استهداف دور الطائفة الدرزية في لبنان من خلال التصويب على الزعيم وليد جنبلاط...

تاريخ الإضافة السبت 19 آذار 2022 - 2:20 م    عدد الزيارات 1024    التعليقات 0

        

استهداف دور الطائفة الدرزية في لبنان من خلال التصويب على الزعيم وليد جنبلاط...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

الطائفة الدرزية في لبنان لها دور تاريخي في قيامة هذا الكيان كما في استقراره، ومسيرتها التاريخية، كانت دائماً الى جانب مصالح الامة العربية وحماية وجودها ورفضها للاستعمار وهيمنته.. وخاصةً فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني.. وحقه في العودة واقامة دولته المستقلة..

رغم حجم الطائفة الدرزية المتواضع قياساً على حجم الطوائف الاخرى، الا انها كانت ولا زالت تلعب دور وطني اساسي، وكان هذا راسخاً خلال حياة الزعيم الراحل كمال جنبلاط، حيث تجاوز الراحل الكبير زعامته للطائفة ليكون زعيماً وطنياً على مستوى لبنان، بمختلف طوائفه، وكان له من العلاقات الاقليمية والدولية ما جعله صمام امان لضمان استقرار لبنان، ومصدر ثقة لدى قيادات المجتمع العربي كما الدولي، وهذا ما دفع بالنظام السوري الى تصفيته واغتياله، خاصةً ونحن في ذكرى استشهاده.. عام 1977.. وما قام به الراحل كمال جنبلاط، يتكامل ويتناغم مع الدور الطليعي والعروبي الذي قام به سلطان باشا الاطرش، مطلع القرن الماضي في سوريا وبلاد الشام، من قيادة ثورة شعبية، حيث كان القائد العام للثورة السورية الكبرى التي اندلعت ضد الإستعمار الفرنسي عام 1925. رافضاً الخضوع للاحتلال، كما رفض تقسيم سوريا الى دويلات، واعطاء الدروز كيان مستقل في مننطقة السويداء.. لان طائفة الموحدين الدروز جزء اساسي من هذه الامة، ولا يمكن ان تكون عامل تفرقة او انقسام، او التحاق بمحاور الاقليات التي لا يزال البعض والى اليوم يحلم باعادة إحيائها وتقسيم العالم العربي من جديد على اسس طائفية ومذهبية..

واليوم كما يبدو فإن البعض في لبنان من اصحاب التوجهات الاقليمية التقسيمية ومن اتباع النزعات الفوقية، واللغة الاستعلائية، والانخراط في صراعات محلية واقليمية وربما دولية مستقبلاً منزعج جداً من صمود طائفة الموحدين الدروز في وجه الافكار التقسيمية، ورفضها للخطاب المذهبي والطائفي، واعادة احيائها للعلاقات التاريخية مع مسيحيي الجبل بعد المصالحة الراسخة التي تم تثبيتها بين الزعيم وليد جنبلاط، والبطريرك الراحل مار نصرالله بطرس صفير.. والتي اعادت اللحمة والوحدة والتجانس الى جزء اساسي من لبنان، وبين فريقين اساسيين من المكونات اللبنانية...

كما ان هذا الفريق ومن معه مستاء جداً من حرص اهلنا من طائفة الموحدين الدروز، وبقيادة الزعيم وليد جنبلاط، وبالتنسيق مع المرجعية الدينية الدرزية، على الانفتاح الايجابي مع مختلف المكونات اللبنانية، ورفض منطق الصراع والانقسام والتعالي على اللغة المذهبية والطائفية، وعلى ترسيخ علاقاتهم مع دول العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي، كفريق اساسي في ترتيب استقرار البيت اللبناني والحفاظ على الصيغة اللبنانية التعددية...اضافةً الى العمل على معالجة كل عوامل التوتر وتخفيف الاحتقان والبحث عما يجمعنا جميعاً كلبنانيين، والابتعاد عن كل عوامل التفرقة والمواجهة والصراع...

لذلك فإن هناك من يستغرب ويستنكر، حجم حضور الطائفة الدرزية السياسي والاجتماعي، في لبنان وخارجه، ويعتبر ان دور الطائفة الدرزية في لبنان يتجاوز حجم حضورها الديموغرافي، وكأن الدور منوط ومرهون بالعدد او بالحجم او بالسلاح... وليس بقيمة المواقف الوطنية ومقدار الحرص على استقلالية القرار والتجانس والانسجام بين اهلنا من طائفة الموحدين الدروز وباقي المكونات اللبنانية.. الكبيرة منها والصغيرة..

من هنا نرى ان مدخل الحملة على دور الطائفة الدرزية في لبنان والعالم العربي، هو في تصوير الصراع والخلاف على انه مع شخصية الزعيم وليد جنبلاط ومواقفه السياسية حصراً.. بينما الهدف الحقيقي لهذه الحملة هو ابعد من ذلك بكثير..

لذلك يمكن القول ان الهدف من الحملة هو اضعاف واجهاض دور الطائفة الدرزية وحضورها، مما يتطلب تشتيت صفوفها وزرع الفرقة بين ابنائها، وتحت عناوين ومصطلحات كثيرة،.. وهذا ما يتم العمل عليه، لجعل الطائفة التي كانت وما تزال صمام امان الاستقرار، تعيش الصراعات الداخلية بين ابنائها، وبالتالي تفقد دورها وتصبح خارج حلبة التأثير السياسي، داخلياً وخارجياً، وعاجزة عن ممارسة دورها التاريخي.. وما عليها سوى ان تنتظر من يتدخل لاصلاح ذات البين، بين قواها المشتتة والمبعثرة.. وهذا ما لا تتحمله بيئة بني معروف ابداً.. لذا حينها تخسر الطائفة دورها الوطني الوحدوي الجامع.. كما تفقد تأثيرها السياسي، الايجابي في العمل على ترتيب البيت السياسي اللبناني، وكذلك القدرة على التأثير انتخابياً عند كل استحقاق دستوري...

لذلك يجب الحفاظ على وحدة الصف والموقف ضمن الطائفة والقوى الوطنية .. سواء اختلفنا مع وليد جنبلاط او اتفقنا معه.. لان وحدة واستقرار المكونات اللبنانية هي ضمانة استمرار هذا الكيان المتعدد الاطياف، التي تحترم بعضها ولا تحاول زرع الفتن في صفوف بعضها البعض.. والتي تتعاون للنهوض بهذا الوطن من كبوته التي طالت سنواتها نتيجة هيمنة الميليشيات المسلحة ونظريات القوة والتفوق والردع التي تستهدف استقرار الداخل اكثر مما تخدم استقرار لبنان ووحدته .. ونتمنى ان تكون وحدة الطائفة الدرزية وكافة الطوائف اللبنانية فوق كل اعتبار، حتى يعود للبنان استقراره، والاخطاء اذا وقعت لا تعالج بزرع الفتنة وتعميق الاختلاف، بل بالمعالجة الحكيمة والموقف الشجاع.. حرصاً على لبنان وشعبه وكافة مكوناته...

والانتخابات النيابية المقبلة يجب ان تكون محطة وحدة وتلاقي وحفظ الحضور والدور واحترام التاريخ، والتطلع نحو المستقبل والابتعاد عن كل ما يسيء ويعزز الفرقة والانقسام لخدمة مصالح خارجية او طموحات قوى داخلية..

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,604,828

عدد الزوار: 7,034,859

المتواجدون الآن: 70