طهران في حزيران 2009، بيروت في أيار 2008، ما الفرق..؟؟؟

بقلم مدير المركز - حسان قطب

وجه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله إلى الرئيس الإيراني المنتخب الدكتور محمود أحمدي نجاد رسالة تهنئة بمناسبة إعادة إنتخابه رئيساًً للجمهورية الإسلامية هذا نصها: 
"بسم الله الرحمن الرحيم
جانب سيادة رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران.... الأخ العزيز الدكتور محمود أحمدي نجاد/ دام بقاؤه، إنني وبالنيابة عن إخواني وأخواتي في حزب الله، أبارك لسيادتكم هذه الثقة الشعبية الغالية، وهذه المحبة الكبيرة التي عبّر عنها الشعب الإيراني، من خلال إعادة إنتخابكم رئيسًا للجمهورية الإسلامية لولاية ثانية، وبهذا الحضور الجماهيري التاريخي، ومستوى التأييد المنقطع النظير. إنني أؤكد لكم أنّ إعادة إنتخابكم يمثّل أملاً كبيراً لجميع المستضعفين والمجاهدين والمقاومين والرافضين لقوى الإستكبار والإحتلال"...إنتهى
أما الأخبار الواردة من إيران فتقول: "أن القوات الايرانية اقتحمت في عملية مداهمة دموية الحي السكني لجامعة طهران، وأطلقت النار على الطلاب ما أدى إلى اصابة نحو 16 منهم, كما اعتقلت آخرين، ما دفع أكثر من 120 من أساتذة الجامعة إلى تقديم استقالات جماعية". وأعلنت وزارة الثقافة والإرشاد في بيان: "أنها حظرت على وسائل الاعلام الاجنبية المشاركة في التجمعات التي تجري من دون ترخيص من وزارة الداخلية او تغطيتها". وفي شيراز، "وقعت احداث وتم اعتقال عدد من المخلين بالنظام العام وتدمير الممتلكات العامة والخاصة وتحطيم زجاج متاجر وتدمير مصارف وصرافات آلية". أما في مدينة مشهد، قال شاهد عيان "رأيت حوالي 14 شخصا تم اعتقالهم بعدما هتفوا ودعوا الى التظاهر"، فيما صرح شاهد آخر ان "الناس كانوا يهتفون الله اكبر في المساء قرابة الساعة التاسعة احتجاجا على نتائج الانتخابات"، وفي اصفهان "نزل متظاهرون مؤيدون لموسوي الى الشارع مساء اول من امس، وأحرق بعضهم دراجات نارية للشرطة وآليات امام مبنى التلفزيون الرسمي"، إلى ذلك، قال مسؤول اصلاحي: "ان السلطات الايرانية اعتقلت ليل اول من امس، شخصيتين اصلاحيتين بارزتين هما سعيد هاجاريان ومحمد علي ابطحي المساعدان المقربان من الرئيس الاصلاحي السابق محمد خاتمي في منزليهما"، ونقلت وكالة "فارس" شبه الرسمية عن وزير المخابرات غلام حسين محسني, قوله: "إن قوات الأمن اعتقلت 26 آخرين ممن وصفهم "بالعقول المدبرة" المشتَبه بتورطهم في تنظيم التظاهرات والاحتجاجات".
هكذا قرأ الناخب الإيراني والمواطن الإيراني فوز أحمدي نجاد وهكذا عبر له المواطن الإيراني عن حبه الكبير، فخرج ليعلن عن رفضه لتزوير الإنتخابات وأن يفرض عليه لولاية رئاسية ثانية رئيس لم ينجح في فترته الرئاسية الأولى سوى في زيادة الألم والمعاناة والفقر والتضخم الإقتصادي وأن يزيد من إحكام العزلة السياسية والإقتصادية الدولية على الجمهورية الإيرانية.. وفي مقارنة بسيطة بين ما رأيناه وعشناه وما زلنا نعيشه في لبنان نتساءل..؟؟
 كيف يكون يوم السابع من أيار يوماً مجيداً في لبنان رغم كل ما تمت ممارسته في ذلك اليوم.... وفي الوقت عينه يكون مرفوضاً ومداناً في إيران، ما يقوم به المتظاهرون الإيرانيون الرافضون للتزوير والغش والخداع الذي رافق العملية الإنتخابية التي أثمرت فوزاً منقطع النظير لأحمدي نجاد على حد قول السيد نصر الله... ولماذا يكون قتل وجرح وإعتقال المتظاهرين الإيرانيين عملاً مبرراً، بينما لم يتم إعتقال أي من الداعين والمحرضين والمشاركين والمرتكبين في السابع من أيار..؟؟ ولماذا كان إشعال الإطارات وقطع الطرقات وإرهاب المواطنين في بيروت عملاً نضالياً وجهادياً.. ضد عملاء أميركا والصهيونية.. بينما يكون مثيله في طهران عملاً عدوانياً يموله عملاء أميركا والصهيونية.. لزعزعة السلطة الإيرانية..
لذا يمكن القول أن العمليات المسلحة التي وقعت في بيروت في أيار من العام 2008، كانت بهدف إخضاع وطن وشعب والإمساك بزمام السلطة بالقوة.. وإرهاب مؤسسات الدولة بكافة مستوياتها.. ورغم هذه الممارسات الميليشيوية جاء الرد قوياً وحاسماً من قبل الشعب اللبناني والناخب اللبناني على هذه الإرتكابات وهذا المشروع في صناديق الإقتراع في السابع من حزيران..
أما اليوم المجيد فهو ما نشهده في المسيرات الشعبية السلمية التي تجوب شوارع طهران اليوم في مواجهة المسلحين التابعين للسلطة من الحرس الثوري والمخابرات الإيرانية.. ولا شك في أن هذه الجموع سوف تنتصر رغم عمليات القمع والاعتقال والقتل التي تمارس ضدها.. ورغم عمليات التزوير التي رافقت الانتخابات الرئاسية التي أثمرت عودة أحمدي نجاد لفترة رئاسية ثانية ورغم برقيات التهنئة التي أرسلها مؤيدو النظام الإيراني وأتباعه..