عقود التسلح التي تبرمها دولة قطر تتجاوز الحجم والدور ...

السبت 28 تشرين الأول 2017 - 3:41 م     959     0

عقود التسلح التي تبرمها دولة قطر تتجاوز الحجم والدور ...

اعداد المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. مديرالمركز..حسان القطب..

ما الذي يدفع دولة قطر الى ابرام عقود تسليح بمبالغ طائلة بل خيالية قياساً على مساحتها وعدد سكانها..؟؟

لماذا تستقطب قطر اقامة قواعد عسكرية على اراضيها لدول متعددة.. وهذه القواعد تستخدم في عمليات قصف وانزال وتموين في دول مجاورة او بعيدة ولا علاقة لقطر بها او انها لا تملك التأثير على وضعها الداخلي ومصالحها الخارجية...؟؟

ما الذي تريده قطر من تقديم الدعم لبعض التنظيمات السياسية والميليشيات في دول مختلفة ...؟؟ من بينها لبنان..؟؟

ما الذي تتطلع قطر الى انجازه من التدخل في شؤون دول عديدة، وهي التي لا تملك القدرة البشرية او الصناعية على الاستثمار في تدخلها بل لا تملك منظومة سياسية تقدمها كبديل لتلك التي في الدول التي تتدخل في شؤونها..؟؟

ما يحكم او يتحكم بسياسة التسلح هو حجم الدولة من حيث عدد السكان والامكانات المادية المالية والبشرية، والطموحات السياسية والتطلعات الاقتصادية، التي تدفع اية دولة الى محاولة لعب دور اكبر في رسم واقامة علاقات خارجية قوية ومتينة لتطوير اقتصادها وتصريف انتاجها واتاحة امكانية استيراد المواد الاولية اللازمة لصناعتها او لأمنها الغذائي دون قيود او عقبات.. وعلى هذا الاساس نرى الدول الكبرى وتلك الاقليمية الفاعلة في مناطق معينة ومحددة من العالم تعمل على تطوير علاقاتها الخارجية مع دول محيطها وتعزز قدراتها العسكرية في الوقت عينة لحماية امنها واقتصادها..؟؟ وتبتعد عن اثارة الازمات او افتعال المشاكل مع الدول المحيطة ليبقى اقتصادها في منأى عن اية اضرار من الممكن ان تصيبه في حال تازمت علاقات هذه الدولة مع ايٍ من الدول المجاورة...

كما ان سياسة تقديم المساعدات المالية والعينية تحكمها التطلعات لخدمة تطوير العلاقات الخارجية وتفعيل الاقتصاد وتأمين فرص العمل للمواطنين سواء في الداخل او في الدول التي يتم التعاون معها..؟؟ كذلك فإن الدعم المالي او العيني يعتبر استثمار سياسي قبل ان يكون اقتصادي...ويلزم ان تحميه القوة العسكرية المتنامية لهذه الدولة او تلك..؟؟؟

خلاف هذه القاعدة وهذا المنطق نرى الحالة او النموذج القطري....فهي تنفق مبالغ طائلة في دول كثيرة دون ان يكون لديها اي مشروع سياسي معلن او حتى مفهوم لرعايته، ولا تملك مصالح خارجية لحمايتها... كما انها تقوم بابرام عقود تسلح ضخمة ولكنها لا تملك الطاقة البشرية لاستعمال هذا السلاح واستغلاله... وهذا ما يدفعنا لالقاء نظرة على دولة قطر وامكاناتها وما تقوم به، والسؤال عما تهدف الى تحقيقه او انجازه من عقود التسلح هذه التي تبرمها او الغاية من استضافة القواعد العسكرية الاجنبية على اراضيها..؟؟؟

التعريف بدولة قطر:

تصل المساحة الجغرافيّة الإجماليّة لدولة قطر إلى 11,437 كم²، ويصل عدد سُكّان قطر او المقيمين فيها من كافة الجنسيات الى جانب ابناء قطر الى حوالي 2634234... ولكن عدد السكان القطريين او حاملي الجنسية القطرية بحسب ادق التقديرات يصل الى ما يتجاوز 300 الف مواطن بقليل... وتتكتم السلطة القطرية عن اذاعة العدد الفعلي لمواطني دولة قطر... بالرغم من اجراء احصاء سكاني بشكل دوري...بين الحين والآخر...

قدم السيد يوسف الجيدة نائب الرئيس التنفيذي لهيئة مركز قطر للمال نبذة عن الاقتصاد الكلي والأسواق المالية في قطر .. تناول فيها مدى تقدم الاقتصاد القطري، وقال الجيدة إن قطر لديها ثالث أكبر احتياطي للغاز في العالم بعد روسيا وايران وتقدر هذه الثروة بـ 900 تريليون قدم مكعب وتعادل هذه الاحتياطات من النفط والغاز بحوالي 188 مليار برميل نفط معادل وبمعدلات الإنتاجية الحالية يمكن لهذه الاحتياطات أن تستمر لمدة 156 سنة. وأكد الجيدة الى أنه من المتوقع أن يكون الناتج المحلي الإجمالي ما بين 224 مليار دولار و 248 مليار دولار بحلول عام 2017...ولكن كيف ينفق هذا المال وهذه الثروة..؟؟ القطاع العسكري القطري نموذجاً...؟؟؟

تم نشر تقرير في 11‏/06‏/2017 يتحدث عن حجم القوات العسكرية القطرية وورد فيه: "يتكون الجيش القطري من ما يقرب من 11.800 فرد ينقسمون إلى 8.500 مشاة و1.800 في القوات البحرية و1.500 بالقوات الجوية."... اذا ما اخذنا بعين الاعتبار عدد الجنود في مختلف القطاعات والحدات نرى ان عقود التسليح التي ابرمت او التي في طريقها للتوقيع تتجاوز حاجات الجيش القطري وقدرته على استيعاب... وخاصةً في سلاحي الجو والبحر...؟؟

للتاكيد على هذا الامر وهذا النهج فقد: "شدد وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني على أن لدى بلاده الحق في عقد أي تحالفات عسكرية مع من تشاء، وأن ذلك من ضمن سيادتها كدولة مستقلة. وقال آل ثاني في مقابلة خاصة مع قناة RT إن "هناك قواعد عسكرية داخل الأراضي القطرية سواء كانت الأمريكية أو التعاون العسكري التركي أو الفرنسي أو البريطاني أو مع الكثير من الدول الصديقة"، وإن "هذا من ضمن سيادتنا وحريتنا". وأضاف أن "القاعدة الرئيسية والمستغلة من قبل القوات الأمريكية، التي تقود حربا ضد الإرهاب، والذي نتهم بدعمه، لا يمكن أن تستخدم من قبل أي طرف إلا بموافقة دولة قطر".

بناءً على هذا التصريح نرى ان قطر زادت بشكل كبير من إنفاقها على شراء الأسلحة، منذ العام 2015، لتصبح ثالث أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، وذلك بحسب بيانات نشرتها وزارة العدل البريطانية... حيث تصدرت قطر قائمة مستوردي الأسلحة في العالم بصفقات وصلت قيمتها إلى 17 مليار دولار. وفي تقرير للكونغرس الاميركي ورد فيه: "قطر أكبر مستورد أسلحة بالعالم... ووفقا لأرقام عام 2015، فقد ظلت الدول النامية على رأس قائمة مستوردي الأسلحة، التي تصدرتها قطر بصفقات سلاح وصلت قيمتها إلى 17 مليار دولار، وتلتها مصر، التي وافقت على صفقات سلاح قيمتها 12 مليار دولار، في حين حلت السعودية في المركز الثالث مع صفقات قيمتها ثمانية مليارات دولار...."

وللتأكيد على ما نشير اليه نلقي نظرة على عقود التسلح التي ابرمتها دولة قطر:

عام 2017... اعتبرت الدوحة أن صفقة شراء مقاتلات "إف-15" من الولايات المتحدة بقيمة 12 مليار دولار تظهر دعم واشنطن العميق لقطر....

دوحة (رويترز) - قال بيان من وزارة الدفاع القطرية إن الدوحة وقعت مع روسيا اتفاقية للتعاون العسكري التقني ومذكرة تفاهم بشأن الإمدادات العسكرية والدفاع الجوي. ولم يقدم البيان تفاصيل. وتلعب روسيا دورا أكثر نشاطا في المنطقة ..ووقع على الاتفاقيات وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو الذي قام يوم الأربعاء بزيارة لقطر ووزير الدولة القطري لشؤون الدفاع خالد بن محمد العطية.

وقع وزير الدفاع القطري خطاب نوايا، لشراء 24 طائرة حربية من طراز تايفون من شركة بي إيه إي سيستمز BAE Systems العسكرية البريطانية، بكل عتادها". من جانبها قالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان: "ستكون تلك أول صفقة عسكرية كبيرة مع قطر، أحد الشركاء الاستراتيجيين لبريطانيا"، مضيفة أن المفاوضات حول الصفقة استغرقت سنوات. ولم يذكر أي من البيانين القيمة المالية للصفقة.

4 مايو/ أيار 2015 .... وقعت قطر صفقة مع فرنسا لشراء 24 طائرة مقاتلة من طراز رافال التي تصنعها شركة داسو بقيمة 6.3 مليار يورو أي 7 مليار دولار.

وقعت قطر صفقة لشراء بقيمة 6 مليارات دولار لشراء سبع سفن بحرية من إيطاليا...

قرّرت البحرية القطرية شراء مجموعة من الزوارق الحربية من طراز "دي في 15" في إطار الخطط القطرية لتعزيز القوات المسلحة، خصوصاً سلاح البحرية. ويؤكد الطلب الأهمية الكبيرة التي توليها البحرية القطرية للطرادات الصغيرة ذات الكفاءات العالية، والتي من شأنها دعم الحاجات الدفاعية لقطر. وفازت بالعقد مجموعة "سي ام ان" الفرنسية المتخصصة في بناء البواخر والطرادات الحربية في حوض السفن التابع لها في مدينة شيربورغ بمقاطعة النورماندي، وذلك بعد منافسة قوية اشترك فيها عدد من مجموعات بناء السفن الأوروبية.

ابرمت شركة "أريس" للصناعات البحرية التركية، اتفاقا مع شركة "أسيلسان" للصناعات العسكرية الإلكترونية، تزود الأخيرة بموجبه، 17 قاربًا ستصنعها لصالح خفر السواحل القطري، بمنصات تثبيت الأسلحة.

اشترت قطر 86 دبابة من مجموعة كراوس-مافي الألمانية.... فقد وقعت مجموعة "كراوس- مافي" الألمانية عقدا مع قطر بقيمة 1,89 مليار يورو لبيعها 86 دبابة، بينها 62 دبابة من نوع ليوبارد-2 التي تعد أهم الدبابات الهجومية الألمانية. وكانت الصحف الألمانية تحدثت في تموز/يوليو 2012 عن اهتمام قطر بشراء مئتي دبابة ألمانية.

ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية، أن قطر تعتزم شراء بطاريات صواريخ باتريوت الأميركية ومروحيات أباتشي القتالية في إطار صفقة سلاح تقارب قيمتها 11 مليار دولار. وقال المسؤولون إن قطر ستحصل في إطار الصفقة على نحو 10 أجهزة رادار و34 نظام صواريخ باتريوت لاعتراض أية صواريخ هجومية، إضافة إلى 24 مروحية أباتشي القتالية وصواريخ "جافيلين" المضادة للدبابات. وأضافوا أن قطر قررت شراء أنظمة الدفاع الصاروخية لمواجهة أي تهديد لمنطقة الخليج من إيران التي تمتلك ترسانة صاروخية.

قالت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون »، إن شركة «بوينغ» حصلت على عقد بقيمة 668 مليون دولار لتبيع إلى قطر 24 هليكوبتر من نوع «أباتشي» (إيه-أتش 64 أي) الهجومية. وأوضحت الوزارة أن العقد يشمل أيضاً بيع وحدة تدريب للطاقم من نوع «لونغبو» ومعدات دعم أرضي وأجهزة راديو من نوع «تاليس». وكانت قطر قدمت رسمياً طلب شراء هذه المروحيات في عام 2014 في إطار صفقة أوسع بقيمة 3 بلايين دولار، تشمل شراء صواريخ جو – أرض من طراز «هيلفاير»، وصورايخ جو – جو من طرازي «هيدرا» و«ستينغر».

نشرت قطر عدداً من القواعد السكرية الاجنبية على اراضيها وهي التالية:

قاعدة الريان هي قاعدة عسكرية تركية في قطر تم إنشائها بموجب توقيع اتفاقية تعاون عسكري في 28 أبريل 2014، يتواجد في القاعدة 90 جنديا تابعين لفرقة طارق بن زياد التركية برفقة مدرعاتهم، وتستوعب القاعدة 3000 جندي. بحيث تكون مقرّا لتدريبات مشتركة بين تركيا وقطر. وستكون متعدّدة الأغراض، وأقر البرلمان التركي الأتفاقية بشكل عاجل خلال الأزمة الخليجية 2017. وذكرت محطة إن.تى.فى. الإخبارية التركية أنه بموجب الاتفاق ستستفيد تركيا من استخدام الموانئ والمطارات والمنشآت العسكرية فى قطر، حيث ستنتشر قوات عسكرية برية وجوية وسيكون الوجود التركى فى قطر على مستوى لواء ومن المتوقع أن يتم تعيين ضابط برتية عميد لقيادة القوات التركية فى قطر. وتهدف تركيا من وراء إقامة قاعدة عسكرية لها فى قطر التعاون فى مجال "مكافحة الإرهاب" فضلا عن تسريع خطوات زيادة التعاون فى مجال التعليم العسكرى والصناعات الدفاعية وزيادة القدرة الدفاعية لدولة قطر، كما يسمح بإجراء الدوحة لمناورات عسكرية مشتركة فى تركيا وتطوير التعاون فى كافة المجالات العسكرية.

قاعدة العديد الجوية (إياتا: IUD، إيكاو: OTBH) هي قاعدة جوية عسكرية تقع في غرب الدوحة في قطر، والمعروف أيضًا باسم مطار أبو نخلة، توجد بها العديد من متعلقات قوات التحالف وموجودات عسكرية أخرى، وهي تستضيف مقر القيادة المركزية الأمريكية، كما أنها مقر لمجموعة No. 83 Group RAF التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني كما أنها مقر مجموعة، 379the Air Expeditionary Wing .. التابعة للقوات الجوية الأمريكية. وتعتبر هذه القاعدة أيضًا مقرًا للمجموعة 319 الاستكشافية الجوية التي تضم قاذفات ومقاتلات وطائرات استطلاعية إضافة لعدد من الدبابات ووحدات الدعم العسكري وكميات كافية من العتاد والآلات العسكرية المتقدمة، وتشتمل على مدرج للطائرات يعد من أطول الممرات في العالم، واستعدادات لاستقبال أكثر من 100 طائرة على الأرض، ما جعل بعض العسكريين يصنفونها أكبر مخزن إستراتيجي للأسلحة الأميركية في المنطقة.. قاعدة "العديد"، تعتبر أكبر قاعدة أمريكية، التي يستغلها الجيش الأمريكي، لتنفيذ عمليات تستهدف متشددي تنظيم "داعش" وجماعات أخرى في العراق وسوريا وأفغانستان وغيرها. وتستضيف قاعدة "العديد" الجوية في قطر أكثر من 11 ألف جندي من القوات الأمريكية وقوات التحالف.

قاعدة السيلية العسكرية هي قاعدة عسكرية أمريكية تقع قرب الدوحة في قطر. تستخدمها القيادة المركزية الأمريكية كمقر لامداد وتهيئة المعدات العسكرية واللوجيستية اللازمة للاستخدام في العراق وأفغانستان.

هذه نظرة سريعة وموثقة على عقود التسليح التي ابرمتها دولة قطر والتي تتجاوز حجمها ودورها وقدرتها، كما يتبين ان من سياسة قطر استدعاء وبناء واستقبال قواعد عسكرية اجنبية الى جانب وجود قوات اجنبية على اراضيها .. بالرغم من كلفتها المالية البالغة والباهظة وما يتسببه هذا الانفاق من تاثير على مستقبل وثروات الشعب القطري ....