انتخابات 2022.. الحريري فقد حاضنته السنية..

تاريخ الإضافة الإثنين 16 أيار 2022 - 7:01 ص    عدد الزيارات 1472    التعليقات 0

        

انتخابات 2022.. الحريري فقد حاضنته السنية..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، احتضنت الطائفة السنية في لبنان، بل كل لبنان، سعد الحريري، باعتباره ابن الشهيد، وبان اختياره لقيادة المرحلة قرار دولي واقليمي، وبالتالي يحظى لبنان برعاية وحضانة عربية ودولية لمواجهة تداعيات مرحلة ما بعد الاغتيال..

ولكن سعد الحريري، واركان اساسيين من عائلته تصرفوا وكان اهل السنة في لبنان، وباقي الحلفاء والمؤيدين، هم جزء من الميراث المادي كما السياسي، فأعطى الحريري وفريقه انفسهم صلاحية التصرف المطلق بمصالح الطائفة واللبنانيين.. الى ان كان قرار سعد الحريري ومجموعته بمقاطعة الانتخابات ترشيحاً وانتخاباً وغير صحيح انه لم يطلب من مؤيديه مقاطعة الانتخابات... والهدف كان اعطاء الداخل والخارج مشهد مقاطعة سنية للعملية السياسية، يترك آثاراً سلبية على وضع الطائفة ودورها وحضورها ومكانتها.. وكذلك يزيد من حجم هيمنة الثنائي الحاكم بقوة سلاحه.. مما يعطي الحريري مادة مساومة مع الخارج لاعادة دعمه كما كان في السابق على حساب طائفته ووطنه..

لكن حجم المشاركة السنية في مختلف مناطق اهل السنة، اكدت ان سعد الحريري وفريقه، لا يملكون سوى هامش بسيط من المناصرين ضمن الطائفة..

والمشهد الاقوى كان في مدينة صيدا.. حيث ان نسبة الاقتراع تجاوزت نسبة 40 %.. في حين ان انتخابات عام 2018.. مع الكثير من التحفيز والتحضير من قبل ماكينة الحريري.. لم تتجاوز نسبتها 56%..

في مدينة بيروت العاصمة وحيث ام المعارك... لم تنخفض نسبة المشاركة السنية عن الانتخابات الماضية بل تجاوزتها..

مما يعني ان سعد الحريري، لم يعد يحق له او ليس بإمكانه ان يقول بانه زعيم الطائفة في لبنان، إن أنه يمثل جمهور مؤيد محدود العدد والحضور والدور.. وليس حالة جماهيرية واسعة ومنتشرة ووازنة..اي ان جمهوره لا يوازي اكثر من عشرة بالمئة من اصوات الناخبين السنة.. وقد يكون اقل.. وبالتالي لا يستطيع التفاوض عليها والتفريط بمصالحها كما فعل في عام 2015.. عام التسوية الرئاسية المجحفة.. بحق الطائفة ودورها وابنائها.. والمربحة جداً بالنسبة للثنائي الحاكم وحليفه التيار الوطني الحر..

كذلك فإن موقف دار الفتوى وسماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الذي استوعب الازمة التي سعى الحريري لفرضها على الواقع الاسلامي في لبنان.. وتصرف بحكمة ومسؤولية مما اعطى الحضور السني في لبنان بعداً وطنياً ودوراً وازناً ومسؤولية وطنية تفرض اتخاذ مواقف تحمي الوطن واستقراره لا مصالح شخص وفريقه ..

وموقف دار الفتوى كان نابعا من اداركها ان القيادة الحقيقية تعيش مع اهلها ووسطهم وتشعر بمعاناتهم وتعالج مشاكلهم وتمارس دورها الحاضن والمسؤول لا ان تغادر الوطن وتبتعد عن جمهورها ومسؤولياتها بانتظار مستجدات اقليمية ودولية او حتى مطالبة بالعودة داخلية.. لان المسؤول يصنع مسيرته ويقدم خبرته وحنكته لخدمة جمهوره ووطنه وليس العكس.. حيث يطالب القيادي جمهوره بخدمته وحمايته ورعاية مصالحه.. وهذا ما حدث مع الاسف..

اهل السنة في لبنان، امامهم فرصة تاريخية لاعادة بناء حضورهم ودورهم ومواجهة التطرف الديني الذي يمارسه الثنائي الحاكم بالانفتاح وطنيا اكثر وتطوير علاقاتهم مع مختلف المكونات اللبنانية على قاعدة الشراكة والتعاون وبناء مستقبل مشترك...

لذا يمكن القول ان سعد الحريري وفريقه قد فقد حاضنته السنية التي احتضنته ورعته وقدمت له الكثير في احلك الظروف، بينما هو ومن معه استثمر في حجم دورها المحلي والاقليمي...لتعزيز مكانته على حساب الطائفة برمتها..؟؟

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,171,285

عدد الزوار: 6,938,517

المتواجدون الآن: 132