هل تُصْلح الوثيقة ما أفسده حزب الله وحلفاؤه

مدير المركز - حسان القطب

خلال الأشهر الماضية برز للعيان عدد من الحوادث المقلقة، التي لا يمكن تصنيفها الا في خانة التصعيد والاستفزاز وجر البلاد والعباد الى مستنقع الصراع الذي لا يستفيد منه الا العدو الصهيوني وعملاؤه، والمستعمر الأميركي، ومن يفاوضه على دور مركزي وإقليمي في منطقة الشرق الأوسط.... ومن هذه الحوادث.....
- الاعتداء على منزل سماحة مفتي الجمهورية في تلة الخياط من قبل ميليشيا الركن الاساس في المعارضة وحليف حزب الله الثابت، النائب السابق عبد الرحيم مراد..
- الإعتداء على منزل سماحة مفتي مرجعيون وحاصبيا في بلدة شبعا من قبل مجموعة من الصبية التي تتبنى منهج المقاومة وتلتزم سياسية الممانعة...
- التهجم الاعلامي والمتكرر من قبل ماهر حمود على سماحة مفتي صيدا وأقضيتها في برنامجين تلفزيونيين أحدهما يلتزم سياسة الرئيس بري، والأخر سياسة حزب الله، خلال أقل من خمسة عشر يوما.
- التهجم على مدينة طرابلس وأهلها وسكانها والتشكيك بوطنيتهم والتزامهم الوطني والاسلامي في إحدى  المجلات التي تمول بالكامل من قبل حزب الله ويشرف على سياستها ومواضيعها عدد من اهم اعلاميي محطة المنار...من خلال اتهام اهلنا في طرابلس زورا وبهتانا، باستعمال السلاح الاسرائيلي لرد عدوان بعض المرتزقة في جبل محسن على منطقة الفقراء في باب التبانة..
- إطلاق حملة من المطالبة بجزء من صلاحيات رئيس الوزراء لصالح نائب رئيس الوزراء بشكل منهجي ومدروس وبتحريض مباشر من اركان حزب الله، وكأن المطلوب تجريد موقع رئاسة الوزراء من كافة صلاحياته وانهاء دوره...ولم يتساءل حزب الله ولا حليفه ميشال عون عن دور وصلاحيات نائب رئيس مجلس النواب، بعد أن اغلق رئيس المجلس باب مبنى المجلس ما يقارب السنتين، مانعا انتخاب رئيس ومعطلا الدور التشريعي للمجلس النيابي، ولم يمارس نائب الرئيس اية سلطة لعلاج هذه الممارسة غير الدستورية وغير المنطقية...
- وبالأمس أطل النائب السابق ناصر قنديل وهو الناطق الرسمي والمفوه باسم المعارضة، ليطالب الرئيس السنيورة بوقف تحركه العربي الساعي الى الاستحصال على مساعدات عربية لوقف حالة المعاناة التي يعيشها المواطن اللبناني، الا بعد ان يستئذن النظام السوري، باعتباره الممر الالزامي والوحيد للمساعدات..
بعد هذا المسلسل كله يطل علينا بعض قادة حزب الله الذين سبق ان ادانتهم قياداتهم لفشلهم في اختراق الساحة السنية رغم الاموال الطائلة المرصودة لتحقيق الاهداف المنشودة، بتوقيع وثيقة مع بعض الجمعيات الخيرية ذات الطابع السلفي، التي يرأسها صفوان الزعبي وهو المعروف بارتباطه وانتمائه، وكأن هذا الشحن والاستفزاز الذي سردناه اعلاه يمكن علاجه بوثيقة أو بورقة تتضمن بعض العبارات والنقاط التي لم يسبق ان التزم حزب الله بأي من بنودها خلال السنوات الثلاث الماضية، وخاصة خلال احداث ايار المشؤومة.....
والسؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح؟؟؟ هل اصبح التيار السلفي، غير مرتبط بسياسة بندر، وتوجهات اسامة بن لادن، بمجرد جلوس البعض على الطاولة عينها مع ابراهيم السيد وعبد المجيد عمار الذي لا يقل سلفية عن الدكتور الشهال....!!!
وهل اصبح وجود السلاح الاسرائيلي في مدينة طرابلس حكاية ممجوجة ورواية مختلقة بعد توقيع هذه الوريقة...!!!؟؟؟
أما الحديث عن حرية الرأي والاعتقاد والتوجه السياسي فقد لمسناها واضحة مفعمة بالممارسات، التي قام بها حزب الله حين تم عزل مفتي منطقة صور العلامة علي الأمين دون وجه قانوني، والكلام التهديدي الذي اطلقه الوجه البارز في حزب الله النائب علي عمارخلال نقاشات مجلس النواب للبيان الوزاري..!!!
ترى ما كان المقصود بالوثيقة الوهمية!!!
ومن كان خلف الايحاء بضرورة توقيعها واصدارها على عجل قبل ان يقوم بعض قيادات حزب الله برد الزيارة للسيد صفوان في مدينة طرابلس.... قلعة العروبة!!!