إلى متى ستستباح مدينة بيروت ويعتدى على أهلها...؟؟

بقلم مدير المركز - حسان قطب

وهل نحن مستعدون أن نكون على أبواب عقلية جديدة؟ هل نحن على استعداد للانتقال من عهد السلطة الى عهد الدولة؟ لماذا لا ننتهي من عقلية التسلط والاستئثار والهيمنة ومن الحصحصة والخصخصة؟... وتعليقاً على جريمة استشهاد المواطنة (الميري) في بيروت" قالت المصادر: "إن الرئيس بري أشار خلال اللقاء إلى أنّ «حركة أمل» فوجئت بإطلاق النار وفجعت بالشهيدة المظلومة وكافة الجرحى. وأنه من غير المقبول التحدث عن استباحة بيروت وكل أهلها، وأن الصحيح أن الآخرين يطلقون العنان لعصبياتهم ولتصريحاتهم ولنيران أسلحتهم العشوائية في كل اتجاه ما يتسبب باصابة بيروت في صميم موقعها كعاصمة".
من يقرأ أو يسمع من المواطنين اللبنانيين ما يقوله الرئيس بري يظن أنه يعيش في كوكب آخر.. يتحدث الرئيس بري عن مشروع الدولة لا السلطة.. ومن الذي ينتشر مسلحوه في مدينة بيروت والمناطق الأخرى.. من الجنوب إلى البقاع..؟؟ لن نعلق على ما قاله الرئيس بري فالشهيدة الميري ضحية الإجرام المتمادي والتسلط المتفاقم والظلم الذي يتجاوز كل حدود ومنطق وقدرة على التحمل.. من قبل أي مواطن.. وجمهور وشعب.. السؤال الذي نوجهه للرئيس بري هو.. من لأطفال الشهيدة لرعايتهم.. ما الذي نستطيع أن نقوله لأطفال الشهيدة الخمسة..؟؟ وإلى أين ذهبت أمهم ووالدتهم وحاضنتهم؟؟.. ومتى ستعود.. وهي لن تعود...!! من الذي سيرضع الصغار ويطعم الأطفال..؟؟ وهل من الممكن أن نقول لهم أن والدتهم سقطت نتيجة هجمات مرتدة لراكبي دراجات بيروت وطهران.. على قوى العمالة والمرتدين والمرتزقة... أم نقول لهم لا بأس لقد سقطت والدتكم ولكن لم تذهب دماءها سدى... فالحمد لله.. لقد أصبح الرئيس بري رئيساً للمرة الخامسة لمجلس نيابي لا يملك زمام أمره.. ولا سيادة على نفسه بل هو ضحية التفرد والإستفراد والإستئثار وإرهاب سلاح حزب الله وأمل.. وشرطة المجلس الخاصة بالرئيس وفريقه وحزبه.. أيها المواطنون.. مجلس النواب كما عرفناه وشهدناه.. ضحية تماماً كما الشهيدة الميري.. ولكن إلى متى سيستمر هذا الظلم وإلى متى يستطيع المواطن أن يتحمل هذا القهر والعدوان والإرهاب الذي يلبس لباس المقاومة والممانعة والمواجهة.. وهي عناوين كاذبة وغير صحيحة بل هي تستعمل لتبرير كل ممارسات الإجرام.. ولمن خانته الذاكرة نعيده إلى ما جرى من إطلاق نار في العام 2005، بعد انتخاب بري رئيساً للمرة الرابعة والأرشيف الصحافي والإعلامي ومحاضر قوى الأمن تتحدث عن عدد الضحايا الذين سقطوا نتيجة رصاص وقذائف الإبتهاج بانتصار الرئيس بري برئاسة مجلس النواب بهدف تعطيله وإلغاء دوره لمدة عامين متتاليين.. ونذكر أيضاً باليوم المجيد.. السابع من أيار يوم اجتاحت جحافل المقاومين مدينة بيروت مروعةً أهلها وسكانها ومواطنيها.. إلى متى سيستمر هذا الظلم وإلى متى ستستمر القوى الأمنية في ممارسة دور الفصل بين الضحية والمجرم.. وإلى متى سنستمر في تعداد ضحايانا وتشييعهم إلى مثواهم الأخير فيما الأخر الذي يطلق النار ويستهدف المدنيين.. يحدثنا عن التفرد والهيمنة والإستئثار والحصحصة والخصخصة والحرمان والظلم.. ومشروع الدولة.. الغائبة عن حماية مواطنيها إلى الأن...؟؟