المطالبة بتطبيق المثالثة خطير للغاية..

تاريخ الإضافة الخميس 14 أيار 2009 - 7:40 ص    عدد الزيارات 1276    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
في تصريح أوردته جريدة النهار في عددها الصادر في 12/5/2009، رأى مطران الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا ودير القمر المطران ايلي بشاره الحداد أن "المثالثة الناتجة من لقاء الدوحة وروحيته ستؤذي واقع لبنان، بحيث تهمش فئة، وتعلي شأن فئة اخرى". وقال "نؤيد تماما ما جاء على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأن المثالثة لا حياة لها. تكوّن لبنان من كل طوائفه، وهذا دستور لا تغيره اي اصطفافات موسمية وعابرة لا دخل لها بالتركيبة اللبنانية الاساسية، وهي مبنية على مصلحة ذاتية للبعض، والمصلحة لا تبني دستورا".
وكان الوزير محمد فنيش قد قال:«ان البعض الذي يتحدث عن الاخلال بقواعد النظام الديموقراطي في لبنان نسي ان اهم هذه القواعد هو الحرص على مبدأ العيش المشترك»، واعتبر «ان البعض لا يريد من اتفاق الطائف الا ما خلص اليه من سلطة يعتقد ويتوهم انه قادر ان يختزل بها المجتمع السياسي اللبناني، وأن يلغي التعددية ويحتكر السلطة وأن يقدم هذه السلطة بخياراتها ويرهنها لمشاريع خارجية ليبسط سيطرته على لبنان»...... ومنذ أيام كان السيد نواف الموسوي قد قال في ندوة سياسية أقامها حزب الله في الغبيري"أن الصراع القائم هو صراع سياسي بحت بعيد عن الصراع المذهبي الطائفي، وأن الديموقراطية التوافقية هي شرط ضروري لتكوين السلطة في لبنان"، واستغرب "قول رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة أن سياسة اتفاق الدوحة هي سياسة تعطيل".. ولفت الموسوي إلى "ان اتفاق الطائف اذا كان لا يعني المثالثة فإنه بالتأكيد لا يعني الثنائية، وليس تصحيحاً لثنائية عرجاء بل هو تشريع دستوري للتعددية السياسية التي يحفظ فيها في كل مكون من مكونات المجتمع اللبناني حقه الكامل في صناعة القرار الوطني بغض النظر عن حجمه العددي".  وكان قد سبق وطالب السيد نواف بإعطاء حق النقض (الفيتو) للمكونات الأساسية لمجلس الوزراء اللبناني.. وهذا المطلب يتجاوز إتفاق الدوحة ودستور الطائف...
ثم عقب رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد في لقاء سياسي نظمه "حزب الله" في بلدة بريقع (النبطية) "أننا لم نقترح يوما تعديل اتفاق الطائف، ولا طالبنا بمثالثة في السلطة، لكنهم يريدون تحريض جمهورهم على ابناء المقاومة وشعبها حتى يقولوا لهم ان جمهور المقاومة يريد سلبكم السلطة، وهذا عبر اقتراح المثالثة في السلطة، ونحن لا نريد مثالثة ولا مرابعة، كل ما نريده وما طرحناه هو التطبيق الكامل لاتفاق  الطائف..." من الواضح مما سبق أن أوردناه ان القوى السياسية التي تتحكم بالقرار السياسي في قيادة حزب الله تتفاوت في طموحاتها..
- فريق معتدل يسعى لتحسين شروط قدرته على التأثير في القرار السياسي وسائر القرارات الإدارية في الدولة اللبنانية.. وهو الفريق الذي يمثله الوزير فنيش المعروف عنه رؤياه الواقعية واستعداده غير المشروط للحوار والنقاش للوصول إلى حلول مقبولة تحفظ دور حزب الله والطائفة الشيعية إذ لا يمكن بعد اليوم أن نفصل رغبات وطموحات قيادة حزب الله على إختلاف تنوعها وتوجهاتها وطموحاتها عن مستقبل الطائفة الشيعية ودورها في الكيان اللبناني.. بعد أن أمسك حزب الله بكافة مفاصل الطائفة الشيعية الدينية والسياسية ترهيباً وترغيباً..
- فريق غوغائي يتنقل بمواقفه بين أهواء الجمهور والتغيرات والمتغيرات المحلية والإقليمية ويسعى للإستفادة من المرحلة الحالية لتحصيل وتحصين ما يمكن الوصول إليه من مكتسبات، وهذا الفريق يمثله خير تمثيل السيد محمد رعد الذي تتفاوت تصريحاته ما بين الدعوة للتهدئة إلى الدعوة للثورة وتغيير رؤوس النظام الحالي كما سبق ودعا في احدى اللقاءات التي تم إخفاء تسجيلاتها مؤخراً..
- وفريق أصولي يمثل السلفية الشيعية المتشددة.. يرى في هذه القوة العسكرية والبشرية والإمكانات المادية الهائلة التي يمتلكها حزب الله اليوم فرصة نادرة بل تاريخية تؤهله للإمساك بالسلطة والإنقضاض على الخصوم بشكل يتيح له تغيير وجه الكيان اللبناني نهائياً وهذا الفريق يمثله السيد نواف الموسوي وعلي فياض وحسن فضل الله ونعيم قاسم..
وربما هذه التصريحات التي طالبت وتطالب بتغييرات جذرية في طبيعة الدستور اللبناني وإعادة صياغة بعض المفاهيم والثوابت التي يستند إليها عقد الشراكة الوطنية التي يتعايش بموجبها هذا الموزاييك المتنوع من الطوائف والمذاهب اللبنانية هي ما دفعت بسيادة المطران حداد لإطلاق هذا الموقف التحذيري في صياغته وفحواه.. ونتمنى أن تستمع الأصولية الشيعية التي تتحكم اليوم بمفاصل حزب الله السياسية لهذا الموقف وتعيد النظر بمواقفها وتوجهاتها وتضع حداً لطموحاتها..!!..

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة..

 الإثنين 15 نيسان 2024 - 9:21 م

“حرب الظل” الإيرانية-الإسرائيلية تخاطر بالخروج عن السيطرة.. https://www.crisisgroup.org/ar/middle… تتمة »

عدد الزيارات: 153,351,337

عدد الزوار: 6,888,011

المتواجدون الآن: 89