تضليل وتناقض اعلام محور طهران ....

تاريخ الإضافة السبت 10 تموز 2021 - 5:07 م    عدد الزيارات 1014    التعليقات 0

        

تضليل وتناقض اعلام محور طهران ....

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب..

افضل وسيلة للدفاع هي الهجوم.. تحت هذا الشعار تعمل الآلة الاعلامية والسياسية التابعة لمحور ايران في المنطقة وخاصةً في لبنان.. حيث يملك حزب الله القدرة على تحريك عدد من الوسائل الاعلامية كما امكانية التأثير على عدد آخر، واستخدام عدد من الاقلام الاعلامية التي تروج وتبشر وتفضح وتكشف وتعلن وتقدم كل مأ يلزم من قراءات وتحليلات تؤكد فيها انتصار ايران ومحورها وانهزام خصومها وتراجعهم.. من هذا المنطلق ومنذ سنوات والمواطن اللبناني بشكلٍ خاص والعربي والاسلامي بشكلٍ عام يقرأ عن انتصارات محور طهران، سياسياً ودينياً وعسكرياً، وعن انهزام كافة القوى الدولية والاقليمية امام صموده، حتى الولايات المتحدة تقف عاجزة وفاشلة امام قوة وصمود محور طهران وادواتها في منطقة الشرق الاوسط...بل ومتوسلة الوصول الى تسوية مع طهران التي ترفض بعزة وجبروت...!!

كذلك فإن هذا الاعلام مهمته تضليل جمهوره وارباك الجمهور الآخر، عبر اطلاق مواقف غير صحيحة بتاتاً يتم من خلالها تجاهل سياسات ومواقف اطلقها ومارسها محور طهران، وحزب الله اداة ايران في داخل لبنان، بحق الدول العربية وخاصةً الخليجية منها.. وتركت اثراً سلبياً على الواقع اللبناني اقتصادياً وسياسياً..!! ولكن بما ان محور ايران هو محور لا يخطيء ولا ينهزم ولا يتراجع لذا يجب ان يتحمل نتيجة فشل سياساته .. فريق آخر.. لذلك فقد كتب يحي دبوق في جريدة الاخبار مقالاً تحت عنوان ...

( «إسرائيل» لأصدقائها الخليجيّين: لا ترسلوا دولاراً واحداً للبنان.... تؤكد التسريبات العبرية أيضاً، الوازنة، أن تل أبيب تضغط على حلفائها في كل الاتجاهات، ومن بينهم أصدقائها في الخليج، كي تمنع أي مساعدة اقتصادية للبنان.)....

هذا الكلام يؤكد ان قادة هذا المحور لا يستطيعون الاعتراف بان سياساتهم ومواقفهم المعادية وانخراطهم في محور ديني يهدد الاستقرار والسلم الاهلي كما الاقليمي والدولي هو السبب فيما وصلنا اليه من انهيار اقتصادي في لبنان ومن عزلة سياسية .. لذا وبكل صفاقة يتهم اعلام محور ايران العرب بالرضوخ للمطالب الاسرائيلية بمنع المساعدة عن لبنان، وفي نفس الوقت يطلب قادة محور طهران الدعم العربي للبنان، خاصةً خلال خطاب نصرالله الاخير حين طلب حلفاء الدول العربية في لبنان بطلب تزويد لبنان بالوقود...واذا رفضت الدول العربية فهي متآمرة مع الكيان الغاصب لتهديد استقرار لبنان.. وهنا لا بد ان نتوقف مع مواقف معادية وعدائية اطلقتها ايران وحزب الله وكافة الادوات التابعة لايران والمنخرطة في محورها...ضد العرب والعالم العربي والاسلامي...

إذ مع كل خطاب يقدمه نصرالله على شاشات اعلام محور ايران لا بد من أن يتضمن عبارات وفقرات ومصطلحات تفيد التهجم على المملكة العربية السعودية، الى جانب شتم آل سعود... وهتاف الموت لآل سعود لا زال يتردد على ألسنة جمهور حزب الله خلال هذه الخطابات في تسجيلات كثيرة.. من الممكن الوصول اليها عبر الانترنت...

ولا يجب ان نتجاهل او ننسى الترويج للانقلابيين الحوثيين في اليمن وفتح الهواء الاعلامي ومنصات الكترونية وفضائية لهم من لبنان، للتهجم على الدول العربية وخاصةً المملكة العربية السعودية.. الى جانب دعم الحوثيين بالخبراء والمعدات والعتاد والسلاح لقصف مدن وقرى المملكة ... والتصريح علناً على ان المعركة هي مع العالم العربي والخليجي بشكلٍ واضح وصريح.. ودون اي تردد... اذا من المسؤول في هذه الحال عن وصول علاقة لبنان الى ما وصلت اليه من سوء وتردي وتراجع مع مختلف دول العالم العربي والاسلامي والمجتمع الدولي سوى سياسات حزب الله ومحور طهران العدائية والهجومية والاستفزازية..؟؟

كما ان من اهم الدوافع ايضاً هو فشل ايران في تقديم الدعم المالي والمادي وحتى السياسي للحلفاء وجمهورهم في لبنان وهذا يعتبر من الاسباب الموجبة لهذه الحملة..وكلنا يذكر مقولة نصرالله بان تمويل حزب الله وجمهوره هو من ايران، وان ايران طالما تملك (فلوس).. فإن حزب الله يملك (فلوس) وقد استعمل نصرالله هذا المصطلح... والان يبدو ان هذه الاموال قد تقلصت وتراجع ضخها... وبالتالي انعكس هذا الواقع سلباً على حزب الله وجمهوره وبيئته .. واصبح من الواجب بل من الضروري البحث عن وسيلة للخروج من دائرة الادانة بالتقصير والعجز، لذا يجب القاء اللوم على فريق آخر... فكان هذا المقال وسوف نرى ونقرأ ونسمع الكثير من هذا الكلام وهذه المفردات والمصطلحات في الايام المقبلة..

رغم ان اعلام المحور يقول أن محوره منتصر، وان الولايات المتحدة تتراجع وتنسحب، والعرب يرتجفون والعالم بأسره ينتظر مواقف طهران وقرارات الولي الفقية ومرشد الجمهورية، حتى يعرف كيف يقود مسيرته ويرسم مستقبله، الا ان رئيس تحرير جريدة الاخبار اطل علينا مستخدماً عبارات بالغة الحدة وبطلبٍ خطير يترتب عليه عواقب وخيمة جداً.. ومن المعلوم انه لا ينطق الا بما يوحي اليه شياطين السياسة في محور طهران، وهذا ما يؤكد شدة وخطورة الازمة التي يعيشها قادة هذا المحور، فقد كتب ابراهيم الامين في جريدة الاخبار تحت عنوان...

("قاطِعوا واطردوا سفراء الوصاية"... في حالة البلهاء شيا، والعنصرية غريو، ليس من علاج سوى الدعوة إلى التعامل معهما مثل أيّ مندوب لقوة احتلال وجب طرده.. لكنْ هل كل ذلك يسمح لممثلي الرجل الأبيض وأتباعهم من بعض عرب الخليج، ممارسة هذه الوقاحة في طريقة التعامل، من امتناع السفير السعودي عن الحضور، بينما كان يتفنّن في تعليم جماعة السيادة والحرية والاستقلال جلسة القرفصاء في خيمته؟ ثم كيف لهذا السفير أن يحترم دولة، وهو يرى الكنيسة المارونية تعود إلى دروس القرون الوسطى في خدمة البلاط مهما كانت هوية شاغله؟..)...

الخلاصة: المطلوب من جمهور وبيئة حزب الله محاسبة حزب الله على مواقفه السياسية التي تركت أثراً سلبياً على حياة اللبنانيين جميعاً دون استثناء، وادت الى حصار لبنان وعزله عن محيطه العربي، والدولين وتعزيز الانقسام النفسي والسياسي والاقتصادي والمالي وحتى الكياني مع باقي المكونات اللبنانية تحت مسميات مختلفة، وكذلك سؤال حزب الله وقياداته عن التمويل والدعم الايؤراني الموعود، الذي لم ير النور ليس في لبنان فقط بل على امتداد دول وشعوب المحور الذي يخضع للاحتلال الايراني... حيث تعاني شعوب هذه الدول بما فيها ايران التي يروج لنا بانها منتصرة وتعيش في قمة التطور العلمي، والراحة الاقتصادية والبحبوحة المالية، والقدرة العسكرية، من ازمات متشابهة تماماً ..نقص وشح في ...كل متطلبات الحياة الضرورية...من وقود، كهرباء، ماء، عبء التضخم المالي وانهيار سعر العملة الوطنية امام الدولار، وكذلك المعاناة من وجود ميليشيات منفلتة ومتفلتة، سلاح خارج الضبط والسلطات الشرعية.. وحدود غير منضبطة.. وصراعات دينية وعرقية واقليمية.. ومع ذلك يطل علينا نصرالله وفريقه للحديث عن ضرورة التوجه شرقاً...؟؟؟؟

اي مستقبل ينتظر هذا الكيان وباقي الدول الخاضعة لمحور لا يعرف سوى استخدام لغة التحريض وافتعال الصراعات وتجنيد المرتزقة للقتال هنا وهناك لصالح مشروع لم ينجح طوال اربعة عقود في تثبيت حضوره، واثبات نجاعنه وفعاليته، وبالتأكيد لن ينجح مستقبلاً ...

إنه محور التناقض في تقديم الادلة كما في تبرير الوقائع وتفسير الاحداث.. ومن يراجع مضمون الخطابات والمقالات واللقاءات التلفزيونية، ويقارنها بالواقع الحقيقي، ويشاهد الازمات المعيشية كما السياسية التي نعيشها ويعيشها شعوب المنطقة، يدرك حدة وشدة هذا التناقض، وان تلامذة الاعلام النازي لا زالوا يمارسون السياسة الاعلامية التي تسعى للتضليل والتبرير وليس للتوضيح والتوجيه والارشاد..؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,156,006

عدد الزوار: 6,757,693

المتواجدون الآن: 119