الدب الروسي ايقظ اوروبا من سباتها....

تاريخ الإضافة الخميس 17 شباط 2022 - 5:23 م    عدد الزيارات 969    التعليقات 0

        

الدب الروسي ايقظ اوروبا من سباتها....

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

ظنت الدول الاوروبية ان انتهاء مرحلة وحقبة الاتحاد السوفياتي، ومساعدتها لقيام دولة روسيا الاتحادية، على انقاضه، والعمل على تطوير اقتصادها وصناعتها، قد يؤشر لبداية مرحلة من الاستقرار السياسي والامني في اوروبا وبالتالي سوف ينخفض الانفاق على التسلح ويتوقف سباق التسلح الذي كان سائداً في مرحلة الاتحاد السوفياتي والحرب الباردة.. ولكن سرعان ما تهاوت هذه الاحلام امام ما يجري من تحركات وتهديدات روسية لدولة اوكرانيا، اذ ان هذا يذكرنا بتاريخ روسيا الدموي، ونهجها العدواني التوسعي، والعقلية الامبراطورية، التي تتحكم بممارسات وتصرفات قادة هذه الدولة منذ قرون والى اليوم كما يبدو..وخاصةً تجاه الدول المجاورة الذي تريد روسيا ان تجعلها حاجزأ بينها وبين العالم الغربي.. ومن يتابع ما يجري من جرائم على الساحة الروسية وقبلها في دولة الشيشان يدرك حجم العدوانية الروسية...

كذلك فقد برز انه لا مشكلة لدولة روسيا منذ بداية الاتحاد السوفياتي وحتى مرحلة روسيا الحالية من ان تقوم التعاون والتنسيق مع الانظمة الديكتاتورية وتبادل الخدمات، من التعاون مع المانيا النازية، الى حماية نظام كوريا الشمالية، الى التنسيق مع النظامين الايراني والسوري لضرب وحدة الشعب السوري وتدمير بنيته التحتية وهيكليته الاجتماعية... وجعل سوريا ساحة صراعات وتجربة الاسلحة الروسية الجديدة على الشعب السوري..

وفي نبذة تاريخية على الاطماع الروسية التاريخية في دول الجوار نتوقف عند الاحداث التالي:

في 17/9/1939، اجتاح الاتحاد السوفياتي دولة بولندا، بالتنسيق مع دولة المانيا النازية والتي سبق ان اجتاحت نصف دولة بولندا بحسب الاتفاق الشهير الموقع بين وزيري خارجية الدولتين.. (مولوتوف-ريبنتروب)...

هذا الاتفاق الروسي الالماني.. اعطى موسكو الاذن بمهاجمة دولة فنلندا... بناءً على ذلك وفي 30 /11/1939. اجتاحت روسيا دولة فنلندا المجاورة .. وضعت معاهدة سلام موسكو الموقعة يوم 12/3/ 1940 حداً للحرب وكانت المعاهدة وخيمة على فنلندا. فقد خسرت خـُمس صناعتها و 11 ٪ من الأراضي الزراعية، كما هو حال فيبوري ثاني أكبر مدينة في البلاد. و نزح نحو 12 ٪ من سكان فنلندا من تلك الأراضي إلى جانبها من الحدود.

وكذلك فقد ساهم ميثاق مولوتوف - ريبنتروب الموقع عام 1939 في اعطاء الاتحاد السوفياتي القدرة على ضم مزيد من الدول.. لذا في 15/6/1940، اجتاح الاتحاد السوفياتي، دول البلطيق الثلاث.. استونيا ولاتفيا وليتوانيا.. واعلن ضمها واعتبرها كانها غير موجودة وسجن رؤوساءها..

في 26/4/1986،  بسبب سوء التقنيات النووية الروسية، وقعت كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبيل النووي الروسي الموجود على الاراضي الاوكرانية... وكان انبعاث المواد المشعة التي عادل تأثيرها ما لا يقل عن 200 قنبلة كتلك التي ألقيت على مدينة هيروشيما سببا في تلوث أجواء جزء كبير من أوروبا بالاشعاعات، لا سيما أوكرانيا، بيلاروسيا، روسيا، ألمانيا وحتى السويد.

عام 2014، احتلت روسيا شبه جزيرة القرم الاوكرانية واعلنت ضمها للاتحاد الروسي.. كما شجعت مقاطعتي (دونيتسك ، لوغانسك) الاوكرانيتين على الانفصال... بذريعة وجود اقلية روسية تعيش في هاتين المقاطعتين..

في العودة الى الاحداث التاريخية... عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية زاد منسوب العدوانية الروسية نحو الدول القريبة والبعيدة، فتم اعادة احتلال دولة هنغاريا عام 1956، ودولة تشيكوسلوفاكيا وقمع شعبها عام 1968.. وحاولت القياد بالدور نفسه في قمع انتفاضة شعب بولندا، عندما ثار العمال في مصانع السفن لكن الظروف الدولية تغيرت بعد هزيمة روسيا في افغانستان، مما ادى الى انهيار الاتحاد السوفياتي وتفكك سلطته وجيشه واعادت الدول التي كانت خاضعة لروسيا واعلنت استقلالها في انتاج ثقافتها واطلاق لغتها ورسم مستقبلها بعيداً عن الجموح والجنون الروسي..

لكن يبدو ان فلاديمير بوتين لا يزال يعيش التاريخ القيصري والسوفياتي وما مر فيهما بحق دول الجوار وشعوبها من احتلالات وتسلط وهيمنة وقتل وتهجير وسجن واعتقالات.. ويريد بوتين اعادة هذه الدول الى بيت الطاعة الروسي بقوة السلاح...

لا تملك روسيا ما تقدمه للمجتمع الدولي وشعوب العالم. الا السلاح والتهديد بالحروب... الصناعة الروسية تفتقد للجودة، وبالكاد يمكن ان نجد اي منتج صناعي روسي في الاسواق العالمية، حتى قطاع الغاز والنفط الروسي الذي يشكل 50% من الناتج القومي الروسي.. يحتاج لدعم من شركات النفط والغاز العالمية ليستمر في الحفاظ على مستوى الانتاج..

التضخم العسكري الروسي، يدفع النظام الروسي وديكتاتور روسيا فلاديمير بوتين، الى تهديد دول الجوار وخاصةً دولة اوكرانيا التي يرفض بوتين فكرة استقلالها اصلاً ويعتبر انها دولة غير موجودة وان اصول شعبها هي روسية وبالتالي يجب ان تعود الى المعسكر الروسي.. وذلك ليستفيد من تطورها الصناعي والزراعي ...

الخوف من الاطماع الروسية يدفع الدول الاوروبية الشرقية وتلك المحيطة بالدولة الروسية الى الاستعجال في طلب الانضمام الى حلف الاطلسي لحماية استقرارها واستقلالها من الاطماع الروسية... وهذا ما تستغله موسكو للقول بأن تمدد حلف الاطلسي يهدد امن روسيا...

لكن بروز وظهور الاطماع الروسية في دولة اوكرانيا.. سوف يدفع اوروبا وقد بدأ بالفعل في حث الدول الاوروبية على اعادة النظر في مستقبل علاقاتها مع دولة روسيا وعن السبل الكفيلة بردع نظام روسيا عن التفكير في اعادة السيطرة والهيمنة على دول الجوار وممارسة ابشع اساليب القمع والتنكل والتهجير والاعتقال.. بحق شعوب هذه الدول ومواطنيها..

بالتاكيد سوف نشهد مرحلة جديدة من سباق التسلح ومن انضمام دول جديدة لتحالفات سياسية وعسكرية لحماية نفسها من اطماع الديكتاتورية الروسية ..ز وكما خرج الاتحاد السوفياتي مهزوماً من افغانستان سوف ينتهي به المطاف مهزوماً على الساحة السورية...وباقي دول العالم التي يسعى لاحتلالها والهيمنة عليها...

لذلك يمكن القول ان الدب الروسي قد ايقظ اوروبا من سباتها....

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,066,803

عدد الزوار: 6,933,084

المتواجدون الآن: 80