المعارضة السنيّة في لبنان حقيقة أم خيال....؟؟

تاريخ الإضافة الأربعاء 5 أيار 2010 - 6:28 ص    عدد الزيارات 952    التعليقات 0

        

بقلم ميدر المركز حسان قطب

تتعثر عملية التوافق حول العملية الانتخابية في بيروت المقررة يوم الأحد المقبل التاسع من أيار/مايو لانتخاب مجلس بلدي جديد، بين مكونات المجتمع السياسي اللبناني.. والسبب إصرار حزب الله ومن ورائه ميشال عون.. على إدخال مرشحين مفترضين لما يسمى بالمعارضة السنيّة في بيروت... وأحد قادة حزب الله يقول أن لهذه المعارضة وجوداً وازناً في الساحة البيروتية وفي المجتمع الإسلامي السني في لبنان وفي بيروت بالتحديد.. وحول هذا الأمر أوضح نعيم قاسم أن "حزب الله أبلغ رئيس الوزراء سعد الحريري عبر المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل أنه جاهز للائحة ائتلافية في بيروت". وقال: "نحن حاضرون للائتلاف والتوافق في بيروت، ووضعنا شرطين: أن تتمثل المعارضة السنية التي لها حضورها بنسبة ما على قاعدة أن يريد التوافق مع الكل لا يستثني أحداً وأن يتم الاتفاق مع "التيار الوطني الحر" على حصته"، مضيفًا أنه "حتى الآن لم يتم الوصول إلى نتيجة سواء مع التيار أو المعارضة السنية وبالتالي نحن بانتظار هذه النتائج ولا يزال أمامنا وقت إذ يمكن للمفاوضات أن تستمر حتى الدقيقة الأخيرة وإذا حصل التوافق مع هاتين الجهتين عندها سنؤيد وندعم التوافق أما إذا أخذت الأمور منحى آخر سنأخذ قرارنا ونعلنه فهناك احتمال تشكيل لوائح متنافسة أو الانسحاب من المعركة أو التعاون مع بعض الإطراف"، مؤكدًا أنه "لا يمكن أن نصل إلى نتيجة الآن ولهذا نحن بانتظار الطرف الآخر حتى نأخذ قرارنا النهائي".، وأكد قاسم في هذا السياق أن حزب الله "يفضل التوافق إذ أنه أهدأ وأكثر راحة ويزيل الاحتقان خصوصا أن الأجواء السنية والشيعية اليوم جيدة جداً وقطعت أشواطًا والخطاب والتفاهمات حسنت الأجواء والعلاقة تنحو بالاتجاه الايجابي"، مشيرًا إلى أن التوافق حول الملف البلدي في بيروت "يعزز الإيجابية ولكن إذا لم يحصل لن تكون آخر الدنيا ولن تهتز عروش بل سنضع نقطة سلبية على الطريق". وعن التحالف بين حزب الله وحركة أمل في الجنوب، اعتبر قاسم أنه "يبعد التوتر عن البيئة الحامية والضامنة لحركتنا السياسية ويبعد التوتر كما يساهم في منع الأحقاد فيما بينهم لأن الجميع سيتمثل عبر هذا التوافق وسيتمكن من خدمة البلدات والقرى".... هذا الكلام الذي أورده نعيم قاسم وهو من صقور حزب الله.. لنا عليه ملاحظات كثيرة منها..:
- يتحدث قاسم عن شرح وتبرير التحالف بين حزب الله وحركة أمل في الانتخابات البلدية على أنها تبعد التوتر عن بيئة معينة وهو يقصد البيئة والمجتمع الشيعي بالتحديد.. ولكنه لم يحدثنا عن ضرورة تمثيل المعارضة الشيعية المتمثلة بحزب الانتماء اللبناني واليسار الديمقراطي وجمهور الحزب الشيوعي المتواجدين في المجتمع الشيعي وبعض العائلات والزعامات الشيعية التي لا تزال تتواجد في قرى وبلدات ومدن الجنوب والبقاع الشمالي.. وحتى أنصار بعض المرجعيات الدينية أمثال العلامة محمد حسن الأمين والمفتي الجعفري الشرعي لمدينة صور الذي تمت تنحيته دون وجه حق أو حتى بشكل قانوني، ولكن بقوة السلاح وقرار الأمر الواقع سماحة العلامة السيد علي الأمين..... فلماذا الحرص على تمثيل العارضة السنيّة يكون حرصاً على الوفاق الوطني.. واستبعاد المعارضة الشيعية يشكل حرصاً على بيئة معينة.. أم أنها سياسة القوة والعصا الغليظة.. التي تفرض معادلات وتمنع أخرى حيث تشاء وساعة تشاء..
- ولم يشرح لنا نعيم قاسم كيف يكون تعطيل التوافق بحجة تمثيل المعارضة السنية يخفف الاحتقان من الشيعي- السني... بل نرى على العكس.. فهذا سوف يزيد من منسوب الاحتقان والشعور من قبل بعض السنة.. بمحاولة الطرف الشيعي فرض قوىً وشخصيات لا تتمثل بالحد الأدنى من الحضور الشعبي والجماهيري في الوسط السني، على البيئة والمجتمع السني بعكس ما مارسه حزب الله في بيئة ومجتمع الوسط الشيعي.. ولماذا يريد حزب الله تسمية المرشحين السنة ولا يسمح للقوى الأخرى بتسمية المرشحين الشيعة..؟؟
- ولم يتوسع نعيم قاسم في تفصيل أسباب الاحتقان بين السنة والشيعة.. في لبنان.. ولكنه اعترف بحقيقة وجود هذا الاحتقان ولكنه يتجاهل أن ممارسات من هذا النوع وشروط بهذه الكيفية هي ما يزيد من الاحتقان ويعزز الفرقة وليس سياسات العدو الصهيوني ولا زيارات الوفود الأميركية سواء من السفارة الموجودة في لبنان أو من خارج السفارة..
- كذلك لم يقدم لنا قاسم كيف استطاع أن يميز المعارضة السنية من سواها.. فالسيد نجاح واكيم روم أرثوذكس ومواطن بيروتي.. والسيد معن بشور أيضاً قومي عربي والسيد بشارة مرهج يمثل الأقليات المسيحية.. والرئيس سليم الحص يمثل التيار العلماني.. والسيد كمال شاتيلا ناصري وقومي عربي ويرفض أن يتقوقع ضمن الطائفة السنيّة لأن المفهوم العروبي ومبادئ القومية العربية تتجاوز الطوائف والمذاهب والأديان..
إذاً من هي المعارضة السنية..؟؟؟ التي يتحدث عنها نعيم قاسم ويطالب بحضورها بقوة..؟؟ وإذا سلمنا جدلاً بوجودها لماذا لا يتم تصنيفها على أنها وطنية..؟؟  أم المطلوب إبقاء حال النزاع والصراع والتباين والتشتت بين المذاهب مستمرة... ثم اتهام العدو الصهيوني والغرب المتصهين بتأجيج النزاع وتعميق الخلاف..؟؟  في حين أننا نحن أدوات تأجيج هذا الصراع وإبقاء جذوته مشتعلة بل وملتهبة تماماً كما حدث في السابع من أيار/ مايو من عام 2008.. خلال غزوة بيروت.. التي قام بها حزب الله لرفع شأن المعارضة السنية الوهمية على أبناء جلدتها وأهل مدينتها.. وهي لم تكن موجودة أو متواجدة بل لم تكن حاضرة على الإطلاق لأنها غير موجودة أصلاً.. ولتعميق الخلاف بين مكونات المجتمع للبناني يساهم حزب الله في التشديد على ضرورة الخضوع والركون لمطالب ميشال عون لتحديد التمثيل المسيحي في المجلس البلدي القادم بشكل يقد ميشال عون وتياره الوطني على انه تيار مسيحي فقط ولا يأبه إلا للتمثيل المسيحي.. في حين كان يمكن الحديث عن أحزاب وقوى بأسمائها ومسمياتها وبرامجها وحجم حضورها.. وإذا كان حزب الله حريصاً على حضور ميشال عون مسيحياً في بلدية بيروت فلماذا لا يقدم له المساعدة ويعطيه حضوراً لائقاً في بلديات يهيمن عليها حزب الله بشكل كامل إلى جانب شريكته حركة أمل..دون الالتفات إلى حجم الحضور المسيحي ضرورته لتعزيز العيش المشترك.. لأن هذا ما حدث بالضبط في بعض قرى بلدات جبيل المختلطة...
نعيم قاسم يتحدث بصفة القائد القوي القادر على فرض الأمر مهما كانت النتائج والتبعات والانعكاسات... وليس بصفة الفريق السياسي الحريص على وحدة الوطن وبنيه ومؤسساته... فالمعارضة لا يمكن أن تكون سنية أو شيعية أو مسيحية أو سواها.. وإلا فنحن أو بالأحرى نعيم قاسم وما يمثل يؤكد على الانقسام الطائفي والمذهبي في لبنان ويؤكد أن لا صراعات على مفاهيم وسياسات وطنية أو غير وطنية بل هو صراع سلطة تسعى قوة معينة مدعومة من دول إقليمية للسيطرة على لبنان ومقدراته ليكون ساحة صراع إقليمي ودولي.. ولا مبرر إذاً لتصنيف الأحزاب يبين موالاة ومعارضة بل يجب مناداتها بأسماء مذاهبها وطوائفها.. ولا يزايد فريق على فريق بالوطنية والمقاومة لأن الصراع هو من طبيعة مختلفة والخلاف هو على من يحكم لبنان ليس إلا.. والفريق الذي يحمل السلاح بإمكانه فرض شروطه.. أو على الأقل تعطيل الحياة السياسية والدستورية والاقتصادية.. حتى تحين لحظة الحقيقة..؟؟؟
 

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East..

 السبت 11 أيار 2024 - 6:24 ص

..How Iran Seeks to Exploit the Gaza War in Syria’s Volatile East.. Armed groups aligned with Teh… تتمة »

عدد الزيارات: 156,548,107

عدد الزوار: 7,032,875

المتواجدون الآن: 76