كيف ستقدم ايران تفسيرها لما اصاب منشآتها من تخريب...؟؟ وكيف ستكون ردة فعلها..؟؟

تاريخ الإضافة الإثنين 6 تموز 2020 - 7:28 م    عدد الزيارات 1643    التعليقات 0

        

كيف ستقدم ايران تفسيرها لما اصاب منشآتها من تخريب...؟؟ وكيف ستكون ردة فعلها..؟؟

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.... حسان القطب...

تتابعت الحوادث التي اصابت المنشآت الايرانية الحساسة سواء كانت نووية او ذات طابع امني وخدماتي استراتيجي، والملفت انها جرت خلال ايام قليلة متتالية ومتتابعة، مما أثار الكثير من التساؤلات والمزيد من علامات الاستفهام حول من يكون وراء هذه الحوادث الخطيرة، وما الهدف منها وما هي تداعياتها على الامن القومي الايراني .. وهذا ما يضع ايران امام خيارات صعبة ومصيرية ايضاً....

جريدة الاخبار اللبنانية المؤيدة لايران نشرت يوم الجمعة ا3/7/2020، تحليلاً تحت عنوان انفجار نطنز: "شكوك حول هجوم إسرائيلي سيبراني... بعد انفجارات متتالية في عدد من مدن إيرانية، هزّ انفجار حصل في مستودع في مجمّع نطنز النووي...التحليلات في وسائل الإعلام الإيرانية أشارت إلى أن ما حصل قد يدخل في سياق الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل. وأوردت وكالة «إرنا» مقالاً يُحذّر من احتمالية «عبور دول معادية لخطوط إيران الحمراء»، وعليه «يجب البدء بإعادة النظر في استراتيجيّة إيران لمواجهة الوضع الجديد بشكل أساسي». هذا في الإعلام، أما على الصعيد الرسمي، فقد قال رئيس الدفاع المدني الإيراني غلام رضا جلالي إن إيران سترد على أي دولة تنفذ هجمات إلكترونية على مواقعها النووية، معتبراً ذلك من ضمن قوة الدفاع في البلاد، وأكد أنه «إذا استُهدفت بلادنا بهجوم إلكتروني فسنرد»....".... وبناءً على هذا فقد نشر في طهران... أمير موسوي .... مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والعلاقات الدولي ودبلوماسي ايراني سابق تغريدة على تويتر، قال فيها....."أسباب الحرائق الأربعة الأخيرة (پارتشین،المرکز الطبی بطهران،نطنز وکهرباءالاهواز) تدرس حاليا بدقة في أروقة مجلس الأمن الوطني الإيراني وإذا ثبت تورط الكيان الصهيوني أو إحدى الدول العربية بذلك كما أشارت بعض التقارير فالأمور ستتجه نحو إجراءات تأدبية مهمة وقوية وسريعة والأوامر قد صدرت......"....

من ناحية اخرى فقد أكد رئيس السلطة القضائية في إيران، إبراهيم رئيسي، متابعة التحقيق في حادثتي مجمع نطنز النووي الذي تعرض لتفجير الخميس الماضي، ومستوصف سينا أطهر، مشددا على ضرورة محاسبة المقصرين، وقال رئيسي إنه وجه المنظمة القضائية في القوات المسلحة ومنظمة التفتيش والنيابة بأن يحاسبوا وفقاً للقانون المديرين الذين لم يقوموا بمسؤولياتهم. وقد أقرت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بوقوع خسائر كبيرة في موقع "نطنز". كما زعم كمالوندي أن السلطات الأمنية في البلاد تعرف سبب الحادث، لكنها لا تنوي الحديث عنه في الوقت الراهن بسبب مخاوف أمنية، مضيفاً أن ما سمّاها المعدات في هذه المنشأة كانت معدات قياس وأجهزة دقيقة، وتم تدمير جزء منها فيما تلف جزء آخر نتيجة الحادث. وكشف أن "الحادث قد يتسبب في حدوث تأخيرات في تطوير وإنتاج الآلات المتطورة". أما صالحي فقال إنه تم بحث السيناريوهات المختلفة لحادث نطنز، وأكد أن نتائج التحقيق سيتم الإعلان عنها قريبًا. وقال صالحي: "قامت فرق خبراء من مختلف إدارات الأمن والاستخبارات بدراسة كافة الجوانب، وقد حدد المجلس الأعلى للأمن القومي سبب الحادث، ولكن لم يتم الإعلان عنه لأسباب أمنية". مع ذلك لم يستبعد رئيس منظمة الدفاع المدني الإيراني، غلام رضا جلالي، حدوث ما سمّاه "عملاً تخريبياً" من قبل مجموعات المعارضة أو "هجوما سيبرانيا" ضد المنشآت الإيرانية.

لا بد ان تعلن ايران ما هي نتيجة التحقيقات التي سوف تجريها وهذا ما يجعلها امام خيارات صعبة بناءً على ما سوف تعلن عنه من نتائج... فما هي الاحتمالات:

  • في حال وصلت التحقيقات الى نتيجة مفادها ان ما جرى هو نتيجة سوء ادارة واخطاء بشرية بسبب الاهمال او الى غيرها من الاسباب ذات الطبيعة الادارية، وهذا يذكرنا باسقاط الطائرة الاوكرانية وسقوط ضحايا من جنسيات مختلفة او باغراق بارجة ايرانية بنيران ايرانية صديقة خلال مناورات مشتركة بين بحرية الجيش الايراني وبحرية الحرس الثوري...في حال الاعلان عن هذه النتيجة فهذا معناه ان ايران ومؤسساتها النووية غير مؤهلة لادارة منشآت نووية على درجة عالية من الخطورة لما في ذلك من خطر وجودي على الشعب الايراني ودول الخليج العربي عموماً... في حال تكررت الاخطاء او تفاقمت المشاكل بشكل اكثر خطورة...
  • الاحتمال الثاني وهو ان تصل التحقيقات الى نتيجة تفيد بان تخريب قد وقع من داخل المنشآت وعلى يد عملاء محليين، "فقد أعلنت مجموعة إيرانية سرية تطلق على نفسها اسم "نمور الوطن" مسؤوليتها عن التفجير الذي حدث في موقع نطنز النووي، بالقرب من مدينة أصفهان بوسط إيران، وذكر القسم الفارسي لإذاعة "بي. بي. سي" البريطانية، أنه تلقى قبل ساعات من إعلان أول خبر عن الانفجار في نطنز بياناً عبر البريد الإلكتروني يفيد بتنفيذ "عمليات" في الساعة الثانية من فجر اليوم الخميس في منشأة نطنز وموقع نووي آخر في مدينة كاشان، في محافظة أصفهان أيضاً. وقالت الإذاعة إن المجموعة، التي أطلقت على نفسها "نمور الوطن"، تبنت العملية حيث زعمت بأن لها عناصر يعملون داخل أجهزة الأمن والاستخبارات الإيرانية...".. في حال ثبت ان التفجيرات تسبب بها افراد كم المعارضة الايرانية، فهذا يعني ان الاجراءات الامنية الايرانية غير مناسبة ولا تصل الى المستوى المناسب لحماية منشآت حساسة بهذه الاهمية الاستراتيجية والقومية...وهذا تقصير بالغ الخطورة ويسمح لاعداء ومعارضي الجمهورية الايرانية بتهديد امنها من الداخل..
  • الاحتمال الثالث الذي قد يصل اليه التحقيق وهو ان تتاكد الاجهزة الامنية الايرانية بأن اسرائيل او دول اخرى تقف وراء استهداف هذه المنشآت النووية وغيرها من المنشآت الحساسة...هذا الاعلان في حال صدوره يجعل من ايران في حالة مواجهة مباشرة مع الجهة التي سوف يتم تسميتها... وما نشره امير موسوي يفيد بهذا التوجه ...والتلميحات الاعلامية وشبه الرسمية الاسرائيلية التي صدرت كثيرة، حول امكانية او احتمال تورط اسرائيل في استهداف هذه المنشآت وتعطيل عملها واعادة عقارب الساعة الى الوراء في المشروع النووي الايراني..الرد الايراني العسكري سوف يضعها في مواجهة مباشرة وفي حربٍ مفتوحة قد لا تكون لصالحها وعدم الرد سوف يقضي على هيبة ايران في المنطقة ويزعزع ثقة قوى وميليشيات محورها بقدرة ايران على ادارة الصراع ومواجهة خصومها عسكرياً..؟؟

في الخلاصة يمكن القول ان خيارات ايران صعبة وكل نتيجة لها قراءتها وتداعياتها التي تضع القيادة الايرانية في مواجهة مباشرة مع مواطنيها ومع مؤيديها، سواء في الداخل الايراني او مع قوى وميليشيات محورها في مختلف الدول، وهي التي ما انفكت وما برحت تتحدث عن تطور وجهوزية قدرة ايران الصاروخية والنووية وعن انتصارات ايران الدبلوماسية في المحافل الدولية ...

بعض المراقبين يرى ان ايران تملك خياراً اخر لابعاد كاس المحاسبة والمساءلة وتداعيات وسلبيات هذه الاحتمالات ونتيجة التحقيقات عن سلطات وقادة طهران، بأن تلجأ الى استخدام ادواتها في المنطقة للقيام ببعض التحركات المريبة واثارة القلق في منطقة الشرق الاوسط، عبر القيام بمزيد من عمليات القصف الصاروخي على مؤسسات ومصالح غربية في بغداد، وفي نفس السياق وبناءً على هذا التوجه الايراني الذي يهدف لاثارة الهواجس ورفع منسوب التوتر في المنطقة، لذا قد يتضمن خطاب نصرالله الذي من المفترض ان يلقيه مساء الثلاثاء 7/7/2020 وبصفته خليفة الراحل قاسم سليماني في ادارة ملف العمل الخارجي في فيلق القدس..بعض العناوين والاشارات التي تحمل تهديدات ومواقف متشنجة ومتطرفة والاعلان عن استعداد حزب الله وقوى محورها للدفاع عن دولة ايران قيادتها وتأييد مواقفها وتهديد وتحذير خصومها وخاصةً اسرائيل والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي والولايات المتحدة ومعظم دول العالم الغربي... مما يعني ان لبنان سيكون ساحة صراع وميدان مواجهة وصندوق بريد ايراني بادارة ميليشيا لبنانية....لانقاذ حكام طهران من ازمتهم ومازقهم...

 

 

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,122,419

عدد الزوار: 6,935,716

المتواجدون الآن: 98