قراءة في اسباب ارتفاع عدد المرشحين المغمورين، وانكفاء شخصيات وازنة..

تاريخ الإضافة الخميس 17 آذار 2022 - 5:02 م    عدد الزيارات 708    التعليقات 0

        

قراءة في اسباب ارتفاع عدد المرشحين المغمورين، وانكفاء شخصيات وازنة..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات .. حسان القطب..

مع اغلاق بورصة الترشيحات لخوض الانتخابات النيابية المقبلة، كان لافتاً ارتفاع عدد المرشحين بشكلٍ غير مسبوق لخوض غمارها، كما كان مدعاة للتساؤل، عن هذه الهجمة غير العادية، والاندفاع غير المسبوق لخوض هذه التجربة، رغم ان القانون الانتخابي الحالي يفرض خوضها ضمن لوائح وليس انفرادياً،،، اي ان البعض وهم الاكثرية بالتاكيد سوف ينسحبون او يعتبر ترشيحهم في حكم الملغى في حال لم يتمكنوا من الانخراط او المشاركة او نسج تحالف لتظاليف لوائح تضمن لهم متابعة المعركة الانتخابية.. ومن الملاحظ ارتفاع عدد المرشحين في مختلف الدوائر الانتخابية، التي تتمثل فيها معظم المكونات الدينية اللبنانية، باستثناء البيئة الشيعية حيث عدد المرشحين محدوداً جداً.. نتيجة هيمنة الثنائي الشيعي على المشهد الانتخابي والسياسي بشكلٍ عام، ومع التقرير الذي نشرته جريدة الاخبار والذي ورد فيه ما يلي.. ( أكّد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن «معركتنا في الانتخابات المقبلة هي معركة حلفائنا... وسنعمل لمرشحي حلفائنا كما نعمل لمرشحينا». وذلك في لقاء داخلي لكوادر الحزب، دام نحو ساعتين ونصف ساعة..).. ومضمون هذا الكلام يفيد بأن نصرالله مطمئن الى قدرته على ضبط اقتراع جمهوره وبالتالي اصبح لزاماً عليه دعم اتباعه على الساحات الاخرى، لتركيب تكتل متعدد المذاهب والطوائف، اي اعطاء حزب الله طابعاً وطنياً اكثر منه طائفياً ومذهبياً خاصةً وان خطاب حزب الله لجمهوره هو اقرب ما يكون الى خطاب تعبوي ديني، وليس سياسياً مطلقاً باستثناء الاشارة المتواصلة الى العداء مع الدول العربية التي لا تتناغم مع ايران ومشروعها في المنطقة..

ومن الملاحظ ايضاً ان الرئيس سعد الحريري، وعمته بهية الحريري، عملا بجهد للضغط على بعض المرشحين البارزين لعدم تقديم ترشيحاتهم، خاصةً على الساحة السنية في محاولة لاظهار ان المجتمع السني في لبنان قد انكفأ عن ممارسة حقه الانتخابي انسجاماً مع خروج سعد الحريري من المعادلة الانتخابية، وكأن سعد الحريري وفريقه قد التفت الى مطالب ومعاناة واعتراضات الساحة السنية منذ التسوية الرئاسية ومع تطور وتفاقم الازمة الاقتصادية والانهيار المالي.. والذي عنه سعد الحريري وفريقه بالكامل واغلق داره وتوجه الى الخارج متفرجاً...؟؟.. اذ يبدو ان سعد الحريري يعتبر ان الطائفة السنية وناخبيها هم من جملة الارث والميراث... بحيث يحق له التصرف به حيث يشاء وحين يريد..؟؟

موقف سعد الحريري، التراجعي هذا وغير المقبول، والتسريبات المعيبة بحق الرئيس الرئيس السنيورة، والضغط على بعض الشخصيات الوازنة على الساحة السنية والمسيحية للانكفاء والخروج من المعركة الانتخابية، سمح لامين عام حزب الله ان يعتبر ان معركة الانتخابات المقبلة هي معركة الحلفاء باعتبار ان ساحته مضمونه، والساحات الاخرى مكشوفة بالكامل ومتروكة لمن يستطيع التمويل والرعاية وتقديم وسائل اعلامية لتغطية المرشحين ودعمهم...ولذلك يجب عليه وعلى جمهوره مساندتهم للحصول على ولائهم وليس تحالفاتهم..؟؟

لذا وبناءً على ما ورد يمكن استنتاج ما يلي:

  • ان المعركة الانتخابية في حال حصولها سوف تحمل مفاجأت كثيرة لان بعض الشخصيات الوطنية والحرة في تفكيرها ومسارها، وخاصةً السنية منها، لم تخضع لضغط آل الحريري.. ولم تخش هيمنة حزب الله، واستمرت في مسارها السياسي واعلنت عزمها على خوض الانتخابات لضرورة عدم التغيب والتغييب لحضور الطائفة السنية عن مواقعها الاساسية في السلطة اللبنانية ولاستعادة ما قام الحريري نفسه وفريقه بالتفريط به عمداً مقابل مصالح شخصية وليس لمصلحة وطنية.. و(مصلحة البلد) لا تعالج بهذه الخفة ابداً...
  • يتبين من طبيعة منطق وكلام نصرالله، الذي نشرته جريدة الاخبار، ان لحزب الله الحق في التدخل في الساحات الاخرى ترشيحاً وانتخاباً لحماية مشروعه، والحفاظ على سلاحه، للهيمنة على الواقع اللبناني ولاستخدامه في الدول العربية وغيرها حين يطلب النظام الايراني ذلك.. في حين ان اي تدخل من قوى اخرى في ساحة حزب الله فإنه عمل مخابراتي ومرتبط بالسفارات الاجنبية..؟؟؟
  • ان ضبط عدد المرشحين الشيعة بطريقة غير مباشرة، للتنافس على المواقع النيابية الشيعية يسمح لحزب الله وحركة امل بالسيطرة على العملية الانتخابية ضمنياً لغياب المنافسة الحقيقية، بعد الغاء العائلات زالبيوت السياسية ضمن الطائفة الشيعية..وبالتالي يتم منع هدر الاصوات التي قد تتوزع على مرشحين كثر.. مما يعطي مرشحي الثنائي فرصة الحصول على عدد ناخبين يفوق اي منافس متواضع آخر، وبالتالي اظهار ان مرشحي الثاني وخاصةً مرشحي حزب الله بأنهم يحظون بدعم جماهيري واسع رغم تراجع عدد الناخبين الى المعترضين والمعارضين والمستائين..؟؟
  • إن الدفع بهذا العدد الكبير من المرشحين على الساحات الاخرى.. انما يهدف لتشتيت الاصوات وبعثرة التحالفات ..وقد نشرت جريدة الاخبار تحليلاً تحت عنوان .... (انطلاق المعركة على الصوت السني).. اي ان المعركة هي على استقطاب اصوات الناخبين السنة او بعثرتهم ان لم تتمكن ماكينة حزب الله من استقطابهم.. ومن المعلوم ان البيئة السنية هي الاكبر والاهم انتخابياً وسياسياً وانفتاحاً على باقي المكونات في الداخل وعلى العالم العربي والدولي.. وفي هذا المشهد يتقاطع سعد الحريري الذي يسعى لاضعاف نسبة الناخبين السنة لترسيخ دوره السلبي وليس الايجابي، مع طموحات حزب الله الذي يأمل في الحصول على نواب من الطائفة السنية للدلالة على ان مشروعه اسلامي وليس طائفي ومذهبي.؟؟؟ ولو رفع شعارات مذهبية في مناسبات كثيرة...؟؟
  • إن التعمد بترشيح اسماء مغمورة غير وازنة وموزونة، انما يهدف للقول ان الساحات السياسية في لبنان باستثناء ساحة حزب الله لا تملك شخصيات وطنية قيادية، ومع الاحترام لجميع المرشحين، فالحديث هنا ليس على اخلاقهم وسلوكهم، بل على حجم حضورهم وتمثيلهم السياسي..!!
  • كما ان من الواجب التساؤل عن مصادر تمويل البعض منهم.. خاصةً ونحن نمر في ازمة مالية خانقة وبعضهم سبق ان اشار الى عجزه المالي كما يقول بعض المطلعين على خفايا الامور..
  • الغاية من تشتيت الاصوات، يهدف الى ترسيخ او ضمان نجاح مرشحين محددين.. وهذا ما اكده احد المشاركين في حملة الترشيح والتسويق..
  • رغم كل السلبيات من تزايد عدد المرشحين بشكل غير مسبوق، ومهما كانت الاسباب ودوافع اعلان الترشيح، الا ان الايجابية الاساسية، والاهم، هي ان حاجز الخوف من خوض غمار العمل السياسي والبرلماني قد انكسر وبالتالي قد نشهد في مناسبات قادمة وجوه جديدة ذات خبرة وحضور ..

ويبقى على المواطن او الناخب اللبناني ان يحسن الاختيار وان يخرج من شرنقة الارتباط بهذا المسؤول او ذاك، وان يبدا بمحاسبة من اساء للمواطن والوطن، من خلال صندوقة الاقتراع.. لان التغيير قد يدفع كل مسؤول الى التفكير ملياً قبل اتخاذ قرارات غير مناسبة لان المحاسبة موجودة.. والاطمئنان الى ان الناخب سوف ينتخب من سبق له ان انتخبه لاسباب دينية او مذهبية اوخدماتية سوف يشجع النواب الحاليين وغيرهم من المسؤولين على الاستمرار في اتخاذ القرارات التي لن تخدم لبنان ومستقبل ابنائه....

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,647,930

عدد الزوار: 6,906,485

المتواجدون الآن: 106