ايران وروسيا يتبنيان المشروع الاستيطاني الصهيوني.. بالتوافق مع نظام الاسد..

الجمعة 27 آب 2021 - 7:26 ص     921     0

ايران وروسيا يتبنيان المشروع الاستيطاني الصهيوني.. بالتوافق مع نظام الاسد..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

من الواضح ان ايران وروسيا قد اعجبوا بسياسة الاستيطان الاسرائيلية في فلسطين المحتلة والتي تقوم على تهجير الفلسطينيين من اراضيهم ومنازلهم، ودفعهم للهجرة او اعادة السكن في مناطق تحددها لهم سلطة الاحتلال.. الى جانب هدم المنازل والاستيلاء على الاراضي.. بهدف تمليكها لمستوطنين اسرائيليين..كما يجري في الشيخ جراج ومختلف مدن وقرى الضفة الغربية... واضعاف القدرة الاقتصادية والمالية للمواطنين الفلسطينيين بهدف اجبارهم على بيع ممتلكاتهم ومغادرة وطنهم وارضهم..

إن هذا بالضبط ما يجري في سوريا، فقد استنسخت ايران وروسيا بالتعاون مع نظام الاسد هذا المشروع تحت عنوان دفع المعارضين لمغادرة قراهم ومدنهم.. واعلام هذا الفريق يتباهى بنشر التقارير والتصريحات والمفردات التي تترجم وتفسر لنا اهمية ما يجري لحماية استقرار النظام السوري الحالي، واعطائه جرعة استمرار اضافية ولو لمدة زمنية بسيطة على حساب الشعب السوري ومصالحه ريثما تتوسع بؤر الاستيطان الايرانية في سوريا وتتزايد الاستثمارات الروسية في الثروات السورية...

جريدة الاخبار ... نشرت ...استكمال اتفاق درعا: «الباصات الخضراء» نحو الشمال... كما سبق لجريدة الاخبار ان نشرت...قبلت فصائل درعا، قبل يومين، بـ«تطبيق بنود اتفاق ينصّ في مرحلته الأولى على ترحيل 10 من رافضي التسوية إلى الشمال السوري باتجاه معبر أبو الزندين في ريف حلب، فيما ينخرط البقيّة في تسويات جديدة مع الدولة السورية»، بحسب مصادر حكومية مطّلعة على مسار المفاوضات.

إن ما نراه ونسمعه ونقراه في اعلام محور ايران هو التشجيع على مزيد من هذه الممارسات المدانة والمستنكرة والتي تستهدف استقرار وحياة وحرية ومعتقد الشعب السوري.. لذا فما يجري في سوريا من تهجير واعادة توطين واجبار على النزوح والهجرة المفتوحة يذكرنا ببداية الهجمة الصهيونية على الاراضي الفلسطينية مطلع القرن الماضي.. وبالتالي نتوقف عند تطابق السلوك والممارسات والتصرفات من خلال النقاط التالية:

• إن المعارضة ممنوعة في سوريا والحريات لا مكان لها في ثقافة النظام السوري والمحتل الايراني – الروسي.. انه تحالف الديكتاتوريات...
• مواصلة الضغط الاقتصادي المتصاعد على ابناء الشعب السوري لحثه على البيع او المغادرة
• الاستيلاء على اراضي النازحين بسبب المعارك، او لمعارضتهم النظام الديكتاتوري، بذريعة توسيع الطرقات او انشاء مشاريع ترعاها ايران وادواتها الطائفية المذهبيةن او بسبب الغياب عن البلاد لفترة طويلة..
• إن التهجير واعادة التوطين تستهدف مكونات سورية محددة.. اهل السنة والجماعة، طائفة الموحدين الدروز، والمسيحيين، بهدف التلاعب بالتعداد الديموغرافي لسكان سوريا وتسهيل هيمنة حكم العائلة الحاكمة والخاضعة لسيطرة الحرس الثوري الايراني وروسيا..
• بناء مجمعات سكنية خاصة لاتباع ايران والسيطرة على مفاصل طرق ونقاط استراتيجية
• التلاعب بالاماكن الدينية من خلال زرع مقامات دينية وهمية او تدمير اماكن دينية تخص اهل السنة.. او الاستيلاء على اراضي اوقاف ومقامات دينية واعتبارها خاضعة لهم..
• المشهد الاضافي في سوريا والذي لم تمارسه الصهيونية العالمية هو عدم محاولة تغيير دين المواطنين الفلسطينيين، حيث تعمل آلة ايران الدينية على تشجيع المواطنين السوريين على تغيير دينهم الى التشيع مقابل مساعدات مالية، وهذا ما لم تفعله اسرائيل.
• اقامة احتفالات وطقوس لا علاقة للشعب السوري بها بهدف ادخال ثقافة التشيع الى نسيج وتربية الشعب السوري...

الخلاصة: الاحتلال الى زوال ..مهما طال الزمن.. دون شك.. كما واجه الشعب الفلسطيني الاحتلال الصهيوني لفلسطين سوف يواجه الشعب السوري الاحتلال الايراني – الروسي لارضه وممتلكاته وثرواته ومدنه وقراه... والابتهاج الايراني بخروج الولايات من افغانستان بعد عقدين من المواجهة، فيه دلالة على عدم وضوح الرؤية لدى القيادة الايرانية.. فكما خرجت الولايات المتحدة وقوات التحالف من افغانستان سوف تخرج ايران وروسيا من الاراضي السورية والمشهد نفسه سوف يتكرر .. واذا كان نصرالله يرى في خروج المتعاقدين الافغان من كابول مع الجيش الاميركي خروج للعملاء، كذلك سوف يتكرر المشهد عندما يخرج المتعاقدون عملاء ايران وروسيا من الاراضي السورية... وسائر الاراضي العربية..

وفي نفس الوقت نسأل حركة الجهاد الاسلامي وكافة الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع ايران، هل يقبلون بان يتعرض الشعب السوري للمعاناة نفسها التي تعرض لها الشعب الفلسطيني والتي نرفضها جميعاً ... من تهجير ونزوح وتشرد في المخيمات دون هوية او مستقبل واضح المعالم... وهل هناك شعب اكثر اهمية من شعبٍ أخر..؟؟؟؟