تداعيات العدوان على غزة

تاريخ الإضافة الأربعاء 7 كانون الثاني 2009 - 8:22 م    عدد الزيارات 1590    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - الأستاذ حسان قطب

اثنا عشر يوماً مرت على بداية العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وعلى سكان قطاع غزة من الفلسطينيين المقيمين، واللاجئين، من الأطفال والنساء، والشيوخ والعجزة...
ولا زالت آلة التدمير الصهيونية تمعن في التدمير وفي ممارسة سياسة القتل الجماعي المنظم لأهلنا في غزة، والمجازر التي ترتكب، لم تحرك إلى الآن مشاعر المجتمع الدولي، ومؤسساته الغافلة عن الجرائم التي ترتكب بحق هذا الشعب الأعزل والمظلوم..
المؤسسات التربوية وبنية السلطة الفلسطينية الأمنية والإدارية والمباني التي تشكل نواة إدارة سلطة الدولة الفلسطينية الموعودة منذ اتفاق أوسلو يتم تدميرها بشكل منهجي وهادف...
السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح وبشدة على كل متابع ومهتم ومتعاطف، وعلى كل من يملك حساً إنسانياً وشعوراً بشرياً...إلى متى ستستمر هذه المجزرة ...!! ومتى ستتوقف عن التهام أطفال فلسطين ونساء فلسطين وشيوخ القطاع وتاريخه وذاكرته وذاكرة فلسطين النزوح والتهجير والاغتصاب والاستيلاء والتقسيم والظلم والقهر والعدوان..
والتساؤل الذي يتقدم على ما عداه من الأسئلة..... هو أين قوى الممانعة والرفض والمواجهة والمقاومة.. وأين قوتها الصاروخية وتصريحاتها النارية ومواقفها الصلبة... من مد يد العون لأخوة لنا في الدين والإنسانية والعروبة.. والظلم والقهر.. للدفاع عنهم والوقوف إلى جانبهم وتخفيف معاناتهم ؟؟؟
وأين ضمير دول الاعتدال والاستقرار والتنمية الاقتصادية والعيش المشترك والتعايش... من الضغط على الكيان الصهيوني أو على من يموَله ويمده بأسباب القوة والعدوان..لوقف هذه الجريمة الموصوفة والإرتكابات التي تفوق التصور والخيال...؟؟
 وأين لجنة حقوق الإنسان ومحكمة الجزاء الدولية من الجرائم التي ترتكب.. ومن المطالبة بمحاكمة المجرمين الصهاينة الذين يرتكبون هذه الجرائم... بحق هذا الشعب الأعزل مهما كانت الأسباب والدوافع..؟؟؟
من هنا لا بد من الوقوف على جملة من التداعيات التي تسبب أو التي سيتسبب بها العدوان على غزة...
1 - إن ما جرى وما يزال يجري في غزة... حرك مشاعر الشعوب العربية والإسلامية ومختلف المناهضين للظلم والقهر والاستعمار في مختلف دول العالم...
2 – أعاد العدوان الصهيوني على قطاع غزة القضية الفلسطينية إلى قضية إسلامية تتحمل مسؤوليتها الشعوب الإسلامية كافة... بعد أن كادت أن تصبح قضية ومسؤولية الشعب الفلسطيني وحده.. وهو الشعب المظلوم المقهور.. الذي يتوزع بين أرض فلسطين والقطاع والضفة وفي الشتات..
3 – لقد انكشفت محاولات البعض ضرب الحضور العربي الحاضن للقضية الفلسطينية.. وتصدره للحضور الإسلامي على الساحة الدولية... وفي تبني القضية الفلسطينية.. من خلال السعي إلى تعزيز الصراع بين القوى السياسية العربية وتقسيمها بين معتدلة وممانعة رغم أن أداء كافة الدول العربية والإسلامية كان ولا زال يتسم بالدعم الإعلامي والاستنكار اللفظي..لما يجري في غزة دون أن يتطور إلى الدعم الفعلي..
4 – أعادت الحركة الإسلامية الحضور لروح الجهاد التي كادت أن تخبو تحت عناوين ومسميات جديدة لا تمت للإسلام بصلة..
5 – لقد أكدت إسرائيل مرة جديدة أنها لا تقيم وزناً ولا احتراما للمواثيق الدولية، ولا للمشاعر الإنسانية وزناً..
6 – سواء توقف العدوان الآن أو لم يتوقف..وسواء استسلمت غزة أم لم تستسلم..فإن من المؤكد أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة ودفعه هذا الثمن الباهظ من الأرواح البريئة والخسائر المادية الجسيمة يدفعنا لأن نقف إلى جانبه مؤيدين ومساندين وداعمين... وفي الوقت عينه يدفعنا هذا الأمر إلى مطالبة كافة القيادات السياسية إلى مراجعة أدائها ونهجها وتحالفاتها.. وإلى محاسبة أنفسنا وقياداتنا على أدائنا وأدائهم خلال هذه المحنة..
7 – من شبه المؤكد أن الهدف الأساس للعدوان الصهيوني على قطاع غزة والذي يحظى بتغطية دولية، هو تحقيق تهدئة شاملة وطويلة الأمد على حدودها وإلى وتعزيز وتفعيل الصراع الداخلي بين القوى الفلسطينية المختلفة...
8 – كما من المرجح أن يكون هذا العدوان في حال نجاحه مقدمة لتكراره في أماكن أخرى أولها لبنان.. لإعادة الاعتبار لسياسة الردع التي تستند إليها إسرائيل في تأمين استقرارها الأمني وتفعيل وتعزيز نموها الاقتصادي..
إننا في الوقت الذي نقف فيه إلى جانب إخواننا في غزة متنين لهم الثبات والصمود في وجه هذا العدوان المجرم إلا أننا نتمنى أن تنجح الوساطات العربية والدولية في وقف العدوان وحماية الشعب الفلسطيني من الإجرام الصهيوني المتمادي....

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,178,428

عدد الزوار: 6,939,065

المتواجدون الآن: 136