خطاب نصرالله صدى للألم الايراني

تاريخ الإضافة السبت 18 شباط 2017 - 7:46 ص    عدد الزيارات 843    التعليقات 0

        

 

 خطاب نصرالله صدى للألم الايراني
بقلم مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. حسان القطب
الاندفاعة الايرانية في المنطقة العربية وصلت الى نهايتها وبدات بالتراجع والانحسار، وهذا ما يتحسسه النظام الايراني كما حلفاؤه..؟؟ لذلك كانت كلمة نصرالله الاخيرة هي تعبير عن عمق وعظيم الالم الايراني، مع الشعور بالهزيمة السياسية قبل العسكرية، وانكفاء المشروع المذهبي الى الدائرة الضيقة اي الى داخل حدود الطائفة الدينية والجغرافية ..؟؟ فشعارات الوحدة الاسلامية لم تعد تفيد النظام الايراني في اخفاء مذهبيته ووحشيته..؟؟ والموت لأميركا اصبح شعاراً تخطاه الزمن مع تجاهل الدور الاميركي في العراق.. بل الاعتماد عليه بقوة تسليحاً وتدريباً لميليشيات الحشد الشعبي والجيش العراقي والنظام العراقي الحاكم في بغداد..؟؟ وشعار لا شرقية ولا غربية الذي رفعه الخميني مطلع الثورة الايرانية لم نر له اثراً مع استدعاء ايران للجيش الروسي للقتال الى جانبها في سوريا وانقاذ ما يمكن انقاذه بعد انهيار ميليشياتها وجيشها امام صمود ثوار سوريا..؟؟ وشعار المقاومة ومحور المقاومة الذي التحفه حزب الله غطاءً لاخفاء دوره ومذهبيته انكشف امام تجاهل الغارات الاسرائيلية المتكررة على مواقع حزب الله وميليشيات الاسد دون رد بل استخدام لغة التهويل الدائم بالرد في الوقت المناسب الذي لم يحن بعد كما يبدو ..؟؟ وتجاوز الحدود اللبنانية دون توافق مع سائر المكونات اللبنانية او الحكومة اللبنانية للقتال في دول عربية متعددة... بعيداً عن مفهوم مقاومة الاحتلال او مواجهة العدوان.. واعلان حزب الله انه يخضع لولاية الفقيه وليس لاي سلطة سياسية اخرى وانه يكون حيث يطلب منه الولي الفقيه ان يكون..؟؟ وفي اليمن ارهاصات وبوادر الهزيمة العسكرية تلوح في الافق مع تراجع جماعة ايران اي ميليشيا الحوثي الى معاقلها وخسارة ايران السيطرة عبرها ومن خلالها على باب المندب وساحل اليمن الغربي والجزر المشرفة على ممر البحر الاحمر ..؟؟
لذلك وخلال خطاب نصرالله الاخير...حين (دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله العدو الإسرائيلي الى عدم الخطأ في الحسابات، وإلى تفكيك مفاعل ديمونا النووي، لأن المقاومة تنوي استهدافه في أي حرب مقبلة قد يشنّها العدوّ ضد لبنان. ونصح نصرالله قادة العدوّ بأن «يحسبوا جيّداً» عواقب أي حرب يجري التفكير فيها ضد لبنان، موجّهاً رسائل إلى قادة كيان العدو والمستوطنين والأنظمة العربية المتآمرة مع إسرائيل على سوريا وفلسطين ولبنان، وإلى الفلسطينيين بضرورة التمسّك بحقّ المقاومة والتخلّي عن المفاوضات بعد سقوط «مبادرة السلام العربية». ورفع السقف ضد حكام البحرين، وضد العدوان السعودي ــ الأميركي في اليمن، مؤكّداً انخراط إسرائيل بشكل مباشر في هذا العدوان..).... فإن نصرالله لم يكن يتحددث باسمه او بالنيابة عن حزبه وجمهوره وبيئته... بل بالوكالة عن نظام طهران الذي يستخدم حزب الله بيدقاً للارهاب والترهيب ساعة يشاء ويريد.. ولاعلان الحرب حين تطلب منه ايران ذلك ..وارادت طهران من خلال كلمة نصرالله ابلاغ العرب كما دول الغرب ما يلي:
-          ان الساحة اللبنانية هي ساحة صراع وان قدرة حزب الله على تفجيرها متاحة وممكنة ساعة يشاء..باعتراف مسؤولين لبنانيين كبار.. واول البوادر السيئة او النتائج غير الايجابية كانت تحذير الولايات المتحدة رعاياها من السفر الى لبنان بسبب «التهديدات الارهابية وتفشي العنف وعمليات الخطف»، والطلب إليهم «تجنب المناطق الحدودية خصوصاً بين لبنان وسورية والحدود الواقعة مع اسرائيل»، معتبرة ان «الحكومة غير قادرة على حمايتهم».
-          ان الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة قد تنفجر وتشتعل في اية لحظة.. بالرغم من وجود قوات دولية ضامن للأمن والاستقرار واستدعاء وارة الخارجية اللبنانية لممثل الامين العام في لبنان (سيغريد كاغ) التي اعترضت على تصريح الرئيس عون كان بمثابة تبني لسياسة حزب الله وتجال كامل لمضمون القرار الدولي 1701 الذي تبنته الدولة اللبنانية وحزب الله ايضاً.. وجاء الرد الاسرائيلي سريعاً عندما هدد وزير الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بأنه «إذا أقدم حزب الله على قصف العمق الإسرائيلي، فان إسرائيل سترد بضرب كل الأهداف المتاحة في لبنان».
-          ان تزامن تهجم نصرالله على الدول العربية وبالتحديد (المملكة العربية السعودية والبحرين ودولة الامارات واليمن) جاء متزامناً مع زيارة رئيس ايران روحاني للكويت ودولة عمان... اي ان نصرالله قد تجنب مهاجمة الدول التي زارها روحاني.. وفي نفس الوقت فإن روحاني يريد استخدام كلمة نصرالله وتهديداته ليقول للدول العربية المعنية بأن حزب الله في قبضة يدنا ونحن قادرون على اسكات وتهدئة حزب الله ومنعه من التدخل في شؤونكم في حال تم التفاهم بين ايران ومجموعة دول مجلس التعاون الخليجي.. واليمن...؟؟ وخاصةً المملكة العربية السعودية..؟؟
-          ان تهديد اسرائيل هو رسالة ايرانية يدفع ثمنها لبنان وشعبه وجنوبه على وجه الخصوص كلما شعرت ايران بضرورة توتير الاجواء او تفجيرها لحماية نظامها او لتحذير الولايات المتحدة والغرب من الاقتراب منها، ولهذا اختار نصر الله او ايران حتى نكون اكثر دقة ..الاشارة الى مفاعل ديمونا النووي .. كما التذكير بحاويات الامونيا.. التي تبين انها تخص شقيقي الرئيس الاميركي ترامب..( فقد نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية في ملحقها الأسبوعي أن الأخوين جولس وإيدي ترامب، شقيقا الرئيس دونالد ترامب، يملكان شركة «حيفا كيميكالي» التي تدير حاوية الأمونيا في حيفا، وأنهما حصلا على رخصة تشغيل واستخدام هذه الحاوية قبل 9 سنوات. وعقبت الصحيفة بالقول إن هناك شكاً بأن الكثيرين يعرفون هذه المعلومة عنهما.)..
-          كذلك نشرت صحيفة المستقبل انه قد نقلت وكالة رويترز.. (عن مصدر مقرب من «حزب الله» إشارته إلى أنّ الخطاب الأخير للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كان يستهدف في مضامينه التصعيدية «إيصال رسالة للإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب بأنّ «حزب الله» قد يستهدف المصالح الأميركية بضرب إسرائيل»، موضحاً في هذا السياق أنّ «اللهجة الشديدة تجاه إسرائيل وترامب تهدف إلى وضع «خطوط حمراء» أمام الإدارة الأميركية». وأضاف: «حتى الآن «حزب الله» ليس متوتراً تجاه مجيئ ترامب بل نعته بالأحمق ورسم له خطوطاً حمراء أمام أي عمل يهدد لبنان أو وجود الحزب في سوريا»، لافتاً إلى أنّ «أحد عناصر سياسة نصرالله منذ حرب 2006 هي الكشف عن بعض جوانب القدرات العسكرية للحزب في إطار سياسة الردع ضد أي هجوم (قد) تشنه إسرائيل».)..
الشعور بالهزيمة قد يدفع بعض لارتكاب ممارسات خطيرة وغير مدروسة وغير محمودة العواقب دون النظر الى نتائجها وخطورة تداعياتها.. اذ ان التراجع الايراني في كافة الدول العربية التي سبقت ان اعلنت سيطرتها عليها وعلى عواصمها على لسان بعض قادتها.. قد اخذت بالضمور والغياب والانكفاء والانتهاء بل الانهيار..وهنا بناءً على هذا الواقع المستجد يتحتم على قادة ايران وحزب الله وهو البيدق الاساس في سياسات ايران التوسعية في المنطقة الاجابة على اسئلة جمهورة وساحتها وبيئتها ..والسؤال الاهم هو ...ما الذي انجزناه مقابل تدخلنا في هذه الدول...؟؟؟
سوى خسارة شباب في مقتبل العمر..؟؟ واموال ضخمة كان من الممكن انفاقها على التنمية والبناء..بدل اشعال الحروب والتدمير والقتل..؟؟ وفوق كل هذا استعداء الامة العربية والاسلامية وتعميق الانقسام المذهبي بين السنة والشيعة...والسماح بعودة الحضور الاميركي الى العراق وسوريا، والروسي الى سوريا، واعطاء تركيا دوراً مميزاً وفاعلاً في سوريا والعالم العربي، وعودة اليمن الى المجموعة العربية وخروج ايران نهائياً منها...؟؟..وازمة اقتصادية وامنية وسياسة متفاقمة في ايران...؟؟؟؟؟؟ والخوف من تدمير لبنان في حال نشوب اي نزاع مع اسرائيل مستقبلاً..؟؟ مع غياب اي دعم عربي او دولي لاعادة بناء لبنان وحماية مواطنيه..؟؟ كما تم في مرات سابقة..؟؟
 
 
 

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,228,761

عدد الزوار: 6,941,318

المتواجدون الآن: 138