قمة الدوحة لتكريس الانقسام العربي

تاريخ الإضافة الخميس 15 كانون الثاني 2009 - 5:36 ص    عدد الزيارات 1492    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
ما هو الهدف من طرح عقد قمة عربية في الدوحة برعاية قطرية قبل ثلاثة أيام من قمة الكويت... ودون أن يسبق القمة عقد لقاء لوزراء الخارجية العرب كما درجت العادة...!!!
الهدف المعلن هو مناقشة ما يجري في غزوة من عدوان صهيوني همجي على الشعب الفلسطيني الأعزل..  والهدف غير المعلن هو حفظ ماء وجه الدول الرافضة والممانعة التي تلكأت أو تقاعست عن دعم الشعب الفلسطيني الصامد لظنها أن قدرة المقاومة على الصمود محدودة أو أن الهجوم الإسرائيلي على غزة لن يكون بهذه الحدة ... والهدف الأخر هو تكريس الانقسام العربي مباشرة عقب انتهاء القمة التي ستنتهي دون اتخاذ قرارات حاسمة تؤمن حماية الشعب الفلسطيني من العدوان الصهيوني.. وبعد جملة خطابات ومواقف يطلقها محور الدول الرافضة والممتنعة عن التفاهم العربي وممارسة دور إيجابي في تسوية الملفات العالقة بين الدول العربية...وبعد أن يبرر كلٌ منها عجزه عن ممارسة دور فاعل ناسباً السبب بل بالأحرى متهماً دول أخرى مثل مصر والسعودية بالتلكؤ بل بالتواطؤ.... ويقول البعض أن تكريس الانقسام سيتم تفعيله بعد أن تدعو قطر دولة العلاقات المميزة مع إسرائيل والولايات المتحدة وسوريا وإيران وحزب الله... أحمدي نجاد لحضور المؤتمر وربما بدعوة السيد خالد مشعل إلى جانب السيد محمود عباس، بحيث يضيع التمثيل الفلسطيني وسط زحمة الخلافات وحدة الخطابات واستغلال الدم الفلسطيني الذي يرهق بغزارة على مذبح الخلافات العربية والتجاذبات الدولية والمحاور الإقليمية .... التي تسعى حثيثاً أيضاً إلى زج لبنان في أتون الصراع دون تردد من خلال إطلاق الصواريخ المشبوهة من أماكن تقطنها أغلبية سنية ليطل علينا بعض الصحافيين والمعلقين المرتبطين والمنظرين السياسيين بتصور مفاده أن مجموعات متطرفة تدعمها القاعدة وهي في طبيعتها ذات انتماء سني هي المسؤولة عن إطلاق الصواريخ لتوريط لبنان ومقاومته (الباسلة) في صراع مفتوح لم تدرسه ولم تضع ضوابطه وأهدافه قيادة المقاومة الحكيمة... التي لن تسمح لأحد بجرها إلى معركة لم تحدد طبيعتها ومكانها وزمانها قيادة المقاومة كما قال أحد المناضلين النائب محمد رعد...
حتى يكون هذا المؤتمر ناجحاً ومجدياً وذا مصداقية فإن هناك خطوت عملية كثيرة يمكن أن يتخذها الزعماء المشاركون، هي التالية:
أولاً: وقف كل الاتصالات مع العدو الصهيوني وقطع كل العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وإغلاق سفاراتها ومكاتبها التجارية في العواصم العربية، وأولها  دولة قطر المضيفة لهذه القمة فتقوم بإغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي وتطلب من الأميركيين مغادرة القاعدة الأميركية الأكبر والأضخم في المنطقة، والتي تحتل جزأً مهمة من أرض قطر دولة الممانعة والمقاومة...!!!!!!!
ثانياً: أن توقف هذه الدول المشاركة في هذه القمة كافة المفاوضات ومشاركاتها في المؤتمرات الإقليمية والدولية ذات الطابع الأمني والاقتصادي ومنها تلك المتعلقة بدول جوار العراق التي تشارك فيها الدولة السورية بفعالية منقطعة النظير..!!
ثالثاً: أن تعلن هذه الدول المشاركة دعمها ومساندتها للمقاومة الفلسطينية في غزة بالمال والسلاح والرجال في تعبير فعلي وعملي عن تضامنها الجدي مع ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة.
رابعاً: أن تقوم هذه الدول المشاركة بعقد مؤتمر مصالحة بين القوى الفلسطينية لتحقيق الوحدة الفلسطينية تعزيزاً للجبهة الداخلية على الساحة الفلسطينية وحماية لمشروع الدولة الفلسطينية وحق العودة الذي يستهدفه العدوان الإسرائيلي اليوم أو أنه يعتبره من ضمن الأهداف السياسية التي يجب أن تحققها حملته العسكرية...
خامساً: أن تعلن هذه الدول الرافضة والممانعة احتضانها الكامل للقضية الفلسطينية وتقوم بفتح جبهاتها العسكرية ضد العدو الصهيوني تخفيفاً عن الشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والذي أحرج بمقاومته دول الممانعة قبل دول الاعتدال..
سادساً: أن تشكل الدول المشاركة لجنة فاعلةً تسعى إلى معالجة كل أسباب الانقسام العربي ووضع الحلول العملية والفاعلة لحل هذه الخلافات..
سابعاً: مساعدة الفصائل الفلسطينية على تجنب الانخراط في سياسة المحاور وإبعادها عن تجاذبات الخلافات العربية وطموحات الدول النووية في المنطقة..
ثامناً: عدم نقل الصراع من ميدان المواجهة مع العدو الصهيوني إلى الساحة الداخلية سواء بين الفصائل الفلسطينية أو بين السلطة التي يرأسها السيد محمود عباس أو الحكومة التي لا يزال يديرها السيد إسماعيل هنية أو بنقل الصراع إلى الساحة العربية عبر إطلاق الاتهامات بالتقصير والخيانة وكأن مظاهرات دمشق حققت الردع المطلوب في مواجهة تقصير دول الاعتدال العربي..
وأخيراً نقول أن هذه الحرب قد كشفت أن قضية فلسطين هي قضية محورية لأبناء الأمة العربية، ولشعوب العالم الإسلامي برمته، ولكافة أحرار العالم.
ولعل ما رأيناه اليوم في تركيا من مواقف شعبية ورسمية، وما رأيناه في فنزويلا مع الرئيس شافيز، وما رأيناه في مدن وعواصم عربية واسلامية وعالمية هو تأكيد لهذا الواقع الذي يتكرس ويتعمق يومأً بعد يوم.

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,759,946

عدد الزوار: 6,913,475

المتواجدون الآن: 102