25 آيار/مايو، عيد وطني لبناني، او مناسبة حزبية ومذهبية..؟؟

تاريخ الإضافة الجمعة 27 أيار 2016 - 8:30 ص    عدد الزيارات 683    التعليقات 0

        

 

25 آيار/مايو، عيد وطني لبناني، او مناسبة حزبية ومذهبية..؟؟
بقلم مديرالمركز اللبناني للأبحاث والاستشارات.. حسان القطب
هل ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان تعتبر عيد وطني او مناسبة حزبية ومذهبية تخص ابناء طائفة، وابناء مذهب محدد....ليزيد الشرخ بين ابناء الوطن ومكوناته اكثر فأكثر..؟؟؟؟ لو كانت المناسبة وطنية لكان على الدولة اللبنانية ان تحتفل رسمياً بهذه المناسبة ليس على مستوى التعطيل اارسمي للمؤسسات والمدارس...ووقف عجلة الانتاج.. بل باقامة حفل رسمي وطني، يشارك فيه حزب الله الى جانب كافة الفصائل والاحزاب التي شاركت في صنع الانتصار... ؟؟ لا ان يقيم حزب الله احتفالاً تشارك به بعض مؤسسات الدولة الرسمية وخاصةً الامنية منها بممثلين لها وكانها تعترف بسلاح حزب الله وتعطيه شرعية ... بوجودها في الحفل تحت رعايته وحمايته...؟؟؟  تماماً كما الحرس الثوري الايراني، والحشد الشعبي العراقي، وانصار الله في اليمن...؟؟ وهذا سؤال لا بد من طرحه وتوجيهه لكل من يعنيه الامر من اللبنانيين وخاصةً بالنيابة عن اولئك الذين قاوموا وضحوا وقاتلوا واستشهدوا وجرحوا، والى اهالي المفقودين والاسرى، من لبنانيين وفلسطينيين وعرب..يتم تغييبهم ...عن هذا الحدث وفي هذه المناسبة..؟؟ قبل ان نوجهه للرسميين اللبنانيين...؟؟
بالعودة الى البداية...فإنه عام 2000، وتحديداً في 25 ايار /مايو انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان بعد احتلال دام 22 عاماً، لذا من حق لبنان واللبنانيين ان يحتفلوا بهذه المناسبة وان يفتخروا باجبار الكيان الغاصب على الانسحاب من لبنان ومن جنوبه كما سبق وانسحبوا من عاصمة لبنان، مدينة بيروت عام 1982، ومن جبل لبنان وبقاعه ومن جزء اساسي من جنوب لبنان، عامي 1983 و1985، قبل ان يستكمل الانسحاب نهائياً..عام 2000...؟؟
التضحيات كانت جسيمة وبالغة وضخمة واعداد الشهداء من مقاتلين وعسكريين ومدنيين اكثر من ان تحصى بل لم يقم اي فريق او جهة بعملية احصاء، حقيقية وجدية.. وحجم التدمير كان ضخماً على كل المستويات وطال كل ما يمكن، جراء العدوان المستمر من قبل اسرائيل..!!
كل عام يحتفل حزب الله ومن حقه ان يحتفل فقد كان الفريق الاساسي او الوحيد الذي تم السماح له بالقتال ضد الاحتلال نتيجة تسوية سورية – ايرانية، عام 1989، وتم بعدها منع كافة القوى اللبنانية والفلسطينية من المشاركة، حتى صبغ حزب الله المعركة والتحرير، بصبغته ولونه ونكهته وثوابته وعقائده وقام بتغييب شرائح واسعة وطنية واسلامية عن مشهد المقاومة والتحرير وطمس تاريخها الجهادي والنضالي وتضحياتها الجسيمة ..
قبل ان نسجل ملاحظاتنا على كلام نصرالله نتوقف عند بعض ما قاله..
قال نصرالله: ( نحن نتوجّه إلى كل أولئك الذين من اللبنانيين الذين ما زالوا يتجاهلون هذا اليوم وهذا العيد، ويتنكّرون لعظمته وتاريخيته وأهميته، أن يضعوا العصبيّة الحزبية والمذهبية والطائفية جانباً، أن يضعوا الخصومات السياسية في ما بيننا جانباً، ويعيدوا النظر ويعيدوا مراجعة آرائهم ومواقفهم تجاه هذه المناسبة العظيمة التي ـ أعود وأؤكد ـ نريدها أيضا وطنية بحق، وعيداً خالداً في تاريخ هذا البلد الغالي.... في مثل هذا اليوم، في مدينة بنت جبيل، عام 2000، نحن أبناء المقاومة، قدّمنا هذا الانتصار لكل اللبنانيين، لشعبنا اللبناني العزيز، للشعب الفلسطيني المجاهد، لأمتنا العربية والإسلامية، لكل أحرار العالم، ولم نحتكر في يوم من الأيام هذا الانتصار وهذا الانجاز..)...
-          لقد غاب العلم اللبناني عن الاحتفال باستثناء علم لبناني وحيد شوهد وسط غابة من اعلام حزب الله والصورة المرفقة نقلاً عن موقع العهد التابع لحزب الله.. ومن شاهد الخطاب المتلفز لمس غياب العلم اللبناني رغم حضور رسميين وخاصةً امنيين لبنانيين..؟؟
-          عريف الحفل والاناشيد التي تم تقديمها كلها كانت مذهبية الهوى والهوية، وعقائدية التوجيه والارشاد..والدلالة...؟؟ فكيف يمكن ان يطالب نصرالله الآخرين بالتخلي عن مذهبيتهم وطائفيتهم وهو يقدم نفسه وفريقه تحت راية مذهبية وبقالب ديني...؟؟ وكيف يكون الاحتفال وطنياً..؟؟
-          طالب نصرالله الدولة اللبنانية بتحمل مسؤوليتها تجاه اختطاف الدبلوماسيين الايرانيين الاربعة الذين اختطفوا في لبنان على يد القوات اللبنانية عام 1982، ابان الحرب الاسرائيلية على لبنان..؟؟ وتجاهل معاناة الاف اللبنانيين المختطفين والمفقودين في سوريا على يد النظام السوري الحليف له..؟؟ وتجدر الاشارة الى ان ايلي حبيقة وكان مسؤولاً امنياً في القوات اللبنانية ابان تلك الفترة واتهم بارتكاب مجازر مخيمات صبرا وشاتيلا.. ومن ثم اصبح حليف سوريا وحزب الله في مرحلة لاحقة، كان يملك التفاصيل الكاملة لعملية الخطف، وعندما تم اعتقال سمير جعجع في التسعينيات من القرن الماضي اشار في احدى مقابلاته الى ان الامن الايراني استجوبه في سجنه في لبنان حول مصير الدبلوماسيين الاربعة...؟؟؟ ولكن لا بد من التنويه والاشارة بأن وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان سبق ان  قال في تصريح نقلته وكالة "الدفاع المقدس" الإيرانية يوم الاثنين 23 أيار اي قبل يومين من خطاب نصرالله : "إننا نعتقد أن الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة المختطفين في لبنان عام 1982 مازالوا أحياء لكنهم معتقلون في سجون إسرائيلية. وتابع الوزير أن هناك وثائق تثبت وجود الدبلوماسيين في إسرائيل. يذكر أن وفدا دبلوماسيا إيرانيا ضم كلا من القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت محسن موسوي، والملحق العسكري أحمد متوسليان، والموظف في السفارة تقي رستكار مقدم، والمصور الصحفي كاظم أخوان، اختطف يوم 4 يوليو/تموز عام 1982 عندما كان أعضاء الوفد الدبلوماسيون يستقلون سيارتهم في الطريق إلى مقر السفارة الإيرانية ببيروت. ..؟؟؟) هذا يعني ان الاشارة الايرانية اعطيت لنصرالله لاعادة فتح هذا الملف من الباب اللبناني..؟؟ لماذا لا تقوم ايران بمعالجة مشكلتها مباشرةً عبر المؤسسات الدولية، خاصةً وان علاقات طيبة اليوم تربطها بالولايات المتحدة واوروبا.... ام ان ملف الدبلوماسيين يشبه ملف مزارع شبعا..؟؟ يستخدم عند الضرورة ويغيب عند لا يكون له حاجة..؟؟
-          إن قرار حربه في سوريا والتضحية بشباب لبناني في سوريا وسائر الدول العربية والاسلامية لا يخدم لبنان وقضاياه كما انه لم يكن نتيجة او بناءً على قرار لبناني رسمي، بل هو قرار حزبي، واعطى هذه المشاركة اي نصرالله وفريقه لتدخله طابعاً دينياً ومذهبياً مما جعل مشاركته غير وطنية، وبالتالي نحن لا نعتبر ان انخراطه في هذه الحروب يحمي لبنان بل يورط لبنان ويسيء لمكوناته واطيافه..؟؟
-          ان استعمال عبارات دينية سواء في التكريم او في الاتهام انما يبعد البعد الوطني عن المناسبة ويجعلها حزبية ودينية فقط وحصراً..
-          إن ربط الانتصار بثقافة دينية واعتباره نتيجة لها.. امر غير مقبول...
يمكن القول ان حزب الله انما يحاول العبث بالتاريخ ورسمه كما يريد..ومضمون الكلمة واضح عندما تحدث نصرالله عن تربية الاجيال وتثقيفها..؟. إذ أكد سماحته أن "كل هذه المعاني السامية للمقاومة يجب أن نعمل على ترسيخها لدى الجيل الشاب"، ...وكذلك تغييب تضحيات قوى ومجموعات واحزاب نتفق مع بعضها او نختلف ولكنها شاركت وقاتلت وما توقفت عن المشاركة الا نتيجة قرار اقليمي ايراني – سوري لنصل الى هذه المرحلة القاتمة من تاريخنا العربي والاسلامي حيث الشرذمة هي العنوان والصراع المذهبي والديني هو السائد... وإذ شدد السيد نصرالله على أن: ( "الانتصار الذي حصلنا عليه جاء نتيجة التضحيات الجسام من حركات وأحزاب وفصائل وشهداء وشعب صامد وصابر"، ) نقول هنا انه لا يمكن المرور عند تضحيات تلك القوى مروراً عابراً او الاشارة اليها وكانها كانت تمثل جزءاً بسيطاً من معادلة المقاومة بل على العكس من ذلك فقد كانت تلك القوى الحزبية اللبنانية والفلسطينية اساس المقاومة وطليعتها وراس حربتها...وحزب الله بن مجده وتاريخه ومقاومته على ارثها وعلى انقاضها...وعلى تغييبها ..؟؟
لذلك لا بد من السؤال والتساؤل .. هل يوم 25 آيار /مايو هو عيد وطني او مناسبة حزبية ومذهبية دينية..تخص فريق محدد...

ملف خاص..200 يوم على حرب غزة..

 الأربعاء 24 نيسان 2024 - 4:15 ص

200 يوم على حرب غزة.. الشرق الاوسط...مائتا يوم انقضت منذ اشتعال شرارة الحرب بين إسرائيل و«حماس» ع… تتمة »

عدد الزيارات: 154,111,657

عدد الزوار: 6,935,251

المتواجدون الآن: 90