الفارق بين الأداء السياسي والتمثيل السياسي

تاريخ الإضافة الأربعاء 8 نيسان 2009 - 2:47 م    عدد الزيارات 1244    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
أمام حدة المعركة الإنتخابية في بعض الدوائر وليس في معظمها... وأمام عنف التصريحات التي تصدر عن هذا الفريق أو ذاك.. وأمام التهويل بأنّ المعارك في مدينة صيدا وكسر العظم في قضاء المتن... وأمام التحذير من الترشح في مواجهة مرشح معين أو من إغضاب هذا الحزب أو ذاك.. وأمام الإختلاف على الحصص والأعداد في بعض الدوائر وصولاً إلى التضحيات الجسام ببعض الأصدقاء والحلفاء كما ذكر وليد جنبلاط وكذلك حزب الله... أين يقف الناخب اللبناني..؟؟
لا بد لنا بدايةً من التفريق بين مفهومي التمثيل السياسي والأداء السياسي من حيث طبيعته وحقيقة مساره... حتى لا يختلط الأمر على الناخب اللبناني في خضم هذه المعركة الإنتخابية الساخنة في طبيعتها وأجوائها وفي الإستعداد والتحضير لها من قبل كافة الفرقاء دون استثناء..
فالأداء السياسي في حقيقته هو ما يحمل في ممارسته وفي طياته مفهوم المسؤولية والإلتزام بالثوابت الوطنية كائناً ما كانت هذه الثوابت ومهما اختلفت على تعريفها الأحزاب المتنافسة والقوى المتصارعة.. ولكن هذه هي الحقيقة، التي تبقي الصراع والتنافس ضمن دائرة الممارسة السياسية الواعية الهادفة إلى تحقيق أهداف معينة سواء في تثبيت التحالفات السياسية في محيطنا الإقليمي المحيط بالوطن أو بالواقع الدولي الذي يجب أن يقرأ بعناية وبدقة بين الحين والأخر ناهيك عن متابعته بتفاصيله والإبقاء على قنوات الإتصال والتشاور مع القوى الفاعلة والمؤثرة على الساحة الدولية والإقليمية خاصة ونحن نعتبر من الدول التي تحظى بالرعاية والعناية والإهتمام من محيطنا العربي المؤيد والمعارض لهذه القوى أو تلك على السواء، إضافةً إلى العدو الصهيوني الذي لا يرى فينا سوى خصم وعدو.. تماماً كما نحن ننظر إليه.. والأداء السياسي الواعي والملتزم هو ما يسعى ويصب في خانة تحقيق الأهداف الإجتماعية والإقتصادية لجمهور المواطنين اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم والتزاماتهم وفي مختلف المناطق دون استثناء..
أما التمثيل السياسي.. فهو في طبيعته عبارة عن ممارسة دعائية غوغائية تبدأ بالخروج من بيت سياسي أو ما اصطلح على تسميته بالبيت السياسي... ويعتبر أصحابها أن التواصل مع المواطنين هو الشعار والعنوان والممارسة المفترضة.. عبر الولوج من أبواب التعازي بالأموات من الناخبين، وحضور الأعراس والأفراح بعد الأتراح.. وإلقاء الخطابات الرنانة التي تشد العصب والعصبية وتؤدي إلى التشنج والتوتر بين المواطنين والعائلات والطوائف والمذاهب وصولاً إلى رفع اليافطات التي تهاجم وتتهم وتهدد وتذكر... دون أن تقدم مشروعاً وطنياً جامعاً يوحد الطوائف والمذاهب ويؤمن التواصل بين المناطق التي توحد الوطن وأبناء الوطن وأهداف المواطنين في العيش الكريم وتأمين الإستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي.. فالشعارات المرفوعة إنما تهدف إلى التعمية على جهل وضعف هذا الفريق الذي لا يملك الرؤية والقدرة على تقديم مشروع وطني فعلي ومنطقي ولا يملك الفريق المؤهل لهذا الأمر وهذا الشأن.... حتى يستطيع المواطن أن يميز من خلاله جدية هذا الفريق في طرحه لقضايا الحكم والممارسة السياسية الصحيحة..
لذا يجب علينا نحن المواطنين وإلى أية فئة انحزنا أو إلى أي مذهب أو طائفة إنتمينا.. أن نقرأ توجهات القوى السياسية بعناية ورعاية وبدقة وأن نحاسب هذه القوى على أدائها وممارساتها وتحالفاتها الوطنية أم غير الوطنية خلال الفترة السابقة، لأننا يجب أن ننتقل من موقع التسليم بالأشخاص السياسيين القادمين من بيوتات سياسية إلى مبدأ المحاسبة على الأداء السياسي والإلتزام بالمشاريع التي سبق أن قدمت وإلى أن نحاسب من عطل قيام الدولة بواجباتها ومسؤولياتها... لأننا أمام معركة سياسية حاسمة سنخوض غمارها خلال الإنتخابات المقبلة في السابع من حزيران..وعلينا أن نحسن الإختيار والتمييز وفضح من سيقودنا لنزلق إلى هاوية المفاهيم الشمولية القائمة على التخوين والإتهام بحق الأطراف الأخرى وإلى تثبيت مفهوم النزاهة والمصداقية بحق نفسه بحيث يبقى هو فوق المحاسبة والمساءلة، حتى لو اضطر للتهديد بالفوضى الأمنية..!!! لذا علينا أن نخوض هذه المعركة على قاعدة التغيير.. دون الإساءة.. ودون الإتهام ودون التشكيك بأحد حتى لا ننزلق إلى تلك المهالك التي يريدنا الغير الإنزلاق إليها.... فنحن المواطنين اللبنانيين نريد دولة قوية قادرة تؤمن العدالة والاستقرار السياسي والإنماء الإقتصادي والإجتماعي لكافة أبناء الوطن، والتفاهم بين العائلات الروحية اللبنانية وأحزابها المختلفة .. وإذا ما فشلنا في هذا الأمر... فإن حينها لات ساعة ندامة....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,654,590

عدد الزوار: 6,906,941

المتواجدون الآن: 95