حزب الله يستهدف المؤسسات التي لا تخضع لسيطرته المباشرة

تاريخ الإضافة الأحد 21 آذار 2010 - 8:30 ص    عدد الزيارات 871    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز.. حسان القطب

طاولة الحوار يفترض أن تكون مقدمة أو بداية مرحلة تؤسس لتطبيع الخلاف السياسي والتباين في الرؤية الإستراتيجية بين كافة القوى السياسية اللبنانية ومع الأسف أيضاً لا بد من القول بين كافة مكونات المجتمع اللبناني المتنوعة والمتعددة بين طائفية ومذهبية....
مباشرة بعد انتهاء الاجتماع حول طاولة الحوار الذي عقد برعاية الرئيس سليمان وحضور كافة القوى السياسية اشتدت الحملة على القوى الأمنية وبشكل غير مسبوق عبر وسائل إعلامية معروفة الهوى والإدارة والانتماء، ناهيك عن التوجه الحاد والمتطرف والمتشنج الذي لا يترك للمواطن اللبناني بمختلف فئاته وتوجهاته السياسية والدينية فرصة لالتقاط أنفاسه أو مجرد الشعور بأن الواقع السياسي اللبناني يسير نحو الهدوء والاستقرار..ليطل على اللبنانيين بعض الكتبة باكتشافات وهمية وتسريبات مقصودة ومبرمجة بهدف إثارة البلبلة في أوساط اللبنانيين والعودة إلى مسلسل التشكيك والاتهام والتخوين والتهديد والتلويح بالأصابع والقبضات ورفع الصوت في مناسبات عزاء لا علاقة لها بالمواضيع السياسية المطروحة.. يستدعى لها الإعلام المرتبط حيث يخاطب الموسوي أو فنيش أو رعد وسواهم من رافعي منسوب التشنج السياسي على شاشات التلفزة في وجه اللبنانيين غير المتواجدين في الصالة.. وليس أمام الحضور الذي لا يرى رابطاً بين ما يقوله هذا أو ذاك ومناسبة التعزية التي حضر المواطن البريء ليقدم خلالها واجب العزاء.. من كل ما يقال وينسب له من مواقف وتوجهات... 
في 28 كانون الثاني 2010م.. أصدر مكتب سماحة العلامة محمد حسين فضل الله موقفاً لافتاً حين ... (أكّد العلامة المرجع، السيّد محمّد حسين فضل الله، على حماية الوحدة اللّبنانيّة الداخليّة والوحدة الإسلاميّة من كلّ المتربّصين بهما سوءًا، مشدّداً على عدم الانجرار وراء ما تثيره بعض الأجهزة الإعلاميّة حول فتنة مذهبيّة هنا أو هناك... ومن جهة ثانية، أكّد أهميّة الحفاظ على عنصر القوّة المتمثل بالمقاومة وجهوزيّتها، منوّهاً بالتنسيق والتعاون بين المقاومين والجيش اللّبناني، داعياً إلى توفير حماية سياسية وميدانية للمقاومين، مؤكّداً أنّ قوّة المقاومة تمنع العدوّ من الاعتداء مجدّداً على لبنان)....
والسؤال نوجهه بالمقابل لسماحة السيد.... من الذي يستغل الإعلام لإشعال الفتنة بين اللبنانيين..عناوين صحفية بارزة تتصدر الصفحات الأولى وهي تتحدث عن اكتشافات وانتهاكات وتجاوزات واستهداف.. وهي في نفس الوقت تتجاهل إنجازات وإمساك بشبكات تجسس ومجرمين وقتلة ولصوص سيارات ومروجي مخدرات ... وهذا الإعلام الذي تحذر منه يا سماحة السيد يتجاهل أين وكيف وإلى من تنتمي شبكات العملاء هذه..؟؟؟... وهذا الإعلام وبعض السياسيين وبعضهم مقربٌ منك يا سماحة السيد يتجاهل أن عدداً لا بأس به من العملاء.. يقال أن منهم من كان مقرباً جداً من قادة المقاومة التي تتهم اليوم المؤسسات الأمنية بأبشع النعوت والأوصاف..رغم أنها التي اكتشفت هذا الخرق وهذا التوغل الأمني الإسرائيلي داخل صفوف من يطلق عليهم.. (أشرف الناس وأكرمهم)... وهل صحيح أن احد تجار السيارات كان على علاقة وطيدة مع أحد قادة المقاومة بعد أن قدم تبرع بسيط لقائد في حزب الله..وشارك في سهرات أخوية ورعائية لتدخين التنباك العجمي...المستورد مباشرة من بلاد فارس...وهل صحيح كما يقال أن سيارات المقاومة رباعية الدفع والمدفوعة أثمانها بالنقد المباشر المجرد من كل ضريبة دخل أو مراقبة مالية من قبل الدولة اللبنانية... كانت من استيراد راعي وداعم المقاومة هذا.. والذي يتجاهله تماماً إعلام حزب الله ومن والاه..!!!
ثم يطل علينا في 13/3/201، خطيب حزب الله ومفكره ونائبه في البرلمان شاهراً إصبعه ليقول....... شدد النائب نواف الموسوي على أن اهتمام المجلس النيابي بالاتفاقية الأمنية مع أميركا هو ‏واجب دستوري ووطني، مؤكدا انه يجب التعاطي مع الأمر على أساس أننا نخوض واجبا أو معركة ‏وطنية تستهدف حماية سيادتنا وأمننا الوطني من الاستباحة والاختراق الأميركي.‏...
ونحن بدورنا نسأل نواف الموسوي..الحريص على السيادة والأمن الوطني...أين كان أمن الحزب وهو الذي يملك مؤسسات أمنية عديدة حين تم الاختراق الذي سبق أن ذكرناه.. هل كان هذا الأمن مشغولاً بمراقبة اللبنانيين وتصنيفهم بين مؤيدين ومعارضين..لأهداف الحزب ومشروعه الهادف للإمساك بالساحة اللبنانية من خلال بعض القوى والأشخاص التي أعلنت استعدادها السير في مشروعه لقاء.....الدعم الذي بات يعرفه جميع اللبنانيين...!!!!
وكذلك نسأل نواف الموسوي..ألا يعتبر حضرته وجود شبكات اتصال خاصة بحزبه هي خرق لسلطة الدولة ...وألا يعتبر حضرته أن ما يشاع ويقال عن وجود ضباط من الحرس الثوري الإيراني في لبنان دون مسوغٍ قانوني ودون تأشيرات دخول هو انتهاك للسيادة أيضاً كما سيكون الانتهاك الأميركي لو حدث...
وبما أننا قد عرفنا بعد أن تم نشرها.. ما هي الشروط الأميركية لدعم قوى الأمن الداخلي وسائر القوى الأمنية وهي بالمناسبة قوى شرعية... وهو أن لا تقع في أيدي من يتم وصفهم بمؤيدي الإرهاب...فهل لنواف الموسوي أن يذكر لنا ما هي شروط التسليح الإيراني والسوري لحزب الله....؟؟؟؟؟؟؟؟ وهو أي هذا الحزب وسلاحه لا زال موضع خلاف وتباين بين اللبنانيين.. مما استلزم أو دفع أو تطلب الجلوس إلى طاولة الحوار...والنقاش حول سلاحه ودوره...لذا لا بد من أن يعرف جميع اللبنانيين ما هي بنود الاتفاق بين حزب الله وسوريا وإيران...لان ما شاهدناه في السابع من أيار/مايو..2008، يثير الشك والريبة حول وجهة استخدام هذا السلاح وطبيعة أهدافه...ومشروعه...خاصةً حين سمعنا وقرأنا آنذاك من التأييد والدعم من قبل شريكي حزب الله لما قام به من غزوة بيروت والجبل...
وبالمناسبة فإن نائب حركة أمل وهو شريك حزب الله في حرب أيار/مايو ، المجيدة...قد أوضح أو ألمح إلى أمر..ما..ومن حقنا ترجمته أو تفسيره بالشكل الذي نريد بناءً على تجاربنا السابقة مع هذا الفريق.. وذلك حين يقول..... لوّح عضو كتلة "التحرير والتنمية" النائب هاني قبيسي "بخطوات حازمة" إذا ما اتخذ قراراً بالمشاركة في قمة ليبيا، وقال: "لا نريد العودة إلى الوراء لدفع الطائفة الشيعية لتهميش دورها السياسي، ولا نريد أن نوصل الأمور إلى ما كانت عليه أثناء الخلاف السياسي (بين فريقي 14 آذار والمعارضة بين عامي 2006 و2008) من تحييد للطائفة الشيعية عن المشاركة في الدور السياسي"... قبيسي وفي حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أضاف: "لن نكون شركاء في أي نظام سياسي يشارك الرئيس الليبي معمر القذافي في عمل سياسي مشترك، من خلال القمة العربية أو أي نشاط آخر..وختم قبيسي محذراً من أنَّه "إذا أصر البعض على المشاركة فسيكون لنا موقف، وهذا الموقف لن يكون موقفاً عادياً".....
كيف اتفق أن حملات حزب الله هي دائماً تصوب على فريق واحدٍ دون سواه...فالحرب الأهلية مسؤول عنها سمير جعجع دون سواه..ألم يكن نبيه بري قائد ميليشيا ويرأس حركة أمل..خلال الحرب الأهلية حيث خاض حروباً عديدة..على مختلف ساحات الحرب الداخلية وأهمها المخيمات الفلسطينية التي ذاقت على يديه الأمرين..وسواها من حروب الداخل..أم أن المطلوب الإبقاء على خلافات الحرب الأهلية حية بين اللبنانيين والانقسام المسلم المسيحي سيد الموقف..ولماذا لا يعلن حزب الله أو يتحدث عن الصراعات المسلحة التي خاضها ضد سيد المقاومة..بري.. في إقليم التفاح حين كان نصرالله قائداً لهذه الجبهة الداخلية واستمرت لأكثر من شهر ومن المسؤول عن مجازر بلدة كفرحتى هذه البلدة الوادعة والتي تجاوزت خسائرها البشرية بكثير نتائج  إهدن..؟؟؟
من هنا نرى أن حزب الله يعلن خلاف ما يبطن ...فهو يستبيح لنفسه ممارسة كل شئ وتجاوز القوانين والدستور الأعراف السياسية والقانونية والتسلح واستعمال السلاح حيث يراه مناسباً ويخدم مشروعه وتوجهاته وعلينا نحن اللبنانيين أن نثق أن هذا الحزب هو وحده دون سواه الحريص والضنين على السيادة والحرية والاستقلال بتعاونه مع أعتى وأفتك الأنظمة الديكتاتورية والتوتاليتارية والشمولية في المنطقة...فخلاف الرأي ووجهات النظر أمر مناسب ومبرر كافٍ لإصدار الاتهام بالخيانة والعمالة واستباحة السيادة... فالحوثيون في اليمن في إعلام حزب الله حركة تسعى لمواجهة سلطة غاشمة... والسكان البلوش في مقاطعة بلوشستان الإيرانية حركة أميركية مجرمة...؟؟ وللمواطن اللبناني والعربي أن يجري مقارنة....؟؟؟
من الواضح أن مسلسل استهداف مؤسسات الدولة مستمر، حيث أن تعطيل المؤسسات الدستورية يجري بشكل منهجي ومدروس..منذ العام 2006، حين قرر حزب الله وبطلب إيراني إعلان الحرب باسم جميع اللبنانيين دون سؤالنا وبالتالي دفعنا جميعاً ثمنها..ونأت سوريا وإيران بنفسيهما عن تلك الحرب وويلاتها ثم استثمرا نتائجها المدفوع ثمنها من دم اللبنانيين وأرواحهم وممتلكاتهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم..والآن يتم استهداف المؤسسات الأمنية الواحدة تلو الأخرى .. فمن أطلق النار على الطيار سامر حنا فأرداه لا يمكن أن يكون حريصاً على وحدة الجيش والمقاومة كما ذكر سماحة السيد فضل الله..ومن أخفى أو ساهم في إخفاء من قتل الجنود اللبنانيين في البقاع الأوسط وما يزال لا يمكن أن يكون حريصاً على الوحدة الوطنية أو أنه يتسلح ويتدرب ويجهز فقط لمواجهة العدو الصهيوني، بل لديه جملة أهداف أخرى يسعى لإنجازها تباعاً... ومن يستهدف مؤسسة قوى الأمن منذ العام 2006، حين تباهى نصرالله بالحديث عن تقديم الشاي من قبل أسرى..ونسي من رش الأرز وماء الزهر...؟؟ عام 1982..؟؟..على الجنود الإسرائيليين خلال اجتياحهم لبنان...فهو كما يبدو يملك القدرة على الصفح من عدمه.... أو أن له ولحزبه ذاكرة انتقائية ...تختار من مآسي هذا الشعب وهذا الوطن ما يتناسب مع طموحاتها وأهدافها ما تطلقه من خلال وسائل إعلامها أو على ألسن سياسييها...
خلاصة القول أن الساحة الداخلية بقدر ما هي متماسكة ومتفاهمة ومتجانسة بقدر ما نكون نحن المواطنين وكذلك الوطن قادرين على مواجهة أي عدوان أو أي خطر داهم....ولا خطر حينها من أي اتفاق امني أو دعم خارجي..ولكن الاستمرار في إتباع سياسة التخوين والاتهام والتطهير والتطهر الانتقائي فهذا معناه أن هذا الفريق الذي يقوده حزب الله يسعى لتقويض قدرات وإمكانات قوى الأمن ليعيث تجار المخدرات ولصوص السيارات والمجرمين الذين قتلوا (إحدى السيدات في بلدة الغازية الجنوبية) بدم بارد فساداً في هذا الوطن خاصةً إذا لاحظنا أن حزب الله الذي دأب يتحدث عن الطبقة الفاسدة وعن الخروقات الأمنية كان أكثر عرضةً من غيره لهذا الخرق الأمني حين تمت ملاحقة شبكات العملاء.. من قبل مخابرات الجيش وشعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي..وكان أكثرها عرضةً للفساد المالي حين ظهرت نتائج كارثة صلاح عزالدين المالية... وكان أحد أركانه أول المدعين قانونياً علي صلاح عزالدين، وهو من يتبوأ اليوم موقع وزير الزراعة في الحكومة الحالية (حسين الحاج حسن)..وكان المطلوب هو استباحة الوطن وأمن المواطنين بهز وإضعاف ثقة الناس بمؤسساتهم الأمنية وإقناع اللبنانيين أن المستهدف هو فقط حزب الله وجمهوره حصراً وليس لبنان وجمهور اللبنانيين برمته...
وأخيراً نسأل ونتساءل عن الخبر الذي نشرته إحدى صحف الممانعة والمقاومة.. قال مصدر أمني أوروبي لصحيفة "السفير" اللبنانية إن الإسرائيليين "تقدموا فعلا بأكثر من طلب رسمي في الفترة الماضية لاستعادة تقنيات أرسلت إلى لبنان"، وأكد مصدر أمني لبناني واسع الاطلاع لـ"السفير"عدم صحة هذه التسريبات الإسرائيلية والغربية..وكشف المصدر اللبناني الموثوق أن قوى الأمن الداخلي "لم تطلب من أي جهاز أمني في العالم تزويدها بأية تقنية على صعيد الاتصالات (..) وبالتالي لم يجر لا الطلب ولا استرداد أي جهاز منا. وحقيقة الأمر أن الإسرائيليين ومنذ بدء تساقط شبكاتهم في لبنان، راحوا يدقون أبوابا غربية عدة، فلجأوا إلى الأميركيين أولا، وسألوهم عن صحة ما يتردد عن تجهيز قوى الأمن الداخلي بمعدات متطورة لرصد الاتصالات، وجاء الجواب الأميركي سلبيا.....وقال المصدر اللبناني الواسع الاطلاع لصحيفة "السفير" اللبنانية في تقرير نشر اليوم السبت، إن ما جرى على صعيد كشف 12 شبكة إسرائيلية من قبل قوى الأمن الداخلي، "هو صناعة أمنية لبنانية مئة بالمئة، على صعيد التكنولوجيا والمعلومات والخبرة. والفضل الأساسي يعود على هذا الصعيد للرائد الشهيد وسام عيد (استشهد بتاريخ 25 كانون الثاني 2008)".
من حقنا أن نتساءل كما يتساءل الآخرون..هل هناك من تناغم بين الطلب الإسرائيلي للجهات الغربية والأميركية بسحب أو عدم تزويد قوى الأمن بمعدات متطورة ساعدت أو قد تساعد في كشف العملاء والمتورطين في شبكات التجسس.. التي تعتبر ذراع إسرائيل الطويلة في ارتكاب عمليات الإرهاب والقصف الجوي... وبين موقف حزب الله غير المبرر تجاه قوى الأمن من ضباط وعناصر وجهاز قيادة...وإذا كانت المعلومات التي تحصل عليها قوى الأمن تصل للأميركيين ومن ثم للدولة العبرية فكيف اتفق أن شبكات التجسس قد وقعت بيد قوى الأمن ولم يتم تحذيرها مسبقاً وتهريبها للخارج...سؤال برسم حزب الله..........؟؟؟ والسؤال برسم صحيفة السفير أيضاً التي نشرت هذه المعلومات وخبر الاتفاقية التي أعطتها عنوان الفضيحة....أم أن المطلوب أن تكون قيادة قوى الأمن وسائر المؤسسات الأمنية تحت سلطة حزب الله المباشرة أو على الأقل أن تكون بحالة رعب من إعلام حزب الله وسياسييه ...فتفقد دورها وحضورها وهيبتها...!!
 نشر في موقع لبنانيون
 

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 154,011,350

عدد الزوار: 6,929,848

المتواجدون الآن: 94