هيمنة حزب الله تجعل من الطائفة الشيعية الخاسر الاكبر في الانتخابات النيابية..
الجمعة 11 أيار 2018 - 9:23 م 
2016 
0
هيمنة حزب الله تجعل من الطائفة الشيعية الخاسر الاكبر في الانتخابات النيابية..
بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات..حسان القطب..
قد يبدو العنوان مناقض لما اشار اليه الاعلام اللبناني والاجنبي حول سيطرة حزب الله على المجلس النيابي، وامساكه بكافة نواب الطائفة الشيعية.. إذ من غير الممكن والمقبول ان نعتبر ان حزب الله خاسراً، في حين انه استطاع مع حليفه الرئيس نبيه بري الامساك بكافة نواب الطائفة الشيعية في لبنان والبالغ عددهم 27 نائباً.. لكن من المنطق القول ان قراءة الارقام شيء، واستشراف الاداء السياسي وتاثيرة على مستقبل الطائفة الشيعية في لبنان والمنطقة تحت رعاية وسياسة وتوجهات حزب الله شيء أخر...؟؟؟
اذاً اين تتجلى خسارة الطائفة الشيعية نتيجة اداء حزب الله وحليفته حركة امل في الانتخابات النيابية الاخيرة:
- نتيجة الانتخابات اظهرت انه قد تم اقفال كافة البيوت السياسية الشيعية في لبنان.. اختفى حضور آل الاسعد وأل الخليل وأل حماده، وآل الزين...وغيرهم.. وسبق ان كانت ماكينة حزب الله الاعلامية تتهم قوى اخرى في طوائف مختلفة بانها تسعى لاغلاق وانهاء البيوت السياسية... ولكن هذا لم يحدث في لبنان الا على المستوى الشيعي وبسبب سياسات وضغوطات حزب الله وحركة أمل.. ومن ينظر الى واقع الطائفة السنية والطوائف المسيحية يرى التنوع واضحاً..؟؟؟
- لذلك لم نشهد فوز اي نائب شيعي مستقل او اي نائب منتمي او مرتبط بحزب او مجموعة سياسية اخرى، او حتى من المجتمع المدني والهيئات الاجتماعية، بل تباهى حزب الله بانه الى جانب الثنائية الشيعية التي تمثلها حركة امل قد وضع يده على كافة المقاعد النيابية الخاصة بالطائفة الشيعية دون استثناء..
- تم تهميش وتغييب كافة القوى الثقافية والاعلامية والناشطة سياسياً واجتماعياً على الساحة الشيعية بقوة الاعلام وبقوة التجييش التحريضي، وبترهيب الناخب الشيعي من خطورة خسارة التحالف الشيعي لصالح قوى معادية وليس لصالح قوى تملك رؤية سياسية مختلفة ونهج سياسي أخر.. نواف الموسوي نائب حزب الله يقول في مهرجان انتخابي تحريضا على الانتخاب ما يلي: (إن المعركة في دائرة صور الزهراني هي معركة بين نهجين، بين نهج محمد بن سلمان آل سعود، ونهج المقاومة، وبالتالي فإن الصوت الذي لا يذهب إلى نهج المقاومة، حتى وإن لم ينزل إلى صندوق آل سعود سيحسبونه أنه ضعف للمقاومة، وسيقولون لنا أن هذه هي الأكثرية الشيعية الصامتة التي لا تريد التصويت لكم).. فاهداف المعركة الانتخابية لدى حزب الله تجاوزت البعد التنموي والسياسي فاصبحت صراع اقليمي...كما ان الموسوي اضاف ما يلي: (نحن وحركة أمل قادرون بعون الله على أن نحصل على 27 نائباً الذين يمثلون مكوناً لبنانياً أساسياً، ولكن هذا لا يكفي، بل يجب أن نزيد كتلتنا النيابية بضم حلفاء أساسيين إلينا)..
- لا يكتفي حزب الله كما اشار الموسوي الى وضع اليد على نواب الطائفة الشيعية بل يريد توسيع كتلته بضم نواب من طوائف اخرى..؟؟؟ فهو اذ يحذر طائفته من السماح بان ينجح اي مرشح من غير مرشحي التحالف الشيعي، الا انه لا يرى مانعاً او ضررا أو تعدياً بأن يهيمن على نواب طوائف اخرى لخدمة مشروعه..؟؟؟؟
- الهيمنة على كافة المقاعد النيابية، هذا ما حصل بالفعل، ولكن ليس باندفاع الناخب الشيعي نحو صندوق الاقتراع، بل بمنع المعارضين والمعترضين من ممارسة حقهم ترشيحاً واقتراعاً.. فقد أعلن محمد حمية، مرشح منطقة بعلبك الهرمل عن المقعد الشيعي ضمن لائحة الكرامة والإنماء المدعومة من حزب القوات اللبنانية (الذي يرأسه سمير جعجع) وتيار المستقبل (بزعامة سعد الحريري) في بيان له انسحابه من الانتخابات. وأوضح بيان الانسحاب أن القرار جاء على خلفية الضغوط التي وصفها بغير المسبوقة، واتهامه بمحاولة شق الصف (الشيعي). كما أشار إلى أن انسحابه جاء حرصاً على سلامة أهله وعائلته، ما قد يشي بتهديدات جسدية ومعنوية قد يكون تعرض لها أفراد من عائلته، من قبل الحزب المسيطر في المنطقة ألا وهو حزب_الله.)..كذلك فقد اعلن أعلن المرشح الشيعي عن دائرة بعلبك الهرمل الشيخ عباس الجوهري انسحابه من المعركة الانتخابية لمصلحة لائحة "الكرامة والإنماء" التي يرأسها النائب السابق يحي شمص، والتي تضم تحالف حزب "القوات اللبنانية" و "تيار المستقبل".....كما تم الاعتداء بالضرب على المرشح علي محمد حسن الامين، في الجنوب من قبل مناصرين لحزب الله وقد قام السيد علي الامين بالادعاء امام القضاء المختص على العناصر المعتدية..؟؟؟؟
قد يظن البعض سواء من مؤيدي او معارضي حزب الله والتحالف الشيعي، بان ما اسفرت عنه الانتخابات النيابية يعتبر نصراً حاسماً لحزب الله ومحور ايران، ولكن النتيجة الحقيقية هي على العكس تماماً وللاسباب التالية:
- إن على حزب الله والتحالف الشيعي ان يتحمل مسؤولية الطائفة الشيعية بشكل كامل فهو لا يستطيع ان يلقي اللوم بعد اليوم على قوى سياسية شيعية اخرى بانها لم تكن على مستوى المسؤولية او انها قد قصرت بالقيام بدورها..في خدمة المناطق الشيعية سواء في الجنوب او في شمال البقاع..؟؟؟ مع ان ما انفقه حزب الله في الحرب السورية والعراقية يكفي لانماء لبنان وليس المناطق الشيعية فقط..؟؟؟ ولكن حزب الله لا يجروء على الافصاح عن الكلفة البشرية والمادية لمعركته التي لا زالت مستمرة في سوريا وغيرها...؟؟؟؟
- لقد اصبح حزب الله جزءاً من السلطة السياسية والادارية والامنية، والدستورية.. ولم يعد بإمكانه لعب دور المعارضة ضمن السلطة التي هو شريك اساسي وحقيقي فيها.. فإذا كانت هذه السلطة فاسدة فهو جزء منها.؟؟؟ واذا استدانت فهو شريك في الاستدانه..؟؟؟ واذا اخطات فهو شريك في اتخاذ القرارات الخاطئة..؟؟؟ خاصةً وان الموسوي قد قال ما يلي: فقد أوضح أن المسؤولين عن الملف اللبناني في سوريا منذ عام 1990 حتى عام 2005، على رأسهم حكمت الشهابي يليه عبد الحليم خدام وغازي كنعان، سلبوا منّا ضمانات أساسية تتعلق بدورنا في المؤسسات الدستورية وفي آلية اتخاذ القرار، وليس أقل هذه الضمانات حقيبة المالية التي يشكل توقيع وزيرها التوقيع الثالث على قرارات مجلس الوزراء، أي أن 95% تقريباً من قرارات مجلس الوزراء ومراسيمه، لا بد أن تمر عبر توقيع وزير المالية، فاغتصبت آنذاك هذه الحقيبة بسبب الضغط السوري، وذهبت إلى رئيس الوزراء آنذاك الذي كان رفيق الحريري، وطوال تلك الفترة كان يفرض الحريري وبكل صراحة إرادته في توجيه السياسات الداخلية، ولكن اليوم ولأول مرة في تاريخ لبنان، نحن أمام قانون جديد يقوم على النسبية، وبالتالي يتيح تعديلاً ممكناً في النتائج التي كانت متوقعة عادة، وشدد على أن "النتائج في العملية الانتخابية اليوم متوقفة على أهلنا، الذين هم من سيقررون شكل المجلس النيابي المقبل، ومن هي الكتلة التي ستكون القاطرة الرئيسية التي تجر قطار المؤسسات الدستورية، وعليه فإما أن تبقى الأكثرية لتيار المستقبل، ونستمر في سياسة الاقتراض حتى الانقراض، أو أن نجري تعديلاً لهذه السياسات بحيث ننقذ لبنان من قعر الهاوية، لأننا في سفح الهاوية المؤدي إلى القاع".....
- لقد طال قادة ومؤسسات حزب الله الكثير من العقوبات الدولية، وخاصةً الاميركية منها، واي دمج بين مصالح الطائفة الشيعية ومصالح ومؤسسات حزب الله، قد تجعل من كافة مؤسسات ابناء هذه الطائفة عرضة للعقوبات الدولية والاميركية..؟؟
- حزب الله باعتباره تنظيم مسلح وليس سياسي فقط سوف يسعى لتطوير منظومته المسلحة وسوف يطلب من جمهور الطائفة تزويده بالشباب ليكونوا الى جانبه في مواجهاته المتنقلة عبر الحدود الدولية وحيث يجب ان يكون..؟؟ كذلك وحيث يرغب الراعي الاقليمي لحزب الله، (ايران)... فما هو موقف ابناء الطائفة من موقف وقرار حزب الله حينها..؟؟؟؟
- في حال وقع خلاف سياسي او غير سياسي بين حزب الله وفريق لبنان اخر، من الطبيعي ان يكون الخلاف حينها بين الطائفة الشيعية برمتها وذلك الفريق مهما كان حجم تمثيله السياسي او الحزبي او الطائفي..؟؟؟ لأن حزب الله يعتبر انه يمثل مكون لبناني بكامله يتمثل بالطائفة الشيعية، وبالتالي فإن الخلاف سوف يكون مع الطائفة الشيعية الخاضعة لهيمنة فريق حزبي والتي لا تملك قوى وقيادات بامكانها ان ترفض او تتخذ موقف مغاير لموقف وسلوك حزب الله..؟؟؟ لواد الفتنة ومعالجة الاسباب ووقف الصراع...
التفرد بالقرار والموقف والتمثيل ليس سوى شكل من اشكال الثقافة التي ترفض الاخر، وهذا السلوك هو نتاج الفكر الشمولي، والتربية التي تجعل من المستحيل ان يسمح هذا الحزب لجمهوره ومحازبيه ان يتعايش مع ابناء طائفته الذين يختلف معهم بالتوجه والرؤية والراي، فكيف الحال بمن يختلف معهم في العقيدة والثقافة والعلاقات والسياسة والارتباط .. !!!!
حزب الله بسلوكه هذا يتخذ من الطائفة الشيعية في لبنان متراساً لمواقفه، ويجعل علاقته مع ابناء الطائفة قائمة على الرعاية المتبادلة فهو يحمي الطائفة اذا ما استمرت في انتخاب ممثليه حتى لا تقع في يد خصومها كما اشار نواف الموسوي... والطائفة بحاجة لاستمرار حزب الله مهما كانت الكلفة باهظة لانها اصبحت اسيرة مواقفه وسياساته التي لا تستطيع ان تخرج عنها..؟؟؟؟؟؟
فاي مستقبل ينتظر لبنان والعلاقات الشائكة بين مكوناته في ظل هذا الخطاب التحريضي والانخراط في صراعات المنطقة..؟؟؟ وهذا التفرد في التمثيل واتخاذ المواقف المحلية والاقليمية..؟؟؟؟