قراءة في احداث الشغب التي وقعت في لبنان رداً على تصريحات الوزير باسيل....

تاريخ الإضافة الثلاثاء 30 كانون الثاني 2018 - 11:24 ص    عدد الزيارات 3226    التعليقات 0

        

قراءة في احداث الشغب التي وقعت في لبنان رداً على تصريحات الوزير باسيل....

بقلم مدير المركز اللبناني للآبحاث والاستشارات.. حسان القطب...

ما جرى في لبنان من احداث شغب، كشف حجم هشاشة الاستقرار، كما فضح عمق الانقسام بين السياسيين اللبنانيين سواء في ارتباطاتهم او في مخططاتهم، واهدافهم، كما تبين للجميع ان التفاهمات والاتفاقات التي تبرم بين القوى السياسية اللبنانية، سرعان ما تنهار على وقع تضارب المصالح، وتفاوت المغانم، او الحصص..

لذلك لا بد من قراءة تداعيات ما تم نشره من تسريبات صوتية مرفوضة شكلاً ومضموناً اطلقها وزير خارجية التيار الوطني الحر، جبران باسيل، بحق رئيس مجلس النواب نبية بري، او طبيعة رد الفعل الذي اطلقته حركة أمل في شوارع مختلفة من مدينة بيروت والضاحية الجنوبية او في مناطق اخرى من لبنان... بالرغم من انها كانت مضبوطة ومنضبطة ومقرر لها ان لا تتجاوز حدود ما شاهدناه حتى لا تخرج عن السيطرة لذا كانت ممنهجة ويمكن القول مبرمجة ومتنقلة بين المناطق والاحياء والشوارع، وكانت رسالة بالصوت والصورة، إضافةً الى انها عالية النبرة موجهة لرئيس الجمهورية قبل ان تكون في وجه رئيس التيار الوطني الحر..

  • بناءً على ما سمعناه وشاهدناه، يمكن اعتبار الحكومة الحالية اعتباراً من الان حكومة تصريف اعمال.. لا اكثر...مهما تم اطلاقه من تصريحات ومواقف مغايرة....
  • إن إمكانية حصول الانتخابات النيابية المقبلة والمقررة في شهر أيار/مايو المقبل... قد اصبحت في خطر، مع انقسام الشارع اللبناني وانفراط عقد الحلفاء الاقوياء....
  • إن إطلاق التصريحات بهذه القوة والجرأة ويمكن القول الخارجة عن المالوف في العمل السياسي، والعبارات التي استخدمت في ترجمة الخلاف بين القادة السياسيين، يؤكد ان ما جرى هو نتيجة تراكم معطيات كثيرة اقليمية ودولية، تتقاطع وتشير الى خطورة المرحلة المقبلة وما قد يتعرض له لبنان، في حال استمرت الحكومة في تجاهل الواقع الفوضوي والسلاح المنتشر، وعدم الاعتراض على التدخل الذي يمارسه فريق لبنان في ساحات عربية ودولية.. والتحقيق الاميركي حول نشاطات حزب الله الارهابية او تلك المتعلقة بالمخدرات.. مؤشر خطير...يجب متابعتها بعناية وبجدية...؟؟
  • إن تصريحات وتهديدات رئيس وزراء اسرائيل للبنان، بكافة مؤسساته وشعبه..تتناغم مع التصريحات والمواقف الاميركية، ومع حالة الحصار السياسي التي يعيشها لبنان، وتعطل الحياة السياسية المنتجة والانكماش والتراجع الاقتصادي في لبنان.... واي انقسام سياسي او مذهبي او ديني سوف يكون مؤشراً سلبياً... يعزز فرص العدوان على لبنان وشعبه...
  • تبين ان التفاهم الذي ابرم على عجل في 6 شباط /فبراير من عام 2006، بين حزب الله، والتيار الوطني الحر، في كنيسة مار مخايل، كان اتفاقاً مرحلياً، بحيث حظي حزب الله وحليفته حركة امل، بغطاء مسيحي كانت تفتقده لمواجهة مرحلة الانكفاء السوري عن الساحة اللبنانية.. ووصل رئيس التيار الوطني الحر الجنرال ميشال عون الى سدة رئاسة الجمهورية، كنتيجة حتمية لهذا الاتفاق.... الذي استفاد منه الطرفين في مرحلة صعبة من تاريخ لبنان...وكما يبدو فقد وصل التفاهم الان الى نهايته غير السعيدة...مهما حاول البعض ان يضفي عليه بعض التجميل او اعادة إنتاجه بطريقة من الطرق..
  • إن استخدام الشارع بهذه الطريقة قد اكد ان التناغم بين الكبار لا ينعكس بالضرورة على القواعد الشعبية، ويبقى استخدام الشارع وسيلة ضغط مفضلة لدى بعض القوى السياسية وعلى راسها الثنائي الشيعي، الذي يستطيع استخدام هذا الخيار وحمايته ورعايته...
  • إن من الواضح ان السلاح يحمي السلاح، كما قال نصرالله في السابع من أيار/مايو عام 2008، وكما يبدو ليس السلاح فقط، بل المشروع السياسي ايضاً والرموز السياسية التي تغذي التسلح وتستفيد من وجود هذا السلاح وانتشاره... إذ وقفت القوى الامنية بكافة مسمياتها شاهدة وليس متدخلة على جملة ممارسات فوضوية خطيرة والسبب ان اية مواجهة سوف تؤدي الى اندلاع صراع مسلح...
  • كما لم نسمع عن اية استنابات قضائية او مذكرات توقيف بحق متظاهرين او ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي لما شاهدناه وقراناه وسمعناه من شتائم والفاظ نابية تجاوزات الخلاف السياسي بمراحل، يصعب معها توقع نتائجها وتداعياتها..
  • واختفت مع الفوضى الامنية، تلك البيانات التي تصدر عن مرجعية امنية دأبت، تحدثنا عن أهمية الامن الاستباقي، والاعتقالات الوقائية، وقراءة افكار المتطرفين والمتشددين، قبل ارتكابهم للفعل الجرمي.. وكأن ما جرى امس من ممارسات لا يتضمن اية افعال متطرفة او تهديد السلم الاهلي والعيش المشترك، حتى ان احدهم كما ذكرت محطة تلفزيونية قد غاب عن السمع..؟؟؟؟؟ عندما حاولت الاتصال به...
  • لقد اعترض الوزير باسيل على عدم مناقشة مشاريع قوانين قدمها التيار الوطني، واعتبر ان تغييب المجلس النيابي عن العمل التشريعي يعتبر من اعمال البلطجة..؟؟ ولكنه هو نفسه، كان مرحباً ومؤيداً، بل ومشاركاً لاغلاق المجلس النيابي مدة عامين، في وجه حكومة الرئيس السنيورة..؟؟؟ وفي حصار مقر مجلس الوزراء وتعطيل الحياة السياسية في لبنان، وفي تدمير القطاع الاقتصادي في الوسط التجاري لمدينة بيروت...؟؟؟؟؟؟
  • لقد امتنع المجلس النيابي بشكل رسمي او بالتهرب، لأكثر من سنتين ونصف عن انتخاب رئيس للجمهورية خلفاً للرئيس السابق ميشال سليمان...؟؟ وكان هذا التصرف كما اشيع ونشر وقيل حينها انه سلوك في قمة الرقي وشكل من اشكال الممارسة الديمقراطية..؟؟؟؟؟ فماذا تغير..؟؟؟؟ من ذاك الحين الى يومنا هذا..؟؟؟ سوى تضارب المصالح..؟؟؟؟؟ بين المتخاصمين اليوم حلفاء الامس... على الوطن والكيان والاستقرار..؟؟

إن من الصعب بل من المستحيل تجاوز تداعيات ما جرى، بمجرد لقاء واعتذار وتبادل التصريحات، واعتبار ان ما جرى هو مجرد غيمة صيف عابرة...إذ لا يمكن بناء وطن ومؤسسات خارج اطار القوانين، التي تضبط الاداء والممارسة، ولا يمكن اعتبار هذا السلوك او حتى القرار مقبولاً في مرحلة معينة ومرفوضاً بل خطيراً في مرحلة اخرى..؟؟

كما يجب القول ان مستقبل لبنان الوطن والكيان سياسياً وامنياً واقتصادياً، لا يمكن ان يبقى رهينة مواقف سياسية متضاربة ومصالح فئوية متباينة...؟؟ الى جانب بقاء السلاح غير الشرعي منتشراً بقوة وكثافة بين يدي فريق لبناني.. ؟؟؟ وفي خدمة محاور اقليمية ودولية لا ترى في لبنان سوى انه ساحة تصفية حسابات وإطلاق رسائل في كافة الاتجاهات، ولا في ان يقع لبنان ضحية حربٍ عدوانية اسرائيلية تحرق الاخضر واليابس ..؟؟ .فكيف من الممكن انقاذ لبنان والشعب اللبناني من مغامرات سياسيين لا يحسنون تقديم مواقفهم السياسية بلغة واقعية وموضوعية وفي ترجمة خلافاتهم تحت قبة البرلمان لا في الشارع وعلى صفحات التواصل الاجتماعي..؟؟

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك..

 الأحد 24 آذار 2024 - 2:34 ص

"عرضة لأنشطة إيران وداعش".. تحليل: أمن واستقرار الأردن على المحك.. الحرة – واشنطن.. منذ السابع من… تتمة »

عدد الزيارات: 151,161,695

عدد الزوار: 6,758,079

المتواجدون الآن: 123