يتابع التطورات الجارية في المنطقة، وتبعاً لذلك قال: «ما زلتُ قلقاً على مصير سوريا. وأعجب من انّ أحداً لم يتوقف ولو للحظة عند الكلام الخطير الذي صدر عن وزير الخارجية الاميركية ريكس تيليرسون، الذي كشف عن تدريب وتسليح الآلاف من المسلحين للبقاء في سوريا. خطر هؤلاء انّ مهمتهم هي الإشراف على تقسيمها».

الموازنة: الوقت قاتل

على صعيد الموازنة، وعلى رغم محاولة اللجنة الوزارية إظهار حيوية في نقاش مشروع بنود موازنة العام 2018، الّا انّ إمكان الوصول بها الى مجلس النواب في وقت قريب يبدو متعثّراً، ربطاً بالنقاش الجاري حول أرقام الموازنات والاعتراضات الوزارية على تخفيض ارقام وزاراتهم بنسبة 20 في المئة على حدّ ما طلب رئيس الحكومة، وهو الامر الذي خلق إرباكات وإشكالات لدى قطاعات اساسية، وجمعيات ذات طابع إنساني مرتبطة بذوي الاحتياجات الخاصة. والواضح في هذا السياق، انّ الموازنة تبدو في سباق مع الوقت القاتل الذي جعلها أمام 24 ساعة حاسمة لإحالتها الى مجلس النواب في موعد أقصاه 5 آذار، اي يوم غد الأحد. ويبدو جلياً انّ المهلة ستمرّ من دون ان تسلك الموازنة طريقها من اللجنة الوزارية الى مجلس الوزراء حيث ينتظرها نقاش مستفيض. وبالتالي في غياب رئيس الحكومة، لا جلسة لمجلس الوزراء. بناء على ذلك، يمكن القول انّ الموازنة دخلت عملياً في المسار العكسي، الّا إذا ظهرت في الساعات الاربع والعشرين المقبلة معجزة تذيب التعقيدات وتذهب بها الى مجلس النواب. علماً انّ وزير المال علي حسن خليل أعاد التحذير أمس من «اننا في أزمة حقيقية اقتصادية ومالية، لكنها غير مستعصية اذا وُجدت الارادة وموازنة إصلاحية».

توقيف سوزان الحاج

قضائياً، برز امس تطور لافت تمثّل في نقل دورية من قوى الأمن الداخلي المقدّم سوزان الحاج حبيش من منزلها في كفرحباب الى التحقيق، حيث كانت موضوعة في تصرّف المدير العام لقوى الأمن الداخلي منذ إقالتها من مركزها كمديرة لمكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية في 2 تشرين الأول الماضي. وأجرت شعبة المعلومات تحقيقاً مع الحاج في مبنى الشعبة على خلفية فَبركة ملف زياد عيتاني، الذي كان أوقف على خلفية التعامل مع اسرائيل، وسيطاول التحقيق أشخاصاً تعاوَنوا على فبركة الملف. من جهته، قال وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عبر «تويتر»: «‏كل اللبنانيين يعتذرون من زياد عيتاني. البراءة ليست كافية. الفخر به وبوطنيته هو الحقيقة الثابتة والوحيدة. والويل للحاقدين، الأغبياء، الطائفيين، الذين لم يجدوا غير هذا الهدف الشريف، البيروتي الأصيل، العروبي الذي لم يَتخلّ عن عروبته وبَيروتيّته يوماً واحداً». من ناحيتها، قالت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، في بيان: «تتداول وسائل الاعلام من وقت لآخر عن توقيفات تقوم بها قوى الامن الداخلي تشمل عسكريين ومدنيين. يهمّ المديرية ان توضح أنها لا ولن تقوم بإصدار بيانات قبل الانتهاء من أي تحقيق يجري بإشراف القضاء المختص». من جهته، قال الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري عبر «تويتر»: «مبروك للوطن ولزياد عيتاني تبيان براءته الكاملة... إسمح لي زياد أن أهنئك على صبرك وإيمانك، وآسف عَلامَ عانَيته على غير حق. لكن كما قال الإمام علي رضي الله عنه: «مَن صارع الحق صرعه». مبروك».

لبنان يستعيد «شبكة الأمان» الخارجية في عزّ ملامح «الانفجار» من حوله والمسْرح الانتخابي في بيروت ينتظر عودة الحريري من الرياض

بيروت - «الراي» .... قبل أربعة أيام من قفْل باب الترشيحات الى الانتخابات النيابية في لبنان (الثلاثاء المقبل)، بقي المسْرح الانتخابي - السياسي على انتظارِه عودة رئيس الحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري من السعودية التي كان قَصَدَها يوم الأربعاء في زيارةٍ رسمية شكّلتْ منعطفاً ايجابياً في مسارِ علاقته بالمملكة التي اهتزّت إبان مرحلة استقالته الملتبسة، كما في الطريق الى معاودة تطبيع العلاقات بين بيروت والرياض التي مُنيت بانتكاسةٍ على خلفية المَلامح المتزايدة لانزلاق لبنان الى المحور الإيراني من خلال استخدام «حزب الله» التسوية السياسية (التي أنهتْ الفراغ الرئاسي) وعنوان «الاستقرار خط أحمر» للإمعان في قضْم مَفاصل القرار وجرّ البلاد الى «حضن» طهران. وفيما كان الترقُّب سائداً للقاء المنتظَر بين الحريري وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وسط أسئلةٍ عما إذا كان تَأخُّر انعقاده (كان مُتوقَّعاً الخميس) على صلةٍ بعملية إنضاج تفاهماتٍ ترتبط بالمرحلة المقبلة في لبنان وعلاقته بالمملكة وبالعلاقات بين رئيس الحكومة وبعض حلفائه «السابقين» وما يمكن ان تقوم به السعودية على صعيد دعْم «بلاد الأرز» عشية انطلاق مسار المؤتمرات الدولية الثلاث، فإن أوساطاً سياسية ترى أنّ توقيت «العودة» السعودية الى لبنان يعبّر في واقع الحال عن قرار تدعمه عواصم الثقل في العالم بعدم «تقديم» لبنان الى إيران عبر ترْكه من دون «ظهيرٍ» سعودي يبقى الأكثر قدرة على توفير عنصر التوازن الداخلي من خلال حلفاء المملكة وعلى رأسهم الحريري (كما رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع) الذي عاودت الرياض «مدّ اليد» له من ضمن مقاربةٍ بدت أقرب الى تفهُّم مسار «الواقعية» الذي يسْلكه وإن مع تَمسُّكها بوجوب ألا يعني ذلك تسليماً بمفاهيم تشكّل ضرباً للشرعية المؤسسات ولا استسلاماً لحزب الله. وفي رأي هذه الأوساط ان لبنان مقبلٌ على مرحلةٍ من تكريس «ربْط النزاع» مع «حزب الله» داخلياً «على البارد» في ملاقاة الانتخابات النيابية التي يتم التعاطي معها خارجياً بوصْفها محطة مفصلية في سياق تعزيز «مقومات الصمود» بوجه الحزب وامتداده الإيراني من ضمن سياقٍ لا يمكن فصْله عن مجمل مسار المواجهة مع المشروع التوسّعي لطهران في المنطقة. وبحسب الأوساط نفسها، فإنه في لحظة تبلور ملامح «الحرب الباردة» المستعادة بين الولايات المتحدة وروسيا على «رقعة شطرنج» الأزمات «المتشابكة» من اوروبا الشرقية وشرق آسيا الى الشرق الأوسط، وفي غمرة ما تشهده سورية من «سباق القواعد العسكرية» بين موسكو وواشنطن و«صراع القواعد» بين إيران - «حزب الله» وبين اسرائيل التي تواصل استخدام «لغة الحرب» التي يشكّل لبنان «هدفاً» رئيسياً فيها، فإن من مصلحة الأخير استعادة المظلّة السعودية واستطراداً الخليجية - العربية، مع الدولية، على قاعدة تثبيت «خطوط الدفاع» داخلياً بانتظار تبلْور ملامح «العواصف» المحيطة به وبما يقطع الطريق على إدخاله في لعبة مقايضاتٍ قد يفرضها مسار الحلول لأزمات المنطقة متى دقّت ساعتها، كما على ضمّه الى «ملاعب النار». وما يعزّز هذه القراءة ان المجتمع الدولي ولا سيما فرنسا والولايات المتحدة اللتين يتردّد انهما لم تكونا بعيدتيْن ومعهما الإمارات العربية المتحدة عن رسْم «خريطة الطريق» المتدرّجة لطيّ صفحة أزمة استقالة الحريري ومعاودة وصْل ما انقطع بينه وبين الرياض كما وضع علاقة بيروت بالمملكة على سكة التطبيع، مصرّ على رفْد لبنان بمقوّمات الدعم من خلال المؤتمرات الثلاث في روما وباريس وبروكسيل التي يسود تَرقُّب لما ستحمله ولا سيما بعدما برزتْ إشارات الى ان السعودية ستساهم فيها بما يلزم، الأمر الذي سيعكس استمرار «الحاضنة» الخارجية للوضع اللبناني. وكانت باريس نقلتْ الى بيروت عبر سفيرها برونو فوشيه خلال زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان مؤتمر سيدر 1 سيُعقد في 6 أبريل في العاصمة الفرنسية، كما أبلغت اليه قراراً مفاجئاً بإرجاء زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون التي كان ينوي القيام بها للبنان والعراق في النصف الاول من ابريل وذلك نظراً الى تضارب الاجندات، مع تأكيده ان الزيارة تبقى قائمة وسيحدد موعدها الجديد لاحقاً. وفي غمرة المحاولات الداخلية لتكييف الواقع المالي اللبناني مع مقتضيات المؤتمرات الدولية، وهو ما يصطدم بمناخ الانتخابات الذي يجعل أي إجراء إصلاحي يُقاس بـ «كلفته الشعبية»، كان لافتاً أمس ما نقله زوار القصر الجمهوري عن الرئيس عون من اطمئنانه الى الوضع العام في البلاد، وتأكيده رغم المخاوف التي يتم تداولها منذ ايام أن لا مؤشرات تصعيد اسرائيلية في الافق على ما يحلو للبعض تصويره. ولفت رئيس الجمهورية على ما نقلت «وكالة الأنباء المركزية» عن زواره الى «أن المشكلات التي اثارتها تل ابيب في الاسبوعين الماضيين في ملفي الحدود البرية والبحرية وحق لبنان في أرضه وثروته تراجعت وحتى هدأت، علماً انه يجب عدم الركون الى ما تضمره اسرائيل من شرور واطماع، ومن الضروري التزام الحذر الدائم»، مؤكداً «ان الأميركيين طمأنونا الى أن لا تصعيد من قبل اسرائيل على رغم ما يشاع في الاعلام ومواقف المسؤولين الاسرائيليين. كما أن التقارير التي تلقاها لبنان من الامم المتحدة تنفي المعلومات عن امكان اقدام اسرائيل على شن حرب على لبنان وسورية لخربطة(الستاتيكو)القائم أو لتحقيق أطماع وأهداف غير معروفة ومعلنة». ويختم الزوار بقول عون «إن الحذر واجب لكن الخوف ممنوع، ليس من اسرائيل وحسب وانما على كافة الصعد والمستويات».

حسام سعد الحريري يحمل في تدريب عسكري صورة تجمع والده وجدّه

نشر نجل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري حسام صورةً له عبر حسابه على موقع «انستغرام» يظهر فيها وهو يرفع صورة تجمع والده بجدّه الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وبدا حسام الحريري وهو يرتدي اللباس العسكري خلال تدريب في سلسلة جبال ساوث ويلز البريطانية، وقد أرفق الصورة بعبارة «دائماً معي». ومعلوم ان حسام الحريري يتابع دراسته في أكاديمية SANDHURST العسكرية الملكية التي تُعتبر من الأهمّ في العالم.

تباينات «الوطني الحر» و«القوات» تتخطى التحالفات الانتخابية والصراع انتقل إلى الجسم الحكومي

الشرق الاوسط...بيروت: نذير رضا ... حملت المناكفات السياسية على خلفية ملفات مرتبطة بالأداء الحكومي بين «التيار الوطني الحر» ووزراء حزب «القوات اللبنانية»، مؤشرات على انتقال الصراع الانتخابي إلى داخل الجسم الحكومي، ما أظهر أن هناك محاولات لـ«تطويق القوات» على أعتاب الانتخابات النيابية التي لم ينتهِ التباحث حول تحالفاتها بين الطرفين، مع أن حظوظ التحالف محصورة بدوائر محددة، وهو ما ينفيه «الوطني الحر»، واضعاً أبعاده في سياق غير انتخابي. ورغم أن الطرفين لم ينزلقا إلى اتهامات مباشرة، إلا أن الردود المتقابلة ظهرت في ملفات ذات أبعاد حكومية، مثل ملف الكهرباء الذي تقود فيه «القوات» مواجهة ضد بواخر الطاقة التي تنوي الحكومة استئجارها، واستدعت ردوداً كثيرة من وزير الطاقة المحسوب على «الوطني الحر» سيزار أبي خليل، وكتلة «التغيير والإصلاح»، فضلاً عن توجيهات أصدرها الرئيس ميشال عون «للتحقق من أوضاع الجمعيات والمؤسسات المتعاقدة مع وزارة الشؤون الاجتماعية، وعملها وحجم نشاطها، لتمييز تلك التي تحتاج فعلا للدعم عن الوهمية منها»، وهو ما دفع وزير الشؤون الاجتماعية المحسوب على «القوات» بيار بو عاصي للإيضاح بأن «هناك 594 جمعية ومؤسسة متعاقدة مع الوزارة تستوفي كل الشروط وسبق لي أن فسختُ عقوداً مع 20 جمعية غير منتجة». ولا يرى «التيار الوطني الحر» أن تلك محاولات لحصار «القوات» أو عزلها، بحسب ما يؤكد عضو كتلة «التغيير الإصلاح» النائب زياد أسود الذي يرى «أنها تندرج ضمن سياق التباينات بالتحالفات، وتعبر عن وجهات نظر سياسية بين الأطراف»، حيث «يجد كل فريق مصلحته بالتحالفات في مكان مختلف». وشدد أسود، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على «أننا نرفض عزل أي فريق أو مكون بمعنى إلغائه، وإذا لم تكن هناك إمكانية للتحالف، فإن ذلك لا يعني التآمر»، لافتاً إلى أن «المفاهيم السياسية أحياناً تُعمم على نحو خاطئ». وأكد أسود أن الصراع داخل الحكومة «أكبر من الخلافات على التباينات الانتخابية»، لافتاً إلى أنها «تباينات على كثير من الملفات بدأت منذ تشكيل الحكومة، وهو ليس جديداً ولن يكون الأخير». وقال: «لا أعتقد أن أبعادها انتخابية، بل هي مرتبطة بوضعية العهد والتحالفات التي نشأت بعد التسوية الرئاسية»، مضيفاً أنه «لا لزوم لأن تُمنح أبعاداً أخرى». وإلى جانب التباينات المتبادلة في الملف الانتخابي، بدا أن ظاهر الصراع بين الطرفين يستعر على خلفية الأداء الحكومي، ويؤشر إلى أن الصراع انتقل إلى داخل المؤسسات. وينفي رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» شارل جبور، أن تكون هناك محاولات لحصار «القوات» داخل الجسم الحكومي، موضحاً أنه «في المرحلة التي ترافقت مع استقالة الرئيس الحريري نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كانت هناك محاولات لعزل (القوات)، تندرج ضمن إطار خطة سياسية لضرب المشروع السيادي»، مشدداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على أن تلك المحاولات «فشلت، كما فشلت محاولات استغلالها للأطباق على لبنان»، مضيفاً أن «(القوات) تشكل عائقاً أمام ترجمة تطلعات البعض غير اللبنانية، وهم يدركون أن تحقيق (القوات) لفوز انتخابي سيشكل عائقاً في المستقبل أمام تحقيق أهدافهم». وإذ رأى أن «الحرب ضد (القوات) مشتعلة ضمن المواجهة السيادية»، قال جبور إن «محاولات تطويق (القوات) لم تتوقف ولن تتوقف، لكننا نعمل في السياسة انطلاقاً من قناعاتنا، وقد نجحنا في إسقاط محاولات حصارنا من انطلاقتنا»، لافتاً إلى «خطة ضمنية لدى البعض من أجل الحد من قدرة (القوات) على الخروج بكتلة نيابية كبيرة، ونواجهها بالعمل للوصول إلى أفضل نتيجة في الانتخابات لأنها محطة أساسية». ولا يرى جبور أن المناكفات السياسية مع «الوطني الحر» تعبر عن محاولات حصار «القوات»، قائلاً إنها «تندرج ضمن محاولة بعض الأطراف لتمرير مشاريع». واعتبر أن المناكفات «جزء من الحياة السياسية واللعبة الديمقراطية»، مشيراً إلى أن «محاولة كل طرف تسجيل نقاط تحت سقف الدستور، هو أمر طبيعي». وقال: «واجهت (القوات) خطة الكهرباء، لم تأخذ بعين الاعتبار التفاهمات والتحافات السياسية، بل تصرفت وفق قاعدة الدستور، ووفق مبدأ يدفع الشعب اللبناني لاستعادة ثقته بالسلطة». وأشار إلى «أننا نلتقي على ملفات مع (الوطني الحر)، ونختلف على أخرى، ولا أرى أن هناك محاولة تطويق معلنة، بل عملية شد حبال ليؤكد كل طرف وجهة نظره السياسية». وتصاعدت وتيرة التباينات بين الحليفين اللذين وقعا إعلان نوايا في يونيو (حزيران) 2015 إثر التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة، حيث لم تثمر العلاقة تحالفات انتخابية واسعة بينهما. وبينما قال أسود إن هناك اتفاقاً مع «القوات» على التحالف الانتخابي في بعض المناطق، بينما لا ينطبق الأمر نفسه على مناطق أخرى، إذ إن المصلحة الانتخابية لكل فريق تقتضي عدم التحالف، قال جبور إنه «وفق القانون الانتخابي الجديد، لم يتحالف أي فريق سياسي مع الآخر في كل الدوائر الانتخابية، باستثناء (حزب الله) و(حركة أمل) اللذين تحالفا في كل الدوائر لاعتبارات إيرانية فرضت تحالفهما فيها». وقال: «كل طرف عقد تحالفاته انطلاقاً من أولوياته الانتخابية»، كاشفاً أن «الوطني الحر» عرض على «القوات» تحالفات في دوائر معينة «لكننا رفضناها»، مضيفاً: «إننا ندرس تحالفاتنا الآن مع التيار الوطني الحر ومع تيار المستقبل في دوائر محددة»، مشدداً على أن «التواصل الانتخابي لم ينتهِ بعد». وقال: «هناك تواصل وحوار حتى تنجلي الأمور، ولا يمكن القول: إن لا تحالف مع (الوطني الحر) حتى الآن».

مؤشرات خطيرة تحيط بالوضع الاقتصادي في لبنان ومخاوف من «انفجار اجتماعي»

الشرق الاوسط...بيروت: بولا أسطيح... في الوقت الذي تنكب فيه الحكومة اللبنانية على دراسة موازنة عام 2018 لإحالتها إلى المجلس النيابي سعياً لإقرارها قبل مؤتمر «سيدر» المرتقب في باريس لدعم لبنان اقتصادياً، وفي ظل دورانها في حلقة مفرغة في إطار سعيها للتخفيف من النفقات، وتمرير عدد من الإصلاحات للحد من العجز، تتزايد المؤشرات التي توحي بسلوك البلد منحى خطيراً على الصعيدين المالي والاقتصادي، ما يهدد بانفجار عدد من الأزمات الاجتماعية. وأقر وزير المال علي حسن خليل، أمس، بأن لبنان في «أزمة حقيقية على المستوى الاقتصادي والمالي»، متحدثاً عن «مرحلة دقيقة وخطيرة جداً»، إلا أنه أبقى نافذة أمل مفتوحة، لافتاً إلى أنه «رغم صعوبة الأزمة، فإنها تبقى غير مستعصية، إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية في أن نعيد تنظيم أمورنا، ونضع أنفسنا على سكة المعالجة الحقيقية». وشدد خليل على أن «الأمور لا يمكن أن تستقيم إلا مع إقرار موازنة عامة، فيها حد أدنى من التوازن المالي، وفيها رسم لمسار إصلاحي ضروري». وخلال مؤتمر نظمته الجامعة اللبنانية الدولية حول «الجرائم المالية»، أشار خليل إلى أن «المؤتمرات الدولية التي نعول عليها لا يمكن أن تعطي الأثر الإيجابي دون أن تواكبها إجراءات حقيقية، أول عناوينها إقرار الموازنة العامة على أسس إصلاحية حقيقية تعيد لبنان إلى مسار التوازن، وتخفف كثيراً من نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي، التي وصلت إلى مرحلة دقيقة وخطيرة جداً». وعلى الرغم من المؤشرات السلبية المحيطة بالوضعين المالي والاقتصادي، يؤكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أنه تم تحقيق «نجاح في إطلاق مسيرة انتظام مالية الدولة»، لافتاً إلى أن «العمل مستمر لإطلاق خطة اقتصادية تحدد رؤية طويلة الأمد للنهوض الاقتصادي». ووقع وزير الاقتصاد والتجارة، رائد خوري، أخيراً، بتفويض من مجلس الوزراء، عقداً مع شركة «ماكنزي» العالمية، بقيمة مليون و300 ألف دولار، لإعداد خطة اقتصادية للدولة، بعدما أقرت أول موازنة في البلاد منذ عام 2005 نهاية العام الماضي. إلا أنه حتى الساعة، لم تتضح معالم هذه الخطة التي كان يتوجب أن يحملها لبنان إلى مؤتمر باريس في النصف الثاني من شهر أبريل (نيسان) المقبل. وفي الأشهر الماضية، تفاقم عدد من الأزمات، على خلفية تردي الأوضاع المالية والاقتصادية. فمع إقرار سلسلة الرتب والرواتب، التي شهدت زيادة رواتب موظفي القطاع العام والأساتذة في المدارس الرسمية والخاصة، انفجرت أزمة في المدارس الخاصة، في ظل تأكيد إداراتها عدم قدرتها على تغطية الزيادات، ورفض الأهالي رفضاً قاطعاً تحميلهم إياها. كذلك، فإن توقف المصارف أخيراً عن إعطاء قروض سكنية، نتيجة نفاد الأموال التي خصصها المصرف المركزي، يهدد بانفجار أزمة اجتماعية كبيرة، باعتبار أن العدد الأكبر من الشباب اللبناني يعتمد على هذه القروض لشراء شقق. وتضاف إلى هذه الأزمات أزمة المياومين العاملين في مؤسسة كهرباء لبنان، المستمرة منذ سنوات، وأزمة جديدة بدأت تطل برأسها من بوابة الضمان الاجتماعي، مع تنبيه الاتحاد العمالي العام لتوجه الحكومة لإلغاء النص المتعلق ببراءة الذمة للمؤسسات المنتسبة إلى صندوق الضمان في موازنة 2018. ويعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، أن «كل هذه الأزمات، التي تترافق مع غياب خطة إصلاحية حقيقية واستمرار الإنفاق العشوائي، سواء من خلال الجمعيات الوهمية أو عبر الإيجارات الخيالية لعدد من المؤسسات والوزارات، تهدد فعلياً بانفجار اجتماعي، خصوصاً في ظل تراكم المشكلات، وأبرزها الصرف التعسفي، والاستغناء عن اليد العاملة اللبنانية لمصلحة اليد العاملة الأجنبية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «بدل أن تلجأ الدولة إلى إجراءات حقيقية لوضع حد للتدهور الحاصل، من خلال التصدي للهدر الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار سنوياً، بحسب البنك الدولي، تقوم الحكومة بمواجهة الأزمات بمزيد من الديون، التي تسعى للحصول عليها خلال المؤتمرات الدولية المرتقبة». ويشكل قطاع الكهرباء باباً رئيسياً للهدر والإنفاق، يتوجب التعاطي معه بمسؤولية للحد من العجز الذي وصل إلى عتبة مخيفة، بعدما بلغ 12 ألف مليار دولار، بحسب الخبير المالي وليد أبو سليمان الذي حذر من «تحول العجز إلى مزيد من الدين العام، وبالتالي إلى مزيد من الاستدانة، ولكن هذه المرة بكلفة مرتفعة، في حال خفض التصنيف الائتماني، ما يجعلنا في معضلة لجم العجز». وأضاف أبو سليمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «العجز في الكهرباء وصل إلى عتبة المليار و700 مليون دولار. وبالتالي، المطلوب خصخصة الإدارة للتصدي لهذه الأزمة». واعتبر أن المشكلة الحقيقية هي «لجوء الدولة إلى إقرار ملفات مصيرية تحت ضغط الوقت، فبعدما أقرت سلسلة الرتب والرواتب من دون تأمين الإيرادات المطلوبة، ها نحن نرى أنه يتم إقرار موازنة عام 2018 على طريقة (السلق)، بعد تخطي المهل الدستورية، وفي محاولة للانتهاء منها قبل مؤتمر سيدر».

5 لوائح تتنافس في بيروت الثانية والمعركة على الحاصل الانتخابي و«التفضيلي»

الحياة...بيروت - محمد شقير ... بات من المؤكد أن الدائرة الثانية في بيروت (المزرعة، رأس بيروت، الباشورة، عين المريسة، زقاق البلاط، المصيطبة، ميناء الحصن) ستشهد معركة انتخابية حامية الوطيس تتنافس فيها خمس لوائح حتى الساعة، بعضها مكتمل وأخرى ناقصة لملء 11 مقعداً نيابياً (6 للسنّة و2 للشيعة، وواحد لكل من الدروز والأرثوذكس والإنجيليين). ويبلغ عدد الناخبين فيها نحو 348 ألف ناخب يشكل الناخبون المسلمون فيها النسبة الأكبر وتتجاوز 62 في المئة، بينهم نحو 72 ألف ناخب شيعي في مقابل نحو 215 ألف ناخب سنّي و4500 درزي. ونحو 61 ألف مسيحين موزعين على مختلف الطوائف. ويفترض أن يبدأ العد العكسي لولادة اللوائح الانتخابية فور إقفال باب الترشح في 6 أيار (مارس) الجاري، مع أن لائحة تيار «المستقبل» برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري أصبحت مكتملة وستخضع بعد عودته من المملكة العربية السعودية إلى «رتوش» قد لا يؤدي إلى تعديل في أسماء المرشحين عليها. وفي المقابل، فإن المفاوضات بين الثنائي الشيعي (حركة أمل وحزب الله) وبين «جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية في بيروت» (الأحباش) والحزب «السوري القومي الاجتماعي» و «المؤتمر الشعبي» برئاسة كمال شاتيلا وصلت إلى مرحلة متقدمة ليكون جميع هؤلاء نواة لائحة ائتلافية غير مكتملة، من باب حرصهم - كما يقول مصدر شيعي بارز لـ «الحياة» - على عدم تشتيت الأصوات التفضيلية، شرط تأمين الحاصل الانتخابي الذي يؤمن لهذه اللائحة الدخول في التصفية النهائية للحصول على عدد من المقاعد النيابية. ولفت المصدر نفسه إلى أن نواة هذه اللائحة ستشكل من المرشحين عدنان طرابلسي (أحباش)، محمد خواجة «أمل»، أمين شري (حزب الله)، سمير كنيعو (المؤتمر الشعبي)، فارس سعد عن المقعد الإنجيلي (السوري القومي الاجتماعي) للتعويض للحزب عن المقعد النيابي الذي خسره بعزوف مروان فارس (كاثوليكي) عن الترشح في دائرة بعلبك- الهرمل لمصلحة ألبير منصور. أما على صعيد «لائحة كرامة بيروت» التي يرعاها مباشرة رئيس تحرير جريدة «اللواء» صلاح سلام وعدد من أصدقائه، فعلمت «الحياة» من مصادر متطابقة مقربة من المرشحين على اللائحة، أن معظم أسمائها باتت محسومة بانتظار بت بعض الأمور المتعلقة بمرشحي المجتمع المدني. وفي هذا السياق، كشفت المصادر نفسها أن نواة اللائحة تتشكل من صلاح سلام، رئيس المركز الإسلامي علي عساف، المقرب جداً من الرئيس نجيب ميقاتي، عماد الحوت (الجماعة الإسلامية)، رئيس نادي «الأنصار» لكرة القدم نبيل بدر، ونادين عيتاني عن السنّة، على أن يترك المقعد السنّي السادس للمفاوضات الجارية مع أحد رموز المجتمع المدني إبراهيم منيمنة، الذي كان خاض الانتخابات البلدية الأخيرة في بيروت على رأس اللائحة المنافسة للائحة «البيارتة» المدعومة من الحريري وعدد من الأحزاب والشخصيات السياسية. وقالت المصادر عينها إن سلوى الأمين الخليل ستترشح عن أحد المقعدين الشيعيين على أن يترك المقعد الثاني للمفاوضات الجارية مع هيئات تنتمي إلى الحراك المدني. وأكدت أن المقعد الأرثوذكسي لا يزال شاغراً للغرض نفسه، فيما بات محسوماً ترشح العميدة المتقاعدة في الأمن العام دلال رحباني عن المقعد الإنجيلي، وأيضاً سعيد الحلبي عن المقعد الدرزي في حال لم يطرأ أي تعديل يستدعي استبدال مرشح آخر محسوب على الحراك المدني به. وبالنسبة إلى رئيس حزب «الحوار الوطني» فؤاد مخزومي، فإن مصادره أكدت لـ «الحياة» أنه يعكف حالياً على جوجلة عدد من الأسماء المطروحة للترشح على لائحته وأنه سينتهي من مشاوراته في مطلع الأسبوع المقبل تمهيداً للإعلان عن أسماء المرشحين على اللائحة. وفي السياق أيضاً، قررت «حركة الشعب» برئاسة المرشح السابق للانتخابات النيابية إبراهيم الحلبي، أن تخوض الانتخابات وربما في لائحة غير مكتملة، تضم الأخير عن المقعد السنّي إضافة إلى عمر نجاح واكيم عن المقعد الأرثوذكسي، وهي تجري مشاورات مفتوحة مع يساريين من غير المنتمين إلى الأحزاب اليسارية وآخرين محسوبين على المجتمع المدني، وسيكون لهذه اللائحة امتداد في دائرة بيروت الأولى (الأشرفية) من خلال قرار الوزير السابق شربل نحاس خوض الانتخابات عن المقعد الكاثوليكي. وإلى حين اكتمال المشهد الانتخابي بولادة اللوائح، فإن ما يميز المعركة الانتخابية في دائرة بيروت الثانية عن المعارك الانتخابية في الدورات السابقة، يكمن في أن قانون الانتخاب الجديد الذي يعتمد على النظام النسبي والصوت التفضيلي أتاح المجال أمام فتح باب المنافسة على مصراعيه من خلال تعدد اللوائح، الأمر الذي لم يكن موجوداً في الماضي، انطلاقاً من رهان من يقف وراء هذه اللوائح على قدرته على تأمين الحاصل الانتخابي متلازماً مع الأصوات التفضيلية لضمان حصوله على عدد من المقاعد الانتخابية، على خلفية أن هناك صعوبة أمام أي لائحة في حصد جميع المقاعد المخصصة للدائرة، في إشارة مباشرة إلى اللائحة التي يتزعمها الحريري. حتى أن البعض يذهب بعيداً في مبالغته في أن لديه القدرة على أن يسجل خرقاً للائحة الحريري، هذا إذا ما استثنينا اللائحة التي يرعاها مباشرة الثنائي الشيعي والتي يغلب الحضور فيها على لون سياسي يتناغم في الدرجة الأولى مع قوى الممانعة في المنطقة وتحديداً إيران والنظام في سورية. لذلك، فإن المعركة الانتخابية في بيروت الثانية تبقى مفتوحة على احتمالات عدة، وإن كانت اللائحة المدعومة من الثنائي الشيعي تخطط لتأمين حاصل انتخابي وأصوات تفضيلية تتيح لها خرق لائحة الحريري بثلاثة مقاعد، إن لم يكن أكثر. فيما اللوائح الأخرى، ومن بينها لائحة «كرامة بيروت»، تعتبر أن خوضها الانتخابات يأتي بهدف حجب الحاصل الانتخابي عن اللوائح المنافسة للائحة الحريري، بهدف أن تصب لمصلحتها في صناديق الاقتراع. وعليه، تبقى مبالغة هذا الفريق أو ذاك في تسجيل خرق انتخابي من باب الرغبة في رفع معنوياته وتقديم نفسه إلى الناخبين البيارتة على أنه لن يدخل في المعترك الانتخابي من زاوية تسجيل موقفه، وإنما لديه القدرة على أن يكون في مقدم اللوائح المتنافسة على حصد المقاعد الانتخابية. وأخيراً، بعيداً من المبالغة واللجوء أحياناً إلى اعتماد «الحروب النفسية» لرفع معنويات الناخبين، فإن الكلمة الفصل تبقى ملكاً لصناديق الاقتراع، خصوصاً أن من يتزعم اللوائح الانتخابية بدأ يخطط منذ الآن لرفع منسوب الاقتراع بنسبة ملحوظة لم يسبق أن سجلتها الدورة الانتخابية السابقة، أي ما يفوق 55 في المئة من أصوات الناخبين، أكانوا من المقيمين في العاصمة أم الذين سجلوا أسماءهم لدى السفارات والقنصليات اللبنانية في الخارج لممارسة حقهم في الاقتراع في أماكن إقامتهم. وتبقى الإشارة إلى أن الحسابات الرقمية في بيروت الثانية ما زالت تطغى على السياسية منها، ريثما يصار إلى الإعلان عن اللوائح بصورة رسمية، والتي يفترض أن لا تغيب عنها البرامج السياسية في ظل التأزم الحاصل في المنطقة والحرب المشتعلة في سورية والنأي بلبنان عنها.

الحسيني: عنوان المواجهة التمثيل الصحيح

بيروت - «الحياة» ... أعلن الرئيس السابق للمجلس النيابي حسين الحسيني ترشحه للانتخابات النيابية. وتوجه في بيان الى «الإخوة والأخوات في بعلبك وفي الهرمل»، قال فيه: «سوف أكون إلى جانبكم، كما كنت دائماً. فهذه مواجهة عنوانها ومتنها تمثيلكم تمثيلاً صحيحاً، بتعدد جماعاتكم وتعاونها لا بنزاعات منظمة على حسابكم، ولا بدفع أفراد منكم إلى وجاهة زائفة. فلا التفات إلى هوامش مضللة باسم قضية مقدسة أنتم من أسهم ويسهم الإسهام الكبير في صنعها، ويأتيكم اليوم من يجعلها امتحاناً عليكم، بل محنة فيكم ليصرفكم عما هو حق لكم من التمثيل الصحيح لإرادتكم الحرة ولمصالحكم المشروعة». وأضاف: «غداً، سأطلب ثقتكم إلى جانب من هم منكم وإليكم، مستجيباً طلب من وجدته صادق التعبير في هذا الطلب. وكما أبدي استعدادي، في كل وقت، للإفساح في المجال أمام غيري ليحل محلي في هذه المواجهة، فإنني أطلب إلى غيـري مـا أفـرضه على نفسي فيفسح في المجال أمام غيره الذي قد يكون الأكثر تأهيلاً، في هذا الظرف، للقيام بهذه المهمة». وزاد: «إنها مهمة واحدة من مهمات عديدة علينا القيام بها في هذه الانتخابات وبعد هذه الانتخابات، جنباً إلى جنب، ولا فرق بين من يتقدم بترشيحه وبين من يقدم الدعم. ولا فرق بين من قد يفوز هذه المرة ومن سيفوز غداً بالفضل بفوزنا جماعة واحدة في هذه المواجهة. على هذا الأساس، أتقدم بترشيحي اليوم». انتخابياً أيضاً، التقى رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون، عضو كتلة «الكتائب» النائب نديم الجميل، والنائب السابق فارس سعيد. واعتبر شمعون أن «لبنان يتعرض لخطر من الداخل، أكثر منه من الخارج»، مشيراً إلى أنه «يخوض المعركة الانتخابية بهدف إيصال العدد الأكبر من الناس المستعدين للتضحية لمصلحة البلد واستقلاله». وأمل بأن «نتمكن من جمع كل القوى القادرة على الدفاع عن لبنان، سواء في حزب الكتائب، أم في سواه من الأحزاب الصديقة وإن شاء الله «يطلع بايدنا»، وإذا أراد الله سيتم ذلك». ولفت سعيد إلى أن «الزيارة ذات طابع أهلي لأن النائب شمعون كان أعلن أنه سيدعمني في الانتخابات في دائرة كسروان- جبيل». وقال: «إننا وإياه في خيار سياسي واحد، الذي هو خيار الشرعية والدستور، والشرعية العربية أي الجامعة العربية وما يصدر عنها، والشرعية الدولية أي كل قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها القرار 1559 والقرار 1701 والقرار 1757 أي المحكمة الدولية والقرار 1680 أي ترسيم الدور مع سورية». وأضاف: «نحن من جمعيات أهلية مسيحية، منها سيدة الجبل وغيرها مع حزب الأحرار والكتائب وأحزاب أخرى، نشكل نواة لمعارضة حقيقية للاعتراض على الحكم والسلاح المتفلت والخروج من الدستور والشرعية وستعود هذه المعركة بتحالفات واسعة».

حرب ناعمة علينا

قال نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم إن المعركة الانتخابية ليست معركة أخذ مقاعد من الآخرين في شكل مأسوي أو كارثي أو تغيير لمعادلة المجلس النيابي». واعتبر أنها «معركة إثارة أجواء خاطئة، ومحاولة تشويه السمعة، والعمل من أجل إخافة الناس كي لا يكونوا معنا». وقال: «هي حربٌ ناعمة للضغط على جمهورنا كي يتخلى عنّا، ولكنهم لا يعرفون هذا الجمهور، جمهورنا لم يكن معنا لأننا أعطيناه، كان معنا لأنه آمن بمشروعنا، نحن وجمهورنا نضحي، ونسير في درب المقاومة والشهادة، فمن يحاول أن يفصل بيننا ويوجد حالة من التشويش والتشويه لن يصل إلى نتيجة». أضاف: «يحاولون تضليل الناس وبث الإشاعات لإبعادهم عنا، لكن فاتهم القطار، فالناس يحتضنون المقاومة ويؤمنون بمشروعها ويعملون معها لتوفير الحماية والبناء للدولة». وقال: «سنبقى في الميدان، وسننجح كما نجحنا في علاقاتنا مع الناس، وسنكون ممثلين حقيقيين في البرلمان غصباً عن الذين يشوشون ويحاولون ضرب هذا التمثيل»، مشيراً إلى أن المعركة هي «مع المشروع الأميركي الذي يحاول أن يتدخل في لبنان للإمساك بالمجلس النيابي من أجل قيادة قراره».

 



السابق

مصر وإفريقيا...حبس والدة زبيدة بتهمة نشر أخبار كاذبة..تسريب صوتي لمبارك: الأمريكان اشتغلوا لثورة يناير..«نساء مصر» تحشد للسيسي... وترقب للقمة السعودية...تعزيزات مصرية إلى الحدود مع ليبيا تحسباً لاضطرابات... وعودة «داعش»..ليبيا: حكومة «الوفاق» تشكّل لجنة لإبرام هدنة في سبها...زيارة سفير فرنسا لهيئة الانتخابات تثير غضباً في تونس...حركة «الشباب» تقتل 5 شرطيين كينيين..حزب جزائري يدعو إلى توافق السلطة والمعارضة ...عشرات القتلى بهجومَين في بوركينا فاسو استهدفا السفارة الفرنسية والقوات المسلحة...11 قتيلاً بهجوم في نيجيريا..عشرات القتلى في مواجهات إثنية بالكونغو الديموقراطية....المغرب يرد على الاتحاد الأوروبي: حريصون على وحدة أراضينا...

التالي

اخبار وتقارير..روسيا تلغي محادثات إستراتيجية مع أميركا حول الأمن المعلوماتي...ترامب يدشّن حرباً تجارية وأوروبا ستدافع عن مصالحها....ماي تقرّ بـ«وقائع صعبة» وتأمل بتسوية لـ «الطلاق»...شقق موسكو «للسلافيين فقط» وليست للقوقازيين....صندوق النقد يحذر واشنطن: الاقتصاد الأميركي سيتضرر..حملة جديدة تستهدف أنصار غولن بينهم عسكريون في الخدمة...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,711,827

عدد الزوار: 6,909,839

المتواجدون الآن: 94