حجم جمهور ساحة الشهداء يربك خصوم لبنان..!!

تاريخ الإضافة الثلاثاء 16 شباط 2010 - 5:59 م    عدد الزيارات 877    التعليقات 0

        

 بقلم مدير المركز- حسان القطب

كثر هم من راهنوا على فشل مهرجان قوى الرابع عشر من آذار/مارس، وكثر هم من ناقشوا سبل إلغاء هذا الحفل الجماهيري الذي يتقدم قياداته في حضوره وجرأته، قبل أن تتقدمه هذه القيادات .. وبعضهم كتب قبل أيام فقط من هذا المهرجان مبشراً بالفشل الذريع لهذا المهرجان وبالسقوط المدوي لقوى الحرية والسيادة والاستقلال.. والعديد كتب عن حالة الإحباط والتردد التي أصابت هذا الجمهور بعد زيارة الرئيس سعد الحريري لدمشق وخروج جنبلاط من تحالف الرابع عشر من آذار بشكل دراماتيكي فولكلوري أكثر منه موضوعي يتضمن قراءة هادئة متأنية للمرحلة الماضية وتلك المقبلة.. أو تفسيرا منطقيا لهذا التراجع والانكفاء.. ولكن معظم هؤلاء الذين كتبوا وبشروا وانتظروا رؤية هذا المشهد الذي يفترض أن يكون مخيباً للآمال.. قد أعادوا القراءة والمراجعة مرةً ثانية وثالثة... بعد أن رأى الجميع هذه الحشود القادمة للمشاركة من كافة المناطق اللبنانية ومن كافة الطوائف، خاصةً مشهد هذا الرجل العجوز الذي يتوكأ عصاه وتلك المرأة التي تحتضن وتصطحب أطفالها وأولئك الشباب المتوقدون حماسةً ونشاطاً وهم يندفعون نحو هذه الساحة التي امتلأت بجمهورها الذي يحن لرؤاها كل عام وهي تصرخ رافضةً منطق التبعية والانعزال والخنوع والوهن.. خاصةً وان تلك الساحة أصبحت منبراً للتعبير عن رفض مشاريع الهيمنة والاستسلام.. وساحة حلم لكل من يتوق للسيادة وحرية التعبير عن الرأي والموقف والطموحات والرؤيا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الحرة والموضوعية ويرفض الخنوع لحكم ولاية وهمية وقيادة غيبية.. وفي هذا الإطار لا بد من التوقف عند بعض المحطات التي تؤشر إلى التغيير الذي فرض نفسه على الطرف الأخر بعد أن سعى البعض إلى إظهار أن تبدلاً قد طرأ على مواقف الأكثرية الشعبية والنيابية ومتجاهلاً مواقف تلك القوى الأخرى والقيادات المرتبطة إقليمياً بمشروع التعطيل للمساومة....
-          لقد دأب الرئيس الأسد على القول أن قوى الرابع عشر من آذار/مارس هي منتج إسرائيلي..واضعاً نفسه في مقدمة المقاومين والممانعين للمشروع الأميركي الصهيوني.. فما الذي دفع الرئيس الأسد إلى الاجتماع مع أحد قادة هذا المنتج وأحد رموزه الرئيس سعد الحريري..؟؟
-          لقد أعلن الرئيس الأسد وفي معرض تهجمه على المملكة العربية السعودية أن قادتها هم أشباه رجال .. مصنفاً نفسه في خانة الأبطال والقادة العظام..فما الذي دفعه لزيارة المملكة العربية السعودية والاجتماع إلى خادم الحرمين الشريفين والدعوة إلى تعزيز التضامن العربي.. ؟؟
-          لطالما اتهم النظام السوري بعض قادة الدول العربية وبعض القوى اللبنانية بخدمة المشاريع الأميركية والعمل مع المخابرات الأجنبية..ولكنه في المقابلة الأخيرة الشهيرة مع الصحافي الأميركي سيمور هيرش..أعلن عن تعاون مستجد بين المخابرات السورية والأميركية والبريطانية.. وهل أصبحت هذه المخابرات في خدمة قضايانا العربية أم أنها اقتنعت بصواب الخيار السوري ومشروع الممانعة أم العكس...هو الصحيح.. وهذا التعاون موجه ضد من وهو لخدمة أي مشروع..؟؟.. وهنا نص الكلام الذي ورد على لسان الأسد.. (نقل الصحافي الأميركي سيمور هيرش في مقال في مجلة "نيويوركر" الأميركية عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن الحرب الأهلية في لبنان تحتاج أياما وليس أسابيع، وقال إن الأسد وافق العام الماضي على طلب من الرئيس الأميركي باراك أوباما، نقله إليه مبعوثه جورج ميتشل، استئناف تبادل المعلومات حول الإرهاب مع الاستخبارات الأميركية والبريطانية.  وأشار الصحافي الأميركي إلى أن مسؤولاً سورياً رفيعاً أبلغه ان دمشق استأنفت العام الماضي تبادل المعلومات الاستخباراتية حول الإرهاب مع وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية (سي آي ايه) ووكالة الاستخبارات البريطانية "أم آي 6"...
-          في خطوة إيجابية أخرى تعبر عن تغير في ممارسات الفريق الأخر وضع الرئيس بري إكليل من الزهر على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقام وفد من حزب الله بزيارة الرئيس سعد الحريري للمواساة ..
-          اختفاء كافة مظاهر الإرهاب والترهيب التي كانت تهدف إلى إخافة المواطنين المشاركين في ساحة الشهداء من شتائم ورشق بالحجارة..، سواء في طريق الذهاب أو الإياب، وما كانت تتسبب به من آلام ومعاناة..
إذاً هناك واقع دولي وإقليمي مستجد دفع هذه القوى إلى إعادة النظر في مواقفها ومراجعة توجهاتها السياسية وتقييم ما أنجزته من نقاط في معركتها السياسية.. خاصةً وأن قوى الرابع عشر من آذار/مارس.. تم لها ما أرادت من تحقيق انسحاب القوات السورية إلى ما وراء الحدود الدولية.. وإنشاء المحكمة الدولية التي عليها كشف القتلة ومحاكمة المجرمين.. وترسيم الحدود الدولية... وإقامة سفارات متبادلة بين دولتي لبنان وسوريا.. ويبقى على قوى الرابع من عشر/مارس وفي سعيها لانجاز ما انطلقت من أجله ولتحقيقه قبل خمسة أعوام أن تسعى لتحقيق ما يلي:
-          بسط سلطة الدولة الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية..
-          إلغاء الدويلات والمربعات الأمنية والسياسية والاجتماعية التي تحبط مشروع العيش المشترك واستقرار السلم الأهلي.. وان تكون السياسة الخارجية بيد الحكومة مجتمعة..
-          أن يكون السلاح حصراً بيد القوى الشرعية.. وكذلك قرار الحرب والسلم بيد السلطة الشرعية..
-          إحياء إدارات الدولة ومؤسساتها التي يسعى الفريق الأخر لتعطيلها وإرباك عملها تمهيداً لتعطيل عمل الدولة ككل ومن ثم إلغائها..
-          الاستمرار في خوض معركة السيادة والاستقلال لتعزيز الاستقرار السياسي وتثبيت السلم الأهلي...
قوى الرابع عشر من آذار/مارس، مطالبة من قبل جمهورها بمواصلة معركة تثبيت السيادة... والحشود الشعبية الهائلة التي تدفقت نحو ساحة الحرية والشهداء جاءت لتؤكد لهذه القيادات أن الصراع السياسي لم ينته بعد وان ما مارسته القوى الأخرى ضد هذه القيادات وجمهورها ومواطنيها ومؤيديها من إرهاب مسلح وسياسي وفكري وإعلامي لم ولن يدفعها للتخلي عن خياراتها وبالتالي على هذه القيادات مواصلة هذه الطريق التي أصبحت أكثر قوةً ومنعةً وثباتاً.. بفضل تضحيات كل من سقط على درب الحرية، وبجهد كل كهل وشاب وفتاة وامرأة وطفل تقدم نحو هذه الساحة ليقول لا للتراجع عن الثوابت الوطنية.. ونعم للوحدة الوطنية التي تجلت وتتجلى بأبهى مظاهرها .. في تلك الساحة..

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,741,987

عدد الزوار: 6,912,051

المتواجدون الآن: 108