من لا يملك رؤية سياسية واقتصادية يستخدم لغة الترهيب من الاخرين..

تاريخ الإضافة الأحد 7 نيسان 2019 - 8:07 ص    عدد الزيارات 1534    التعليقات 0

        

من لا يملك رؤية سياسية واقتصادية يستخدم لغة الترهيب من الاخرين..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

يعاني لبنان من ازمة سياسية وانقسام سياسي، ومن وجود ميليشيات مسلحة مذهبية متورطة في صراعات وحروب متعددة.. ويعيش لبنان واللبنانيين ازمة اقتصادية خانقة نتيجة عدم ثقة المجتمع الدولي بالقوى السياسية اللبنانية الحاكمة.. وبسبب عزل لبنان سياسياً عن محيطه العربي والحاقه بمحور ايران بقوة سلاح الامر الواقع...ولا يخفى على احد في الداخل والخارج حجم انتشار الفساد في جسم السلطة السياسية كما الجسم الاداري للهيئات والمؤسسات الرسمية...

السياسة الخارجية اللبنانية التي يقودها وزير الخارجية جبران باسيل منسقاً ومتناغماً مع حزب الله ونظام الاسد تزيد من عزلة لبنان وابتعاده عن محيطه العربي..

الامن في لبنان بالتراضي طالما ان هناك لجان امنية تنسق العلاقات بين ميليشيا حزب الله والمؤسسات الامنية.. وطالما ان ميليشيا حزب الله متورطة في حروبٍ خارجية ..مما يعني ان المسلحين يعبرون الحدود عبر معابر رسمية او غير رسمية وفي الحالتين يدل هذا الامر على انتقاص او غياب سيادة الدولة عن معابرها الحدودية وبالتالي لا يمكن الحديث عن الحدود المضبوطة والامن المنضبط.. ؟؟

الوضع الاقتصادي يتراجع بل يتدهور، وبدلاً من البحث عن حلول جدية ومعالجة المشاكل الحقيقية، يتم الجدل حول من يتحمل المسؤولية ..؟؟ في تجاهل كامل لكافة التحذيرات المحلية والاقليمية والدولية من السياسات الخاطئة سياسياً واقتصادياً التي تؤدي الى تراجع الاقتصاد اللبناني..؟؟ ومن ضرورة اصلاح الادارة ووقف الهدر والفساد وتقنين الانفاق العام..؟؟

كيف يمكن ان نتعاون مع المجتمع الدولي لدعم لبنان واقتصاده وحماية استقراره، اذا كنا نسمح بوجود ميليشيات مسلحة على الاراضي اللبنانية..؟؟ معادية للمجتمع الدولي والعربي وتعلن الولاء والارتباط بمحمور ايران، التي تعجز عن معالجة شؤونها الداخلية وازماتها البيئية واخبار كوارث الفيضانات في المحافظات الايرانية والتي اصابت الشعب الايراني مؤلمة وحزينة....؟

امام هذا الواقع لا يملك الفريق الحاكم سوى ترهيب اللبنانيين من النازحين السوريين..ومن بعض قوى الداخل..؟؟ وتعميق مفاهيم الاقليات والاكثريات في المجتمع اللبناني..؟؟ واثارة الخوف والقلق بين مكونات الوطن الواحد والامة الواحدة..خدمةً لمشروع تقسيمي تدميري تقوده ايران في المنطقة..؟؟

استخدام لغة الترهيب من الاخرين دون مبرر هو عمل يرقى الى ان يكون سلوك ارهابي بحد ذاته..؟؟

فقد نشرت جريدة الحياة في 7/4/2019...جبران باسيل....انه قال: "خوفنا الحقيقي في موضوع النازحين هو التوطين وتهجير السكان الاصليين، ولا حجة لعدم مواجهة هذه الظاهرة انسانيا ووطنيا". واعتبر أن "ازدياد البطالة وتراجع الاقتصاد هو بسبب بعض المسؤولين الذي يمارسون صلاحيتهم للضغط على المحافظين والبلديات ليثبتوا هذا النزوح"...

ليست المرة الاولى التي يتناول فيها جبران باسيل هذا الموضوع هو وفريقه الحاكم، بل إن هذا الخطاب اصبح متداولاً بكثرة لدرجة ان هذا الفريق نسي انه قد مارس سياسة ترهيب اللبنانيين من الوجود الفلسطيني لمدة سنوات قبلاً..؟؟؟

المواطنة والشعور بالانتماء للوطن على قاعدة عدالة النظام والقوانين والتطبيق والقضاء على الفساد وتحقيق الانماء المتوازن وضبط الخطاب السياسي الى جانب العدالة الاجتماعية وتطوير النمو الاقتصادي، يعتبر المدخل الحقيقي للاستقرار وتعزيز العيش المشترك.. وليس بالاعتماد على حماية موسكو او طهران..؟ او بتعزيز الشعور بالدونية والانتماء الى الاقلية مما يثير الخوف دون شك ...!!

كذلك فقد نشر موقع العنكبوت ...نشر في 27 /3/2019ما يلي..ظهرتْ أولويات الجانب اللبناني في مقاربة العلاقة التاريخية مع روسيا، وسط كلامٍ لافتٍ من رئيس الجمهورية شكر فيه نظيره الروسي على «مواقفكَ المُدافِعة عن الأقليات المسيحية في المشرق التي مرّت بظروف صعبة لم تنته بعد، ونتمنى ان تستمر في هذه المساعدة»..؟؟؟

هل هذه اللغة والخطاب السياسي الداخلي كما الخارجي تبني وطناً قوياً وتؤسس لاستقرار وتعايش وتماسك وتناغم بين مكونات الوطن اللبناني وتعزز انتماء لبنان في محيطه العربي..؟؟؟

ماذا لو طلبت الاقليات الاخرى غير المسيحية لنفسها حماية دولة كبرى اخرى غير روسيا..؟؟ هل نسينا ما مر في تاريخنا عام 1840...و1860..من فتن ومحن وتدخلات ولم تكن حينها روسيا الى جانب المسيحيين..؟؟؟

ماذا لو طلبت الاكثرية ايضاً حماية ورعاية دول اقليمية او دولية من بطش وظلم اقلية معينة..؟ مدعومة من الخارج..؟؟ كما يجري في سوريا مثلاً...؟

من يحمي الجميع هو الدولة التي تملك سيادتها على اراضيها وتعزز سلطتها على مؤسساتها، ويكون السلاح الشرعي بيد مؤسسات الدولة دون سواها..!!

هذا الخطاب الذي يقدمه تيار سياسي حاكم.. لا يجعلنا نشعر بالاطمئنان على لبنان والكيان والاستقرار..؟؟ هذا الخطاب يؤسس لاستحضار التدخل الخارجي واستمرار واقع الانقسام والشرذمة بين ابناء الوطن الواحد..؟؟ ويعود بنا الى حقبة تاريخية مظلمة..؟؟

لقد اصبح من الواضح ان هذا الفريق الحاكم لا يملك رؤية سياسية ولا حلولاً لازمات لبنان المتفاقمة لذا يريد ان يأخذنا الى حوارات ونقاشات بعيدة عن الازمة الحقيقية التي تطال كل اللبنانيين اكثرية واقلية دون استثناء...!! الى جانب تعميق عدم الثقة بين اللبنانيين...وتوجيه العداء للمواطنين السوريين النازحين الى لبنان هرباً من بطش النظام واعوانه..في حين يدافع بعض اركان السلطة في لبنان عن نظام سوريا وممارساته.. ؟؟ بل ويقومون بخدمة همجيته وجبروته..؟؟

ان من يكون على راس السلطة او في صلبها يكون مسؤولاً عن كافة المواطنين وليس عن بعضهم..!! كما ان اللغة والمفردات والعبارات التي يجب ان تستخدم من المناسب ان تكون مدروسة في معناها وابعادها..؟؟

لان استخدام لغة الترهيب من الاخرين لحماية واستمرارية مشروع سياسي هو عمل غير مشروع، بل هو اقرب الى الارهاب الفكري والنفسي..؟؟

 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,380,495

عدد الزوار: 7,026,136

المتواجدون الآن: 70