محور ايران يخاطب الولايات المتحدة بمنطق ديني...

تاريخ الإضافة الأحد 24 كانون الثاني 2021 - 7:02 ص    عدد الزيارات 1097    التعليقات 0

        

محور ايران يخاطب الولايات المتحدة بمنطق ديني...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

بما ان نظام ايران هو نظام ديني طائفي يقوم على اسس ومسلمات الفكر الديني الذي يخدم التوجهات السياسية العقائدية لهذا النظام في ايران والمنطقة، فإنه يرى العالم على ساكلته ويخاطب الدول انطلاقاً من فكره ومنطقه، ظنأ منه ان نظام ايران هو محور الكون سياسياً وفكراً وعقائدياً...

لذا وبما ان الرئيس الاميركي جون بايدن، هو كاثوليكي، فقد استدعى هذا المحور مؤسسات دينية كاثوليكية لمخاطبته ...باعتبار ان بايدن الكاثوليكي سوف يتصرف كما يتصرف اتباع ايران ومحورها بناءً على توجيهات دينية تهبط عليهم من مواقع دينية عليا... وبناءً عليه فقد نشر اليوم هذا البيان....

(مجلس كنائس الشرق ومرجعيات دينية في رسالة لبايدن: نطالب برفع العقوبات عن دمشق

روسيا اليوم...المصدر: "سانا".... دعا مجلس كنائس الشرق ورؤساء كنائس ومرجعيات دينية، الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "إلغاء الإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري، والتي تزيد من معاناته". وقال المجلس ورؤساء الكنائس وفعاليات دينية في رسالة إلى بايدن بمناسبة توليه منصب الرئاسة: "مرة جديدة ودفاعا عن حقوق الإنسان وكرامته الإنسانية يجدد مجلس كنائس الشرق الأوسط نداءه لإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على الشعب السوري والتي تمعن أكثر وأكثر في انتهاك حقه بالعيش بكرامة وتنذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في المنطقة". وطالبت الرسالة بـ"العمل فورا على إلغاء العقوبات الاقتصادية التي يرزح تحتها الشعب السوري منذ سنوات في ظل ظروف حياتية صعبة وأزمات اقتصادية واجتماعية وصحية تتفاقم يوميا ولا سيما مع جائحة فيروس كورونا وتداعياتها الكارثية".."...)...

لا يمكن ان نلوم هذه المرجعيات الدينية على بيانها فهي قد تكون مجبرة على اصداره تحت ضغط سياسي من النظام الفاشي في سوريا وبتأثير الميليشيات الايرانية في سوريا والمنطقة طبعاً وبتوجيهات ايرانية لا يمكن ان نتجاهلها...ونتمنى ان لا يتوجه احد الى هذه المرجعيات بالنقد والاستنكار والادانة...فهذا المحور يبدو انه قاصر عن فهم الانظمة التي تحكم دول العالم وخاصةً الولايات المتحدة التي تقوم على احترام مؤسساتها الدستورية والالتزام بديمقراطيتها، وحماية مصالحها في داخل الولايات المتحدة كما في خارجها... ولو اختلفنا معها في كثير من مواقفها وقراراتها وسياساتها.... ولكنه نظام يحتكم للمؤسسات والنصوص الدستورية وليس للتوجيهات والارشادات الدينية..؟؟؟

ولكن كما يبدو هذا المحور يريد ان يأخذ العالم الى منطق الصراع الديني والمواجهات الدينية، وخاصةً بين شعوب المنطقة ...فهذا البيان الموجه لرئيس الولايات المتحدة من مرجعيات دينية... لم يلحظ تهجير اكثر من عشرة ملايين سوري وتدمير عشرات المدن والقرى ومئات آلاف المعتقلين والمفقودين... من ابناء الشعب السوري والتغيير الديمغرافي وتشكيل ميليشيات جديدة لخدمة سياسات طهران في المنطقة وجعل سوريا ساحة صراع داخلي وخارجي... وعمليات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي تمارسه ميليشيات ايران والجيش الروسي وعصابات محلية بتوجيهات سورية رسمية... وان سبب الازمة هو النظام الفاسد وليس العقوبات..؟؟

لذا فإن الهدف من هذا البيان هو استدعاء رد فعل عنيف من قوى دينية اخرى وهذا ما لا نتمناه...ترى في هذا البيان انحيازأ للجلاد على حساب الضحية وتجاهلاً لمعاناة شعب سوريا الحقيقية والتي هي الديكتاتورية الحاكمة والنظام الجمهوري في الشكل الملكي في المضمون، مع عملية التوريث تحت سقف الدستور، المركب على قياس عائلة وطائفة ... والنظام العلماني في الشكل ولكن المذهبي في المضمون، خاصةً مع اعتراف ايران بانها تدعم الميليشيات الطائفية المذهبية في سوريا والمنطقة باسرها لخدمة سياساتها الخارجية... فقد أقر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بتمويل بلاده للميليشيات الموالية لها في المنطقة، مبررا ذلك بأنه "إنفاق من أجل السياسة الخارجية". وردا على سؤال حول تصريحات محمود الزهار، القيادي في حركة "حماس" الفلسطينية الموالية لطهران، الذي أكد تسلمه حقائب تحمل 22 مليون دولار من المساعدات من قائد فيلق القدس السابق بالحرس الثوري الإيراني، قال ظريف في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" الإيرانية بث مقطع منها اليوم الخميس على تويتر: "ننفق دائمًا من أجل السياسة الخارجية"....

هذا المحور الديني الايراني القائم على اعادة انتاج وقائع تاريخية واستحضارها في كل مفاصل حياتنا لن ينجح في الهيمنة والسيطرة وسوف يفشل، لأن التحايل ولعب دور المظلومية في حين انه يمارس كل اشكال الظلم والقهر والاجرام بحق شعوب المنطقة والوقوف الى جانب الظالمين وقهر المظلومين بشكل يناقض كل الثوابت التي يتغنى بتبنيها ويعلن التزامه بها... وسياسة التلاعب بالعلاقات بين الطوائف والمذاهب وتعميق الخلافات فيما بينها وجذبها الى صراعات دينية لن تنجح...

كما يجب الاشارة الى أن الاستعانة بالمرجعيات الدينية لاستدرار العطف وتخفيف العقوبات وحماية منظومة ومحور ونظام فاسد باعتراف مؤيديه واتباعه، يكشف عجز قوى هذا المحور عن الاستمرار في المواجهة، بل ويؤكد انها تسعى وتبحث عن اي مخرج قد يؤدي الى خلاصها مما تعانيه... من فشل وهزائم ...على كافة المستويات...

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,045,790

عدد الزوار: 6,749,504

المتواجدون الآن: 105