تصفية علي عبدالله صالح وإطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية على الرياض كان خطأ استراتيجياً ارتكبته ايران...

تاريخ الإضافة الأربعاء 20 كانون الأول 2017 - 4:10 م    عدد الزيارات 2939    التعليقات 0

        

تصفية علي عبدالله صالح وإطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية على الرياض كان خطأ استراتيجياً ارتكبته ايران...

بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات... حسان القطب..

الازمة اليمنية او بالاحرى الحرب اليمنية، التي باشرتها ميليشيات عبدالملك الحوثي، قبل عدة اعوام بعد الاستيلاء على السلطة في اليمن بقوة السلاح،، بدعم ومساندة مباشرة من ايران، وبعد نقض الاتفاقات الموقعة بين القوى اليمينة برعاية دول اقليمية ودولية، قد وصلت اليوم الى مراحلها الاخيرة، خاصةً بعد انتفاضة صنعاء، وتصفية علي عبدالله صالح الرئيس السابق لليمن، ومع تراجع الميليشيات الطائفية امام تقدم قوات الشرعية اليمينة على كافة جبهات القتال. إذ إن إطلاق هذه الصواريخ الباليستية، من قبل ميليشيا عبدالملك الحوثي على العاصمة الرياض، يذكرنا بالصواريخ التي اطلقها النظام النازي في المانيا مع نهاية الحرب العالمية الثانية على مدينة لندن العاصمة البريطانية آملاً في تجنب الهزيمة...

لقد استند الحوثيون في تمددهم وامساكهم بالسلطة في صنعاء، على دعم وتاييد الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر الذي يرأسه، وكان الحوار الذي ترعاه الامم المتحدة والذي يقوده المبعوث الدولي ولد الشيخ، يقوم على اعتبار ان الانقسام اليمني يعود الى الخلاف على اقتسام السلطة او توزيعها، وان علي عبدالله صالح يعتبر احد اطراف هذا النزاع.. الى جانب ميليشيا الحوثي، في مواجهة الشرعية اليمنية التي يمثلها رئيس اليمن الحالي عبد ربه منصور هادي، وان الحوار يجب ان يشمل كافة القوى اليمنية للتوصل الى حل يحفظ اليمن ويحترم حضور ودور وحجم كافة القوى السياسية اليمنية...!!

ولكن مع تصفية وقتل علي عبدالله صالح، من قبل عبدالملك الحوثي زعيم الميليشيا الطائفية، اصبح الصراع المسلح محصوراً بين الشرعية اليمنية، وميليشيا طائفية مسلحة متمردة مدعومة من دولة خارجية (ايران) بعد انكفاء حزب المؤتمر عن الساحة السياسية والعسكرية ومع غياب زعيمه المغدور، وبعد تصفية مئات الكوادر الحزبية، واحتجاز آلاف العناصر المؤيدة لحزب المؤتمر، وانضمام مجموعات لا باس بها من عناصر هذا الحزب وقواته الى قوات الشرعية اليمنية...!!

ثم جاءت بعد ذلك سلسلة عمليات اطلاق الصواريخ الباليستية الحوثية، على مدن المملكة السعودية، وخاصةً العاصمة الرياض، حيث أعلن عبدالملك الحوثي، أن «مدى الصواريخ متوسع ومستمر»، وأن «اليد الطولى ستنال من أماكن أخرى»....مهدداً باستهداف كافة مدن المملكة ومواقعها الاقتصادية والامنية... إطلاق هذه الصواريخ التي اشار تقرير سابق للأمم المتحدة انها مصدرها ايران، اثار استياء وقلق عواصم العالم، وكذلك الدول الاقليمية حتى تلك التي كانت تقف على الحياد في هذا الصراع.. فقد دانت واشنطن بشدة، إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على الرياض، ودعت الحرس الثوري الإيراني إلى وقف تسليح الحوثيين. وتساءلت المندوبة الأميركية في مجلس الامن عن طبيعة الموقف إذا ما كانت تلك الصواريخ الإيرانية استهدفت أوروبا أو أميركا، مشددة على أن السعودية دولة من مجموعة العشرين. وأعلنت أن "لدينا فرصة لمواجهة النظام الإيراني الذي ينتهك قرارات مجلس الأمن". وأضافت أن "الأعمال الإيرانية العدوانية ستتفاقم إذا لم يتم التصدي لها".. كما قال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لو دريان، إن إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً استهدف العاصمة السعودية الرياض يبرهن على وجود خطر من انتشار الصواريخ الباليستية على نطاق أوسع في المنطقة. كذلك أعربت سلطنة عُمان عن أسفها العميق لما وصفته بـ" تصعيد العنف غير المبرر في اليمن وعلى وجه الخصوص استخدام الصواريخ البالستية على العاصمة الرياض".

دون شك ان اغتيال علي عبدالله صالح واطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية، كانت له تداعيات سلبية على الميليشيات الطائفية التي يقودها عبدالملك الحوثي وعلى دولة ايران راعية هذه المليشيات ....وتتمثل هذه النتائج والتداعيات بالتالي:

  • لقد اصبح الحوار بين القوى اليمنية لا مبرر له مع غياب علي عبدالله صالح عن المشهد السياسي...مع ما يمثله من حضور شعبي ووزن سياسي.. إذ إن اغتيال علي عبدالله صالح قد زاد من عزلة الميليشيا الحوثية وجعل من طهران الحليف الوحيد طبعا الى جانب حزب الله اللبناني، لهذه الميليشيا وافقدها الحليف اليمني الوحيد..
  • إن الصراع في اليمن قد كشف الى اي مدى مستعدة طهران لاستخدام الميليشيات الطائفية المؤيدة لها، والى اي مستوى من تجاوز القوانين الدولية وتجاهل القرارات الدولية ممكن ان تذهب ايران في سبيل تحقيق اهدافها التوسعية مهما كانت الخسائر البشرية والمادية باهظة....
  • شعر المجتمع الدولي ان استخدام الصواريخ الباليستية البعدية المدى من قبل الميليشيا الحوثية المدعومة من طهران لقصف مدن وعواصم المملكة العربية السعودية وتهديد دولة الامارات ايضاً.. يؤكد ان امتلاك دولة مثل ايران لهذه القدرة الصاروخية يشكل خطراً على السلم الاقليمي والدولي..وان تجاهل صناعة وتطوير وتخزين الصواريخ الايرانية هذه قد اصبح خطراً يجب معالجته..وعمليات القصف الحالية تشكل مثالاً لا يمكن تجاهله..
  • بات من الواضح ان إطلاق هذه الصواريخ بعيدة المدى على العاصمة الرياض، يشكل رسالة يائسة الهدف منها اعادة خلط اوراق الصراع، ودفع زعيمة التحالف العربي المملكة السعودية، ودولة الامارات، الى تجنب التصعيد العسكري وهذا ما اشار اليه عبدالملك الحوثي في خطابه الاخير والقبول بالتفاوض معه على مستقبل اليمن.. بعد ان شعر بحتمية انتصار اليمنيين ودول التحالف العربي على ميليشياته الطائفية.. وإنقاذ اليمن من مشروعه الطائفي ومن هيمنة نظام طهران الديني على اليمن..
  • إن اعتراف ايران بدعم وتاييد ميليشيا الحوثي، قد جعل من ايران وسياساتها التوسعية موضع متابعة مباشرة من قبل دول المجتمع الدولي..فقد اعترف النظام الإيراني على لسان قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري مؤكدا دعم الحرس الثوري لميليشيا الحوثي الانقلابية..
  • لقد زاد حذر اوروبا من صواريخ ايران الباليستية وبناءً عليه حذرت المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي_هيلي من خطر التوسع العسكري لطهران، ودعت دول العالم للانضمام الى واشنطن في جبهة واحدة لمقاومة التهديدات الإيرانية. تحذيرات هيلي، استندت إلى انتهاك إيران قوانينَ مجلس الأمن الدولي ومدِّها الميليشيات الحوثية بالصواريخ الباليستية التي استهدفت الرياض، وهو حادث قد يثير قلق أوروبا التي باتت في مرمى نيران الميليشيات الموالية لايران والتي توجد في لبنان واليمن وسوريا والعراق. وزيادةً في قلق اوروبا، فقد قالت وكالة فارس للأنباء إن البريجادير جنرال حسين سلامي، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني حذر أوروبا من أنها إذا هددت طهران فإن الحرس الثوري سيزيد مدى صواريخه لأكثر من ألفي كيلومتر. ونقلت فارس عن سلامي قوله «إذا كنا نبقى مدى صواريخنا عند 2000 كيلومتر فهذا ليس بسبب الافتقار للتكنولوجيا.. إننا نلتزم بمبدأ استراتيجي». وأضاف «حتى الآن نشعر أن أوروبا لا تمثل تهديدا ولذلك لم نزد مدى صواريخنا. ولكن إذا كانت أوروبا تريد أن تتحول إلى تهديد فسنزيد مدى صواريخنا».
  • وبناءً عليه يسعى مجلس النواب الأميركي إلى فرض عقوبات إضافية على إيران، بسبب أنشطتها المزعزعة للاستقرار في اليمن. فقد قدم كل من إيليا ليتينن النائبة الجمهورية من ولاية فلوريدا، وتيد بو النائب الجمهوري من تكساس، وهما من كبار أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، مشروع قانون لمعاقبة إيران، مستندين في ذلك إلى دعم إيران للمتمردين الحوثيين في اليمن، وتورط إيران في الحرب الدائرة في اليمن عن طريق قوات «الحرس الثوري»، التي تنقل الأسلحة والمعدات إلى الميليشيات الحوثية..

إن هدف ايران والحوثيين من استخدام الصواريخ الباليستية بعيدة المدى هو ارهاب شعوب ودول المنطقة، واخضاعها لهيمنتها او حملها على الرضوخ لمطالبها وتلبيت طموحاتها، ولكن النتائج كانت عكسية تماماً، فقد اصبح المشهد الاقليمي والدولي مغايراً ومختلفاً عما تريده طهران، والقلق من تطور قدرات ايران الصاروخية التي يتم استخدامها من قبل الحوثيين قد اصبح خطرا يجب معالجته...لذلك يمكن القول ان اغتيال وتصفية علي عبدالله واطلاق الصواريخ الباليستية على اهداف مدنية ومدن سكنية في السعودية، كان خطأً استراتيجياً ارتكبته طهران، تم تنفيذه بيد الميليشيات الحوثية في اليمن....

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,714,944

عدد الزوار: 6,909,977

المتواجدون الآن: 83