جدية وحزم الموقف السعودي اعاد التوازن الى الساحة اللبنانية...

تاريخ الإضافة الخميس 23 تشرين الثاني 2017 - 4:33 م    عدد الزيارات 2606    التعليقات 0

        

جدية وحزم الموقف السعودي اعاد التوازن الى الساحة اللبنانية...

بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات.. حسان القطب..

جدية التهديدات العربية – الدولية لقوى الامر الواقع اللبنانية وميليشياتها الطائفية، دفعتها لاتخاذ قرارات حاسمة، تؤدي الى وقف تدخلها المسلح في الدول المجاورة ولو بشكل جزئي، وهذا ما المح اليه نصرالله في خطابه الاخير، حين قال بانه غير موجود في اليمن، في اشارة غير مباشرة لمباشرة انسحابه منها، وبرز بعد هذا الكلام الموقف السعودي الذي سمح بفتح المعابر في اليمن واهمها مطار صنعاء وميناء الحديدة..لتسهيل عملية الانسحاب كما يبدو..؟؟؟ والاشارة التي اطلقها نصرالله في نفس الخطاب ايضاً الى ان معركة العراق مع داعش انتهت، رغم ان هذا غير صحيح، وان كوادره القيادية سوف تنسحب من هناك، مما يعني ان الاعلان عن الانسحاب من اليمن والعراق في الوقت عينه يريح دول الخليج والمملكة العربية السعودية التي تملك حدوداً مشتركة مع كلٍ من البلدين... الى جانب التقارب الذي بدأ يبرز بين المملكة السعودية والعراق...

كما يجب الاشارة الى أن عدم قدرة هذه القوى الميليشيوية على تشكيل حكومة قوية وقادرة وفاعلة في لبنان بعيداً عن القبول العربي والدولي... فكان لزاماً عليها اظهار شيء من التراجع او التعاون.. والموافقة على بقاء الحريري او اعادة تكليفه.. وفي الحالتين سيكون وضع الرئيس الحريري اقوى وافضل...فكان التمني بالتريث واعادة النظر بالاستقالة....؟؟ الذي قبله الحريري بعد مراجعة المرجعيات العربية والدولية وعلى راسها السعودية وفرنسا...؟؟؟

لذا يمكن القول ان الرعاية السعودية لاستقالة الرئيس الحريري، حققت الكثير على الساحة اللبنانية والاقليمية والدولية.. فكتاب الاستقالة او قرار الاستقالة المدعوم من المملكة، الى جانب الجدية التي اظهرتها السعودية في التعامل مع الشان اللبناني الداخلي، ومع حزب الله بما يتعلق بتدخله في الشؤون الداخلية للدول العربية وسياسة التحريض المذهبي التي طبعت مواقف حزب الله وايران في مختلف المناسبات الدينية والسياسية.. ..وفي الدول التي تدخل فيها، من مسيرات اللطم في شوارع دمشق والتي بدا النظام السوري الخاضع لايران يتذمر منها، ناهيك عن قلق الشعب السوري، الى تاييد الحوثيين في اليمن لانتمائهم الديني وليس لاي سببٍ اخر.. والالتحاق بجبهات العراق الى جانب الجيش الاميركي .. وسائر القوات الغربية.. !!

من هنا نرى ان هذه الاستقالة بما تضمنته من عناوين الى جانب اعلانها من الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية قد حققت للبنان ما يلي:

  • حفظ لبنان، واستقراره.. رغم العاصفة السياسية التي تلت الاعلان عن الاستقالة
  • اعادة التوازن الى الساحة اللبنانية التي فقدت بعضاً من توازنها نتيجة غياب المرجعيات العربية والدولية عن متابعة شؤونها..وحفظ استقرارها
  • عودة الاحترام الى دور رئاسة الوزراء وحضورها ومكانتها.. بعد ان كادت تختفي او على الاقل تضمحل نتيجة التجاوزات المستمرة من قبل فريق ايران.. وهذا ما برز خلال العرض العسكري وما بعده..من تصريحات سياسية...
  • استعادة الاهتمام العربي والدولي الى لبنان
  • وقف مسيرة النزف غير المبررة للاستقرار اللبناني، والنهش المنهجي لمواقع السلطة، والهيمنة الكاملة على الامن في لبنان...من قبل حزب الله ومن معه ..
  • الاطاحة بتفرد ايران برسم سياسة لبنان واستغلالها لارضه ومسالكه كمنصة تدخل او معبر الزامي لمشروعها..للتدخل في شؤون الدول العربية..
  • بادرت فرنسا لاتخاذ دورها في حفظ استقرار لبنان واعادته الى سلم اولوياتها، وما يؤكد هذا الموقف اتصال الرئيس الفرنسي ماكرون، بالرئيس الايراني روحاني، مما يشير الى جدية الدور الفرنسي، الى جانب استقبال الرئيس الحريري في قصر الاليزية، والتوافق الاميركي – الفرنسي على حفظ لبنان.. بالتعاون مع المملكة العربية السعودية...
  • دخول دولة قبرص على خط الوساطة كما اشار الرئيس القبرصي وهذا لا يمكن ان يعتبر على انه وليد صدفة او انها فقط مجرد مبادرة...من دولة مجاورة..بل نتيجة رغبة دولية لمتابعة الشأن اللبناني.. من قبل دولة حيادية..

ما حصده الحريري من هذه الاستقالة:

  • تبدل في طبيعة العلاقة بينه وبين الرئاسة الاولى والثانية
  • احتضان شعبي واعادة التوازن الى الساحة الوطنية الرافضة لهيمنة حزب الله وسلاحه
  • اعادة انتاج سياسة مواجهة موضوعية حقيقية لاعادة انتاج لبنان المهدد في استقراره او انتمائه
  • الابتعاد عن سياسة تحصيل المكاسب الشخصية التي درج عليها البعض على حساب المصلحة الوطنية ومصلحة لبنان ومؤسساته ومستقبله

مع ذلك يبقى المطلوب من الرئيس الحريري ان يتابع خطواته الاصلاحية التالية:

  • درس مزاج الشارع اللبناني وفهم مشاكله والعمل على حلها
  • معالجة الهواجس التي زرعها بعض الاعلام الموبوء بالحقد والضغينة ضد الدول العربية
  • تنقية العلاقات اللبنانية – العربية واللبنانية – الدولية، التي اثبتت انها حاضرة لحماية لبنان من ايران وميليشياتها
  • تشكيل جبهة وطنية بعيداً عن الاصطفاف الطائفي والمذهبي لانقاذ لبنان وشعبه من الميليشيات الطائفية والمذهبية..
  • تغيير فريق العمل المحيط بالرئيس الحريري وتوسيع دائرة العلاقات لتشمل كافة القوى الناشطة على الساحة اللبنانية والرافضة لسياسة الهيمنة الايرانية...

ويبقى ان علينا ان نتمعن فيما تضمنه كتاب الاستقالة من مواقف حاسمة.. والذي اعلن من الرياض عاصمة المملكة.. ونقارنه بما تحقق اعلاه.. وما يجب ان يتم تحقيقه لاحقاً...

  • حمل كتاب الاستقالة مطالب واضحة بوقف التدخل في شؤون الدول العربية...
  • نص الكتاب اشار الى خطورة اللجوء الى اسلوب الاغتيالات السياسية والانتباه من تداعياتها
  • وضع السلطة التنفيذية اللبنانية وكافة المؤسسات الدستورية والامنية امام مسؤوليتها لجهة حصرية السلاح وحفظ الامن
  • اشار بكل وضوح الى ضرورة الاختيار بين الانتماء الى الامة العربية او الخروج منها الى الحضن الفارسي
  • اعتبر ان على المسؤولين اللبنانيين الاختيار بين مصلحة لبنان او مصلحة ايران وميليشياتها..
  • سقف الاستقالة شكل عامل ضغط على مسؤولي السلطة اللبنانية، وعلى الرئيس الحريري نفسه في حال اراد الاستمرار في موقعه وعلى كل من يفكر في ان يكون خليفته. او وريث المصاعب التي عاشها..

 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,232,998

عدد الزوار: 6,941,463

المتواجدون الآن: 108