الانتخابات البلدية تعزز الروح الديمقراطية في لبنان..

تاريخ الإضافة الثلاثاء 18 أيار 2010 - 6:37 م    عدد الزيارات 856    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز حسان القطب

عقب الانتخابات النيابية التي جرت في لبنان العام الماضي ونتيجة لخسارة قوى المحور السوري الإيراني..لهذه الانتخابات سعت هذه القوى لتأجيل الانتخابات البلدية المقررة بكل الطرق والسبل والوسائل...رغم أن الانتخابات البلدية تمتاز وتتميز عن الانتخابات النيابية في العديد من النواحي والأوجه ولا يمكن قراءة نتائجها بنفس الطريقة التي تقرأ فيها نتيجة الانتخابات النيابية....إلا أن خوف هذه القوى سببه رغبة المواطن اللبناني في ممارسة هذا الاستحقاق ويكمن في أن استمرار وتكرار انخراطهم أي المواطنين اللبنانيين في العملية الانتخابية بروح منفتحة وبهدوء وانفتاح مما يتيح ويسمح لكافة الناخبين ومن مختلف الفئات والمذاهب والقوى السياسية والحزبية بأن تقرا وتقارن وتقيم ما تعرضه الأحزاب والقوى من برامج ورؤى وتطلعات وطموحاتها وقراءاتها التي تنشر لتكون بمتناول الناخبين، ناهيك عن التصريحات والخطابات والبيانات والكتابات التي تحفز المواطنين للدخول في اللعبة السياسية وتحديد هوية مرشحيهم وانتمائهم الحزبي أو السياسي. كما أن هذه العمليات الانتخابية المتوالية والمتكررة حتماً ستسعف المواطن اللبناني في رؤية مدى جدية القوى السياسية في الالتزام ببرامجها الانتخابية ومدى صدق وعودها وكيفية مقاربتها الموضوعية للنظريات السياسية والخدماتية التي تطرحها على المواطنين..الناخبين.. فما الذي شاهدناه حتى الآن ونحن في منتصف هذا الاستحقاق الدستوري والعملية الانتخابية التي ستستمر حتى نهاية الشهر...
-          سعت حركة أمل وحزب الله لتحقيق وصاية كاملة على الجمهور الشيعي بالتفاهم الثنائي بينهما على تقاسم المجالس البلدية في كافة القرى والبلدات الشيعية..دون الالتفات لحجم العائلات ودورها ودون الأخذ بعين الاعتبار دور النخب المثقفة في المجتمع، والكفاءات الشخصية لبعض المرشحين أو المستبعدين عن اللوائح التي تحظى برعاية الفريقين صاحبي الهيمنة، مما أدى إلى بروز حالة من التوتر ضمن الجسم الحزبي لكلا الفريقين.. والرفض المطلق لهذا التفاهم من قبل بعض النخب في المجتمع الشيعي، كون هذا التفاهم يختصر سائر الفعاليات والتجمعات والأندية الثقافية والفكرية والروابط الاجتماعية الناشطة على الساحة الشيعية، ويعترف فقط بالذين ينتمون إلى صفوفه ويحملون رايته.. ..وقد شاهدنا وما زلنا حالات من المنافسة غير المتكافئة في بعض القرى بين الروابط العائلية والمثقفين من جهة وبين القوى الحزبية المتمثلة في حركة أمل وحزب الله..
-          خسر الجنرال عون جزءاً هاما من شعبيته وحضوره الجماهيري نتيجة تناقض مواقفه الأخيرة مع ما كان يطرحه خلال فترة غيابه القسرية عن لبنان إلى المنفى في فرنسا وحتى مع مطلع عودته إلى لبنان خلال عام 2005...
-          أكد الناخب البيروتي سواء كان المسلم أو المسيحي على ضرورة المحافظة على العيش المشترك والسلم الأهلي والتعاون الايجابي بين كافة شرائح المجتمع اللبناني باعتبار بيروت نموذجاً.. ومهما تدنت نسبة المقترعين نتيجة غياب التنافس الحاد بين القوى السياسية إلا أن النتيجة تعكس التوجه العام للمواطن اللبناني مع بعض الاستثناءات كالذي جرى في بعض قرى قضاء جبيل التي يسيطر عليها حزب الله وحركة أمل...
-          غابت عن العملية الانتخابية ولو بشكل جزئي الطروحات والبرامج الإنمائية التي يجب أن تكون محور التنافس بين القوى المتنافسة لتحل مكانها بعض العناوين والأدبيات السياسية التي تستنفر الغرائز والعصبيات.. وفي بعض الأحيان كان الصراع فقط حول مكانة وحجم وحضور هذا الزعيم أو ذاك...
-          سعى البعض لتعطيل دور الإعلام سواء بتغييبه أو بتجهيله والبعض الأخر بتحديد دوره وتحديد المادة التي يستطيع نشرها أو التعليق عليها...
-          تداخل الارتباطات والعلاقات العائلية ومحاولة البعض للدخول إلى المعترك السياسي عبر بوابة الانتخابات البلدية مما ساعد على عدم إعطاء الصورة الصحيحة للأحجام الحزبية والتوجهات السياسية للمواطنين خاصةً وأننا لا زلنا نعيش حالة الانقسام السياسي حول شرعية السلاح الذي تملكه ميليشيا حزب الله ودوره في الإستراتيجية الدفاعية..
يبقى أن النتيجة الأكيدة لهذه الانتخابات هي ارتباط الشعب اللبناني بالعملية الديمقراطية وتطور أدائه وممارسته لها بما يتيح له التعبير عن حالات الرفض أو الممانعة كما شاهدنا في قرية اللبوة البقاعية حيث خسر تحالف أمل حزب الله في مواجهة العائلات والحزب الشيوعي اللبناني... أو الموافقة على التوجه السياسي كما شاهدنا في مدينة بيروت..وبقدر ما  يمارس المواطن اللبناني حقه الانتخابي بروح عالية وبإيجابية منفتحة سوف يزداد تعلقه بالعملية الديمقراطية ورغبته في رؤية مشروع الدولة وقد تحقق ليتخلص من هيمنة القوى المسلحة على رأيه وقراره وتحالفاته وتوجهاته ومستقبل أبنائه ووطنه..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,755,683

عدد الزوار: 6,913,123

المتواجدون الآن: 100