قراءة في نتائج وتداعيات الحرب على غزة ....

تاريخ الإضافة الأحد 23 أيار 2021 - 1:44 م    عدد الزيارات 1530    التعليقات 0

        

قراءة في نتائج وتداعيات الحرب على غزة ....

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات....حسان القطب...

بداية يمكن القول ان الحرب على غزة اثمرت انخراطاً مصرياً كاملاً في البحث عن الحل وصولاً الى تثبيت الهدنة، ومن ثم الى ان يصبح ملف ازمة غزة، من الحصار الذي طال امده، الى تثبيت وقف اطلاق النار، وتحريك العملية السياسية، مسؤولية مصرية بالكامل، ولكن بموافقة دولية ورعاية عربية ورغبة اسرائيلية...

الاسباب ....كيف وصل الحال الى هذه المرحلة...؟؟؟

شعر المجتمع الدولي انه لا يمكن الاستمرار في حصار قطاع غزة، الى ما لا نهاية، واندلاع مواجهات بين الحين والآخر...

كما لا يمكن ان يبقى واقع الانقسام السياسي الفلسطيني دون افق حل، بعد تعطيل الانتخابات التشريعية والرئاسية الفلسطينية،

الانقسامات العميقة داخل حركة فتح وتشظي الحركة الى مراكز قوى متناحرة ومتخاصمة، وبالتالي انعكاس هذا الانقسام على منظمة التحرير الفلسطينية، مما يترك الساحة للقوى الاسلامية (حماس)

غياب او انعدام وجود شخصية فلسطينية قيادية جامعة قد يلتف حولها الشعب الفلسطيني

لا يمكن تجاهل ترهل وحتى شبه اندثار تأثير القوى والتنظيمات والفصائل الفلسطينية الاخرى على الساحة الفلسطينية في الداخل والخارج

تعاظم حضور ودور القوى والحركات الاسلامية على الساحة الفلسطينية مع وضوح مسارها وشعاراتها

عدم جدوى سياسة الاغتيالات الاسرائيلية للقيادات الفلسطينية التي اثبتت عقمها وتأثيرها مع ارتفاع مستوى الوعي السياسي والثقافي والامني والعسكري لدى المجتمع الفلسطيني.. بحيث ان غياب اية شخصية قيادية يتم استبدالها بسرعة وتتغير معها الخطط والاستراتيجيات..وتدور معها عجلة المواجهات من جديد وباساليب مختلفة

ارتفاع منسوب التطرف لدى المجتمع الاسرائيلي وممارساته الاستفزازية المدعومة من السلطة الاسرائيلية، وبالتالي اندلاع مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين في مختلف ارجاء فلسطين كردة فعل على هذه الممارسات

تباطؤ تشكيل حكومة اسرائيلية قادرة على اتخاذ قرارات جدية ومسؤولة والانخراط في مفاوضات تقود للتسوية مع عدم حصول اي فريق سياسي على اكثرية نيابية تفسح له الطريق لقيادة الكيان الى حوار بناء

استغلال الاحزاب الاسرائيلية المتنافسة للتطرف اليهودي للحصول على اصوات انتخابية على حساب استهداف المواطنين الفلسطيني في مختلف انحاء فلسطين..

محاولة ايران الاستثمار في الواقع الفلسطيني لاعادة انتاج حضورها على الساحة العربية من بوابة القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية التي تجمع الامة العربية والاسلامية وتربك من لا ينخرط في تفاصيلها ..

اعلان ايران اكثر من مرة بالمباشر وعلى لسان نصرالله ان محور ايران او طهران ممتد من طهران وصولاً الى غزة، وان معركته واحدة... في حال تم استهداف اي فريق او مكون من مكوناته.. وفي اية دولة او ساحة...

في النتائج والتداعيات..

منذ انطلاق هذه الحرب، لم يكن الهدف تغيير المعادلات العسكرية، لذلك كان القصف المؤلم والمؤذي والمرهق .. لاستثمار نتائجه في التسوية السياسية او على الاقل في تفاصيل الهدنة المفترضة...

كان الحديث في البداية عن قرار يصدر عن مجلس الامن لوقف اطلاق النار وتحديد مسار مستقبلي للعلاقة بين فصائل غزة والكيان الاسرائيلي.. لكن الولايات المتحدة عطلت اصدار اي قرار عن مجلس الامن رغم عدة محاولات اوروبية وعربية ودولية..

أشاد بايدن بجهود مصر لإقناع الفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق النار، مؤكداً أن دورها جدير بالثناء. .. بناءً على هذا التصريح تبين فيما بعد ان التعطيل لقرار مجلس الامن، كان افساحاً في الوقت لبلورة مبادرة مصرية بعد دراسة بنودها او ترتيب تفاصيلها بالتوافق مع او بين القوى الاساسية، والتي لم تعلن حتى الان تفاصيلها بعد... ولكن مجرد اعلان مصر انها قد خصصت مبلغ نصف مليار دولار لاعادة اعمار غزة وهي الدولة التي تعاني مالياً، يؤكد ان الدور المصري المقبل سواء السياسي أو الامني، قد تم ترتيب مدخل انساني له يتمثل في اعادة بناء ما هدمته الالة العسكرية الاسرائيلية وهذا يعتبر اولوية..بالنسبة لابناء غزة والشعب الفلسطيني..

  1. قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن بلاده تتشاور مع «الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني) والشركاء الدوليين والرباعية الدولية وعبر الأطر المختلفة»، مضيفاً أنه ومع تركيز بلاده راهناً على «تثبيت الهدنة وفتح قنوات التواصل مع الجانبين، فإنه من الوارد جداً أن تستضيف القاهرة مستقبلاً جولة تفاوضية بين الجانبين».
  2. وضع الرئيس الأميركي جو بايدن ما يمكن اعتباره ملامح أولية لسياسة سيعتمدها في محاولة لإعادة الفلسطينيين والإسرائيليين إلى طاولة المفاوضات، انطلاقاً من وقف إطلاق النار في غزة، على أساس حل الدولتين لأنه الخيار «الوحيد» للتسوية وإنشاء دولة فلسطينية، معتبراً أن «لا سلام» من دون الإقرار بإسرائيل «دولة يهودية».
  3. نقلت وكالة "رويترز" عن "مصدر مطلع" قوله اليوم السبت، إن وزير الخارجية الأميركي بلينكن سيزور إسرائيل والضفة الغربية يومي الأربعاء والخميس في إطار جهود واشنطن لترسيخ التهدئة في غزة.

في الخلاصة: يمكن القول هنا بناءً على هذه المعطيات، ان مستقبل غزة اصبح بين يدي مصر المدعومة عربياً ودولياً وبقبول اسرائيلي، وان على الفصائل الفلسطينية وخاصةً حماس التي تعاظم دورها عقب صمودها في معركة غزة الاخيرة، ان تحسن التعامل مع المسار السياسي المصري الذي يتحمل مسؤولية الحفاظ على التهدئة والبحث عن حل وفك الحصار عن غزة، وان لا ينجرف الي صدام مع مصر مهما كانت الاسباب حتى لا يتحول الصراع في غزة، من صراع مع احتلال اسرائيلي، الى صراع عربي – عربي... او صراع فلسطيني – مصري... ويمكن هنا الاشارة الى ما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج اسماعيل هنية من اشادة بالدور المصري الذي انطلق مبكراً للعمل على وقف العدوان والتركيز على اعادة البناء..؟؟؟؟

كما يمكن الاضاءة على ان محور ايران الممتد من طهران الى غزة، قد خسر ساحة وجبهة غزة بالفعل، بعد دخولها مرحلة وقف اطلاق النار، بسبب احتضان ورعاية المجتمع العربي والدولي لتسوية تخرج غزة من الوصاية الايرانية ومن حالة الصراع المستمر الى حالة البحث عن حل مستمر ومستقر... وبسبب تلكؤ حلفاء ايران في المنطقة وخاصةً في لبنان من التضامن الفعلي مع غزة خلال الحرب، حيث اكتفت الفصائل المؤيدة لايران باصدار البيانات ورعاية مظاهرات شعبية استعراضية واقامة ندوات ولقاءات تضامنية في حين ان الصواريخ كانت تتساقط على غزة بدون حساب تاركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى ودمار بالغ في البنية التحتية والاملاك الخاصة والعامة في قطاع غزة..

محور ايران في المنطقة برسم التفكيك واول الغيث عزل او اقتطاع غزة من هذا المحور... فمن يكون التالي..؟؟؟؟

كما ان اسرائيل بدات تدرك ان الواقع الفلسطيني اليوم مختلف تماماً عما كان عليه في السابق، وان وحدة الساحة الفلسطينية الشعبية قبل السياسية اصبحت اكثر متانة ووضحاً وفهماً وتماسكاً وقوةً لا يمكن ارهابها بعد اليوم ببعض الممارسات الامنية او الاستعراضات الارهابية التي يقوم بها بعض المستوطنين الارهابيين...؟؟؟

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,050,551

عدد الزوار: 6,749,951

المتواجدون الآن: 104