كلمة لمدير المركز حول معوقات الحوار الاسلامي - الاسلامي..

تاريخ الإضافة الجمعة 22 شباط 2019 - 8:07 ص    عدد الزيارات 927    التعليقات 0

        

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

حسان القطب....نص الكلمة التي القيتها خلال ادارة لقاء حول معوقات الحوار الاسلامي - الاسلامي...في المجمع الثقافي الجعفري.

نرحب بالاخوة الحاضرين كما نرحب بالاخوة المحاضرين باسم المجمع الثقافي الجعفري، كما نشكر فضيلة الشيخ محمد حسين الحاج على دعوته الكريمة لنا جميعاً للمشاركة في هذا اللقاء من خلال هذا الصرح الاجتماعي والثقافي والانساني، ونامل في ان تكون هذه الجلسة وهذا الحوار منطلقاً لتعميق التفاهم والابتعاد عن التباين، والاصغاء الى لغة العقل والمنطق والشريعة السمحاء، والابتعاد عن منطق الغلو السياسي والتصعيد الديني، ورفع الرايات والشعارات الدينية التي لا تؤدي الا الى اختلاق المزيد من التشنج والتوتر بين ابناء الامة الواحدة..؟؟ ولا تشكل سوى خدمة مجانية لكل من يتربص سوءاً بامتنا وشعبنا وثرواتنا واستقرارنا...ومستقبل عيشنا وابنائنا...؟؟؟

معوقات الحوار الاسلامي – الاسلامي عنوان جريء وطرح يتطلب مقاربة موضوعية بعيداً عن المزايدات والاصطفافات.. كما يجب ان يكون النقاش هادئاً وموضوعياً بحيث لا يتجاهل الاسباب والمسببات لفهم المعوقات ومن ثم معالجتها وتجاوزها وليس بهدف القاء اللوم او تحميل المسؤوليات..؟؟

اسمحوا لي هنا بان اؤكد باننا نختلف في امورٍ كثيرة عقائدية كما فقهية، ولكن هذا الخلاف والاختلاف يجب ان يكون مدخلاً لنفهم بعضنا اكثر وليعترف احدنا بالآخر.. ولنفصل الدين عن السياسة..؟؟ فلا نجعل السياسة في خدمة الدين ولا الدين في خدمة مواقفنا السياسية او العكس..؟؟ حتى لا يصبح الخلاف السياسي..سبباً لتكفير بعضنا البعض..؟ وهذا ما يحصل الان مع الاسف..؟؟ وحتى لا تصبح مواقفنا السياسية نابعة او مرتبطة يثوابتنا العقائدية..؟؟

إن معظم اللقاءات الحوارية التي تم عقدها بهدف تعزيز الحوار او التقارب الاسلامي – الاسلامي.. انتهت بالفشل او انها اصبحت تدور في حلقة مفرغة، او يذهب عملها هباء، او انها ارتبطت بمحور معين فاصبحت في خدمته ولتغطية ممارساته..؟؟ ومع تراكم المحاولات الفاشلة او شبه المتوقفة تصبح عملية إطلاق عملية حوار جديدة مغامرة غير مضمونة النتائج ويزداد حجم احجام المشاركين عن الانخراط فيها..!! لذا وقبل ان تتم عملية اطلاق اي لقاءات حوارية يجب من الجميع الاعتراف بإن كل فريق له خصوصيته وان احترام ثوابته امر لا بد منه..وبالتالي يتم العمل على تحديد الهدف الحقيقي للحوار.....وهي التالية:

- إطلاق الحوار الاسلامي – الاسلامي يجب ان يكون بهدف وضع اسس حماية التعايش بين المكونات الاسلامية من احترام خصوصياتها وعقائدها الى عدم المس برموزها الدينية وخاصةً التاريخية منها والحالية، والابتعاد عن كل ما يثير الحساسيات والنزاعات ووقف التحريض..

- الابتعاد عن اللقاءات والحوارات الاستعراضية التي تخفف من حدة المشكلة وخطورتها وكأن ما يجري على الساحة الاسلامية من صراعات وتباينات هو عبارة عن ازمة بسيطة عابرة..؟؟

- ان يتم تحديد الهدف الاساسي من الحوار ..؟؟؟ الحوار لتعزيز التقارب الديني..؟؟؟ ام اطلاق حوار لتقريب وجهات النظر السياسية..؟؟ لأن ما يجري ضمن اللقاءات الحوارية التي جرت سابقاً تضمنت مزج الديني بالسياسي..؟؟ لأن للحوار الديني رجاله وللحوار السياسي وجوهه..!! خاصةً وقد تبين أن من المعوقات الاساسية هو الخلط والتداخل بين الديني والسياسي..

إذاً ما هو الهدف من اطلاق حوار اسلامي – اسلامي..وما هي الطريقة المناسبة او الاسس المتينة لاطلاقة وانجاحه.. ..؟؟ هذا ما يجب ان نبحث عنه..؟؟؟ - هل هدف الحوار تعزيز حالة الوحدة بين المسلمين .. دينياً او سياسياً..؟؟ او الاثنين معاً..؟؟ او مجرد تخفيف الاحتقان وتبريد الساحات المتقابلة..؟؟..

في هذا الزمن الصعب والقاتم المظلم ...نحن بحاجة لرجال اصحاب جراة وقرار حقيقي يقدمون خير الامة ومصلحتها على مصالحهم الدنيوية .. وطموحاتهم السلطوية...ورغباتهم الحزبية او المذهبية..؟؟

لذا هنا اتوقف عند ما جرى عام الجماعة عام 41 هجرية...؟؟؟ حين صالح سيدنا الحسن بن علي سيدنا معاوية بن ابي سفيان .....حيث تمت المصالحة وحقنت دماء المسلمين وسمي عام المصالحة او الجماعة..؟؟ والمستغرب ان لا احد يتوقف عند هذه المصالحة لا من حيث الظروف والاسباب ولا من حيث ما تضمنته من بنود مهمة جداً تنسف الكثير من الاقوال والاتهامات..؟؟؟ حتى ان الكثيرين ربما لم يسمعوا بها ولم يقراوا عنها..؟؟ لماذا..؟؟؟؟

نص وثيقة الصلح

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما صالح عليه الحسن بن علي بن أبي طالب معاوية بن أبي سفيان : صالحه على أن يسلم إليه ولاية أمر المسلمين، على أن يعمل فيهم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله ، وسيرة الخلفاء الراشدين – وفي رواية : الصالحين – المهتدين؛ وليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً، بل يكون الأمر من بعده شورى بين المسلمين؛ وعلى أن الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله؛ في شامهم، وعراقهم، وحجازهم، ويمنهم ؛ وعلى أن أصحاب علي وشيعته آمنون على أنفسهم وأموالهم ونسائهم وأولادهم . وعلى معاوية بن أبي سفيان بذلك عهد الله وميثاقه، وما أخذ الله على أحد من خلقه بالوفاء، وبما أعطى الله من نفسه؛ وعلى أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) غائلة سراً ولا جهراً، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق . شهد عليه بذلك – وكفى بالله شهيداً –

ولما تم الصلح وانبرم الأمر : التمس معاوية من الحسن (رضي الله عنه) أن يتكلم بمجمع من الناس، ويعلمهم إنه قد بايع معاوية وسلم الأمر إليه، فأجابه إلى ذلك – وقال فيما قاله – : فنظرت لصلاح الأمة وقَطْع الفتنة، وقد كنتم بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وتحاربوا من حاربت؛ فرأيت أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه؛ وقد بايعته ورأيت حقن الدماء خير من سفكها، ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم، وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين..

وعن الصادق (عليه السلام) قال: إن معاوية كتب إلى الحسن بن علي (صلوات الله عليهما) أن أقدم أنت والحسين وأصحاب علي . فخرج معهم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري، وقدموا الشام، فأذن لهم معاوية، وأعد لهم الخطباء؛ فقال : يا حسن، قم فبايع؛ فقام فبايع . ثم قال للحسين (عليه السلام) : قم فبايع؛ فقام فبايع . ثم قال : قم يا قيس فبايع؛ فالتفت إلى الحسين (عليه السلام) ينظر ما يأمره، فقال : يا قيس إنه إمامي، يعني الحسن (عليه السلام) ...

وفي رواية عن الصادق (عليه السلام) أيضاً قال: دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري صاحب شرطة الخميس على معاوية ، فقال له معاوية : بايع ! فنظر قيس إلى الحسن (عليه السلام) ، فقال : أبا محمد ، بايعت ؟ … فقام إليه الحسن فقال له : بايع يا قيس، فبايع ..

وما جرى يعتبر مصداقاً لقول رسول الله (ص) في الحسن بن علي...( إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ ) .

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,180,220

عدد الزوار: 6,759,299

المتواجدون الآن: 134