لبنان...لمَن يُقرع جرس الحلّ في لبنان؟ وعون: نهاية الأزمة خلال أيام وعندما تنتهي الحرب ضدّ الإرهاب يعود مقاتلو «حزب الله»...أزمة الإستقالة تترنّح .. وعودة متوازنة بعد التزام «النأي بالنفس»....«النأي بالنفس» مصطلح لبناني يفتقد إلى المرجعية القانونية .. قاسم يتوقع تعديلاً في الاصطفافات السياسية...بري مرتاح إلى مسار الأوضاع وينوّه بـ «الاجماع اللبناني»...

تاريخ الإضافة الخميس 30 تشرين الثاني 2017 - 7:28 ص    عدد الزيارات 2917    التعليقات 0    القسم محلية

        


لمَن يُقرع جرس الحلّ في لبنان؟ وعون: نهاية الأزمة خلال أيام وعندما تنتهي الحرب ضدّ الإرهاب يعود مقاتلو «حزب الله»...

بيروت - «الراي» ... السفير الروسي: الحلول قد تكون من خلال مرونة تُقْدِم عليها إيران و«حزب الله» بانسحابات من العراق وسورية

تقاطعتْ المواقف والإشارات التي صدرت في بيروت عند أن الأسبوع المقبل سيَحمل ترجمةً أكيدة لخريطة الطريق التي جرى التفاهم عليها لإنهاء الأزمة السياسية التي عبّرتْ عنها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري التي أعلنها من الرياض في 4 نوفمبر الجاري، قبل أن يُدْخِلها في دائرة التريث مع عودته إلى بيروت قبل 8 أيام. وإذا كان لبنان يعيش أجواء «قرْع جرس» الحلّ الذي سيكرّس رسمياً عودة الحريري عن استقالته والذي يتمحور حول «النأي بالنفس» عن الصراعات العربية والإقليمية وعدم الإساءة الى الدول العربية وتأكيد مرجعية اتفاق الطائف، فإن مسار الانفراج الذي سيَطوي واحدة من أكثر الأزمات التي عكستْ انكشاف لبنان بالكامل على «عواصف» المنطقة وعلى المواجهة السعودية - الإيرانية يبقى مشوباً بغموض يلفّ 3 نقاط:

* الأولى الصياغة اللفظية لـ «العبارة السحرية» التي سيتضمّنها البيان الذي سيصدر عن اجتماع مجلس الوزراء المرتقب الأسبوع الطالع والذي سيؤكد النأي بالنفس بما يوائم بين صون استقرار لبنان وحفظ علاقاته مع الدول العربية وعدم التعرض لأمنها. وكان بارزاً أمس ان رئيس البرلمان نبيه بري كشف عن «شكل المَخرج» الذي لن يتضمّن تعديلاً على البيان الوزاري للحكومة، باعتبار ان هذا البيان كانت الحكومة نالت على أساسه ثقة مجلس النواب، لافتاً كما نقل عنه زوّاره الى انه بعد إعلان النأي بالنفس قد تصدر بيانات منفصلة عن الكتل والأحزاب السياسية تؤكد على هذا الإعلان.

* والنقطة الثانية، ما الذي سيقدّمه «حزب الله» عملياً ليكون الحلّ أبعد من «مَخرج لفظي» ولترجمة النأي بالنفس «فعلاً وليس قولاً» كما يصرّ الحريري، علماً أن هذا البُعد بالتحديد ليس رهناً فقط بالدينامية الداخلية التي شكّل رئيس الجمهورية ميشال عون محورها الأساسي الى جانب الدور الذي اضطلع به بري، بل هو بالدرجة الاولى محكوم بالحِراك الذي تتولاه باريس في اتجاه كل من طهران والرياض وبيروت. وفيما كان بعض الإعلام القريب من «حزب الله» في بيروت يوحي بأنّ ما يجري العمل لوضع اللمسات الأخيرة عليه هو بمثابة «سلّم» يتيح للحريري النزول «عن شجرة الاستقالة» مع حفْظ ماء الوجه تجاه جمهوره والسعودية من دون أن ينطوي الحلّ على ترجماتٍ حقيقية تبدّل في المسار الاستراتيجي لـ «حزب الله» وأدواره الميدانية في أكثر من ساحة، أعطى السفير الروسي في بيروت الكسندر زاسبكين إشارة لافتة حين قال لصحيفة «النهار» ان الحريري كان تمنى بصراحة أن تكون موسكو مسهّلة للتفاهمات التي يُعمل عليها نظراً الى دورها وعلاقاتها مع بعض الأطراف في لبنان والمنطقة، كاشفاً أن الحلول قد تكون من خلال مرونة تُقْدِم عليها إيران و«حزب الله» بغية الحفاظ على هذه الحكومة، وذلك من خلال انسحابات من العراق وسورية باعتبار الأوضاع هناك باتت أفضل بكثير من السابق. «وبالتالي قد يحصل تقليص للقوات الروسية وكلّ القوى التي تنضوي في محور الممانعة وتقاتل في سورية والعراق».

* أما النقطة الثالثة فهي أين ستقف الرياض من أيّ «روزنامة حلّ» ما لا تتضمّن مراعاةً لمرتكزات «غضْبتها» على لبنان الرسمي، وتحديداً لجهة انخراط «حزب الله» في ممارسات تمسّ أمْنها كما دول عربية أخرى، لا سيما في اليمن وسورية، وهي الممارسات التي شكلت المرتكز لتصنيف «حزب الله» في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير «إرهابياً»، مع إشارةٍ ذات مغزى كبير الى كونه «شريكاً في الحكومة»، وفتْح الباب أمام نقل ملف إيران والحزب الى مجلس الأمن الدولي. علماً ان دوائر سياسية ترصد إذا كان المَخرج الذي سيُعتمد سيلحظ عنوان التصدي للإرهاب بما يجعله منصة لـ «الالتفاف» على دور «حزب الله» في سورية خصوصاً. وكان عون وفي معرض تأكيده قرب «تصاعُد الدخان الأبيض» رسمياً في ما خص أزمة الاستقالة، أطلق مواقف داعمة لـ «حزب الله» ربطتْ «عودته الى لبنان» بانتهاء الحرب ضدّ الإرهاب، وهو ما ترك علامات استفهام حيال مرتكزات الحلّ الذي سيُعلن الأسبوع المقبل ووقْعه خارجياً. فرئيس الجمهورية وبعيد وصوله الى روما في زيارة رسمية تستمر حتى يوم غد ويشارك خلالها بمؤتمر «حوارات المتوسط 2017 MED»، أكد «أن الأزمة الأخيرة باتت وراءنا وستجد لها حلاً نهائياً في بضعة أيام»، وأن «الرئيس الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان». وفي حديثه الى صحيفة «لاستامبا» الإيطالية، قال عون «إن (حزب الله) حارب إرهابيي (داعش) في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب، سيعود مقاتلوه الى البلاد... ومن الواجب علينا ان ندرك ان (حزب الله) يشكل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الاسرائيلية وهي مقاومة شعبية، وان اللبنانيين يعتبرونه قوة دفاع وليس حزباً إرهابياً». وسبقت إشارة التفاؤل الرئاسية التي أطلقها عون حيال آفاق الأزمة مواقف للحريري الذي أكد ان «الحوار سيستكمل في الأيام المقبلة بكل إيجابية وانفتاح، وهو جدي لإيجاد الحلول الجدية للحفاظ على علاقاتنا مع كل أصدقائنا العرب، وخصوصاً الخليج... والاسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين»، قبل ان يكشف في إشارة الى بدء تعاطيه مع مرحلة ما بعد طي صفحة الاستقالة انه «أعاد فتح كل الملفات الحكومية منذ عودته إلى بيروت، و سنواصل دراسة موازنة العام 2018 وننهيها قبل نهاية العام الحالي في حدّ أقصى»، كما أشار إلى «الإعداد لمؤتمر باريس 4 ومؤتمر روما 2 وغيرهما من الاجتماعات التي كانت مقررة سابقاً».

أزمة الإستقالة تترنّح .. وعودة متوازنة بعد التزام «النأي بالنفس»

الحريري متفائل قبل السفر إلى باريس.. و«القوّات» تلوِّح باحتمال إستقالة الوزراء الثلاثة

اللواء... الشيء الثابت ان التسوية السياسية في البلاد ما تزال موضع احترام من الأطراف الرئيسية المتمثلة بالحكومة وفي مقدمها الرئيس سعد الحريري، الذي توجه ليل أمس إلى باريس، في زيارة خاصة لقضاء «الويك اند» مع عائلته، على ان يكون مطلع الأسبوع المقبل في بيروت، بعد ان يكون عاد الرئيس ميشال عون من زيارة إلى ايطاليا، يلتقي خلالها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلار ورئيس الحكومة باولو جنتليوني، ويفتتح «مؤتمر حوارات المتوسط 2017 MED» الذي ينعقد في روما وتشارك فيه شخصيات اقتصادية وسياسية وفكرية عالمية، ومن ضفتي المتوسط، وعنوانه البحث في كيفية تخطي النزاعات التي جعلت المنطقة منطقة فوضى بدل ان تكون واحة سلام وحوار. والرئيس الحريري، الذي فاجأ الحضور في مسجد محمّد الأمين في وسط بيروت، حيث كان يقام احتفال في ذكرى المولد النبوي الشريف، نقل عنه زوّار بيت الوسط ان المناخ إيجابي في البلاد، مكرراً تفاؤله بقرب الفرج الأسبوع المقبل. وفي سياق الموقف الإسلامي، عشية عقد جلسة مجلس الوزراء، حيث سيخرج ملحق يتعلق «بالنأي عن النفس» بعد التأكيد على البيان الوزاري للحكومة وخطاب القسم، حذّر المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان من التدخل في قضايا اشقائنا العرب، كاشفاً اننا «مررنا بأزمة وطنية مقلقة بعد استقالة الرئيس الحريري، ونحن معه في ما يحاوله من احداث توازن في السياسات الوطنية». وقال المفتي في كلمة وجهها لمناسبة المولد النبوي الشريف، اننا بحاجة ماسة إلى الالتزام الكامل بـ«سياسة النأي بالنفس» حرصاً على انفسنا ووطننا.. ومع ان الرئيس عون جزم في حوار اجرته معه صحيفة «لاستامبا» الإيطالية ان «الرئيس الحريري مستمر في منصبه وأن أزمة الاستقالة أصبحت وراءنا»، فإن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل قال أمس ان حزبه لا يؤيد الاستمرار بالتسوية السياسية الراهنة. في حين كشف النائب في كتلة «القوات اللبنانية» فادي كرم عن اتجاه لدى وزراء «القوات» بالاستقالة في ما إذا لم يكن بيان النأي بالنفس، لا يستوفي متطلبات موقف حزب «القوات» من سلاح حزب الله.

مواقف إيجابية رئاسية

باستثناء المواقف الرئاسية المتفائلة باقتراب حل الأزمة الحكومية، والتي نشأت عن استقالة الرئيس الحريري، ومن ثم إعلان تريثه افساحاً في المجال امام المشاورات التي اجريت لاحقاً في بعبدا، لم يطرأ أي جديد، على صعيد الاتصالات التي يفترض ان تستكمل لترتيب الصيغة المناسبة لإخراج الحل المنتظر، وأن كانت كل المعلومات، تؤكد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الأسبوع المقبل، يتوقع ان يصدر عنها بيان يتحدث عن الالتزام بمبدأ النأي بالنفس، تليه بيانات منفصلة قد تصدر من الكتل النيابية والأحزاب السياسية تؤكد على المعنى نفسه، مثلما ألمحت مصادر عين التينة، والت ياكدت ان البيان المتوقع صدوره عن مجلس الوزراء، لن يكون بمثابة تعديل للبيان الوزاري لحكومة «استعادة الثقة» والتي أكدت على أساسه الثقة، لأن التعديل في هذه الحالة يسلتزم ثقة جديدة، وهو امر مستبعد. وفي السياق، توقعت مصادر نيابية بارزة في الحزب التقدمي الاشتراكي، التقت إلرئيس الحريري أمس لـ«اللواء» ان تفتح صفحة جديدة من العمل الجدي سيشهدها البلد من خلال تفعيل عمل الحكومة، بعد التوافق السياسي المتوقع ان تظهر نتائجه في القريب العاجل. وكشفت عن اتصالات ولقاءات ستتكثف في الأيام القليلة المقبلة، وبعد عودة الرئيس ميشال عون من إيطاليا من أجل بلورة الصيغة النهائية لصورة الحل المنتظر، مشيرة إلى ان ما تمّ بحثه من تفاصيل للصياغات المتعددة المقترحة خلال لقاء الرؤساء الثلاثة مؤخراً بقيت ملكهم شخصياً ولم يتم إطلاع أحد على تفاصيلها. وكان الرئيس عون، الذي بدأ أمس زيارة رسمية إلى إيطاليا، يلتقي خلالها الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، ورئيس الحكومة الإيطالية باولو جنتيلوني، على ان يفتتح اليوم مؤتمر «حوارات المتوسط 2017 الذي ينعقد على مدى يومين في العاصمة الإيطالية في دورته الثالثة ويستضيف شخصيات سياسية واقتصادية وفكرية عالمية ومن ضفتي المتوسط، قد اكد في حديث نشرته له صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية، ان «الازمة الأخيرة باتت وراءنا»، وأن «الرئيس الحريري سيواصل مسيرة قيادة لبنان»، في إشارة إلى إمكان عودته عن استقالته. وأشار رئيس الجمهورية، ردا على سؤال حول ما آلت اليه الازمة الاخيرة، الى ان هذه الازمة سوف نجد لها حلاً نهائيا في بضعة ايام، موضحا ان كافة الافرقاء اللبنانيين منحوه ملء ثقتهم لاجل ذلك، مقدرا وقوف العالم بأجمعه الى جانب لبنان، وكاشفا ان الدول الخمس الاعضاء في مجلس الامن وكذلك ايطاليا والمانيا والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية والامين العام للامم المتحدة تضامنوا بشكل كامل مع لبنان في هذا الامر.

وسئل الرئيس عون ما اذا كان الرئيس الحريري سيبقى رئيسا للحكومة؟

فأجاب: «بكل تأكيد. لقد انتهينا للتو من الاستشارات التي قمنا بها مع مختلف القوى السياسية داخل وخارج الحكومة وهناك ملء الثقة به». ورداً على سؤال آخر حول الموقف من «حزب الله» وانخراطه في ازمات المنطقة في الوقت الذي يتمسك فيه الرئيس الحريري بحياد لبنان، اجاب عون: ان حزب الله حارب ارهابيي «داعش» في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الارهاب، سيعود مقاتلوه الى البلاد. وأشار إلى ان «حزب الله» يُشكّل قوة مقاومة لبنانية نشأت بوجه الاعتداءات الإسرائيلية، وهي «مقاومة شعبية» شبيهة بالمقاومة التي قادها هو ضد ما وصفه «بالاحتلال السوري»، موضحا ان لبنان لم يبدأ الحرب ضد أحد، وأن اللبنانيين يعتبرون حزب الله قوة دفاع وليس حزباً ارهابياً». وتحدث رئيس الجمهورية عن مستقبل الوضع في سوريا، فاشار الى انها تتجه نحو اتفاق سياسي وان تغييرا سيحدث في النظام ولكن ليس للاشخاص الذين ربحوا الحرب. وكشف انه «سيحصل تطور في التركيبة السياسية للبلاد باتجاه اكثر ديموقراطية وفي خدمة عيش مشترك افضل بين مختلف الطوائف». ومن جهته، اعرب الرئيس نبيه برّي عن ارتياحه لمسار الوضع منذ بدء الأزمة الحكومية الأخيرة، معتبرا ان الإجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة، شكل ارتكازاً للاجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره. وجدّد خلال لقاء الأربعاء النيابي أمس ان الإنتخابات النيابية ستُجرى في موعدها، مشيراً الى ان مشاركة الإغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة هامّة تندرج في اطار ما اكدنا عليه دائماً بأن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن. وتطرق الرئيس بري الى عمل المجلس النيابي مشيراً الى اهمية القوانين المدرجة على جدول اعمال جلسة اللجان المشتركة المقبلة، وقال «عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة سأدعو الى جلسة تشريعية عامة». اما الرئيس الحريري، الذي التقى أمس في «بيت الوسط» السفيرة الأميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد، وشارك عصرا في احتفال مديرية الأوقاف الإسلامية بذكرى المولد النبوي الشريف في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمّد الأمين، وبمشاركة المفتي دريان وشخصيات سياسية ونيابية ودينية، فقد لفت من جانبه إلى ان الأمور إيجابية، وإذا استمرت هذه الإيجابية، فإننا، ان شاء الله، سنبشر اللبنانيين في الأسبوع المقبل مع الرئيسين عون وبري بالرجوع عن الاستقالة». وحول إمكانية اجتماع مجلس الوزراء الأسبوع المقبل، قال الرئيس الحريري: «سنرى كيف سيكون مسار الأمور، لكنها إيجابية ان شاء الله». وتوجه الحريري إلى اللبنانيين بالمعايدة لمناسبة عيد المولد النبوي، سائلا الله سبحانه وتعالى ان يعود على لبنان بمزيد من الخير والاستقرار، وأن تشمل بفضائلها العالم العربي، وقد تخلص من الإرهاب والساعين إلى تخريب امنه، وسلامة مجتمعاته».

عناصر ضغط

وفي تقدير مصادر وزارية من فريق الرئيس الحريري، انه ما كان ممكنا إيجاد الحل سريعا لازمة الاستقالة وغيابه عن لبنان، لولا تظافر ثلاثة عناصر ضغط محلية وخارجية، في مقدمها الموقف اللبناني الرسمي والسياسي، الذي تحدث عنه الرئيس برّي، أمس، والذي صار معروفا، وشكل التفافا بعدم المس باستقرار لبنان وأمنه، كان بدافع حماية النفط والثروة النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، فيما كان الضغط الأوروبي للحيلولة دون تدفق النازحين السوريين إلى أوروبا في حالة اضطراب الوضع الأمني في لبنان. يضاف إلى كل ذلك، إصرار الرئيس الحريري على معالجة أسباب استقالته، والتشدد في الالتزام بما طلبه للعودة عنها، وهو المطلب الذي دفع الرئيس عون إلى اجراء مشاورات مع القوى السياسية كافة للاتفاق على الصيغة المناسبة للحل. وبحسب هذه المصادر، فإن كل هذا الجهد المحلي والخارجي أثمر قراراً بعودة الحريري عن استقالته وإعادة إحياء عمل المؤسسات الدستورية، وأول الغيث. جلسة مجلس الوزراء المرتقبة الأسبوع المقبل، ودعوة الرئيس برّي اللجان المشتركة لمناقشة مشاريع واقتراحات القوانين الخمسة المتعلقة باستخراج النفط والغاز وإدارة القطاع، وهو ما اعتبرته المصادر الوزارية عودة لممارسة المجلس دوره التشريعي في قضايا استراتيجية كبرى كالنفط، حتى لا تتفرد الحكومة والوزير المعني به، وبما يؤدي إلى إثارة المشكلات والخلافات حولها.

«النأي بالنفس» مصطلح لبناني يفتقد إلى المرجعية القانونية .. وزير عدل سابق: يجب أن يترافق مع «عدم التدخل في النزاعات العربية»

الشرق الاوسط...بيروت: كارولين عاكوم.. يكاد لبنان واللبنانيون ينفردون في اعتماد مصطلح «سياسة النأي بالنفس» التي تفتقد إلى مرجعية قانونية وسياسية على حد سواء. فهذا المصطلح الذي بات اليوم شغل المسؤولين والسياسيين الشاغل بعد إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري تريّثه في تقديم استقالته، ينظر إليه على أنه خشبة خلاص التسوية السياسية وإعادة تعويم الحكومة إذا اتفق الأفرقاء اللبنانيون وعلى رأسهم «حزب الله» الالتزام بها، وإن كانت التجارب في هذا المجال خلال السنوات السابقة أثبتت فشلها مرات عدة. الحراك السياسي في هذا الإطار يبدو إيجابيا لغاية الآن، كما تعلن معظم الأطراف التي تتوقّع إعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل بيان الاستقالة في 4 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، لكن وبغض النظر عن المخرج الذي سيتم التوافق عليه فإن «النأي بالنفس» وفق الصيغة اللبنانية المتداولة لا يفي بالغرض المطلوب قانونيا، إذا لم يترافق مع تفسير واضح يضع كل طرف أمام مسؤوليته. وهو ما يؤكد عليه وزير العدل السابق إبراهيم نجار، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أنه ليس لمصطلح النأي بالنفس أي مدلول قانوني، وهو «موقف اللاموقف»، وبالتالي ليس كافيا للإيفاء بغرض المطلب اللبناني إذا لم يترافق مع إضافة وتفسير واضح ينص على «عدم التدخل والانسحاب من النزاعات العربية». يذكر أن بداية التداول بمصطلح «النأي بالنفس» في لبنان كانت في عام 2012 بعد سنة واحدة على بدء الأزمة السورية حيث أصدرت «هيئة الحوار الوطني» ما عرف حينها بـ«إعلان بعبدا»، الذي نصّ في بنده الـ12 على «تحييد لبنان عن سياسة المحاور والصراعات الإقليميّة والدولية وتجنيبه الانعكاسات السلبية للتوترات والأزمات الإقليميّة. ما عدا ما يتعلق بواجب التزام قرارات الشرعية الدولية والإجماع العربي والقضية الفلسطينية المحقة، بما في ذلك حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم وديارهم وعدم توطينهم». وفي عام 2014 كان هذا التوجّه حاضرا في البيان الوزاري لحكومة الرئيس تمام سلام، عبر التأكيد على ما نص عليه «إعلان بعبدا»، لتعود حكومة الحريري الحالية وتؤكد في بيانها الوزاري العام الماضي على «الالتزام بخطاب قسم رئيس الجمهورية ميشال عون من أن لبنان السائر بين الألغام لا يزال بمنأى عن النار المشتعلة حوله في المنطقة بفضل وحدة موقف الشعب اللبناني وتمسّكه بسلمه الأهلي»، مؤكدة على «ضرورة الابتعاد عن الصراعات الخارجية واحترام ميثاق جامعة الدول العربية مع اعتماد سياسة خارجية مستقلة تقوم على مصلحة لبنان العليا واحترام القانون الدولي، حفاظاً على الوطن ساحة سلام واستقرار وتلاق». وتوقف البيان عند القضية الفلسطينية بالتأكيد على حق تحرير الأرض. لكن ما كان على الورق في الاتفاقات المتتالية لم ينعكس عمليا على الأرض طوال السنوات الماضية، وفق ما يؤكد نجار وتثبته المواقف السياسية في أكثر من مناسبة، في الحكومات المتعاقبة منذ إعلان بعبدا. وكان إعلان «حزب الله» الواضح والصريح مشاركته في الحرب السورية عام 2013، حين دعا حينها أمينه العام حسن نصر الله إلى تحييد لبنان والاقتتال في سوريا، كما سجّلت أيضاً مواقف من قبل وزير الخارجية آنذاك عدنان منصور الذي دعا في اجتماع وزراء الخارجية العرب إلى «فك تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية»، ما استدعى انتقادات عدة ومواقف مؤكدة على بمخالفته للدستور وسياسة النأي بالنفس». واستمرت مشكلة تدخل «حزب الله» في الحرب السورية على حالها في حكومتي سلام والحريري الحالية. هذه الوقائع وغيرها، تؤكد، بحسب نجار، أن الدستور اللبناني يحتاج إلى إعادة نظر كما موضوع «الحيادية» التي يطالب بها البعض، معتبراً أن «الحياد في القانون الدولي هو حالة الدولة التي تقف باختيارها بعيدة عن النزاع بين دولتين وتحتفظ بعلاقاتها السلمية مع كل منهما، وبالتالي اعتماد هذا المصطلح الذي يتطلب حالة دائمة من السلم، مستحيل اليوم في ظل القضية الفلسطينية». ويرى نجار أن الحل اللبناني قد يكون بتحويل النأي بالنفس إلى مصطلح سياسي لبناني من دون أي مدلول قانوني، على غرار مصطلحات عدة تحولت إلى عرف، مع تشديده على أهمية إقرار الجميع وموافقته على أن دائرة معناه تتوسع لتشمل الانسحاب من النزاعات والصراعات العربية، وهو ما يرتبط بشكل أساسي بـ«حزب الله» الذي عليه تطبيقه عملياً فيما يتعلّق بتدخله بحروب اليمن والعراق وسوريا، بعد إقرار الجميع بأن قضية سلاحه غير موضوعة اليوم على طاولة البحث وهي ترتبط بالاستراتيجية الدفاعية اللبنانية.

قاسم يتوقع تعديلاً في الاصطفافات السياسية

بيروت - «الحياة» .. توقع نائب الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «يشهد لبنان تعديلات في الاصطفافات السياسية، التي ستنعكس على الانتخابات النيابية وعلى نتائجها، وذلك بسبب انكشاف بعض دعاة الفتنة وطموحاته التي تهاوت في أجواء الوحدة الوطنية التي يرعاها رئيس الجمهورية ويدعمها رئيس المجلس النيابي ويؤكدها حزب الله وعدد من القوى الوطنية الفاعلة». وقال: «لبنان القوي السيد المستقل هو نتيجة الانتصار على الإرهابين الإسرائيلي والتكفيري، ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة»، مشيراً إلى أن «حزب الله سيحافظ على هذا المسار ويحميه ويستمر في خياره، ولن يقبل بوصاية، ولن يقبل بسيطرة إسرائيلية أو تكفيرية، وسيعمل دائماً على أن يكون في إطار الوحدة الوطنية مع القوى السياسية الفاعلة التي تريد لبنان مستقراً وسيداً».

بري مرتاح إلى مسار الأوضاع وينوّه بـ «الاجماع اللبناني»

بيروت - «الحياة» ... أبدى رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري «ارتياحه إلى مسار الوضع منذ بدء الأزمة الأخيرة»، قائلاً: «الإجماع اللبناني الذي تجلى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره». وأكد بري وفق ما نقل عنه نواب بعد لقاء الأربعاء أمس أن «الانتخابات النيابية ستُجرى في موعدها»، مشيراً إلى أن «مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدناه دائماً من أن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن». وتطرق بري إلى عمل المجلس النيابي، مشيراً إلى أهمية القوانين المدرجة عـلى جـدول أعمال جـلسة اللجان المشتركة المقبلة، وقال: «عندما تتوافر مشاريع واقتراحات القوانين المنجزة سأدعو إلى جلسة تشريعية عامة». وفي هذا الإطار، عرض بري مع وزير التربية مروان حمادة المشاريع المدرجة على جدول أعمال جلسة اللجان المشتركة الأسبوع المقبل. وخلال اللقاء، سلم رئيس لجنة الاتصالات والإعلام النائب حسن فضل الله الرئيسَ بري المستندات التي تحتوي على التلزيمات لشركتي ALFA وMTC. وبعد اللقاء، أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي أن «أجواء الرئيس بري إيجابية وهو متفائل وهناك إصرار على الحفاظ على أجواء الوحدة والاستقرار التي تجلت أخيراً. نحن على خريطة طريق تؤدي إلى تبديد المخاوف للانطلاق نحو تثبيت الاستقرار الذي حصل في ​لبنان​ على المستوى الرسمي وكل اللبنانيين»، مشيراً إلى أن «هناك إمكاناً لاجتماع مجلس الوزراء بعد عودة رئيس الجمهورية ميشال عون من السفر». وقال: «ستلمسون خلال الأيام المقبلة نتائج الاتصالات والأجواء الإيجابية بين مختلف الأطراف والأمور تتجه نحو الخواتيم المرجوة». واعتبر أن «الجديد هو شعار النأي بالنفس الذي يجب أن يكون متبادلاً من الداخل والخارج». وبعد الظهر، التقى بري قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي قدم له البدلة العسكرية الجديدة للجيش اللبناني وبندقيتين قديمتين من الحرب العالمية الأولى. وتوجه إليه قائلاً: «هذا عربون تقدير ووفاء وشكر لمحبتكم ودعمكم الدائمين للجيش اللبناني». ثم التقى وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي والسفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور.

عثمان: لجنة لـ «طوارئ الكومبيوتر» لتقليص أخطار الجريمة السيبرانية

بيروت - «الحياة» .. أكد المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان ان «الجريمة في أيامنا هذه تجاوزت كل الحدود، فالجريمة السيبرانية باتت تستهدف الشباب والكبار والأطفال، وتجعلهم فريسة سهلة للشبكات الإجرامية الدولية التي لا توفر منفذاً لزعزعة أمننا الاجتماعي. وكما أن عصابات الجريمة المنظمة استغلت عولمة تبادل رؤوس الأموال وسائر الخدمات المصرفية الإلكترونية، لفتح مسارات جديدة للاحتيال المالي، فقد تطورت أساليبهم، وأصبحت لديهم القدرة على التخفي، بعد استخدامهم متخصصين في التكنولوجيا والقرصنة». وقال عثمان خلال افتتاح «مجموعة الاقتصاد والأعمال»، في «فندق فينيسيا»، الدورة الثالثة لـ «ملتقى مكافحة الجريمة الإلكترونية»، برعاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وحضور مسؤولين مصرفيين وأمنيين ومتخصصين في مكافحة الجريمة الإلكترونية، إن قوى الأمن الداخلي تولي مكافحة الجرائم المعلوماتية والإلكترونية أهمية خاصة، وهي لا تألو جهداً في تعزيز قدراتها البشرية، وفي امتلاك التقنيات المتطورة، ولفت الى أن «في لبنان تعرض بعض التجار والمصارف لعمليات قرصنة إلكترونية، وقد تمكن المجرمون من قرصنة البريد الإلكتروني، أوخلق بريد إلكتروني شبيه بالبريد الأصلي لزبائن المصارف أو للتجار الموردين، وغير ذلك، وهذا الأمر أدى إلى خسائر مادية كبيرة، وازدادت هذه الجرائم في السنوات الثلاث الأخيرة». ورأى أن «مكافحة الجرائم الإلكترونية والمالية، تتطلب بذل جهود مشتركة ومنسقة من قبل أجهزة الدولة ومن قبل القطاع الخاص، لا سيما القطاع المالي والمصرفي. لذا فإن تبادل الخبرات والمعلومات، يعد عنصراً أساسياً في إنجاح التعاون لمكافحة هذه الجرائم، إضافة إلى ضرورة التعاون الدولي». وقال: «ضمن الجهود المبذولة في هذا المجال بدأنا في قوى الأمن الداخلي، بإنشاء لجنة «طوارئ الكومبيوتر» للحد من الأخطار السيبرانية، وتأمين وسائل الحماية، ووضع خطة طوارىء. فالأمر يصبح أشد خطورة، عندما تتوخى الاعتداءات والاختراقات، تحقيق أهداف سياسية، كما يحصل لدى استهداف مجموعات متطرفة، أو إرهابية لمواقع رسمية، أو لمواقع إدارة البنى التحتية والخدمات العامة». ولفت الى ان «جهودنا تنصب في مكافحة مختلف الجرائم، لا سيما الجرائم الإرهابية. فإرادتنا الصلبة وجاهزيتنا البشرية والتقنية، مكنتانا في مناسبات عديدة من التصدي استباقياً لجرائم، فيما لو حصلت لكانت نتائجها كارثية، سواء كان من جهة عدد الضحايا الأبرياء، أم من جهة زعزعة الاستقرار الأمني في لبنان».

 



السابق

مصر وإفريقيا..السيسي يُلزم رئيس الأركان تطهير سيناء بـ «كل القوة الغاشمة» خلال 3 أشهر وشفيق يعود إلى مصر في الأيام المقبلة وينوي الترشح للانتخابات الرئاسية..مصر... 17 قبيلة سيناوية تساند القوات المسلحة..شفيق يعلن عزمه خوض انتخابات الرئاسة...ماكرون: اتفاق دولي لتنفيذ عمليات إجلاء طارئة للمهاجرين من ليبيا...وزير الدفاع السوداني: زعيم «الجنجويد» المعتقل سيقدم إلى محاكمة عسكرية...واشنطن تهدد جوبا بفرض عقوبات وموسكو تحذّر من عواقب..الجيش الليبي: مهلة حفتر قائمة... وسنتدخل إذا فشلت المفاوضات...الاستحقاقات تنبئ باختفاء «الإسلاميين» من الخريطة السياسية في الجزائر...رئيس الحكومة التونسية يزور القيروان لحل مشكلات التنمية..ملك المغرب يلتقي رئيس جنوب أفريقيا بعد قطيعة طويلة....

التالي

اخبار وتقارير....حربٌ أميركية - إيرانية باردة - ساخنة تبدأ في سورية.. تقرير / إسرائيل واللاجئون والأكراد «رهائن» في... نهاية اللعبة...تل ابيب: تقاعُس الأميركيين في التنف سمح لإيران باستكمال «الهلال»... تُحمِّل المسؤولية إلى ماكغورك ومسؤولين من عهد أوباما...مقتل 80 عنصرا من حزب العمال الكردستاني بضربة جوية تركية شمال العراق...كوريا الشمالية تستكمل قوّتها النووية...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,148,929

عدد الزوار: 6,757,167

المتواجدون الآن: 122