كيف ننسى.. يا حسن..؟؟؟

بقلم مدير المركز - حسان قطب

كنت أشاهد فيديو كليب يمجد حسن نصر الله ودوره وقيادته وحنكته، كانت قد أنتجته ونشرته فرقة الولاية تحت عنوان (للسيد رب يحميه) وقد لفتني في الشريط المصور جملة.. (إن يأمر فالكل يلبي).. ويسرد الشريط المصور مشاهد لرموز دينية من كافة الطوائف تقريباً..!! مما يعني أن هالة ورمزية حسن نصر الله تشمل كافة نسيج ومكونات المجتمع اللبناني بما فيها الدينية..؟؟
ومنذ أيام أطل علينا حسن نصرالله ليبلغنا أن علينا أن لا ننسى ما جرى في السابع والتاسع من أيار من عام 2008م، حين اجتاحت ميليشياته شوارع بيروت وبعض مناطق الجبل ومناطق أخرى.. كان يحدثنا.. بل بالأحرى يأمرنا بعدم النسيان أو محاولة النسيان بلهجة أقرب ما تكون إلى التحذير من تكرار ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم وبأوامر مباشرة من سماحته لأنه (إن يأمر فالكل يلبي)...
ومشهد حسن نصرالله وهو يلوح بإصبعه مخاطباً اللبنانيين والعرب والعالم أجمع مطالباً إياهم بعدم النسيان مع ضحكة وبسمة تعلو وجهه.. ذكرني بالامبراطور الروماني (نيرون) الذي بعد أن أمر بإحراق مدينة روما قلب الأمبراطورية الرومانية أنذاك.. كما هي بيروت.. اليوم قلب العروبة النابض.. وروح الحرية التي لا يستطيع أحد أن يختطفها أو يرهبها.. جلس هذا الأمبراطور الروماني.. (نيرون) على تل مرتفع وأخذ يشاهد النيران تلتهم مدينته وعاصمته إلى جانب أبنائها من نساء وأطفال وشيوخ.. والصراخ يعلو من الألم الذي يسبق الموت.. ومن الخوف والهلع.. مما استثار في نيرون.. مشاعر فنيه ألهمته أن يعزف على قيثارته ألحاناً معبرة دخلت التاريخ.. وهذا حالنا اليوم.. إن يأمر فالكل يلبي.. فقتل الأبرياء كان بأمر وإحراق السيارات والمساكن والمؤسات كان بأمر.. وإرهاب المواطنين وترويعهم ومن ثم تهديدهم كان بقرار.. والكل يلبي..!!
واليوم المطلوب أن لا ننسى؟؟.. طبعاً لن نمحو ما حدث من ذاكرتنا تماماً كما أمرت يا حسن نصر الله.. بل على العكس.. سنسرد لأبنائنا وأحفادنا ما حدث بالضبط في شوارع بيروت وفي كل لبنان.. وسنرضع أوجاعنا وتفاصيل مأساتنا وما تعرضنا له نحن اللبنانيين.. لأطفالنا مع الحليب.. حتى لا ننسى ولا ينسون... إنها عاشورائنا.. ومأساتنا والمظلومية التي لن ننساها نحن اللبنانيين... والجرائم التي ارتكبت تحت أي عنوان وتحت أي مسمى.. ستلهمنا الصبر.. كما المزيد من الممانعة لمشروعك ومخططك الذي لن يمر.. وسيزيدنا تمسكاً بمشروع الدولة الواحدة.. والجيش الوطني الممسك بالأمن على كافة الاراضي اللبنانية..
عنوان المقاومة لا يمكن أن يحتكره فريق.. ولا حزب ولا طائفة.. والوطنية شعار لا يستطيع أي حزب أو مؤسسة أن يطلقه على من يشاء من قوى أو أشخاص.. ودماء الناس وأرزاقهم ومستقبل أبناءهم وأوطانهم لا يرسمها شخص أو حزب مهما علت مكانته..
ونؤكد لك يا حسن.. أننا هذه المرة سنلبي أوامرك هذه.. لأننا لن ننسى فذاكرتنا أقوى من كل الجرائم ومن كافة المشاريع والمخططات.... وهذا ما نريدك أنت أن لا تنساه..؟؟؟