قراءة في احداث المنطقة العربية...

تاريخ الإضافة الجمعة 11 تشرين الأول 2019 - 5:06 م    عدد الزيارات 872    التعليقات 0

        

قراءة في احداث المنطقة العربية...

بقلم مديرالمركز اللبناني للابحاث والاستشارات...حسان القطب...

تمر منطقة الشرق الاوسط برمتها... والدول العربية منها على وجه الخصوص بمرحلة صعبة وقاسية من الاحداث والتعقيدات والصعوبات والتحديات، التي قد تؤدي الى تغيرات كبيرة في المشهد السياسي كما في واقع هذه الدول ومستقبلها ونسيجها الاجتماعي والعلاقة بين مكوناتها والدينية والعرقية..الى جانب مراقبة تبدل في التحالفات..!!

قد يرى البعض ان من الضروري الوقوف على الاحداث التي جرت وما زالت مستمرة بتفاصيلها وقراءة ما جرى ويجري بتمعن في كلٍ من العراق وسوريا واليمن ولبنان وحتى في بعض دول حوض شرق المتوسط التي تشهد مؤخراً توتراً ملحوظاً بين دول الحوض..

ولكن قد يكون من الافضل لنا قراءة المواقف المعلنة والممارسات السياسية والعسكرية التي ادت وتؤدي الى هذا الواقع المتفجر الذي تعيشه المنطقة... وتجاهل معالجة الاسباب والمسببات التي دفعت المواطن في كلٍ من هذه الدول الى الانتفاض والتظاهر والمواجهة بالرغم من الكلفة الباهظة التي يدفعها المواطن العربي .. وفاتورة الدم التي لم ينشف مدادها بعد، ولم يتوقف تدفقها ونزفها في المنطقة منذ العام 2003، عقب الاحتلال الاميركي للعراق... وما تبع ذلك من نهج سياسي وامني اسس لتمزيق نسيج المنطقة وتفريق جمعها وتعميق الانقسام بين مكوناتها...

قبل ان ندخل في تفاصيل قراءة تداعيات ونتائج ما يجري على الساحة العربية لا بد من التأكيد حتى لا يلتبس على البعض ان موضوع اعتبار ان اسرائيل عدو وكيان غاصب غير قابل للنقاش او المساومة.. وان دول المجتمع الغربي وخاصةً الولايات المتحدة وروسيا تعتبر ان ضمان امن اسرائيل واستقرارها اولوية على معالجة وتسوية كافة النزاعات والصراعات في المنطقة العربية..وقد تكون بعض التسويات او الحلول او حتى القرارات السريعة او المتسرعة وربما الفجائية تصب في خدمة امن اسرائيل لجهة الاستقرار الاسرائيلي او لاطلاق يد اسرائيل للقيام بعمل عسكري معين في المدى القريب المنظور...على غرار الغارات الجوية الاسرائيلية التي تستهدف لبنان وسوريا والعراق...ويمكن الوقوف على مواقف هذه الدول على الشكل التالي:

الولايات المتحدة.. تعتبر ان وجودها في المنطقة ضمانة اساسية لحماية الاستقرار الاسرائيلي كما لمواجهة القوى الاسلامية المتطرفة ومنعها من الحصول على موطيء قدم يسمح لها بتاسيس كيان سياسي على غرار ما جرى في افغانستان مع نهاية الوجود الاتحاد السوفياتي اواخر القرن الماضي...ومع اعلانها عن مواجهة الاسلام السياسي في المنطقة وحماية الانظمة المعتدلة في المنطق، فانها انما تقصد كل الاسلام السياسي السني منه والذي تقاتله منذ سنوات وصولا الى الاسلام السياسي الشيعي الذي تمثله ايران اليوم...

لكن الولايات المتحدة تدرك ان وجودها وتوسعها في المنطقة يجعل من جنودها ومصالحها الاقتصادية اهدافاً سهلة لمن يتربص بها.. ومع تزايد ضغطها على ايران اصبح للولايات المتحدة في المنطقة خصم جديد هو ايران وحلفائها....فالحشد الشعبي في العراق يهدد باستهداف المصالح الاميركية في العراق في حال وقوع نزاع بين ايران والولايات المتحدة، وكذلك هذا ما اعلن عنه حزب الله في لبنان...فكان لا بد من اجراءات وقائية واحترازية تتخذها الولايات المتحدة لحماية وجودها كما لضمان استمرار حضورها في المنطقة العربية.. لذلك :

  • بدات باعادة تموضع قواتها ومستشاريها في العراق
  • سحبت غرفة عملياتها المركزية من قاعدة العديد القطرية الى الولايات المتحدة لابعادها عن مرمى الصواريخ الايرانية المجنحة..
  • كما بدات باعادة تموضع قواتها في سوريا وبالتحديد في منطقة شرق الفرات ..وسمحت لتركيا بضرب القوات الكردية التي دربتها ومولتها...وسلحتها ولكن بحدود معينة سوف تكشفها طبيعة العمليات التركية في الايام المقبلة...!!

اسرائيل..تعاني اسرائيل منذ فترة من ازمة سياسية حادة وخلال مرحلتين انتخابيتين فشل خلالها الناخب الاسرائيلي في حسم موقفه لجهة تغليب او ترجيح كفة فريق على آخر في الانتخابات التشريعية، واطلاق يد نتنياهو او خصمه غانتس في تاليف حكومة قوية تمسك بزمام السياسة الخارجية بشكل مطلق.. والحديث عن تاليف حكومة وحدة وطنية في اسرائيل قد يكون خطوة على طريق اعلان الحرب او خوضها لاعادة اللحمة الى المجتمع الصهيوني الذي لا يستطيع الا ان يكون مجتمع مستنفر ومستعد عسكرياً وسياسياً باستمرار وفي حالة جهوزية للاعتداء على محيطه.. وقد جرت عدة امور واحداث خلال الاسابيع الماضية لا بد من التوقف عندها...

  • قال رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إنه سيدرس زيادة ميزانية وزارة الدفاع، حيث سيتم إضافة مليار شيكيل سيتم اقتطاعها من مصادر عدة بهدف الحفاظ على أمن إسرائيل، حتى ولو لم تتخذ من قبل فى تاريخ إسرائيل إلا عقب حرب 6 أكتوبر 1973.
  • راقبت الأقمار الصناعية الأمريكية الطائرات المسيرة الإسرائيلية وهي تتحرك من دولة أذربيجان نحو الداخل الإيراني للتجسس على المنشآت النووية، وتختبر الدفاعات الجوية لطهرن. وقد حلقت ايضاً طائرات اف 35 اسرائيلية فوق ايران دون ان تكتشفها الرادارات والدفاعات الجوية الايرانية...

ايران.. تعاني ايران من ازمة اقتصادية خانقة.. ومن ازمة سياسية تتمحور حول كيفية مواجهة العقوبات الاميركية .. بين جناحي المعتدلين ويمثلهم لرئيس الايراني حسن روحاني الذي يرغب في التفاوض لفك الحصار... وجناح المتشددين ويمثله الحرس الثوري الايراني ...الذي يرغب في اعلان المواجهة وخوض حربٍ لا يمكن التكهن بخسائرها ولكنها لا بد محسومة النتيجة لصالح الولايات المتحدة وحلفائها..؟؟ ويمكن قراءة بعض الاحداث والتصريحات التي لا يمكن تجاهلها..

  • أقر وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه، بأن العقوبات الأميركية على طهران أدت إلى تراجع قطاع النفط في البلاد، وفق ما ذكرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية وأفادت وكالة الطاقة الدولية في سبتمبر الماضي، أن صادرات إيران من النفط تراجعت بمعدل 170 ألف برميل يوميا في أغسطس الماضي على أساس شهري، إلى 200 ألف برميل يوميا.
  • نتيجة الحصار الاقتصادي الاميركي ولتجنب تعرض شركة الغاز الصينية لاية عقوبات اميركية وتخوفاً من نشوب حرب اقليمية في منطقة الخليج العربي فقد تراجعت الشركة الصينية عن تطوير حقل الغاز القطري – الايراني المشترك (بارس).. والذي قيمته 5 مليار دولار..
  • الضربة الصاروخية الايرانية والتي استهدفت شركة ارامكو السعودية قد كشفت مكامن الخلل في الدفاعات السعودية واوضحت قدرات ايران الصاروخية، مما اثار قلق الدول الاوروبية من تطور صناعة الصواريخ ايرانية وزيارد دقتها واستعداد ايران لاستخدامها حينما تشعر بالحاجة الى ذلك...مما دفعها للتراجع عن التعاطف مع ايران في مواجهة العقوبات الاميركية...
  • ان استهداف حلفاء ايران في المنطقة وخاصةً في الدول التي تعتبرها ايران الحديقة الخلفية لها...(الحشد الشعبي – حزب الله- والحوثيين) ..من خلال الغارات الجوية المتواصلة والتي تستهدف مخازن الذخيرة والقادة الميدانيين والمواقع التي تعتبر حساسة من معابر حدودية او نقاط متقدمة ...قد زاد من قلق ايران لان ضعف هذه القوى المستهدفة يجعلها محاصرة داخل حدودها وغير قادرة على نقل المعركة الى اراضٍ مجاورة.. والاستراتيجية الايرانية قائمة على القتال خارج الحدود..؟؟
  • اعلان ايران ان ناقلة نفط ايرانية تعرضت للقصف في البحر الاحمر وعلى مقربة من ميناء جدة السعودي.. ثم نفي الشركة الوطنية الايرانية لذلك..؟؟

لبنان... يعيش لبنان اليم واقع سياسي وامني مأزوم ينعكس سلباً على وضعه الاقتصادي الذي يتراجع نتيجة الحصار العربي والدولي.. وصولً الى امتناع كافة الجهات الداعمة والمانحة عن دعم لبنان او تقديم القروض له... وما نعيشه من تداعيات تنفيذ (سيدر 1) يؤكد عدم ثقة المجتمع الدولي بقدرة لبنان على اتخاذ سياسات محايدة او انه قادر على تطبيق سياسة النأي بالنفس التي اعلن عنها مراراً..ويمكن متابعة المشهد اللبناني على الشكل التالي:

  • زيارة الوفد اللبناني برئاسة الحريري الى دولة الامارات لم تثمر دعماً مالياً كما انتظر البعض ورفع حظر سفر المواطنين الاماراتيين لا يشكل جرعة دعم حقيقية للاقتصاد اللبناني الذي يعاني بقوة
  • الى جانب انه وخلال المؤتمر الاقتصادي الذي عقد قبل سنة في بيروت تم الحديث عن دعم قطري للبنان بقيمة نصف مليار دولار ولكن لم يترجم واقعاً..!!
  • اعلان حسن نصرالله ان حزب الله جزء من المنظومة الايرانية في لبنان..مما وضع لبنان داخل محور ايران الذي يتعرض للعقوبات والحصار وليس حزب الله وحده...
  • ان استخدام المصطلحات الدينية لاستنهاض الشارع او بيئة حزب الله (الخامنئي يمثل معسكر الحسين في كربلاء) يوضح بان لا مشروع سياسي او اقتصادي يمكن تقديمه للجمهور لاستنهاضه، بل إن اللغة الدينية هي الثقافة والخطاب السائد.. والتي يجب ان يتم الاعتماد والاستناد اليها لرفع المعنويات في مواجهة الآخرين...
  • رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمّد رعد، كان له موقف لافت ايضاً، وقد لوح فيه بقلب الطاولة في وجه الأوروبيين من أجل ان يتحملوا مسؤولية النازحين السوريين في لبنان. واعتبر رعد ان الحصار الاقتصادي المفروض على لبنان هو ضغط وسيمر، مشيراً إلى ان اللعب بسعر صرف الليرة الآن هو نتيجة التعاون القائم بين من يريد تنفيذ السياسات الأميركية ومن يزحف لرضى البيت الأبيض، أملاً بتجاوز هذه الأزمة واخضاع الذين أرادوا بنا كيداً. وقال: «العالم كلّه يحاصرنا، يكفي ان نلوح بورقة النازحين السوريين حتى تأتي كل دول أوروبا راكعة امام ارادتنا، هم لم يستطيعوا استقبال عشرة آلاف نازح ويريدون ان نستقبل مليون ونصف مليون نازح، لكنهم لا يدعمون ويلقون أعباء رعاية كل هؤلاء على وطن فقير ليس فيه اقتصاد قوي، ومع ذلك المطلوب ان نرعى من الناحية الإنسانية شؤون هؤلاء في كل متطلباتهم الصحية والتعليمية والمعيشية، وندفع الكلفة من جيوب شعبنا، وأولئك يتفرجون علينا».(جريدة اللواء)...
  • عقد مؤتمر يعزز الانقسام .... "اللقاء المشرقي" يفتح حواراً حول "التعدديـــــة والحرية".. افرام: لا للآحاديات والشعب المختار... نعم للتنوع وقبول الآخر... المركزية – يفتتح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون المؤتمر الأول الذي يعقده "اللقاء المشرقي" تحت عنوان "الحوار نهج حياة وطريق سلام: إشكاليات التعددية والحرية"، يومي الاثنين والثلاثاء 14 و15 تشرين الأول المقبل، في فندق هيلتون الحبتور، في سن الفيل، يشارك فيه نخبة من السياسيين والمفكرين من لبنان والمنطقة والعالم، ويتضمن سلسلة ندوات بحثية وفكرية متخصصة، تعنى بمسائل الحوار والعيش المشترك في لبنان والعالم اليوم. ما هو برنامج المؤتمر وما أهميته في هذا التوقيت بالذات؟.. رئيس الرابطة السريانية حبيب افرام أوضح لـ"المركزية" "أن المؤتمر يتمحور حول التنوع ودور لبنان كملتقى للحضارات والثقافات ومركز دائم لحوار الاديان والحضارات. نقدّم نموذجاً عن الشرق يتمثل بالتعددية وقبول الآخر ورفض العنف والارهاب.
  • السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في لبنان... الاخبار....فراس الشوفي ... السفير الروسي في بيروت ألكسندر زاسبيكين ليس متفائلاً هذه الأيام. تجربته اللبنانية ومتابعته لشؤون المنطقة متابعةً دقيقة وضعت بين يديه خلاصةً سياسية، مفادها أن الانفراجات لن تكون قريبة في معظم ساحات المنطقة. يستعرض الدبلوماسي أزمات العالم، والدور الأميركي في خلقها. من فنزويلا، إلى القارة الإفريقية، إلى آسيا وأوروبا وأوروبا الشرقية وأوكرانيا، والشرق الأوسط، يستخلص أن الأميركيين يناقضون تماماً الرؤية الروسية، التي تقوم على أساس احترام سيادة الدول والقانون الدولي. واضاف الأحداث باتت تستوجب حواراً إيرانياً ــ سعوديّاً من دون خلفيّات مسبقة.... ومن هذه الأزمات، يضيّق زاسبيكين مجهر تحليله إلى الوضع اللبناني. فهو، وإن كان يدرك تماماً حجم الأزمة الاقتصادية الخانقة في البلاد، المتراكمة منذ سنوات طويلة، إلّا أنه يصف ما يحصل في أزمة العملة الأجنبية والشروط السياسية الاقتصادية على البلاد، بالخطّة الأميركية لإحداث الفوضى في لبنان. والفوضى، كما يريدها الأميركيون، هدفها ضرب حزب الله في لبنان ومِن خلفه خصوم أميركا في المنطقة. ويعطي مثلاً على ذلك، أن مجموعة العمل لأجل لبنان، والمُشَكَّلة من سفراء الدول الخمس الكبرى، كانت دائماً تضع في بندها الأول، مبدأ الحفاظ على الاستقرار الداخلي والوضع الأمني. لكنّه أخيراً، بات يشعر بأن الأميركيين يهملون هذا المبدأ، وهم في خطّتهم التي توصل إلى انهيار الوضع الاقتصادي وحصول غليان شعبي، إنّما يهددون استقرار لبنان في حربهم لتطويع خصوم أميركا، بدل الحفاظ على هذا البلد وحمايته. لكن ألا تتأثر المصالح الأميركية في حال انهيار لبنان؟ يردّ زاسبيكين على السؤال بسؤال: في حال الانهيار الاقتصادي وانهيار الدولة، ما هي الجهة الوحيدة التي ستحافظ على تماسكها؟ ثم يجيب السفير على نفسه: إنه «حزب الله». من هنا، لا يتوقّع الدبلوماسي المخضرم ألا يغامر الأميركيون إلى هذا الحدّ، وسيحاولون إبقاء البلاد تحت الضغط والأزمة، والثبات على شفير الانفجار. ومن لبنان، يناقش السفير الصراع في الخليج، من زاوية استبعاده حدوث الحرب، لكلفتها الباهظة على الجميع. لكنّه لا يرى أن الموقف الخليجي باعتبار إيران «شراً مطلقاً» مفيد لفتح باب الحوار بين الجانبين والبحث عن آليات للعمل المشترك بدل تبادل الاتهامات والحروب في الساحات، مؤكّداً أن الأحداث باتت تستوجب حواراً إيرانياً ــــ سعودياً من دون خلفيات مسبقة، ومشيراً إلى أن الأميركيين يستفيدون من هذا الصراع للسيطرة على أموال الخليج. وهنا في الشرق، يقول السفير إن علاقة روسيا مع سوريا وإيران أعطت نموذجاً عن كيف يحافظ الروس على تحالفاتهم، بنقيض الأميركيين الذين يتخلّون عن حلفائهم لأجل مصالحهم. ويؤكّد أنه بالإضافة إلى علاقة الصداقة والتحالف مع سوريا وإيران، فإن روسيا استطاعت أن تبني علاقات تعاون مع تركيا ودول الخليج، وأن الاقتصاد الروسي على الرغم من العقوبات والحرب الاقتصادية الأميركية، فإنه يحافظ على استقراره...

سوريا....

المشكلة في سوريا اكثر تعقيداً وخطورة.. إذ لم يلتفت المجتمع الدولي الى مطالب الشعب السوري ومعاناته التي امتدت لحوالي نصف قرن... بسبب النظام الديكتاتوري الحاكم.. واعتبر ان معركته هي مع الارهاب والتطرف ... وتضافرت قوى التحالف الدولي مع المجموعات الايرانية التي يتهمها اليوم بانها ارهابية ومتطرفة في قتال الشعب السوري وتشريده واعادة توزيعه ديموغرافياً ومنعه من تحقيق الانتصار واقامة دولة ديمقراطية متعددة الاطياف والاعراق والاديان.. وكيف يمكن لنظام انتفض الشعب بكافة اطيافه ضده ان يعيد بناء مجتمع منقسم ومهدم واعادة اللحمة بين ابنائه وهو يعود لممارسة سياسات امنية وطائفية سبق له ممارستها وادت الى انتفاضة واسعة... لدرجة الاعلان عن اعتقال احد اعضاء اللجنة المكلفة بوضع الدستور من قبل النظام الحاكم..؟؟؟؟ والتي وافقت عليها دول محور الاستانة والامم المتحدة وممثلها الخاص في سوريا...ويمكن القول أن التدخل الروسي في سوريا لم يكن بعيداً في الشكل والمضمون عن التدخل الاميركي واهدافه .. بل حتى يوازيه اجراماً ..

  • فقد كشفت وزارة الدفاع الروسية عن حصيلة عملياتها العسكرية في سوريا خلال العام المنصرم، وقالت بأن 68 ألف عسكري روسي خاضوا العمليات القتالية و«اكتسبوا خبرات قتالية عملية كبرى» بينهم 460 جنرالا وصفوا بأنهم قادوا الحرب في سوريا. وعكست الحصيلة السنوية التي أعلنت عنها الوزارة أن روسيا عمدت إلى تحقيق أوسع فائدة ممكنة من الحرب السورية على صعيد تدريب قواتها ميدانيا، إذ لفتت نشرة خاصة أصدرتها إلى أن الجيش الروسي أرسل كل ضباط الصف والضباط من الرتب العليا لتنفيذ مهمات واكتساب خبرات عملية في سوريا. ورغم أن روسيا تؤكد رسميا أنها لم تنشر قوات برية في سوريا منذ تدخلها المباشر في نهاية سبتمبر (أيلول) 2015. فإن النشرة فاخرت بأن عدد العسكريين الذين خدموا في سوريا بلغ 68 ألف شخص بينهم «كل قادة الدوائر العسكرية الروسية وقادة جيوش القوات البرية وجيوش القوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وقادة الفرق العسكرية و96 في المائة من قادة الألوية والأفواج».
  • أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أنها أوقفت إنتاج 12 نموذجا من الأسلحة الروسية بعد تجربتها الفاشلة خلال الحرب في سوريا. وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو: "أجرينا العديد من اللقاءات المكرسة لتحليل عمل أسلحتنا ومعداتنا العسكرية، ويمكنني القول لكم إنه تم تحديث نحو 300 نموذج من الأسلحة، مع الأخذ بعين الاعتبار الخبرة المكتسبة في سوريا، وهناك 12 نموذجا كانت تعتبر واعدة فأوقفنا إنتاجها"، بحسب تصريحه لصحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية.
  • قاعدة التنف هي اهم قاعدة تحتفظ الولايات المتحدة بها في سوريا .. والانسحاب الاخير الذي اعلن عنه ترامب قبل ايام بدأ بالتراجع عنه او بتخفيف حجمه عندما اعلن ان القوات الاميركية انتقلت من مواقع الى اخرى.. داخل سوريا بالرغم من ان البيان او التصريح الاول كان واضحاً بان الانسحاب الاميركي من شمال سوريا نهائي.؟؟ خاصةص بعد تصاعد الاعتراضات الاميركية الداخلية وحتى الاسرائيلية منها...

العراق.. المظاهرات التي انطلقت في العراق كانت مؤشر بالغ وبارز على مدى رفض المواطن العراقي للواقع السياسي والاقتصادي والامني الذي يعيشه اليوم العراق... كما يعبر عن رفض تفشي حالة الفساد التي انتشرت بشكل بالغ في الاوساط السياسية العراقية كما في مختلف القطاعات والحديث عن الاختلاسات وتراكم الثروات في ايدي مجموعة من المنتفعين تعم العراق... إذ وعقب اندلاع الانتفاضة الشعبية تم فصل اكثر من الف موظف بتهمة الفساد واحالتهم الى المحاكم ..

  • لقد بدا واضحاً ان الغضب الشعبي وحده كان خلف التظاهرات بحيث لم يتم تبني الحركة الشعبية من اية قوى سياسية عراقية..
  • القمع الوحشي للتظاهرات دفع بالمتظاهرين الى المطالبة باسقاط النظام لذلك تمت مهاجمة مقرات الاحزاب والمقرات الحكومية العراقية من قبل المتظاهرين ..
  • التحرك كان في معظمه في مناطق الجنوب حيث الاكثرية الشيعية بينما بقيت المنطاق الشمالية ومحافظة الانبار تحافظ على هدوئها مما يعني ان التحرك لم يكن طائفياً بل وطنياً ...ولتحقيق مطالب اجتماعية واقتصادية..
  • كما اكدت الشعارات المرفوعة في التظاهرات ان حالة الاعتزاز بالانتماء والروح القومية العربية قد عادت الى الحياة في العراق متجاوزة الانقسام المذهبي والديني...كما كان واضحاً عمق مشاعر العداء لايران لدى المتظاهرين ورفض التدخل الايراني في العراق..... ومع ذلك فقد اعلن قائد الوحدات الخاصة التابعة لقوى الأمن الداخلي الإيراني، العميد حسن كرمي، عن إرسال قوة مكونة من 7500 عنصر إلى العراق، مدعيا أنها لحماية "مراسم أربعين الحسين"، وسط اتهامات من المتظاهرين العراقيين للحرس الثوري والميليشيات التابعة له بالتدخل لقمع وقتل المحتجين. وقال كرمي الذي تتولى قواته مسؤولية مواجهة الاحتجاجات في إيران، في مقابلة مع وكالة "مهر" الحكومية، الاثنين، إن "أكثر من 10 آلاف من أفراد القوات الخاصة يتولون مسؤولية حماية مراسم الأربعين بشكل مباشر "...

اليمن..المعركة في اليمن قد امتدت لسنوات.. وفشلت ايران في احتلال اليمن والسيطرة على مضيق باب المندب والامساك بمدخل البحر الاحمر والهيمنة على الممر الالزامي نحو قناة السويس.. واستخدام اليمن منصة لاقلاق المملكة العربية السعودية استفزازاً وقصفاً وتهديداً... وقوات الحوثي اليوم لا تسيطر سوى على عشرة بالمئة من مساحة اليمن البالغة نصف مليون كلم2..وكل ما استطاعت ايران وميليشيات الحوثي تحقيقة هو اطالة امد الحرب العودة باليمن الى الوراء ثقافياً وفكرياً ودينياً..واقتصاد اليمن اليوم في حالة انهيار وعودة اليمن الى ما كان عليه قبل الانقلاب الحوثي تتطلب سنوات هذا اذا استقر الوضع الامني والسياسي.. مع نشوء حالة جديدة هي قوات الحزام الامني او قوى جنوبية ترفض العودة باليمن الى حالة الوحدة وتعلن رغبتها بالانفصال.....

خلاصات...

الصراع في المنطقة يمتد على مساحة الدول العربية التي تعيش اليوم حالة من القلق والتشرذم والصراعات الداخلية...من اليمن وصولاً الى بيروت عبر بغداد ودمشق.. والصراع الاميركي – الايراني يجري على ارضنا العربية وبين مكوناتنا دون تحقيق نتيجة بسبب التلاعب بميزان القوى ومنع انتصار فريق على فريق....ويمكن التوقف عند نقاط محددة نستخلصها من واقعنا المأزوم....

  • دول محور ايران برمتها تعيش ازمة اقتصادية خانقة .. والمظاهرات في الشوارع تؤكد هذا الواقع .. وازمة الدولار والعملات الصعبة تكشف عمق الازمة وتداعياتها على المواطنين وعلى الانظمة والتنظيمات ايضاً..
  • إن القرار الاميركي الذي اتخذ في عهد ادارة اوباما مع نهاية العقد الماضي والتي تقضي بدعم القوى المتصارعة في المنطقة دون الانخراط الاميركي المباشر في الصراع لا زالت سارية المفعول حتى الان.. وادارة ترامب تطبقها بدقة متناهية... فوجود الفي جندي اميركي على حوالي ثلث مساحة سوريا يؤكد ان الاعتماد هو على المكون الكردي في المنطقة.. كما ان وجود خمسة الاف مستشار اميركي في العراق.. يفيد بان القرارت الاميركية تجد من ينفذها بالوكالة وبالنيابة عنها...؟؟
  • إن السياسة الاميركية في المنطقة العربية قائمة على ابقاء الازمات لاطول مدة ممكنة.. مستفيدة من حالة الضعف العربي.. والتشرذم القائم بين مكونات المجتمعات العربية ... وانعدام الحوار كما انعدام الثقة بين كافة هذه المكونات..
  • عقب القصف الايراني لمنشآت ارامكو اعلنت الولايات المتحدة انها غير معنية بخوض حربٍ مع ايران وانها قد تدعم دول الخليج والمملكة العربية السعودية في حال خاضت هذه الحرب ضد ايران... ومع ذلك فقد ارسلت خبراء وجنود لتطوير منظومة الدفاع الجوي في السعودية..؟؟
  • استفادت الولايات المتحدة من التدخل الايراني في شؤون الدول العربية لتعزيز حال الانقسام الديني والمذهبي والاستثمار فيه.. بحيث اصبحت ايران في حالة عداء مع المجتمع العربي كما مع معظم المسلمين في العالم نتيجة الخطاب الديني واستخدام الدين في تجييش بيئة مؤيدة لها وتجنيدها في الصراعات المحلية والاقليمية... وفي المقابل تقدم الولايات المتحدة نفسها على انها راعية وحامية لهذه المجتمعات من ايران....؟؟
  • إن قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من شمال الفرات والسماح لتركيا بالتدخل العسكري في سوريا، سوف يضع تركيا في مواجهة مباشرة مع الاكراد ليس في سوريا فقط بل في المنطقة... وسوف يعزز الصراع بين الاتراك والاكراد لسنوات قادمة..
  • ان استخدام تركيا للمكون العربي في الصراع مع الاكراد سوف يؤسس لصراع عربي – كردي ايضاً وسوف يمنع التفاهم والتعاون والتعايش بين هذه المكونات ..
  • ان استخدام مظلومية الاكراد من قبل كافة الدول امر مسيء وغير اخلاقي... إذ عقب اسقاط الطائرة الروسية (السوخوي) من قبل تركيا استقبل بوتين زعماء اكراد من سوريا كما من تركيا ووعدهم بالمساعدة والتعاون.. وبعد التفاهم التركي – الروسي تم التخلي عنهم... والان تقوم الولايات المتحدة بالامر عينه.. فقد استخدمت القوى الكردية لسنوات في قتال ما اطلقت عليه قوى التطرف والارهاب.. والان تفسح في المجال امام تركيا لاجتياح مناطق الاكثرية الكردية واحتلالها...
  • بالرغم من الشعارات التي يرفعها الحوثيون (الموت لامريكا)... فقد اعلنت الولايات المتحدة عن اجراء حوار غير معلن مع القيادات الحوثية وشجعت دول التحالف العربي على اجراء الحوار مع الحوثيين....
  • لم تتعلم القيادات الحالية في المنطقة من تجارب القيادات السابقة التي سقطت نتيجة الحراك الشعبي او الانتفاضات المسلحة...فلا زالت هذه القوى التي تحكم اليوم تستعمل نفس اسلوب وممارسات القيادات السابقة من اساليب العنف والقتل والاغتيال والسجن والتعذيب .. وكانها كانت تتنافس مع سابقتها على التسلط وليس على ادارة البلاد بشكلٍ افضل..
  • كما انها تفتقد لمنطق الحوار وغياب الرؤية والتخطيط لادارة البلاد بشكلٍ افضل... كما انها لا تزال منغمسة في الفساد بشكلٍ يوحي بأن مستقبل المنطقة لن يكون اكثر قسوة وظلاماً صراعاً مما نعيشه اليوم..؟؟؟
  • إن تحالف الاستانة الذي يضم روسيا وتركيا وايران... مع غياب اي مكون عربي عنه حتى السوري الذي هو معني بالصراع وكان السبب الرئيسي لتشكيل هذا المحور يعني ان الامبراطوريات القديمة قد عادت الى احياء اطماعها في العالم العربي وهي تحاول تقاسم النفوذ في مختلف الدول التي تستطيع ان ترسم فيها حضوراً ودوراً..والبداية من سوريا...

لا بد من الانتقال من حالة الصراع الى حالة الحوار ومن حالة ضياع الهوية الى تحديد الانتماء والتركيز على المواطنة والانتماء الوطني تحت سقف الدولة المدنية ورفض الدولة الدينية ... مع احترام التعددية والانتماء العقائدي والعرقي والثقافي لكل مكون وفريق....

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,167,723

عدد الزوار: 6,758,514

المتواجدون الآن: 130