خلافاً لنص الثلاثية ..سلطة المقاومة تستعين بالقوى الامنية لاخضاع الشعب..؟؟

تاريخ الإضافة السبت 8 شباط 2020 - 3:00 م    عدد الزيارات 1684    التعليقات 0

        

خلافاً لنص الثلاثية .. سلطة المقاومة تستعين بالقوى الامنية لاخضاع الشعب..؟؟..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات...حسان القطب...

المعادلة الذهبية كما اطلق عليها حزب الله ومحوره تقول بثلاثية (الجيش والمقاومة والشعب)..وتم تكريس هذا النص في اكثر من بيان وزاري، وحتى البيانات الوزارية الاخيرة لم تكن بعيدة عن منطق ومصطلح الثلاثية هذه..ومفهوم المقاومة ينطلق من واقع يفرضه الاحتلال ويتطلب انطلاق مقاومة شعبية لتحرير الارض واستعادة الحقوق وتتعاون مع الجيش اذا كان هذا الاخير غير قادر على تحرير الارض وانقاذ الشعب، والشعب طبعاً يرفد الجيش كما المقاومة بالعناصر الشابة التي تتطوع لانقاذ الوطن من الاحتلال وحماية الوجود...؟؟؟

هذه المعادلة تطورت في لبنان لتصبح المقاومة جسم خاص.. واصبح من الواجب بل من الضروري استمراره وان يبقى كما قيل لنا حتى بعد الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان لمواجهة احتمال تعرض لبنان لعدوان اسرائيلي غاشم، ولحماية ثروات لبنان الطبيعية في البر والبحر، التي من الممكن ان تستولي عليها اسرائيل اذا ما لمست من لبنان ضعفاً.. واضيف الى دور المقاومة ترجمة اضافية تفيد ان قوة حزب الله المسلحة والصاروخية تشكل قوة ردع للعدو الصهيوني، ومطلق عدو آخر ايضاً قد يعتبره حزب الله عدو، ويجب مواجهته ويستدعي منه التوجه نحوه في ضربة استباقية ..دون اجماع لبناني الذي ليس له ضرورة..؟؟كما قال حزب الله طبعاً..!! لذا نرى ان دور المقاومة تمدد وتوسع من مقاومة الاحتلال وردع العدوان والقيام بضربات استباقية .. ثم تطور هذا الدور مع اتفاق الدوحة الى رسم سياسات الداخل اللبناني وحتى في تحديد القانون الانتخابي وكذلك من يتبوأ المواقع الرسمية الدستورية الاولى في لبنان...!!

وما يكشف هذا هو ما وقع من جدال داخل المجلس النيابي خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري بين النائب نواف الموسوي والنائب نديم الجميل..في 12/2/2019..إذ قال خلالها نائب حزب الله السيد نواف الموسوي: " كل شخص يريد أن يسلّط ​الضوء​ على نفسه يتهجم على ​حزب الله​"، متوجهاً إلى بري بالقول:" لنا الحق في الرد على كل من يتهجم علينا"، معتبراً أن "​الرئيس ميشال عون​ وصل إلى ​قصر بعبدا​ ببندقية ​المقاومة​ التي تشرف كل ​لبنان​ ولم يصل عبر الدبابة الإسرائيلية". هذا قبل ان يستقيل النائب الموسوي...

مما يعني ان حزب الله من خلال حضوره المسلح ودوره الميليشيوي يترجم رغباته ومواقفه وسياساته واهدافه قرارات وتعيينات، بدءاً من الموقع الاول وصولاً الى الثاني الذي يتبواه نبيه بري وصولاً الى الموقع الثالث الذي تم تكريم حسان دياب به دون الاخذ بعين الاعتبار المعارضة الشعبية او المطالب التي تقدم بها الحراك الوطني بمختلف مسمياته وعناوينه...؟؟ فقوة البندقية تحدد الاسماء والانتماء ومن يصل الى المناصب الاساسية ومن يتم حرمانه منها، والاهم من كل هذا هو ان البندقية تحدد امكانية الاستماع الى صوت الشعب او عدم الالتفات الى مطالب الجماهير المتظاهرة والمعترضة... وللتأكيد على هذا المفهوم ..فقد اوضحه كلام نائب امين عام حزب الله نعيم قاسم .... كما نشر موقع المنار في 30/12/2019..."أعلن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أنه “يجب تسهيل مهمة الرئيس المكلّف في تأليف الحكومة”، لافتاً إلى أن “أي محاولة لمحاصرته تستهدف إعادة لبنان إلى الفراغ”...كلام واضح وصريح وعلينا ان نفهم نحن ابناء هذا الشعب..؟؟

وفي مناسبة اخرى فقد قال نعيم قاسم كما نشر موقع الكتائب بتاريخ 25/1/2020، ما يلي: أكد أن "الحكومة تقوم بعملها، وهي تقدم برنامجها، ويجب أن نعطيها الفرصة الكاملة لتقول ما لديها، وتعمل على أساس الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية والأزمات المجتمعة، التي نعيشها. بعض الرافضين للحكومة لا يعجبهم العجب، ويفضلون الفوضى، أنا أعتقد أن الحكومة ستنهض، وكل هذا الصراخ لا يقدم ولا يؤخر". وقال: "بعض المشاغبين والمعتدين على الأملاك العامة والخاصة، لا يستطيعون تغيير مسار بلد، ولا خيارات شعب، هذه الحكومة يجب أن تأخذ فرصتها لتقدم وتعمل لمصلحة الناس"...

اعتبر نعيم قاسم الاعتراض على هذه الحكومة هو مجرد صراخ وليس وجهة نظر وليس حتى راي يجب ان يستمع اليه ويحترمه ويتعامل معه بموضوعية...!! ربما بسبب ثقافته الشمولية التي تقدس الافراد..؟؟؟

ومع ذلك نتفاجىء مؤخراً ببيان كتلة الوفاء للمقاومة الذي نشره موقع الكتائب بتاريخ 6/2/2020 والذي ورد فيه ما يناقض كلام نعيم قاسم بعد ايام من تصريحه عالي النبرة هذا ...فقد ورد وفي مضمون البند رقم واحد من البيان ما يلي:

1 - تدرك الكتلة أن طريقة تشكل الحكومة الراهنة تفسر عدم وجود برامج إنقاذية جاهزة ومعدة لمعالجة الأزمات المالية والنقدية والاقتصادية فضلا عن الأزمات الاجتماعية الأخرى، إلا أن التصدي للشأن الحكومي كان ولا يزال يفرض بذل أقصى الجهود وأكثرها نفعا وتجنب الخيارات التي تحمل أضرارا كبيرة...؟؟؟؟؟

يبدو ان قيادة حزب الله او المقاومة بحسب الثلاثية مواقفها متباينة او ان فهمها للامور والاوضاع والعمل السياسي والحكومي غير واضح وغير متوازن ويدل على قصور في فهم وادراك اهمية وخطورة وجدية العمل الحكومي ...اذ إن نائب الامين العام نعيم قاسم في واد والكتلة النيابية في وادٍ اخر..؟؟؟؟ فإذا كان هذا التباين هو ضمن حزب واحد وقيادة واحدة فكيف يمكن ان نطمئن الى ان الانسجام هو ما يطبع علاقات تحالف حزب الله وحركة امل والتيار الوطني...؟؟؟؟ وان مستقبل لبنان وشعبه واقتصاده وبنيته الاجتماعية بخير وبأيدٍ امينة..؟؟؟؟

ما يعنينا هنا ان الجيش والمقاومة في خدمة الشعب وان المقاومة هي نتاج وطني وجماهيري يتفهم حاجات الشعب ومتطلباته وتعمل على حمايته من العدوان وقوى الاحتلال... وان المعادلة الثلاثية التي سبقت الاشارة اليها.. انما تشكل ضمانة الاستقرار كما يقول الثنائي الحاكم (الثنائي الشيعي – التيار الوطني).. ونحن في ذكرى توقيع ورقة التفاهم الشهيرة بين الطرفين عام 2006.. لاننا ما نلحظه ونفهمه من كلام نعيم قاسم انه لا يقيم وزناً لمواقف الحراك الشعبي الذي اعتبر مطالباته مجرد صراخ لا اكثر..وبالامس ترجمت سلطة المقاومة الحاكمة في لبنان باعتبار ان السلطات كلها هي نتيجة بندقية المقاومة دون استثناء.. ونستند الى ما نشرته جريدة اللواء في عددها الصادر يوم السبت 8/2/2020،...ما يلي: "كان المجلس الأعلى للدفاع قد عرض خلال اجتماعه أمس، التدابير الأمنية لضمان انعقاد جلسة الثقة وعدم اقفال الطرقات المؤدية الى ساحة النجمة. كما تم عرض ملفات ومعلومات لبعض الاشخاص المخلين بالامن خلال التظاهرات وامكانية ملاحقتهم او توقيفهم. و"ينتظر ان تكون هذه الجلسة حامية، لا بل شديدة السخونة، الاول: المواجهة الاستثنائية، والساخنة خارج مبنى المجلس بين الحراك الشعبي والسلطة التي استنفرت اجهزتها الأمنية والقضائية والعسكرية لمواجهة المنتفضين في الشارع، عبر بلاغ «رقم واحد» تحذيري يقضي «بعدم التهاون مع أي محاولة للنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها ومقراتها الرسمية»، في إشارة إلى مجلس النواب..."..

ما نشرته جريدة اللواء يفيد بان الدعوة لعقد مجلس الدفاع الاعلى والبيان الذي صدر عنه كما نفهم مضمونه يؤكد ان سلطة المقاومة الحاكمة تريد وضع القوى الامنية في مواجهة الشعب... وليس لحماية الشعب كما كان يتم التغني سابقاً..؟؟ فأين اصبحت الثلاثية المزعومة ام انها كانت مجرد شعار تحت عنوان (تمسكن حتى تتمكن)...؟؟؟؟؟

يبدو ان لواقع الحالي يفيد ان سلطة المقاومة اصبحت بحاجة لقوة امنية رسمية تتلطى خلفها او انها تريد ان تسخرها لحمايتها من غضب الشعب ومن اعتراض الشعب على سياساتها الداخلية كما مواقفها الخارجية التي ورطت لبنان في حصارٍ مدمر سياسي واقتصادي نعيش تداعياته..جميعنا دون استثناء...؟؟؟

وبالتالي كان لا بد لسلطة المقاومة ان تخالف منطق الثلاثية وتستعين بالقوى الامنية تحت عناوين رسمية لاخضاع الشعب..؟؟

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,154,995

عدد الزوار: 6,757,619

المتواجدون الآن: 123