مصير الوطن بين يدي الناخبين اللبنانيين

بقلم مدير المركز الأستاذ حسان قطب

شدد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنّ: "المقاومة غيورة على مصالح مصر ولن تتورط بالتخطيط لضرب أي من المنشآت فيها سياحة كانت أم استراتيجية".... ودعا عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد إلى العبور من صمود أبناء الجنوب لبناء الدولة، وأضاف: "نحن نريد دولة المواطنين وإن يكن غيرنا يريد دولة الإرتزاق على حساب مصالح المواطنين، ونريد دولة قوية بشعبها وغيرنا يريد دولة قوية بصداقتها المتوهمة". وأضاف خلال حفل افتتاح حسينيّة كفرتبنيت، أن الدولة التي يطمح إليها "حزب الله" هي التي لا تقوم إلاّ بالشراكة وليس بالتفرد، وتابع: "هي الدولة التي يستطيع فيها المسؤول أن يميز بين العدو والصديق والشقيق"، ورأى أنّ البعض "يريد دولة تفترض أعداء جدداً من الأشقاء والأصدقاء وتحاول أن تنحو باتجاه مصادقة الأعداء".
وكانت مصادر أمنيّة مصريّة قد أفادت لصحيفة الحياة أن: "شهادة رسمية وصلت إلى النيابة من أسرة منصور في لبنان لتوكيل المحامي منتصر الزيات للدفاع عنه صدرت بالطريقة نفسها، إذ تبين أن التوكيل موقع باسم وليد شهاب باعتباره شقيق المتهم الذي أقر في التحقيقات بأنه ليس لديه أشقاء بهذا الاسم. وعلى ذلك، فإن الشهادة صدرت من شخص وهمي، ومع ذلك تمّت المصادقة عليها رسمياً. كما أنّ اسم المتهم الحقيقي أصلاً ليس سامي شهاب وإنما محمد يوسف منصور". ولفتت هذه المصادر إلى أن "شهادة الوكالة موقعة من كاتب العدل في بيروت، وعليها ختم رسمي لبناني سليم، وتمت المصادقة عليها من وزارة الخارجية اللبنانية بأختام سليمة، ومن ثم السفارة المصرية في بيروت"، مرجحة أن تكون "أجهزة أو جهات رسمية أو أشخاص لبنانيين في مواقع رسمية تواطأوا مع حزب الله في تجهيز أوراق رسمية بتوقيعات وأختام سليمة وحقيقية لأسماء كودية مزورة".
هذه التصريحات وهذه الواقعة والحادثة تضعنا جميعاً كمواطنين أمام مسؤولياتنا لنحسن الاختيار في الانتخابات المقبلة.. فدولة القرار لا الاستئثار هذا شأنها حتى قبل أن تكون دولة وإذا كان النائب رعد بإمكانه تغطية هذه الممارسات وهو لا يقبض على رقاب المسؤولين كما ذكر سابقاً.. فكيف إذا كانت السلطة التنفيذية بين يديه إضافةً إلى السلطة التشريعية..!! وإذا كان منطق التمييز بين الصديق والعدو الذي يدعونا الى اعتماده السيد بري والسيد رعد يتطلب استعداء النظام المصري والشعب المصري الصديق... فأي مستقبل ينتظر هذا الوطن وشعبه..  وإذا كان منطق الشراكة في الحكومة والقرار والسلطة معناه أن نعمل جميعاً لتغطية تجاوزات وممارسات حزب الله وحركة أمل فهذا معناه أننا نسعى إلى تعطيل وإلغاء أنفسنا...
المطلوب منا جميعاً اليوم التفكير بمصلحة هذا الوطن وشعبه ومستقبل أهلنا وأبنائنا.. والاختيار بين مشروعين ونموذجين من أشكال السلطة والحكم... نموذج شاهدناه في البقاع الشمالي.. تمثل في الاعتداء على أبناء الجيش اللبناني... لتنتهي القصة كما انتهت إليه جريمة الزيادين..!! وعشرات السيارات المسروقة التي صادرها الجيش والقوى الأمنية.. دون الإضاءة الإعلامية الكافية عليها من إعلام معين.. إضافة إلى مصادرة وإتلاف أطنان من المخدرات التي تفسد شبابنا وبناتنا ووطننا... يتم الإتجار بها تحت أسماء وعناوين مختلفة ولغايات متعددة...
لذا نرى أن على الطامحين والراغبين في ركوب موجة الانتخابات التفكير ملياً في تحالفاتهم ومواقفهم السياسية والإختيار بين المشاركة في تحالف أو لائحة تستهدف أبنائنا ومستقبلهم وبين العمل على حماية هذا المستقبل.... كذلك ندعو الناخب اللبناني إلى حسن الإختيار بعد أن يقرأ ملياً ما ورد أعلاه في قصة سامي شهاب.. عفواً.. (محمد يوسف منصور).. سواء توافقنا مع حزب الله فيما قام به أم لا...
والوقائع التي مرت بنا خلال السنوات العجاف يجب أن لا ننساها أمام طموح البعض الجامح لركوب اللوائح والوصول إلى الندوة النيابية ولو على حساب دماء وأشلاء اللبنانيين.....