الطوائف أولاً...

تاريخ الإضافة الأربعاء 12 آب 2009 - 2:22 م    عدد الزيارات 1089    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز حسان قطب
لبنان اليوم أمام سيناريو جديد يتحدث البعض فيه اليوم بلغةٍ جديدة ومصطلحات مستحدثة تختلف عما كان وسبق أن تحدث به في مرحلة سابقة حيث أشار حينها إلى ضرورة إعادة إنتاج السلطة في لبنان وتحقيق الشراكة والمشاركة.. بما يؤدي إلى استقرار الوطن والإنتقال به من مرحلة الصراع السياسي والأمني إلى مرحلة الهدوء السياسي والإستقرار الإجتماعي وتحقيق التعاون الجدي بين القوى السياسية المختلفة.. ولكن هذه القوى عينها اليوم قد أصبحت مع الأسف تمثل طوائف ومجموعات دينية طائفية ومذهبية وشعوباً وقبائل متنوعة إذا لم نخطئ القول، أكثر مما هي تمثل حضوراً وطنياً وقومياً عربياً وحتى إسلامياً أو مشروعاً مقاوماً على الساحة اللبنانية..
(فقد حذر مسؤول منطقة البقاع في حزب الله النائب السابق الحاج محمد ياغي، في احتفال لمناسبة 15 شعبان ومولد الامام المهدي، "العدو الاسرائيلي من أن يرتكب أي عدوان على لبنان لأنه سيرى ما لم يره من قبل، وبارك ياغي للمقاومة في أيامها بهذا الشعب الذي صمد وضحى في تموز، مؤكداً أن الوفاء له سيكون عبر الخدمات والإنماء، مؤكداً أنّ حزب الله، ليس حزب المقاومة، فحسب بل حزب مؤسسات تربوية وعلمية وثقافية واجتماعية وزراعية وصناعية وإدارية، وهو يعمل من أجل خدمة أبناء شعبه ومجتمعه).
من هنا نرى أن حزب الله يبلغ الجميع أن مؤسساته إنما هي بخدمة مشروعه في محيطه ومجتمعه فقط.. وبالتالي ينصب جهده فقط على تطوير قدرات وإمكانيات طائفة محددة بعينها. (جهاد البناء.. مدارس المهدي.. جمعية مؤسسة القرض الحسن..) وسوى ذلك من مؤسساته الخاصة به.. وقد ذكر السيد ياغي طبيعة ودورالمؤسسات التي أنشأها حزب الله تحت عنوان المقاومة وكما وردت في تصريحه.. الذي أوردناه.. وهي ليست سراً... بل أصبح من غير المعيب الأن التحدث عنها على أنها في خدمة مشروع معين وجمهور معين، وأي كلام يناقض هذا الواقع يكون غير صحيح على الإطلاق.... وكان سابقاً قد تحدث عن المشاركة والشراكة مفكر حزب الله نواف الموسوي.. حين تحدث عن إعادة إنتاج السلطة على قواعد جديدة..
وأطل علينا أخيراً السيد وليد جنبلاط ليتحدث عن بعض الشعارات الإنعزالية التي يرفضها نظراً لحدة إنتمائه القومي بالقضايا العربية.. فاستنكر شعار (لبنان أولاً).. باعتباره شعاراً إنعزالياً.. وبعد أيام فقط لا تتجاوز أصابع اليد أطل علينا السيد جنبلاط ليقول.. (سأل جنبلاط: «أليس من حقي أن أراعي خصوصية الدروز... نحن لسنا عسكراً، ولسنا في حزب شمولي، هل ممنوع أن نقول تصوراتنا، وأن نتمايز عن الآخرين... اسمحوا لي بهذا الهامش»).  وهنا يسأل جنبلاط عن حقة في مراعاة الخصوصية الدرزية من لبنان إلى السويداء وجبل العرب.. ترى هل هذه العناوين والعبارات وطنية وعروبية وتوحيدية.. وإذا طالبت كل طائفة وكل مذهب ومجموعة عرقية وإثنية ودينية.. وحزبية بمراعاة خصوصياتها ومطالبها وبحماية مؤسساتها بمشروع مسلح أو تحت عنوان يتطلب سلاحاً خاصاً.. وأجهزة أمنية خاصة.. إلى أين يقود هذا الأمر الوطن والشعب والمؤسسات وبالتالي المصير..
في فترة معينة تحدث النائب ميشال عون عن حقوق المسيحيين وعن ضرورة استعادة الصلاحيات المفقودة ونسب لنفسه استعادة قانون الستين الذي جرت بموجبه الانتخابات الأخيرة متجاهلاً دور البطريرك صفير ومواقفه الوطنية.. ووضع عون مواقفه تحت عنوان حماية المسيحيين ووجودهم السياسي في السلطة.. واليوم أطل علينا أيضاً الوزير ماريو عون...: ("العماد عون وتكتل "التغيير والاصلاح" يصرّان على وزارة الداخلية، لأن لدينا مشروع ومخطط لتطوير هذه الوزارة")... فقد أصبح تطوير الوزارات رؤية شخصية وحزبية والمطالبة بوزارة معينة إنما بهدف تثبيت تلك الرؤية أو المشروع أو الهدف أو الخطة وليس بهدف خدمة المواطنين ورعاية شؤونهم.. وترتيب الأجهزة الأمنية بطريقة تناسب عون وحزب الله بعد أن كنا سمعنا سابقاً تهجماً من قبل حزب الله وحليفه عون على شعبة المعلومات وقوى الأمن الداخلي ووزير الداخلية.. وإتهامهم بما كل ما هو مشين ومسئ ولكن لم نسمع من حزب الله وقيادته توضيحاً ولو واحداً عن شبكات العملاء التي اكتشفتها تلك المؤسسات إلى جانب مخابرات الجيش.. وعن أسماء المتورطين والمقربين من حزب الله وقيادته من هؤلاء العملاء.. أم أن تجاهل هذا الأمر كان لأهداف أخرى حتى لا يسئ هذا الأمر لطائفة معينة وجمهور معين.. مما يستدعي إعادة ترتيب وزارة الداخلية..
عندما كان جنبلاط يتحدث عن الدولة اللبنانية والسلطة اللبنانية الواحدة والسلاح الواحد كان أداؤه غير مقبول من قبل حزب الله.. ولكن عندما تحدث عن الدروز أولاً اندفع حزب الله لزيارته في كليمنصو ولم يعلق أحد من مفكري حزب الله وسياسييه على خطورة هذا الطرح.. واعتباره مقدمة لشئ ما يهيء لهذا الوطن بل اندفع قادة الحزب لتحية جنبلاط وزيارته.. وما نراه ونسمعه يدفعنا للخوف من السيناريو العراقي حيث تحدثت الأخبار الواردة من العراق.. اليوم عن أن (تركمان نينوى يهددون بحمل السلاح ضد الأكراد والصدر مستعد لإرسال مقاتلين دفاعاً عن الأقلية الشيعية.. وانتشار قوات أميركية للفصل بين القوات العراقية والبشمركة هذا وقد فجرت الاعتداءات الدامية التي استهدفت التركمان وخاصة الشيعة منهم في بعض مناطق محافظة نينوى شمال العراق, خلافات بين العرب والتركمان من جهة والأكراد من جهة ثانية, وسط أنباء عن استعداد تركيا لإرسال السلاح إلى الشعب التركماني).. هذه نتيجة الطائفة أولاً وهذه نتيجة انتشار مؤسسات وأجهزة أمنية تابعة لطائفة وحزب ومجموعة.. لأن المطلوب كما يبدو هو إخافة الأقليات وإرهابها لتصبح بحاجة إلى تأسيس وتشكيل جبهة وتحالف مع القوى الإقليمية المحيطة وفي هذه الحالة هي سوريا وإيران وتركيا... وعندها بمن سيستنجد السنَة والمسيحيون... وأي مستقبل ينتظر هذه المنطقة من القوى التي تتبجح برفع شعارات المقاومة والممانعة ومواجهة المشروع الأميركي.. اللهم إلا إذا كانت جزءاً منه ومشاركة في تحقيقة... ضمانةً لنجاح سياسة تهويد فلسطين وطرد العرب منها ولكن تحت عناوين المقاومة وحماية شعب المقاومة ورعاية شعب المقاومة.. والطائفة أولاً...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,220,277

عدد الزوار: 6,940,998

المتواجدون الآن: 126