ارهاب الدول اشد فتكاً واجراماً من ارهاب المجموعات والافراد..

الثلاثاء 4 حزيران 2019 - 12:37 م     1581     0

ارهاب الدول اشد فتكاً واجراماً من ارهاب المجموعات والافراد..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

لا يمكن تبرير اية جريمة، سواء من ناحية ارتكابها او لجهة تبرير اسبابها.. فالجريمة ممكن ان تصيب اي انسان، وخاصةً البريء، سواء كان امراة او طفل او شيخ كبير او حتى شباب يافع او رجال في مقتبل العمر.....

الجشع السياسي والحقد الديني والطمع الاقتصادي والتمسك بالسلطة، كلها اسباب دافعة لارتكاب الجريمة الارهابية التي تتفاوت وسائل ارتكابها..من القتل بادوات قتلٍ بسيطة، اي اسلحة فردية قد تكون نارية او سلاح ابيض، الى القصف بالطيران والمدفعية والاسلحة الصاروخية الى استخدام القنابل الجرثومية والكيميائية..

بحسب جريدة الشرق الاوسط...فقد أكد الكرملين، أن الجيش الروسي لا يستهدف إلا «إرهابيين» في محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، فيما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، روسيا وحليفتها دمشق بقتل «العديد من المدنيين الأبرياء» في تلك المنطقة. واستمر القصف على مناطق في ريف إدلب مع معارك شرق اللاذقية وجنوب إدلب. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين إن «القصف الذي يقوم به الإرهابيون من إدلب غير مقبول، ويجري اتخاذ إجراءات لإسكات مواقع المدفعية هذه». وأضاف: «في إدلب، لا يزال هناك حشد كبير لإرهابيين ومقاتلين يستخدمون هذا الوجود لاستهداف مدنيين أو القيام بأعمال عدائية ضد منشآت عسكرية روسية»...؟؟؟؟؟؟؟

واستناداً الى جريدة الشرق الاوسط ايضاً فقد منعت روسيا ..صدور بيان عن مجلس الأمن يدين الحملة العسكرية التي يشنّها النظام السوري في منطقة إدلب، وتخشى الدول الغربية أن تؤدي إلى كارثة إنسانية. وقالت روسيا في رسالة إن البيان «غير متوازن» لأنه لم يتطرّق إلى بلدتي هجين والباغوز حيث عانى المدنيون بسبب المعارك بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» ومسلّحي تنظيم «داعش». وكانت بلجيكا وألمانيا والكويت قد اقترحت النص بعد اجتماعين طارئين للمجلس على خلفية تصاعد أعمال العنف في المنطقة الخاضعة لسيطرة مقاتلي فصائل معارِضة. والشهر الماضي منعت روسيا صدور بيان يحذّر من كارثة إنسانية إذا شنّت قوات النظام هجوماً واسع النطاق على منطقة إدلب التي تضم نحو ثلاثة ملايين نسمة، علماً أن بيانات مجلس الأمن تتطلب إجماع دوله الخمس عشرة الأعضاء. وصعّدت سوريا وحليفتها روسيا الغارات والقصف على إدلب منذ أبريل (نيسان) الماضي مما أجبر وأرغم 270 ألف شخص على النزوح. وقال مساعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكيي إن موسكو اعترضت على كل ما تضمّنه البيان المقترح. وأضاف أن «المواقف معروفة»، معتبرا أن «اقتراح وثيقة كتلك هو من باب العلاقات العامة، وليس من أجل إيجاد حل». ويتضمن البيان المقترح تعبيراً عن «قلق بالغ إزاء تزايد حدة الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا»، بما في ذلك ضد مستشفيات وعيادات ومدارس. ويحذّر من «كارثة إنسانية محتملة إذا ما أُطلقت عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غرب سوريا»...

وكان موقع سبوتنيك الروسي قد نشر ما نصه..."أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الاثنين 11 آذار/مارس، أنه تم اختبار أكثر من 300 نموذج من الأسلحة الروسية الجديدة في سوريا. وقال شويغو: "لقد اختبرنا في سوريا 316 نموذجا من الأسلحة الحديثة". وبدأت العملية العسكرية الروسية في سوريا، يوم 30 أيلول/سبتمبر من عام 2015، بناء على طلب من الرئيس السوري بشار الأسد. تم خلالها القضاء على أكثر من 86 ألف إرهابي و830 قياديا في الجماعات المسلحة. وأنشأت كل من روسيا والعراق وإيران وسوريا مركز عمليات في بغداد لتنسيق المعركة ضد تنظيم "داعش" وغيره من التنظيمات والجماعات الإرهابية.وقد كانت وزارة الدفاع الروسية قد أكدت في مرحلة سابقة... أنه تم خلال العملية العسكرية في سوريا اختبار أكثر من 300 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية، بما فيها مقاتلات الجيل الخامس "سو-57"، ومنظومات الدفاع الجوي "بانتسير - إس 2"، ومدرعات "ترميناتور-2" والروبوت القتالي "اوران-9" المدرع وغير ذلك من صنوف جديدة من الأسلحة الروسية..."

الارهاب الروسي والايراني ومن يتحالف معهما من ميليشيات تكفيرية طائفية تقوم بعملية ابادة منهجية للشعب السورية .. بحيث تمارس عمليات القتل بشكل جماعي وواسع مستندةً الى الفيتو الروسي الذي يحمي المجرمين والارهابيين من ان يتم معاقبتهم او محاسبتهم بما فيهم عناصر الجيش الروسي.. والارقام التي نشرها وزير الدفاع الروسي تشير الى حجم الجريمة المنظمة التي ارتكبها الجيش الروسي وحده، فما هو حجم الجرائم التي ارتكبتها القوات الايرانية والميليشيات الشيعية الارهابية التي تقاتل الى جانب الميليشيات المحلية في سوريا..؟؟؟ حيث لا احصاءات ولا بيانات توضيحية.. !! ولكن بالنسبة لكل مراقب يكفي الاستماع الى روايات الناجين من النازحين والمهجرين من المواطنين السوريين والعراقيين..وحول الشأن العراقي فقد نشرت جريدة الجريدة...ما يلي: "توالت الإدانات للحادث الذي جرى في قرية أبو الخنازير بمحافظة ديالى، عندما هاجم مسلحون مجهولون، يعتقد أنهم ينتمون الى بعض الميليشيات الشيعية المنفلتة، القرية التي يسكنها السنة مساء السبت الماضي، وقتلوا 3 أشخاص من أسرة واحدة، مما ادى الى موجة نزوح من القرية، وسط اتهامات لقوى الأمن الموجودة في البلدة بالتواطؤ..."

ومؤخراً اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم الإثنين الثالث من حزيران / يونيو 2019، "نظام الأسد وروسيا باستخدام أسلحة محظورة دولياً، في هجمات غير مشروعة على المدنيين شمال غربي سوريا في الأسابيع الأخيرة. وأفادت المنظمة الحقوقية في تقرير لها أن التحالف العسكري لنظام الأسد وروسيا نفذ منذ 26 من نيسان 2019، مئات الهجمات يومياً على مناطق في محافظات إدلب وحماة وحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، ما أسفر عن مقتل 200 مدني بينهم 20 طفلاً. ونقلت المنظمة عن مسعفين وشهود عيان تأكيدهم استخدام نظام الأسد وروسيا الذخائر العنقودية، والأسلحة الحارقة المحظورة في الهجمات، إلى جانب البراميل المتفجرة التي لها آثار واسعة في المناطق المدنية المأهولة بالسكان. كما وثق مسعفون ونشطاء خلال الأسابيع الثلاثة الماضية 10 هجمات على الأقل باستخدام صواريخ عنقودية "أوراغان" عيار 220 مليمتر، إضافة إلى هجمات بصواريخ محملة بالذخيرة الحارقة، وهجمات عشوائية أخرى على المدنيين. وقالت لما فقيه مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش "يستخدم التحالف العسكري السوري-الروسي خليطاً من الأسلحة المحظورة دوليا والعشوائية ضد المدنيين المحاصرين"..."

محاربة التنظيمات المتطرفة، لا تبرر لدولة عظمى مثل روسيا او لدولة دينية مثل ايران او لميليشيات متطرفة تكفيرية ترعاها ايران بان تمارس سياسة القتل والتهجير والاعتقال ضد الشعب السوري وسائر شعوب المنطقة.. بذريعة محاربة داعش والنصرة .. وهل استطاع سلاح الجو الروسي ومن يؤيده التمييز بين المدنيين والمتطرفين...؟؟؟ وهل ملايين المواطنين الذين تم تهجيرهم من مدنهم وقراهم وتدمير منازلهم ومزارعهم ومصالحهم هم ارهابيون..؟؟ من يقتص لهم من هذا التحالف الاجرامي الذي يستبيح الدم والارواح ..؟؟ ومن يقوم بالتعويض عليهم جراء ما تعرضوا له من خسائر بشرية ومادية..؟؟

اذا كانت مهمة هذا التحالف حماية الشعب السوري من الارهاب..؟؟ فهل غارات الطيران الصهيوني لا تدخل تحت هذا التصنيف..؟؟ هل هي غارات صديقة وودية..؟؟ واذا كان قصف المجموعات المتطرفة مبرراً لدى روسيا ومن يتحالف معها من قوى دينية ..؟؟ فما هو تبرير بل تفسير تخاذلها وعجزها عن حماية الشعب السوري من غارات الطيران الصهيوني..؟؟؟؟ او بالاحرى عدم ممارسة حق الرد على هذه الغارات..؟؟

الارهاب لا يمكن ان يكون درجات وتصنيف، بحيث يتم اعتبار بعضه على انه مقبول وآخر غير مقبول.. كما اشارت الرسالة الروسية الى مجلس الامن في معرض تبرير الغارات الروسية..؟؟ كما ان ما ذكره وزير الدفاع الروسي في توضيح دور القوات الروسية وما ارتكبته لا يمكن قراءته الا في اطار ممارسة سياسة القتل الارهابي بحق الشعب السوري واتخاذ المدنيين اهداف بشرية حية لممارسة هواية القتل بحق المواطنين السوريين بدمٍ بارد وبدون اية احاسيس انسانية..!! وهذا ينطبق ايضاً على كل من يتحالف معها.. من مجموعات تقدم نفسها على انها ملتزمة دينية وتدافع عن الحق والمظلومية والمظلومين..تحت راية الولي الفقيه الايراني..؟؟

ما نود الاشارة اليه في نهاية عرضنا هو ان اجرام التنظيمات الارهابية والمتطرفة يبقى مع تطرفه وتداعياته اقل حجماً وتاثيراً من الارهاب والاجرام الذي تقوم به دول وميليشيات ترعاها دول تحت شعارات دينية او سياسية.. من حيث عدد القتلى والجرحى والدفع باتجاه التهجير والنزوح كما لا زال يجري في سوريا والعراق..!!

وتبقى الجريمة ارهابية في طبيعتها ونتائجها لا يمكن تبريرها سواء ارتكبها نظام او دولة او مجموعات وافراد..؟؟؟