مشروع اهل السنة في لبنان... حفظ الكيان....

تاريخ الإضافة الجمعة 10 نيسان 2020 - 1:27 م    عدد الزيارات 2531    التعليقات 0

        

مشروع اهل السنة في لبنان... حفظ الكيان....

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...

المقدمة: الاحزاب العقائدية تخدم ثوابت عقائدية ترسخ مسارها وتوجهاتها، سواء كانت علمانية او دينية، وهذه العقيدة تتم ترجمة ثوابتها بفكر يشرح اصولها وتطلعاتها ورؤيتها للحياة والمجتمع والثقافة والفكر والاقتصاد والسياسة والاستثمار وشكل النظام وطبيعته، وهذا الفكر يقود العمل السياسي ويرسم مساراته وتوجهاته ويحدد ارتباطاته وتحالفاته تماماً كما يحدد خصومه او على الاقل حدود العلاقة معهم...وكل قرار سياسي يجب ان يستند الى هذا الفكر الذي يخدم هذه العقيدة ..؟؟ فمن يفهم فكر هذه الاحزاب العقائدية يدرك طبيعتها ويستطيع التنبوء بمواقفها وسلوكها وسياساتها وحتى اهدافها القريبة كما البعيدة ايضاً او ما يعرف بالاهداف التكتيكية المرحلية وتلك الاستراتيجية البعيدة المدى..؟؟ وهذا التوصيف ينطبق على كافة الاحزاب العقائدية دون استثناء مهما كانت انتماؤها وطبيعة ثقافتها وفكرها ... وسواء كانت دينية او علمانية..!!

وانطلاقاً من تركيبة واقع لبنان الحالية فإن السؤال الذي يفرض نفسه على الجميع دون استثناء..هو التالي..!!

كيف يمكن مواجهة مشروع ديني يسعى للامساك بالسلطة وتغيير الهوية والارتباط بمحور اقليمي يقوم على مفاهيم دينية وثقافة دينية ويؤمن بانه الحق المطلق وان ما عداه باطل ولا اصل له ولا يمكن ان يستمر... وان كل ما يقوم به انما هو في خدمة اهدافه الدينية وعودة المهدي الذي طال انتظاره .؟؟؟ فاصحاب هذا المشروع لا يرون الدولة الا على شاكلتهم والمجتمع مرتبط بثقافتهم، والدنيا تدور حول محورهم، حتى فايروس كورونا انتشر ليخفف الضغط عن دولة الولي الفقيه في ايران..؟؟ حتى ان الاحتلال الاميركي للعراق عام 2003، كان تقديراً ربانياً لخدمة شيعة العراق ومشروع الولي الفقيه كما قال احد اركان حزب الله حينها..؟؟

هنا اتكلم عن اهل السنة بالتحديد وعن قيادة سعد الحريري وفريقه..؟؟ كيف يمكن ان تواجه قيادة سياسية هذا المشروع الديني ..؟؟ وهي لا تملك رؤية واضحة او حتى فهم موضوعي لهذا المشروع..كما انها لا تستند الى خلفية دينية او حتى فكر سياسي ثابت يملك قراءة سياسية ومشروع تفصيلي يقدمه للبنانيين واهل السنة على وجه الخصوص..!!

في المقابل اعتبرت هذه القيادة ان لها رعاية اقليمية وحماية دولية تمنع سقوط لبنان في ايدي ايران وادواتها...؟؟

والبعض من هذا الفريق اعتبر ان الخلاف سياسي فقط ولا يرقى الى ان يكون له خلفيات دينية، والصراع هو على الحصص في السلطة والتوظيف..وليس اكثر من ذلك..؟؟

والحقيقة الراسخة هي ان المشروع لا يواجه الا بمشروع مضاد...؟؟؟

ونحن في لبنان واهل السنة والجماعة بالتحديد امام خيارين..لمواجهة هذا المشروع ..؟؟؟

اما الاعلان عن مشروع ديني يواجه مشروع ايران الديني الذي يقوده حزب الله في لبنان...؟؟ وهذا حتماً يقود الى حربٍ اهلية وصراعات دموية تطيح بالكيان واسباب وجوده وديمومته، وهذا مرفوض وغير مقبول..!!

واما الانخراط في مشروع بناء الدولة التعددية الديمقراطية ذات السيادة والاستقلال المرتبطة بالمجتمع العربي والدولي على قاعدة احترام المصالح والقرارات الدولية وحفظ الحقوق ..؟؟

وهذا هو الخيار الموضوعي والمنطقي والذي يمثل تحولاً بارزاً في ثقافة اهل السنة والجماعة في لبنان كما لدى معظم اللبنانيين وهذا ما ابرزته الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الاول /اوكتوبر 2019...رغم محاولة شيطنتهم من قبل اعلام حزب الله وادواته... اهمها تاكيد هذا الاعلام عند كل مناسبة ان الفساد السياسي والمالي يمثله اهل السنة والجماعة، خاصةً من موقعهم في رئاسة السلطة التنفيذية وخصوصاً موقع رئاسة الوزراء... مع تطور دورها عقب اتفاق الطائف...واضافة الى اثارة القلق لدى المكونات اللبنانية عامةً من احتمال تطرف اهل السنة والجماعة، مطلقاً عليهم وصف التكفيريين والمتطرفين والدواعش واتباع تنظيم القاعدة... ومن ينسى وصف شمال لبنان بانه قندهار لبنان... وهو يمثل عمق اهل السنة والجماعة...وما تعرضت له مدينة صيدا وبيروت وبلدات مثل عرسال وبعض قرى البقاع من اتهامات واعتداءات يكفي للدلالة على خطورة مشروع ايران وتلاعبها بديموغرافيا لبنان واستمرار انسجامها...؟؟

في الخلاصة ....لماذا نطرح هذا الموضوع ..؟؟

وما دعانا للكتابة حول هذا الموضوع الان هو انه منذ فترة والمقالات تتوالى عن واقع اهل السنة في لبنان، بعضها يشكو اوضاعهم، واخرى ترثي لحالهم وتبحث عمن يتحمل المسؤولية لمعاقبته او لرفع الملامة عن نفسها فقط، والبعض الاخر يشجع اهل السنة على الانتفاض والعمل على تغيير واقعهم، ومقالات اخرى تحذرهم من ان دورهم قد انتهى وتنصحهم بالرضوخ لواقع جديد بسبب ظهور متغيرات سياسية داخلية غيرت صورة لبنان واسماء اللاعبين الكبار فيه وكذلك واوصافهم وهوياتهم، نتيجة تحولات اقليمية بارزة وانكفاء دولي واضح، وما علي ابناء طائفة اهل السنة والجماعة في لبنان الا الاستسلام والقبول بالامر الواقع والا فإن سيناريو حمص وريف دمشق وحلب ودرعا والموصل والرمادي وبغداد وصنعاء قد يتكرر... والبعض مع الاسف أخذ يروج ويشرح بأنه بسياساته غير المدروسة حتى لا نقول الغبية استطاع تحقيق افضل الممكن وهو منع هذا السيناريو من ان يتكرر في لبنان....نتيجة تسويات باطنية وتفاهمات غامضة وحسابات خاصة...

إن مفهوم السلطة الحقيقي هو حسن ادارة الواقع السياسي بناءً على رؤية واضحة ومشاريع يمكن تحقيقها تؤدي الى ترسيخ السلم الاهلي والعيش المشترك وبناء وطن ينهض بكل أبنائه.. على اسس من العدالة والمساواة تحت سقف القانون...

اما نهج التسلط فإنه لا يؤدي الا الى ترسيخ الحقد والضغينة والرغبة في الانتقام وانتظار الفرصة المناسبة لتغيير المعادلات واعادة عقارب الساعة الى حيث يجب ان تكون..

ونصيحة لحزب الله ومن يسير في ركابه ...!! إن من يقرأ التاريخ يدرك ان التحولات مرحلية ومؤقتة وان البديل هو التفاهم الذي يجب ان يكون راسخاً وليس مرحلياً، وان الحوار يجب ان يكون صادقاً وليس لشراء الوقت بانتظار متغيرات قد تحدث وقد لا تقع...!!

وملاحظة اخيرة على الهامش... قامت ايران وميليشياتها التكفيرية في سوريا والعراق واليمن، بتدمير مدن وقرى وبقتل وتشريد وتهجير الملايين من اهل السنة والجماعة، فهل نجحت ايران في تغيير عقيدة هؤلاء وانتمائهم...؟؟ وهل اكتسبت محبتهم ام زاد هذا من حقدهم وغضبهم ورغبتهم في الانتقام ليس في هذه الدول فقط بل في العالم الاسلامي برمته...؟؟؟

لذلك نقول ان مشروع اهل السنة في لبنان هو الانتماء للدولة وحفظ الكيان...!! والمطلوب بناء قيادة تكون على مستوى من المسؤولية لمواجهة التحديات والتغلب عليها بالشراكة مع كافة المكونات اللبنانية الطائفية والمذهبية...!!

 

 

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,080,872

عدد الزوار: 6,933,985

المتواجدون الآن: 85