لماذا الشمال

مدير المركز - حسان القطب

البداية كانت عقب اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري .. حين اتهم بعض الاعلام الموجه والقوى السياسية المرتبطة.... قوى اسلامية من الشمال بتنفيذ عملية الاغتيال....قدمت خصيصاً من استراليا... لهذه الغاية؟؟
بعد يومين على بدء غزوة بيروت...اندلعت معركة قاسية في بلدة حلبا عاصمة عكار، شنها مقاتلو الحزب القومي السوري.. على أمل وصول المدد والدعم من عناصر حزب الله من منطقة الهرمل عبر جرود الضنية وعكار.... وعلى وعد بأن يؤازر عناصر من القوى المرتبطة بالسوريين وبالتمويل النظيف وبعض عناصر التوحيد الاسلامي هذا التحرك ....ليشكل غطاء للحضور الغريب عن المنطقة وليكون عباءة تحتضن تواجد عناصر حزب الله في منطقة الشمال.. الذين من المفترض انهم في الجنوب يهيؤون لمقاتلة اسرائيل...!!
بعد فشل هذه المحاولة ..فجأة ودون مقدمات استدعي من الذاكرة ومن تاريخ المنطقة الصراع القديم والدموي بين جبل محسن الذي كانت تؤازره قوات الاحتلال السوري إبان الحقبة السورية وبين مدينة طرابلس وتحديدا في منطقة باب التبانة..وانطلق اعلام حزب الله والممول منه في اطلاق سيل الاتهامات عن وجود الفتنة في الشمال وعن تجمعات سلفية وعن قوى اصولية تهم بإعلان امارة اسلامية تنفصل عن جسم الدولة اللبنانية .. وبتمويل سعودي وبتوجية من بعض القوى الاسلامية....على امل ان يستدرج هذا الوضع المتفجر تدخلا سوريا بحجة حماية الاقليات التي يروجون لخطر يحدق بها من الاكثرية المستئثرة والمتسلطة تاريخيا... منذ 1400 سنة..!!!
وكان هو الاعلام نفسه قد اتهم سابقاً هذه القوى الاصولية والسلفية عينها بالتعاون مع بعض الاجهزة الامنية، وبأنها ادارت ظهرها لمقاتلي فتح الاسلام في مخيم نهر البارد..!!!
إذاً المطلوب ان تبقى مناطق معينة في حالة قلق ورعب وتوتر، وان لا يشعر بالامان السياسي والاعلامي والأمني والاقتصادي الا من ارتبط بهذا المحور، الذي لا ينمو ويزدهر الا على دماء الابرياء، واوجاع الفقراء، وألام الامهات الثكلى وصرخات الايتام،.....
ولكن فات هؤلاء أن المؤامرة اصبحت مكشوفة... وأن وعي اهلنا من مختلف الطوائف في لبنان سيتجاوز هذه المحنة وسيستمر العيش المشترك والسلم الاهلي بضمانة أهلنا في الشمال وبرعايتهم...!!