قراءة وخلاصات في تداعيات الاتفاق الصيني – الايراني..

تاريخ الإضافة الأحد 28 آذار 2021 - 9:23 م    عدد الزيارات 1382    التعليقات 0

        

قراءة وخلاصات في تداعيات الاتفاق الصيني – الايراني..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

مفاوضات انطلقت منذ سنوات بين الصين وايران لترتيب العلاقات والتعاون الاقتصادي والامني فيما بينهما...واخيراً تم اتفاقية تعاون استراتيجي مدتها 25 عاماً بين الفريقين... ووقع «اتفاقية التعاون الاستراتيجي لمدة 25 عاما» والتي لم تنشر تفاصيلها بعد، وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ونظيره الصيني وانغ يي الذي يزور طهران. ولكن كما هو معلوم فإن الاتفاقية سوف تركز على «الأبعاد الاقتصادية التي تعد المحور الأساس لها ومشاركة إيران في مشروع (الحزام والطريق)»، الخطة الصينية الضخمة لإقامة مشاريع بنى تحتية تعزز علاقات بكين التجارية مع آسيا وأوروبا وأفريقيا. الاتفاقية بأهمية بمكان من حيث اسبابها ومضمونها واهميتها وتداعياتها على ايران كما على منطقة الخليج والشرق الاوسط برمته... خاصةً ان اعلام ايران ومحوره ادان التعاون الاقتصادي والامني السعودي مع الولايات المتحدة ابان زيارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب الى المملكة مع مطلع عهده..

لذا لا بد من التوقف عند بعض مضمونها...

  • اعتبر اعلام ايران ومن يدور في فلكها ان التوقيع على عقود تمتد لمدة عقد من الزمن، ترفع من حجم التبادل والتعاون التجاري والامني السعودي مع الولايات المتحدة الى مبلغ يتجاوز 400 مليار دولار بمثابة اتاوة وابتزاز اميركي للمملكة.. في حين ان القراءات والاستدلالات التي يقدمها الاعلام نفسه لعقد التعاون الاستراتيجي بين الصين وايران، بقيمة 450 مليار دولار، تركز على الاشادة بقدرة ايران وحنكتها الدبلوماسية، وان الاتفاقية تمثل خارطة طريق للخروج من اطار الحصار الاميركي...؟؟ هنا يمكن القول ان اعلام ايران ومؤيديها مهمته تضليل الراي العام واعطاء قراءات تحمي النظام وتغطي ضعفه وعجزه..؟؟
  • اعتبر روحاني ان الاتفاق بين البلدين يتضمن مكافحة الإرهاب والتطرف، ربما رئيس ايران ومرشدها لا يعنيهم ما تقوم به الصين من اعمال ارهابية بحق الاقلية المسلمة في الصين (الايغور)... كما يمكن ان نفهم من هذا الاتفاق بين البلدين، وما جرى سابقاً وما زال من تعاون بين طهران مع موسكو في الحرب على الشعب السوري، يفيد بأن طهران مستعدة للتعاون مع الدول الديكتاتورية، وذات الانظمة التي تضطهد المسلمين في بلادها كما في الخارج...تحت مسمى مكافحة الارهاب والتطرف..؟؟؟
  • إن الحديث عن استثمارات بحوالي 400 مليار دولار أميركي وامتيازات للصين وشركاتها في البنية التحتية والتجارة والمجال العسكري والموانئ والمطارات، قد دفع شخصيات إيرانية تنتقد الاتفاق من بينها الرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد. وهذا يدل بوضوح على حاجة البنية التحتية الايرانية الى التطوير واعادة البناء، كما ويؤكد ان البيانات الايرانية التي سبق ان تحدثت عن تحقيق الاكتفاء الذاتي وحجم تطور قطاع الصناعة الايرانية في مختلف القطاعات بما فيها قطاع النفط والغاز كان مبالغاً فيه وربما غير صحيح بالمطلق.. خاصةً وان تقرير «أويل برايس دوت كوم» اشار الى «إن أحد العناصر السرية للصفقة الموقعة العام الماضي هو أن الصين ستستثمر 280 مليار دولار أميركي في تطوير قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في إيران.
  • التعاون العسكري الصيني مع ايران سيؤدي حتما الى تواجد عسكري صيني في ايران.. من ناحية وجود مستشارين صينيين ومعدات عسكرية صينية، وهذا ما سوف يجعل من ايران تحت الهيمنة العسكرية كما الاقتصادية الصينية...
  • إن اي خلاف صيني – ايراني مستقبلاً... سيجعل من المستحيل على ايران التخلي عن الاستثمارات الصينية، كما ان التواجد العسكري الصيني على الاراضي الايرانية، سيكون عاملاً حاسماً في حماية هذه الاستثمارات من اية ممارسات او سياسات وقرارات ايرانية غير محسوبة او غير مقبولة..؟؟؟

لا بد من الوقوف على ما سبق هذه الاتفاقية من تطورات سياسية في المنطقة...

  • الاستثمار الاجنبي بحاجة لاستقرار سياسي وقوانين محليه تحميه من الاستيلاء او التاميم او التعطيل.. لذا لم تكن الصين لتوقع على تعاون اقتصادي او عسكري وضخ مئات المليارات في الاقتصاد الايراني لو كان لديها اي الصين شك بان ايران مقبلة على صراع مسلح، مما يعني ان الاستقرار هو مستقبل منطقة الخليج العربي، مع وضع ايران تحت الهيمنة الصينية... وان استقرار النظام الايراني حتى داخلياً اصبح مسألة امن قومي صيني لحماية مليارات الاستثمارات والمصالح الصينية في ايران... فأين اصبحت استقلالية الجمهورية الاسلامية وشعارات الخميني .. (لا شرقية ولا غربية)...؟؟؟؟
  • بعد الهيمنة العسكرية الروسية على جزء اساسي من سوريا وخاصةً دمشق ومركز القرار فيها..تزايد الاهتمام الروسي باستقرار سوريا السياسي والعمل على معالجة الرفض الدولي والعربي لبقاء بشار الاسد في قصر المهاجرين، كما برز التوجه الروسي في دفع ايران الى مغادرة سوريا.. وكذلك الميليشيات المتطرفة التابعة لها... ومنها ميليشيات حزب الله التي تم تصنيفها دولياُ ارهابية... وتم ابلاغها بضرورة المغادرة من سوريا وتسهيل تشكيل حكومة لبنانية جديدة خلال زيارة وفد ميليشيا حزب الله الى موسكو...
  • بعد تشكيل حكومة الكاظمي تم تحجيم دور الميليشيات المؤيدة لايران في العراق، واطلاق الصواريخ بين الحين والاخر على القواعد الاميركية هي دعوة للحوار وليس اعلان حزب .. والرد الاميركي كان في تعزيز تواجد قوات حلف الاطلسي في العراق..
  • توقيت اطلاق المبادرة السعودية لاحلال السلام في اليمن، كان لافتاً كونه كان متزامناً مع التطورات السياسية في المنطقة.. ورفض الحوثي لها كان خطوة ناقصة تدل على ان ايران تحاول استغلال ميليشياتها وادواتها في المنطقة الى الحد الاقصى.. خاصةً وان المبادرو السعودية تعطي الحوثي فرصة ليكون فريقاً يمنياً وطنياً وليس ميليشيا تابعة للحرس الثوري الايراني..
  • مؤخراً برزت سياسة تركية جديدة تقوم على اعادة ترتيب العلاقات السياسية والاقتصادية مع الولايات المتحدة واوروبا، والدول العربية وخاصةً مصر ودول الخليج العربي، ومباشرتها الانسحاب من ليبيا، بناءً على رغبة اميركية – اوروبية.. يدل على رغبة تركية في العودة الى محورها الطبيعي...
  • تطبيع العلاقات بين دول عربية عديدة واسرائيل وفتح الاجواء العربية امام حركة الملاحة الاسرائيلية والمشاركة في مناورات جوية متعددة في شرق المتوسط كما في الخليج العربي وبحر عمان لا يمكن تجاهله ابداً..

الخلاصة:

إن من الواضح ان ايران بتوقيعها الاتفاق الاستراتيجي مع الصين كما اطلقت عليه، قد اصبحت تحت وصاية ورعاية صينية مالياً وعسكرياً كما هو الحال في سوريا التي تهيمن عليها روسيا، والعراق الذي يتطور استقراره بالتعاون مع الولايات المتحدة وعودة تركيا الى محورها الطبيعي، يجعل المنطقة مقبلة وخلال المدى المنظور على مستقبل مختلف تماماُ عما هو عليه الحال الان...

وكما اشرنا سابقاً فإن الاستثمار الاقتصادي لا بد ان يسبقه استقرار سياسي وامني، والعمل على انهاء الصراعات في المنطقة...

وبما ان التعاون الاقتصادي يكون بين دول مستقرة وليس مع ميليشيات ومجموعات مسلحة وقوى مهيمنة تدير فوضى امنية... لا تملك رؤية سياسية او فهم اقتصادي او قدرة على ادارة السلطة كما هو الحال في لبنان، وفي سواه من دول تهيمن عليها ميليشيات ايران.... فإن المستقبل القريب قد يكشف ان ايران قد بدات التفاوض على استقرار نظامها والتنازل بل والتراجع عن كثير من مطالبها وطموحاتها في الملفات النووية والصواريخ الباليستية والتخلي عن احتضان ورعاية الميليشيات المؤيدة لها في مختلف الدول ومن بينها لبنان...بعد ان استنفذت قدراتها واستهلكت طاقاتها وانتهى دورها في حماية نظام طهران من السقوط او الانهيار...

ويبقى السؤال الاخير هلى يستطيع الحرس الثوري التعايش مع وجود قوى صينية مسلحة على الاراضي الايرانية..؟؟

ويمكن ان نقدم السؤال بشكلٍ آخر هل ترضى الصين بوجود الحرس الثوري الايراني الى جانب الجيش الايراني النظامي...؟؟

وما هو موقف موسكو من التمدد الصيني الى مياه الخليج العربي، والحدود الايرانية مع ارمينيا واذربيجان ومياه بحر قزوين..؟؟؟؟

إن من المعلوم ان التعاون الصيني – الاسرائيلي بالغ الاهمية في مجالات صناعية مخالفة وخاصةً الالكترونية منها..، وكذلك في ميدان الزراعة حيث تقدم اسرائيل خبراتها للدولة الصينية لتطوير القطاع الزراعي.. لذلك فإن الخلاف الايراني مع اسرائيل لن يستمر، بكل تأكيد... وهنا اين يصبح مصير فيلق القدس والتعاون الايراني مع التنظيمات الفلسطينية... وشعارات تحرير فلسطين وشعار زحفاً زحفاً حتى القدس..؟؟؟

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,769,751

عدد الزوار: 6,914,088

المتواجدون الآن: 117