الميثاقية التوافقية استنسابية بالنسبة لحزب الله...

تاريخ الإضافة الأحد 13 شباط 2022 - 2:01 م    عدد الزيارات 1197    التعليقات 0

        

الميثاقية التوافقية استنسابية بالنسبة لحزب الله...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب...

لم يعرف لبنان صيغة الديمقراطية التوافقية، وأحياناً يطلق على الصيغة "الميثاقية التوافقية"..الا في عهد هيمنة الثنائي الحاكم.. والمقصود من هذا المصطلح بشكل سطحي وبدون تحليل عميق، ان يحمي التوافق صيغة العيش المشترك والسلم الاهلي.. ولكن هذه الصيغة او التعريف يبقى غامض ودون تفصيل موضوعي يحدد ان يجب ان يتم التوافق من عدمه.. وكيف استنبط هذا الثنائي هذه الصيغة من نصوص الدستور..

اذا كان المقصود هو حماية تعددية المكونات الدينية التي تميز شعب لبنان، فقد قدم اتفاق الطائف الحل الموضوعي والمنطقي، والذي يقوم على تشكيل مجلس شيوخ يضم كافة ممثلي المكونات اللبنانية، والتي من اهم اداورها حماية العيش المشترك والسلم الاهلي ومصالح وخصوصية الطائف الدينية والثقافية.. ولكن مع الاسف لم يتم تشكيل هذا المجلس بضغط من الوصاية السورية خلال عهد الوصاية والانتداب السوري على لبنان، والان لا يتم مناقشة هذا المشروع ونحن تحت وصاية الثنائي الحاكم ..؟؟

ولكن طوال السنوات القليلة الماضية برز ضمن نقاط النقاش والمطالب التي يرفعها هذا الثنائي ضرورة الالتزام بالميثاقية التوافقية، وان لبنان وشعبه ونظامه محكوم بالميثاقية التوافقية وان لا قيمة لوجود اكثرية او اقلية ضمن المجلس النيابي او في تسمية رئيس للسلطة التنفيذية سواء على مستوى رئيس الجمهورية او رئيس مجلس الوزراء... كما ان هذا الموقف يلغي مبدا ومفهوم الحكم الديمقراطي البرلماني، الذي قام عليه لبنان منذ الاستقلال..

والملاحظ ان هذه التصريحات تبرز بقوة كلما شعر حزب الله ومن معه ان امكانية فوزهم بالانتخابات النيابية وحصولهم على اكثرية نيابية امر صعب او مستحيل.... وبما اننا نعيش هذه الاجواء اليوم مع فشل هذا الثنائي في ادارة شؤون البلاد والاهتمام بامور امواطنين والعباد... عاد طرح هذا الشعار والمصطلح بقوة..

قال نائب الأمين العام لـ”حزب الله” نعيم قاسم، إنّ “حزب الله” غير مهتمّ بـ”معادلة الأكثرية والأقلية، ولا أعتقد أنّها ستكون معياراً كائناً من كان في الأكثرية وكائناً من كان في الأقلية”..

اما رئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) النائب محمد رعد، قال في 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أي قبل تصريح قاسم بنحو شهر: “إذا كان هناك من يراهن على انزلاقة من هنا أو تزوير انتخابات من هناك أو استغلال فرصة ربما تغير المشهد، نقول إنّ هذا البلد رهن إرادة أبنائه فقط، وتوافق أبناؤه على تسوية سياسية قوامها الديمقراطية التوافقية، والذي يريد أن يحكمنا غداً بأكثرية، عليه أن يدرك أنّ “الأكثرية التي حكمت لم تستطع أن تحكم”.

بناءً على هذه التصريحات نرى:

لا ضرورة لاجراء انتخابات نيابية اذ يكفي ان تقوم الاحزاب الاساسية باختيار من يمثلها في السلطة التشريعية

عدم اجراء استشارات نيابية اذ يكفي التداول بين قادة المكونات اللبنانية، الدينية او السياسية او الاثنين معاً لاختيار رئيس للجمهورية وكذلك رئيس لمجلس الوزراء

ولا ضرورة لاجراء استشارات نيابية ايضاً لاختيار الوزراء، وما ينطبق على اختيار الرؤوساء ينطبق على تعيين الوزراء...

لكن هنا لا بد من الوقوف على استنسابية حزب الله والثنائي الحاكم في تطبيق الميثاقية التوافقية، ومع رفضنا لهذا المفهوم وهذا المصطلح لعدم دستوريته وقانونيته... الا ان من حقنا ان نسأل...

لماذا لا يسري تطبيق هذا المفهوم على كافة نواحي الحياة اللبنانية من قبل هذا الفريق ام انه مصطلح لتعطيل الحياة السياسية والمؤسسات الدستورية عند الضرورة..؟؟

بناءً على ما يقوله حزب الله على لسان رئيس كتلته النيابية محمد رعد: (إنّ هذا البلد رهن إرادة أبنائه فقط، وتوافق أبناؤه على تسوية سياسية قوامها الديمقراطية التوافقية، والذي يريد أن يحكمنا غداً بأكثرية، عليه أن يدرك أنّ “الأكثرية التي حكمت لم تستطع أن تحكم”..).. بناءً على هذا المنطق .. نقدم الاسئلة التالية:

هل الانخراط في حرب اليمن باي شكلٍ من الاشكال عسكريا او اعلامياً او سياسياً واستقبال عناصر من ميليشيات الحوثي يخدم استقرار لبنان ووحدة ابنائه وسلامة اراضيه وعلاقاته العربية...؟ ويعتبر ميثاقي ..؟؟

هل التورط في صراعات العراق، توافق عليه اللبنانيون...؟؟

هل استقبال ما اطلق عليه المعارضة السعودية يمثل تطبيقاً نموذجياً للميثاقية التوافقية التي يجب على اللبنانيون الالتزام بتطبيقها عند كل استحقاق..

هل اجراء مؤتمر لمجموعة تقدم نفسها على انها معارضة بحرينية نابع من صلب مفهوم الميثاقية التوافقية وهل توافقنا كلبنانيين ان هناك معارضة بحرينية سواء تأييداً او معارضةً..

هل رفض قرار وزارة الداخلية اللبنانية والاصرار على اجراء المؤتمر او المهرجان عمل قانوني وميثاقي وتوافقي..؟؟

هل الانخراط في الحرب على الشعب السوري، توافق عليه ابناء هذا الوطن ..؟؟؟ ولماذا لا يحق لبعض مجموعات المعارضة السورية ان تقيم مؤتمراً في بيروت اسوة بالمعارضات الاخرى...؟؟؟ التزاماً بمفهوم الميثاقية التوافقية..؟؟ وغيرهم ايضاً..؟ المعارضة الايرانية مثلاً.؟؟

لماذا لا تتصرف الاجهزة الامنية مع من يقوم باستقبال هؤلاء الضيوف الذين لا نعرف كيف دخلوا ومن ادخلهم ومن اي معبر وخاصةً جهاز الامن العام المسؤول عن المعابر الشرعية ..؟؟؟؟؟ طبعاً المعابر غير الشرعية ليست من مسؤوليته..؟؟؟

الخلاصةً:

ان مفهوم ومصطلح الميثاقية التوافقية، هو مصطلح وهمي يستخدم لتعطيل الحياة السياسية في لبنان وارباك المؤسسات وتعطيلها عند الضرورة كما جرى مع تعطيل جلسات الحكومة مؤخراً تحت عنوان انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة... وهذا ما حاول الثنائي الحاكم ترسيخه منذ حكومة الرئيس السنيورة عام 2006.. وفشلوا ولكن في العهد القوي يتم كل شيء بقوة التعطيل وموافقة من يظن انه سوف يأتي رئيس الجمهورية...؟؟؟

انها الميثاقية الاستنسابية وليست التوافقية... لذا فإن خلاص لبنان لا يمكن ان يتم بوجود سلطة تتحكم بحياة اللبنانيين استنسابياً ولا تملك رؤية سياسية او مشروع اقتصادي او قدرة على اقامة علاقات عربية ودولية لخدمة مصالح الوطن والمواطنين....!!

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,425,582

عدد الزوار: 6,949,817

المتواجدون الآن: 73