هل يقود السنيورة المعارضة لمواجهة المشروع الديني الايراني في لبنان..

تاريخ الإضافة السبت 2 آذار 2019 - 8:01 ص    عدد الزيارات 1746    التعليقات 0

        

هل يقود السنيورة المعارضة لمواجهة المشروع الديني الايراني في لبنان..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..

خلال المؤتمر الصحفي قدم الرئيس السنيورة نفسه بحق على انه رجل دولة يستطيع تحمل المسؤولية ومواجهة الحملات وكشف الزيف وتقديم الحقائق...!! كما كشف الرئيس السنيورة في السياق نفسه هشاشة وخفة خصومه السياسيين، اي حزب الله ومن يمثله، إذ إن طريقة تقديم المعطيات والمستندات والوقائع كانت لافتة من حيث توصيف العناوين وتفسير المصطلحات، وطرح كل الوقائع امام الراي العام دون تردد او تقديم تبريرات..!!

الفكر الشمولي لا يستطيع ان يتحمل لغة الارقام والوقائع... ولا يمكنه التعايش مع رجال الدولة واصحاب الفكر الحر ولا يملك القدرة على النقاش والحوار والاقناع... اصحاب الفكر الشمولي يملكون القدرة فقط على التحريض وزرع الفتن والاوهام وبيع المواقف واقتياد الشباب الى المعارك الهامشية والجانبية عبر الحدود وتعزيز الانقسام الداخلي بين المذاهب والطوائف...واطلاق الاتهامات بالتخوين والفساد، وفي نفس الوقت تبرير فسادهم واعتباره حق الهي ومكسب ديني وخدمة لاتباع المذهب في بيئتهم المنغلقة والقاء الفتات لمن يقف الى جانبهم..؟؟ لذلك لا يستطيع حزب الله ان يتحمل وجود رجال فكر ومسؤولية وقدرة على المواجهة والادارة وتحمل مسؤولية السلطة...؟؟ ما يريدونه هو وجود ادوات واتباع فقط لا غير ..؟؟

لذا من الواضح ان حزب الله يحاول استنساخ الدور السوري البغيض في لبنان، حين اجبر بعض القيادات اللبنانية على الخروج من لبنان عقب احتلاله للبنان عام 1976، وكان العميد ريمون ادة زعيم الكتلة الوطنية ابرز المغادرين .. وتوالت سبحة المغادرة مع خروج الرئيس صائب سلام وغيره...من القيادات التاريخية للبنان.. ومن لم يخرج سقط صريعاً كالزعيم كمال جنبلاط، والمفتي حسن خالد، ورينيه معوض، وغيرهم كثير...ويبدو ان المطلوب اليوم هو خروج من لم يستسلم او ينحني للمشروع الايراني الديني.. والمطلوب ان لا يبقى في لبنان الا من يسير على خطى ايران ونهجها.. ومن ينفذ اوامرها ورغباتها... والا فإن الاتهامات حاضرة والاشاعات جاهزة والابواق مستعدة لاحتلال الشاشات وعناوين الصحافة تطلق الاتهامات وتنشر الاشاعات..

مشروع حزب الله ودوره انكشف للبعيد والقريب ..منذ سنوات ومحاولات كثيرة بذلها حزب الله وايران للانفتاح على بريطانيا وبعض دول اوروبا وعمل على هذا الخط عدد من الصحافيين والناشطين من بيئة حزب الله مقدمين كل ما يلزم من آيات الاعتدال والانفتاح.. ومع ذلك فقد اعتبرت بريطانيا ان حزب الله بشقيه السياسي والعسكري منظمة ارهابية ملتحقةً ببعض الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة.. فلماذا علينا ان نتحمل عواقب سياسات حزب الله والتحاقه بمشروع ديني لا نؤمن به ولا علاقة لنا به..؟؟ لذا فإن حزب الله يريد ان يبقى في لبنان من يقوم بتبرير سياساته القمعية والتسلطية والتحاقه بالمشروع الايراني، كما يبرر له تدخله الاجرامي في سوريا والعراق واليمن.. واساءاته للدول العربية، واستهدافه لها...والرسائل اتي تم توجيهها لبعض اعضاء البرلمان البريطاني كافية للدلالة على ما نشير اليه...وطبيعة الشخصيات التي يجب ان تبقى في لبنان دون ان تواجه اتهامات او تتعرض للتحريض...؟؟

لا يمكن مواجهة هذا المشروع الخطير الذي يريد ان يحول لبنان الى كيان خاضع لمشروع ديني لا قيمة للانسان فيه...الا بتضافر الجهود والقوى وانفتاح المكونات اللبنانية على بعضها البعض..وتعزيز سلطة الدولة على مؤسساتها وبسط السيادة على سائر الوطن دون استثناء..وتجدر الاشارة الى ان  المكون الشيعي يعاني كما يعاني سائر اللبنانيين من سياسة الهيمنة والمحاور ومن التراجع الاقتصادي والافلاس السياسي والانقسام العامودي داخل لبنان والعزلة التي تتزايد على لبنان من محيطه العربي والدولي...

نحن في لبنان اليوم على مفترق طرق..إما السقوط في هاوية المشروع الايراني.. او النهوض والعمل للخروج من دوامة المراهقة السياسية التي يمارسها هواة السياسة، او ادارة الشان العام والسياسة الخارجية والشؤون الداخلية كما تتم ادارة  الميليشيات في اوقات الحرب..

الرئيس السنيورة قدم النموذج الواضح لكيفية ادارة الدولة.. وشد عصب ونظر واهتمام اللبنانيين نحو ما يتهددهم من مخاطر واستهداف وقدم نفسه رجل المواجهة الحقيقية كما كان في يوم السابع من آيار/مايو 2008 المشؤوم..وقبلها خلال حصار السراي الحكومي..

لبنان الوطن بحاجة للنهوض وفي امس الحاجة لاعادة بناء على اسس صحيحة ..لان التسويات التي تتم انما هي على حساب لبنان واللبنانيين ومستقبل الاجيال المقبلة... ولخدمة مصالح شخصية وخاصة وحزبية وفئوية..

فهل يتقدم الرئيس السنيورة لجمع قوى المعارضة المشتتة لمواجهة المشروع الديني الايراني، تحت سقف اعادة لبنان الوطن والكيان الى ابنائه والعمل على جمع مكوناته .. وتحقيق سيادته واستقلاله عن محاور الازمات والحروب والعقوبات...

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,651,284

عدد الزوار: 6,906,729

المتواجدون الآن: 103