الإسلاميون ورقة تستخدم للإرهاب والترهيب..!!

تاريخ الإضافة الجمعة 21 تشرين الثاني 2008 - 6:52 ص    عدد الزيارات 1504    التعليقات 0

        

مدير المركز - حسان القطب

القوى الإسلامية أو المجموعات الإسلامية ... الشبكات الإسلامية...أو المجموعات السلفية.. الخلايا الجهادية.. وسوى ذلك من الأسماء والصفات التي تطلق على الإسلاميين كلما أحب أحد اللاعبين الإقليميين أو الدوليين، إعطاء طابع الجدية على التهديدات التي يمكن أن يتعرض لها، أو التي التي يمكن أن يطلقها هو في وجه من لا يحب، أو في وجه من يريد ابتزازه واستدراجه إلى زوايا سياسية معينة وضيقة...
عقب إحتلال العراق من قبل الأميركيين اندفعت القوى الإسلامية من مختلف أصقاع العالم الإسلامي لمواجهته ومصارعته على أرض العراق المحتل تأكيداً لإسلامية الأرض والشعب وتمسكاً بالهوية والتزاماً بمبدأ المواجهة التي يحسن الإسلاميون ممارستها... وفتحت أبواب الحدود السورية العراقية أمام المجموعات الجهادية والجهاديين للإندفاع إلى الداخل العراقي والقتال ضد الأميركيين المحتلين... خاصة بعد أن تخاذلت القوى السياسية العراقية المتعددة القادمة على صهوة الاحتلال وبتمويل إيراني، عن القيام بدورها في التصدي للاحتلال ولو سياسياً وبعد أن اندفعت تلك القوى المحلية إلى السعي لتحصيل المغانم والمكاسب على حساب الفوضى السياسية السائدة وفي ظل هيمنة الاحتلال وقواه المسيطرة...!!!
وفي لبنان وخلال ثلاثين عاماً من السيطرة السورية والهيمنة المباشرة على الحياة السياسية والأمنية والاقتصادية وحتى الادارية لم تتم معالجة المشكلة المتعلقة بالوجود الفلسطيني سواء المسلح منها أو تلك المتعلقة بالحقوق المدنية والحياتية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في المخيمات.. المتواجدة على الارض اللبنانية.. بل على العكس تفاقمت المشكلة وانتشر السلاح الفلسطيني خارج المخيمات في الناعمة على طريق بيروت وعلى الحدود السورية اللبنانية وبرعاية سورية مباشرة .....
وأمام تزايد النمو الاسلامي على الساحة العربية والاسلامية عموماً، وانتشار حالة الصحوة الإسلامية التي تمثلت بتزايد أعداد المجموعات الإسلامية وأماكن تواجدها، وبسبب عدم وضوح توجهاتها ورؤيتها السياسية وارتباطاتها المحلية والإقليمية، وبغياب أية قراءة لاستراتيجياتها وأهدافها القريبة منها والبعيدة ولانعدام الخبرة لدى قياداتها التي انطلقت في العمل على الانتشار الافقي واستيعاب الاعداد المتزايدة من الغاضبين والمستائين من الأداء المتخاذل للأنظمة العربية التي كانت تتهاوى أمام الضغوطات الدولية، المباشرة منها وغير المباشرة دون استراتيجية وتوجهات سياسية واضحة، كان من السهل على أجهزة المخابرات العديدة والمتعددة أن تخترقها وأن تضع لبعض هذه القوى استراتيجيات وأهداف تتناسب مع طموحات الدول الراعية لها... وذلك بهدف استيعاب هذه المجموعات والتنظيمات قبل ان تخرج عن السيطرة وتصبح حالة تهدد وجود هذه الأنظمة ودورها وحضورها وطموحاتها وفوق كل هذا استمرارها كأنظمة ضامنة للسلم الأهلي، وحافظة للاستقرار الاقليمي.. برعاية ورضى دولي..
واليوم ما نراه على الساحة اللبنانية والسورية والعراقية والفلسطينية، هو اختصار لهذا المشهد المأساوي، الذي تعاني منه شعوبنا العربية والاسلامية..
فالمقاومة العراقية.. التي قارعت الاحتلال... تحولت بواسطة وسائل الاعلام، إلى مجموعات إرهابية وخلايا قاعدة غير معروفة الاهداف والتوجهات، لا تمارس سوى القتل والارهاب.. ومقاتلة هذه المجموعات أصبحت دليل صحوة، والتعاون مع المحتل أصبح ضرورة لتجاوز الفتنة الطائفية ولتحقيق الاستقرار والنظام العام...!!!
وعلى الساحة السورية التي كانت منطلق المجموعات التي توجهت إلى العراق للدفاع عن بلاد ما بين النهرين برعاية رسمية غير معلنة، وبتسهيلات غير محدودة، أصبحت فجأة هذه المجموعات إرهابية وطائفية بعد أن استقر الوضع في العراق نتيجة التفاهمات بين القوى الإقليمية والدولية على بعض المكاسب والمغانم وأولها كان تجنيب النظام السوري ويلات أية حرب قادمة على المنطقة، واستقرار النظام في بلاد الشام، مقابل ضبط تلك القوى المندفعة للجهاد، لتصبح عندها ذات صفة إرهابية، ومذهبية وإجرامية... بعد أن تم استدراجها من قبل الاجهزة المخابراتية التابعة لهذا النظام أو ذاك لارتكاب الاخطاء والحماقات التي تبعدها عن روح الجهاد وتضعها في خانة العداء لأمتها وشعبها..!!
وفي فلسطين فقد تحولت المقاومة التي كانت تقودها حماس بجدارة بعد أن انجرفت في محاور اللعبة الاقليمية وانخرطت في متاهات الصراعات بين القوى التي تسعى إلى تقدمة قرابين للقوى الدولية، إلى مجرد سلطة محدودة وغير شرعية على قطاع غزة فقط، عليها مواجهة خصومها السياسيين المحليين، والسعي اليومي والدؤوب لتأمين قوت الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة نتيجة سياسات القهر الجماعي التي يمارسها المجتمع الدولي كافة بحق الشعب الفلسطيني .. وأصبح الخلاص من عناوين الجهاد التي ترفعها حركة حماس هو المقدمة لفك الحصار وإطلاق العملية السلمية المفترضة..
أما في لبنان... فالقضية، تجاوزت كل حدود المعقول والمقبول والممكن، أمام الحملات الإعلامية التي تستبيح كل شئ، ويكفي أن نقرأ التحليلات الصحافية وأن نستمع إلى المقدمات التلفزيونية لنرى عمق الأزمة وخطورتها، من الاتهامات إلى إصدار الأحكام... والمطلوب واحد....
كما يرى الاحتلال الاميركي أن بقاءه في العراق يستدعي استمرار الخلاف الداخلي بين القوى السياسية والمذاهب الطوائف المتناحرة التي لا ترى بديلاً عن استمرار الاحتلال لاستمرار هيمنتها الشكلية والواهمة على العراق وأهله..
هنا أيضاً في لبنان هناك من يرى أن استمرا الخلافات المذهبية والطائفية والتخويف من (الإرهاب الفلسطيني) والتوطين الفلسطيني، والمجموعات الاسلامية التكفيرية والارهابية وسوى ذلك من الالقاب والصفات والنعوت هي المقدمة الفعلية والحقيقية لعودة الهيمنة السورية على الساحة اللبنانية ومكافأة جماعة ( شكراً سوريا) على الطريقة العراقية.. وعلى طريقة الاحتلال الأميركي للعراق... والذي يطلق اليوم معادلة (س .س) أي التفاهم السوري، السعودي.. على أنه المقدمة الفعلية للاستقرار في لبنان... ما هو إلا شريك في هذه اللعبة القاتلة التي معناها التوصل إلى تفاهم سوري سعودي على إطلاق الهيمنة السورية على لبنان مقابل ضبط هذا التفلت الأمني التي تشكله المجموعات الإرهابية المفترضة.... وأن يكون الإمساك بالملف اللبناني بتمويل سعودي كما جرى بعد إنجاز إتفاق الطائف مباشرة... والضحية هو الشعب اللبناني والسوري والسعودي... وسائر الشعوب العربية...
 وهنا نرى أن الاسلاميون يستعملون مرتين.. مرة لمقارعة الاحتلال.. ومرة ثانية لمقايضة الاحتلال بالسلطة..!!!

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,669,011

عدد الزوار: 6,907,720

المتواجدون الآن: 97