غزة تَئِن...

تاريخ الإضافة الخميس 18 كانون الأول 2008 - 9:27 ص    عدد الزيارات 1513    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز - حسان قطب
تم إجتياح غزة عام 1967، من قبل العدو الصهيوني خلال حرب الأيام الستة، بسهولة نظراً لضعف الجيوش العربية وقلة خبرتها وسوء إدارة قياداتها لميدان المعركة..
ولكن إقامة وإدارة الإحتلال لقطاع غزة طوال فترة الإحتلال لم تكن بيسر معركة الإغتصاب للقطاع، فانطلقت المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة لتنتقم لضعف الجيوش العربية وهزيمتها في حرب الأيام الستة، وبدأ المجاهدون في تكبيد المحتل الخسائر التي تفادى خسارتها في معركة الإحتلال، وبدا للغاصب الصهيوني أن كلفة الهيمنة والسيطرة والإمساك بالقطاع المحتل ستكون باهظة ومكلفة، وبدا أن جنود الإحتلال وعملائه ومخابراته أعجز من أن توقف جذوة الجهاد وروح المقاومة التي اشتعلت في غزة...
فكان الإنسحاب من القطاع تنفيذاً لإتفاق أوسلو الذي أسس لبداية ما أطلق عليه لاحقاً السلطة الفلسطينية، في غزة والضفة الغربية... وكان الانسحاب الأخير الذي نفذه الإحتلال من المستوطنات المحيطة بقطاع غزة دون مفاوضات ودون مقابل تفادياً لاستمرار العمليات العسكرية التي ينفذها المجاهدون والمقاومون ضد المستوطنين، وكان هذا أول انسحاب من دون تفاوض مسبق، يقوم به المحتل الصهيوني تحت وقع ضربات المجاهدين...
إلى أن وقع الصراع السياسي بين القوى الفلسطينية المختلفة على سلطة محدودة، وعلى أرض لا تتجاوز مساحتها 450 كلم2، وعلى إمكانيات مادية ومالية ومعابر برية يهيمن عليها الاحتلال إدارةً وكماً ونوعاً وكيفيةً..وطريقةً وأسلوباً..
والضحية كانت قطاع غزة، وسكان القطاع من المواطنين الصابرين والمجاهدين الذين جاهدوا المحتل وما زالوا دون كلل أو ملل ودون تردد..وبعد أن كان المحتل أسير جريمة إحتلاله للقطاع والأراضي الفلسطينية يبحث عن حل يحفظ به ماء وجهه ووجه جنوده العاجزين عن مواجهة المجاهدين ومنازلتهم في ميادين الوغى وساحات الصراع، أصبحت المشكلة أن قطاع غزة بسكانه ومجاهديه أصبح أسير الصراع الداخلي، وأسير الحصار الظالم الذي يفرضه المحتل برعاية دولية وبضعف عربي وإسلامي يعجز عن وأد الفتنة بين الإخوة المتخاصمين وعن لم شمل القوى الفلسطينية التي جاهدت طويلاً وعانت كثيراً وضحت بكل ما تملك لتحصل على حريتها واستقلالها وحقها في الوجود..!!
وبعد أن كانت غزة رمزاً لصمود أمة وشعب في مواجهة المحتل الغاصب... تحولت غزة إلى سجن كبير ورمز لمعاناة وظلم وقهر لا يمكن السكوت عنه أو التغاضي عن أسبابه ونتائجه..
وإذا كنا ندرك أن معالجة الأسباب هي المقدمة الأولى للخروج من الأزمة السياسية التي يعاني منها الشعب الفلسطيني... إلا أننا لا نستطيع أن نفهم أو ان نقبل بأن يعاقب شعب برمته من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى ومعاقين...!! ولا يمكن أن نقبل بأن يدفع الطفل الفلسطيني الذي عانى القهر والحرمان والتشرد والحروب منذ ما يقارب القرن من الزمن ثمن مشاريع التسوية وثمن صراعات القوى المحلية والإقليمية ورغبتها في الإمساك بقرار سياسي أو الإنخراط في مشروع معين..
لقد عانى الشعب الفلسطيني كثيراً منذ إنطلاق مقاومته، وواجه تحديات كثيرة وخرج منها منتصراً.... وتعرض الشعب الفلسطيني لمغريات كثيرة للتخلي عن قضيته ولكنه رفض..كما تعرض الشعب الفلسطيني وعلى مدى عقود لحروب داخلية وإقليمية كثيرة بهدف الإمساك بقراره والإتجار بقضيته ومقاومته ولكنه رفض... من حصار بيروت الى حصار طرابلس..
واليوم إلى جانب دعوتنا للمجتمع الدولي والعالمين العربي والإسلامي الى العمل الجاد والسريع والحثيث لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني المظلوم الذي يتسبب في تعميق حالة الظلم والقهر لدى كل الشعب الفلسطيني، وبالتالي حالة الحقد والكراهية والانقسام والتشتت.. وذلك رحمة بالطفل الفلسطيني والمرأة الفلسطينية والشيخ الفلسطيني الذي لم ير من هذا العالم ومن المجتمع الدولي سوى الصمت على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال واليوم يرى هذا الشعب من خلال السكوت على هذا الحصار العالم بأسره شريكاً في الظلم وفي إرتكاب الجريمة الى جانب الاحتلال بحق شعب لا ذنب له سوى أنه يطالب بحقه في أرضه ووطنه..
كذلك فإننا ندعو كافة القوى الفلسطينية الى العمل المشترك الجاد والمباشر للم الشمل والسعي لوأد الفتنة والإحتكام الى مصالح الشعب الفلسطيني وحده دون سواه رحمة بهذا الشعب الصابر، ووفاءً لدماء المجاهدين الذين سقطوا دفاعاً عن هذه الأمة وخدمةً لهذه القضية.. فالعالم العربي والإسلامي بأسره يراهن على حكمة ووطنية المجاهدين والمقاومين والمسؤولين والقياديين في مختلف القوى والفصائل الفلسطينية للخروج من هذه الأزمة التي لا يجب أن تستمر لأنها تعطي المبرر للمعتدي للتمادي في جريمته وتعطي تجار الهيكل فرصة المتاجرة بدماء وتضحيات شعب لا يسعنا إلا الإنحناء أمام عظمة جهاده وقدرته على التحمل والصبر..

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,262,874

عدد الزوار: 6,942,690

المتواجدون الآن: 137