لماذا عقد طاولة الحوار إذا كان المفهوم الوطني والحضاري عند حزب الله له مقاييس مختلفة..؟؟

تاريخ الإضافة السبت 15 كانون الأول 2012 - 6:05 ص    عدد الزيارات 705    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز...حسان قطب

- بيروت اوبزرفر

يكثر الحديث عن ضرورة الحوار والتواصل والجلوس إلى طاولة الحوار والتباحث في كل ما نختلف فيه كأبناء وطن واحد تمهيداً للوصول إلى قواسم مشتركة وثوابت تشكل أرضية صلبة من الممكن الاستناد إليها للنهوض بالوطن من كبوته والخروج من ازمته.. ولكن لا يمكن فهم العيش المشترك بشكل صحيح إلا حين نمارس حق الاختلاف تحت سقف القانون، وبرعاية الدولة المدنية التي تحافظ على حقوق كافة المواطنين في ممارسة ما يريدون ضمن الضوابط القانونية والدستورية، وبرعاية الدولة التي يتمثل فيها الجميع دون استثناء..؟؟ والالتزام الوطني، لا يمكن فهمه إلا ضمن إطار الحفاظ على السلم الأهلي والتزام الجميع في تأدية الواجبات المطلوبة منهم تجاه الوطن ومؤسساته..؟؟ والمستوى الحضاري الذي يمتاز به الوطن لا يمكن قياسه إلا بمقدار تقدم الوطن ونموه ورفعته واستقراره وتطور اقتصاده وازدهار صناعته وتعزيز زراعته، واحتلاله مكاناً لائقاً بين الدول التي تحترم حقوق الإنسان وتقدر المفكرين والمبدعين ورجال الفكر والثقافة والعمل الوطني والمؤسسات الإنسانية، ناهيك عن تقديم نموذج يحتذى في العمل السياسي، وتعزيز الروح الديمقراطية واحترام الرأي وتقدير الخلاف مع الرأي الأخر..

وبما اننا بلد تعددي متنوع يمتاز بطوائفه المختلفة ومذاهبه العديدة واحزابه الكثيرة، فكان لا بد لنا حتى نعيش مع بعضنا البعض ان نحترم تنوعنا واختلافنا وننظم اختلافاتنا.. والأهم أن نحترم عقائد بعضنا البعض، وحتى أن ننظم طريقة ممارسة شعائرنا بحيث لا تسيء للأخرين ولا تجرح مشاعر البعض الأخر.. وهذا الاختلاف الموضوعي ولكن الموجود والذي نعيش تفاصيله يومياً في حياتنا وسلوكنا سواء على المستوى الديني او السياسي. يجب ان يدفعنا لمراجعة كل خطاب وأي تصريح ومنشور.. سواء في الإعلام المكتوب او المسموع والمرأي.. ولكن يبدو ان أصدقاءنا في حزب الله ونظراً لفائض القوة الذي رفع إلى واجهة العمل السياسي وحتى الديني في قيادتهم بعض من لا يرى الحق إلا في سلوكه ولا الحقيقة إلا في مواقفه ولا حسن الختام إلا في عقيدته.. فكان منهم ما نراه ونسمعه وما نقرأه ونعيشه من خطاب استفزازي يسهم في تعزيز روح البغضاء والتنافر والاستخفاف بمشاعر الأخرين ورموزهم والاستهتار بكل ما يعتبره الأخرون جزءاً من تاريخهم ونضالهم او حتى من عقائدهم..؟؟ والسعي لاحياء مراسم في غير مكانها وفي اماكن بعيدة عن أتباعها من باب الاستفزاز وإثارة النعرات دون مبرر إلا تعزيز هذه الروح الحاقدة والمشاعر المشحونة بالاستكبار والاستعلاء.. وللأشارة لهذا الموضوع نعود للعدد العدد 131 ـ (ذو الحجة 1433 هـ - محرم 1434هـ ) تشرين ثاني / نوفمبر ـ 2012 م) ونراجع افتتاحية المجلة التي كتبها الشيخ حسان عبدالله احد مسؤولي حزب الله ورئيس الهيئة الادارية لتجمع العلماء المسلمين الذي يقدم نفسه مؤسسة وحدوية تجمع الشيعة والسنة ويدعوا للتعايش بين المسلمين والمسيحيين.. ولكن هل مضمون المقال يدل على هذه الأسس والمباديء..

بعد أربع سنوات ونيف وتحت عنوان .. ويحدثونك عن 7 آيار..؟؟ كتب حسان عبدالله ليقول: (لبنان بلد يختلف عن كل البلدان فلا مقياس واضح للوطنية ولا معيار مفهوم للخيانة حتى بات كلّ منهما وجهة نظر، فالعميل الخائن لوطنه عند جهة قد يكون بطلاً قومياً، عند آخر والعكس صحيح. تصوروا أن جيش احتلال أتى بشخص رئيساً للجمهورية فقُتِل فباتَ عند جهةٍ شهيداً للوطن!!.. كيف يمكن أن يكون عميلٌ لدولةٍ غاصبةٍ محتلةٍ قاتلةٍ للشعب شهيدَ وطن؟!! إنها المقاييس المقلوبة).... كلام حق يراد به باطل..إذا كان ما سبق وذكره عبدالله مرفوض ومدان فكيف يتعامل حزب الله ودولة الولي الفقيه مع رئيس وزراء دولة العراق نوري المالكي الذي أتى به الاحتلال الأميركي رئيساً مطلق الصلاحية على شعب العراق وهو يسومهم سوء العذاب.. هل الاحتلال الأميركي غير أي احتلال أخر..؟؟

ويقول أيضاً: ؟!!.( أليس عجيباً أن تدير المقاومة ظهرها لفئات من شعبها وتؤمِّنهم وتأمن منهم فإذا بالطعنات في ظهرها تدميها وتصل إلى حد قتلها فتستدير لتدافع عن نفسها فإذا بهم يتهمونها بأن سلاحها بات جزءاً من سلاح الفتنة الداخلي!!.).. واقع الحال هو أن الشعب اللبناني هو الذي أدار ظهره للمقاومة مطمئناً لها باعتبارها شرف الوطن وجزء من منظومته الدفاعية. فكان أن طعن حزب الله الشعب اللبناني في ظهره. وأدماه.. أربعة من كوادر حزب الله متهمين بقتل الرئيس الحريري.. واخر متهم بمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب.. واخرين ارتكبوا مجزرة في مدينة صيدا.. ضد أتباع الشيخ أحمد الأسير وأبناء المدينة..هذه قناعة أبناء المدينة وشعورها بضرورة الاقتصاص من القتلة من قبل القضاء اللبناني....سواء أصدر المدعي العام مذكرات توقيف ام لم يصدر وسواء قامت القوى الأمنية باعتقالهم ام لم تعتقلهم نتيجة الضغوط

والتهديدات..وفي المقابل ماذا يحمي حزب الله.؟؟ كافة ملفات الفساد في ارجاءالوطن...؟ حتى بات لبنان مرتعاً للفساد والمفسدين .. برعاية حزب الله ومقاومته الشريفة...؟؟؟؟

ويقول أيضاً: (قالوا إنه في 7 أيار قامت المقاومة بمهاجمة مراكز وقطع طرقات والسؤال هل احتلت المقاومة هذه المراكز أم أن شباب الأحياء سيطروا عليها وسلموها فوراً للجيش اللبناني؟!!.).. أي شباب احياء مسلح هو هذا الذي يهاجم المراكز الحزبية ويفاوض احد الجهزة الأمنية عنه لتسليم هذه المراكز.. ومنع فتحها تحت طائلة التدمير وإحراق المراكز الإعلامية وقتل العشرات وجرح المئات واستخدام كافة انواع الأسلحة، ثم إن هذا الكلام الذي تذكره وانت معمم وتدعوا الناس لقول الصدق.. فهل في هذا الكلام شيء من الصدق، ام انها التقية الي تحسن استعمالها .. إنه الكذب بعينه وراجع أرشيف صور الجرائم التي ارتكبها حزبك (حزب الله) وحركة امل بحق اللبنانيين.... لأن من هاجمها كان يختزن حقداّ وطمعاً في الوصول إلى السلطة وعلى جماجم الأبرياء. .. إنه الحقد التاريخي الذي تعيشه كل يوم وسوف تعيشه إلى ان تقوم الساعة...وما موقف إيران وحزب الله وحزب المالكي العراقي في تأييد نظام الأسد المتهالك وجرائمه التي يرتكبها ومساعدته على تنفيذها إلا نتيجة هذه الثوابت والمباديء التي لا ترى العداء إلا في التاريخ وبطون الكتب التاريخية فتسعى لإعادة تظهيره مجدداً في واقعنا اليوم....؟؟؟؟؟؟

ويزيد حسان عبدالله بالقول، خاتماً ومهدداً ومتوعداً: (إن المراقب المحايد يجد أن هذه الجماعة أخذت على نفسها أن تحمل مشروعاً أمريكياً صهيونياً يهدف إلى القضاء على المقاومة وإنهائها مهما كلف ذلك الوطن والمواطن. مع كل الانتهاكات التي ارتكبوها ويأتون ليحدثوكَ عن 7 أيار!!. إن 7 أيار عملٌ حضاري بكل معنى الكلمة حافظ على الوطن ودفع عنه الوقوع من جديد في حرب أهلية أو فتنة مذهبية وهذا ما سيعمل له دائماً خط المقاومة مهما غلت التضحيات)..

إذا كان الشريك في الوطن عميل ويخدم المشروع الأميركي – الصهيوني.. فمعنى هذا ان مفهوم العيش المشترك قد انتهى، وان السلم الأهلي سراب...وإذا كان ما جرى في 7 أيار /مايو.. من عام 2008، عمل حضاري سوف يتكرر كما يذكر هذا المعمم في قيادة حزب الله... فلماذا طاولة الحوار إذاً وعلى ماذا نتحاور.. إنه أسلوب الكذب والتكاذب واللعب على الألفاظ والتعابير والمصطلحات ..( الأهالي وشباب الأحياء وحماية المقاومة)... حقيقة اقول لا يوجد شيء اسمه مشروع المقاومة، بل مشروع طائفي مذهبي يختفي خلف شعار المقاومة ويستهدف كل مكونات الوطن وأطيافه للسيطرة عليه.. فإما ان نذعن لهؤلاء المعممين المرتبطين بمشروع الفرس وإما ان نقتل بحضارة...؟؟

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024..

 الأحد 28 نيسان 2024 - 12:35 م

المرصد الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا — أبريل/نيسان 2024.. حول التقرير.. ملخصات التقرير … تتمة »

عدد الزيارات: 155,144,717

عدد الزوار: 6,980,397

المتواجدون الآن: 83