قراءة في معوقات الحوار الاسلامي – الاسلامي..

تاريخ الإضافة الجمعة 21 كانون الأول 2018 - 6:42 ص    عدد الزيارات 1229    التعليقات 0

        

قراءة في معوقات الحوار الاسلامي – الاسلامي..

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

إن مجرد السعي لإطلاق حوار اسلامي – اسلامي، فهذا معناه ان هناك مشكلة وازمة علاقات.... وانه يجب العمل على تجنب احتمال أو امكانية ان يندلع صراع مسلح دموي بين الفريقين ..!! وهذا امر لا يمكن ان ننكره او نتجاهله مع ما نراه ونلمسه ونعيشه في مناطق الصراع العربية والاسلامية والدولية والتي يستخدم فيها كافة انواع الاسلحة الدينية من شعارات ورايات ويافطات وفتاوى التكفير، والتبرير لكل جريمة قتل او ماساة تهجير ونزوح، او عملية اخلاء واستبدال للسكان بحسب الانتماء المذهبي، وكاننا نتقمص المنطق الصهيوني تحت عناوين اسلامية متسلحين بفتاوى فقهية...!! وبتبريرات سياسية، من استخدام مصطلح المقاومة او مواجهة المشروع الصهيوني والاميركي والسعودي او المشروع الفارسي المجوسي في المقابل..؟؟

كيف يمكن معالجة هذا الانقسام وتجنب الصراع ..؟؟

لا يمكن ان تتم المعالجة بما يشابه نموذج تجمع العلماء المسلمين في لبنان الذي تم تاسيسه برعاية ايرانية، منذ اكثر من ثلاثة عقود، والذي فشل في تادية دوره الوحدوي كما تم الاعلان عنه والتعريف به عند اطلاقه... فقد اصبح لاحقاً ناطقاً باسم ايران ويخدم مصالحها..مع ما يقال في اوساط واسعة من ان اعضاؤه يتقاضون رواتب شهرية، وبياناته ومواقفه تكشف ارتباطه التي تذهب باتجاه واحد فقط..وقد تم استنساخ نموذج مشابه له في العراق كما في سوريا...وليس اليمن عنا ببعيد ايضاَ..؟؟

إذاً ما هو الهدف من اطلاق حوار اسلامي – اسلامي..وما هي الطريقة المناسبة او الاسس المتينة لاطلاقة وانجاحه.. ..؟؟ هل هدف الحوار تعزيز حالة الوحدة بين المسلمين .. دينياً او سياسياً..؟؟ او الاثنين معاً..؟؟ او تخفيف الاحتقان وتبريد الساحات المتقابلة..؟؟

يفترض من إطلاق الحوار بين القوى الاسلامية ان يخدم مفهوم التقارب، وان يسهم في ازالة جدار العزل والتباعد والانقسام بين هذه القوى..والسعي لتقريب وجهات النظر، وتخفيف الاحتقان، واستيعاب حالات التطرف هنا وهناك على حدٍ سواء ومنعها من التمدد والانتشار...!! والعمل لنقل الخلاف من الشارع الى غرف الحوار المغلقة بدايةً ومن ثم اسقاط التفاهم بين المتحاورين على الوسط الشعبي..!! إذ ليس المطلوب ان يكون كل مواطن فقيه او متبحر في العلم الشرعي ويعرف ما يجب وما لا يجب ان يقوله..او يفعله..؟؟

البعض يظن وخاصةً الجهات الراعية لهذه اللقاءات ان بامكانها استيعاب المتحاورين وجذبهم الى مربعها فيتم انتقاء بعض المحاورين المناسبين من اصحاب المواقف الضبابية وغير الجريئة، التي تعطي الجهة الراعية كل ما تشاء، وفي اللقاءات الخاصة مع جمهورها او مع من يشبهها تتحدث بلغة مختلفة تماماً منكرةً ومستنكرةً لمواقف الطرف الآخر..؟؟ وبعضها يقوم بتمويل نماذج دينية تقدم له ما يريد من فتاوى ومواقف سياسية قبل الدينية والدفاع عن سياساته ومواقفه.. والجميع يعرف حجم تمويلها..؟؟ وفشلها ايضاً في التقريب بين المسلمين والاسلاميين المتصارعين..؟؟ بل ربما تؤدي دوراً عكسياً يؤجج الخلاف والفراق..!!

لذلك فإن معظم اللقاءات الحوارية التي يتم عقدها بهدف تعزيز الحوار الاسلامي – الاسلامي.. تنتهي بالفشل او يذهب عملها هباء، ومع تراكم المحاولات الفاشلة تصبح عملية إطلاق عملية حوار جديدة مغامرة غير مضمونة النتائج ويزداد حجم احجام المشاركين عن الانخراط فيها..!! لذا وقبل ان تتم عملية اطلاق اي لقاءات حوارية يجب الاعتراف بإن كل فريق له خصوصيته وان احترام ثوابته امر لا بد منه..وبالتالي يتم العمل على تحديد الهدف الحقيقي للحوار.....

  • بدايةً يجب ان نبتعد عن اعتماد الحوار تحت تحقيق شعار " الوحدة الاسلامية" لانه لا يمكن تحقيق الوحدة الاسلامية مطلقاً استناداً الى الاسس العقائدية التي يحملها ويعتنقها كل فريق ...وهي متباينة ومتعارضة.. بشكلٍ لا يقبل النقاش ومع عدم استعداد اي فريق للتراجع عن عقيدته ..يجب ان نتجنب الحديث عن الوحدة الاسلامية.. ؟؟
  • إطلاق الحوار الاسلامي – الاسلامي يجب ان يكون بهدف وضع اسس حماية التعايش بين المكونات الاسلامية من احترام خصوصياتها وعقائدها الى عدم المس برموزها الدينية وخاصةً التاريخية منها والحالية، والابتعاد عن كل ما يثير الحساسيات والنزاعات ووقف التحريض..
  • الابتعاد عن اللقاءات والحوارات الاستعراضية التي تخفف من حدة المشكلة وخطورتها وكان ما يجري عبارة عن ازمة بسيطة عابرة..؟؟
  • المطلوب ان يتم تحديد الهدف الاساسي من الحوار ..؟؟؟ الحوار لتعزيز التقارب الديني..؟؟؟ ام اطلاق حوار لتقريب وجهات النظر السياسية..؟؟ لأن ما يجري ضمن اللقاءات الحوارية التي جرت سابقاً تضمنت مزج الديني بالسياسي..؟؟ لأن للحوار الديني رجاله وللحوار السياسي وجوهه..!! إذ يبدو حالياً..وكان احد الفرق المتحاورةإنما يهدف من خلال إطلاق هذا الحوار العمل على تبرير مواقفه السياسية وممارساته المسلحة وتحالفاته السياسية مع قوى مناقضة لعقيدته وادبياته من خلال الاضاءة على هذا الحوار اعلامياً بهدف امتصاص الغضب الشعبي ضده..؟؟ وهنا يبرز الخلط والتداخل بين الديني والسياسي..وعلى سبيل المثال التفاهم والتقارب بين حركة حماس وحزب الله لا يعني تقارباً سنياً – شيعياً.. بل هو تحالف سياسي يخدم وجهة نظر واهداف كل فريق.. وكذلك اللقاءات التي تتم بين الجماعة الاسلامية في لبنان وحزب الله..؟؟؟
  • بعد ان يتم الاتفاق على تحديد العناوين الرئيسية للحوار .. حينها يجب وضع خارطة طريق للنقاط التي يجب التحاور حولها سواء كانت دينية او سياسية.. وتحديد سقف التوقعات او الهدف الذي نسعى للوصول اليه من خلال هذا الحوار حتى لا نصطدم بجدار التناقض والانقسام فيما بيننا والذي هو قائم فعلاً حالياً...وكذلك حتى يتم الالتزام بجدول نقاط الحوار ولا يصبح اللقاء مجرد حواراً جدلياً يتكرر عند كل لقاء، ويدور في حلقة مفرغة لتسجيل نقاط بين الشخصيات المتحاورة..؟؟
  • الاعلام المنفلت والمتفلت هو اخطر سلاح يعزز الانقسام ويؤجج الخلاف ويضلل الجمهور ويزيده عداءً وانقساماً لذلك يجب العمل على التواصل مع اصحاب القرار السياسي والاعلامي لوقف هذه الحملات او الحد منها على الاقل لتسهيل مهمة المتحاورين واعطاء الحوار جرعة مصداقية وجدية وفعالية...

 

 

 

 

 

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,099,905

عدد الزوار: 6,752,672

المتواجدون الآن: 97