كلام باسيل وخطاب نتنياهو والتصريحات الإيرانية يستكمل مشهد الصراع العقائدي والديني في الشرق الأوسط...

تاريخ الإضافة الأربعاء 4 آذار 2015 - 11:53 ص    عدد الزيارات 705    التعليقات 0

        

بقلم مدير المركز... حسان القطب

 

مشهد الصراع في الشرق الاوسط يزداد تطوراً وشراسةً وانغماساً مستنداً ومتكئاً ومعتمداً على العمق الديني تاريخياً وعقائدياً لدى كافة الاطراف المتصارعة، وإيران إلى جانب إسرائيل تعتبر المسؤول الاول والاساسي عن وصول الصراع بين شعوب المنطقة وانظمة الحكم فيها إلى ما وصلت إليه،  وكلما طال امد الصراع وتوسعت رقعته يزداد التورط الإيراني في مختلف الدول التي ينشب الصراع فيها او عليها...  والاشارات الإيرانية التي تتحدث عن الهيمنة او الاحتلال او السيطرة على العواصم العربية تتزايد وتتوضح كل يوم.. "فقد تكبد الحرس الثوري الإيراني الذي ينشر مئات المقاتلين في جنوب غرب سوريا بين القنيطرة ودرعا دعماً لنظام بشار الأسد ومقاتلي «حزب الله»، ضربة قوية بمقتل عدد من المقاتلين الأفغان الذين ينضوون تحت لواء «فاطميون» على رأسهم قائد اللواء علي رضا توسلي الذي يعتبر رجل قائد فيلق القدس قاسم سليماني. وقد ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن صلاة قد اقيمت، في مدينة مشهد شمال شرق إيران، على أرواح سبعة «شهداء« بينهم «قائد لواء لمتطوعين أفغان« قتلوا في سوريا...؟؟؟ وقالت صحيفة إيران الحكومية إن علي رضا توسلي هو قائد لواء «فاطميون« الذي يضم «مقاتلين متطوعين أفغاناً في سوريا«. وأضافت أن هذا اللواء خسر «الكثير من الشهداء« خلال دفاعه عن موقع السيدة زينب بالقرب من دمشق....؟؟ قال مهدي طائب، رجل الدين الإيراني ورئيس مقر "عمّار" الاستراتيجي للحروب الناعمة، والذي يعتبر بمثابة غرفة تخطيط للحرس الثوري، إنه "على إيران أن تستمر في تقديم الدعم للمقاتلين في سوريا والعراق ولبنان واليمن حتى لو كان ذلك على حساب قوت الشعب الإيراني"، على حد تعبيره. ووفقاً لوكالة أنباء "رسا"، فقد أشار طائب إلى أن إيران لديها ثروات طبيعية كثيرة كالغاز والنفط، ويجب على الشعب الإيراني أن يقلل من طعام سفرته من أجل نصرة ودعم المقاتلين في سوريا والعراق ولبنان واليمن". ووصف طائب سوريا بالمحافظة الإيرانية رقم 35 في ظل حكم الأسد، ومنحها أهمية استراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية قائلاً: "سوريا هي المحافظة الـ35، وتعد محافظة استراتيجية بالنسبة لنا"....؟؟؟؟ تحت هذه الشعارات وبسبب شكل وطبيعة هذا التدخل الإيراني فقد أصبح الصراع الممتد على مساحة هذه الدول وضمن عواصمها ومع قواها المعارضة صراعاً دينياً بامتياز..؟؟ والاشارة الواضحة إلى وجود عناصر الحرس الثوري الإيراني برزت وتتوضح حين أكّد مصدر عسكري سوري وجود أكثر من 600 مقاتل من الحرس  منطقة جنوب غرب سوريا وحدها، وشدد على أن المشاركة العسكرية الإيرانية في سوريا لم تعد مقتصرة على الضباط والمشرفين والمخططين العسكريين. وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، لوكالة «آكي« الإيطالية للأنباء «لقد بدأت إيران منذ حين تُرسل مقاتلين من الحرس الثوري، وهناك في درعا والقنيطرة وحدها 600 مقاتل على الأقل جميعهم من الحرس الثوري، مدججين بكميات كبيرة من الأسلحة، ولم تعد المشاركة الإيرانية مقتصرة على الضباط والمخططين العسكريين، بل بدأ الحرس الثوري .. يتدفق إلى سوريا بكثافة«. وأضاف «في معارك جنوب سوريا (القنيطرة ودرعا) هناك أيضاً مشاركة لنحو ألفي مقاتل من «حزب الله«...
إلى جانب هذا فقد أعلن وزير الخارجية والمغتربين في لبنان جبران باسيل في كلمة له أمام مجلس حقوق الانسان في جنيف، في حضور عدد من وزراء الخارجية وممثلي الدول والكنائس المشرقية ورئيسة البعثة اللبنانية لدى منظمات الامم المتحدة السفيرة نجلا رياشي عساكر: ان لبنان "يتقدم جبهة الحرب على المنظّمات الإرهابية التي ترتكب جرائم ضدّ الإنسانية"، معتبراً "أن مسيحيّي الشرق الأوسط هم بالفعل الضمان الأفضل الذي سيحول دون تحوّل المنطقة مَعِيناً للإرهاب العالميّ".. وأضاف "في هذه المرحلة، يبدو الشرق الأوسط عموما ولبنان خصوصا، عالقين على تقاطع طرق التطرّف العنفيّ الذي ما فتئ يحاول زعزعة استقرار المنطقة على امتداد دهور. داعش وأذنابه هم مجرّد نسخة أخرى من موجات الظلم التي استهدفت الأقليات، ولا سيما منهم المسيحيين، في المنطقة. ألم نر الإمبراطوريات المتسلّطة تقوم بتهجير مجموعات سكانية، وإبادة مجتمعات كاملة بوحشية؟ عام ٢٠١٥ يشهد الذكرى المئوية للإبادة الجماعية الأرمنية، والتهجير الواسع لملايين الأشخاص على قاعدة معتقدهم الديني فحسب. تلك الفترة، شهدت أيضاً حملة التجويع الممنهجة التي قادتها السلطنة العثمانية على جبل لبنان، والتي تسببّت بموت ثلث سكانه - وبينهم ألفا شخص من قريتي نفسها - وهروب ثلث آخر منهم إلى أنحاء متفرقة من العالم، وخصوصاً أميركا اللاتينية.. أقول هذا لأذكّر بأن حالة "داعش" ليست ظاهرةً جديدةً على منطقتنا. وأن لبنان لطالما مثّل ملاذ حريّة لجميع المظلومين. واليوم يتقدم لبنان جبهة الحرب على المنظّمات الإرهابية، التي ترتكب جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية. ونشعر اليوم بأن بقية العالم قد تخلّت عنّا، فيما تكتفي بالشعارات المطالبة بحماية المسيحيين والدفاع عنهم". ورأى "أن من الخطأ أن نحصر مقاربتنا لمسألة دعم الأقليات في الشرق الأوسط، ولا سيّما المسيحيين منهم، بالمنحى الإنساني للمشكلة، فمسيحيّو الشرق الأوسط هم بالفعل الضمان الأفضل، كي لا نقول الوحيد، الذي سيحول دون تحوّل المنطقة مَعِينٍاً للإرهاب العالميّ".... إن كلام جبران باسيل هذا يجب ان نراجع به رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام.. فكلام وزير الخارجية اللبنانية هذا بالتأكيد لا يعبر عن موقف الحكومة اللبنانية، ولكنه دون شك يعبر عن حقد دفين ويقوم على تحريض الدول الكبرى وغيرها ضد الاسلام والمسلمين..؟؟؟ في دول هذا الشرق..؟؟؟  وبشكل واضح لا لبس فيه يبدو كلامه هذا متناغم مع كلمة نتنياهو وتصريحات القادة الإيرانيين...فالكل مستهدف دينياً وعقائدياً..من قبل المسلمين ... ؟؟؟ وهو أي باسيل قد وضع عن عمد مسيحيي المنطقة ولبنان في خضم بل في صلب الصراع القائم في سوريا والعراق وغيرها..؟؟؟وعاد بالتاريخ مستهدفاً دول الخلافة الإسلامية المتعاقبة وصولاً للدولة العثمانية متهماً إياها بالظلم والقهر،  ووجد نفسه تلقائياً متضامناً مع الأرمن..في الذكرى المئوية لتهجيرهم من تركيا...؟؟ في حين انه وسواه (المشنوق) يعيب على المسلمين التضامن مع إخوانهم في سوريا والعراق..او حتى في استقبال النازحين ورعايتهم..؟؟؟ ضد ما جرى ويجري لهم من الظلم والقهر والارهاب...؟؟؟ وان ما تقوم به داعش من اعمال مستنكرة ومدانة من كافة القيادات الدينية والسياسية العربية والإسلامية لم يرها جبران باسيل إلا امتداد متواصل لسلوك تاريخي دائم واستهداف متعمد مستمر..؟؟؟ ولكن بمسميات مختلفة..؟؟؟وهو مع الأسف يدرك تماماً ان من يدعم لبنان ويبقيه مستمراً هو الدعم العربي غير المحدود للجميع في لبنان دون استثناء وهبات السلاح للجيش اللبناني تاتي من دول عربية قد هاجمها باسيل ضمناً وعلانيةً..؟؟
بعد عرض هذه الوقائع لا بد من الوقوف ايضاً امام التشابه وربما التناغم فيما ورد من مضمون الكلمة التي القاها نتنياهو رئيس وزراء دولة إسرائيل امام الكونغرس الأميركي للمشرعين الاميركيين حين قال ما يلي : " علينا ان نقف معاً لوقف مسيرة ايران لتحقيق الفتوحات والقمع والارهاب" وقارن بين "الجمهورية الاسلامية" في ايران و "الدولة الاسلامية" (داعش) في سوريا والعراق قائلا انهما يتنافسان على من سيجلس على عرش الاسلام المتطرف... وحذر نتانياهو من الوقوع في فخ المصالحة مع إيران كونها تحارب «داعش»، واعتبر أن «المنافسة بينهما هي على عرش قيادة التنظيمات الإسلامية المسلحة في المنطقة» معتبراً أن «عدو عدوي هو عدوي في هذه الحالة».. واستخدم عنوان رواية ارنست همينغواي "وداعا للسلاح" قائلا ان الاتفاق مع ايران سيكون بمثابة "وداعا لضبط السلاح". واتهم ايران و"حزب الله" بانهما يسعيان للقضاء على اسرائيل واليهود قائلا ان مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي يستخدم التويتر ويغرد "انه يجب محو اسرائيل". واتهم الامين العام ل"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله بانه يريد القضاء على اليهود ونسب اليه قوله : لو تم جمع كل اليهود في اسرائيل لسهلوا علينا مطاردتهم في انحاء العالم". وقال نتنياهو ان ايران تسيطر اليوم على اربع عواصم عربية : بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.. وتابع قائلاً: وتابع: "لكي نفهم إلى أي حد ستكون إيران خطرة إذا امتلكت السلاح النووي، علينا أن نفهم بالكامل طبيعة هذا النظام". وأضاف أن "الأدبيات التأسيسية لإيران تعد بمواصلة الجهاد وهناك العديد من الدول تنهار في الشرق الأوسط"... وشدد نتنياهو على أن «التاريخ اليهودي صمد أربعة آلاف عام في مواجهة محاولات الإبادة»، مشيرا إلى أن اليوم هو «عيد المساخر» والذي يسخر فيه اليهود من هامان «المستشار الفارسي القوي الذي تآمر لإبادة الشعب اليهودي، لكن امرأة يهودية شجاعة ـ استير ـ كشفت مؤامرته، وهكذا دافع الشعب اليهودي عن نفسه ونجا»...
إن كلام نتنياهو هذا والتأكيد على أن وجود إسرائيل واستقرارها وبقائها هو عمل مستمر وجهد دائم بدأ منذ 4000 عام ولا يزال قائم، كما ورد في سياق خطاب نتنياهو امام الكونغرس الأميركي.. يؤكد ان مشهد الصراع في منطقة الشرق الاوسط  لم يعد صراع مصالح ومغانم وثروات وحماية انظمة وقيادات وحكام ورؤساء وملوك وامراء.. بل تحول إلى صراع ديني يشمل كافة المكونات الدينية في منطقة الشرق الأوسط... والكيان اليهودي قد اصبح جزءاً من هذا الصراع وهذا ما ورد صراحةً في سياق خطاب نتنياهو... لأن التباين العقائدي بين كافة هذه المكونات لا يمكن ان يتجانس او يتقارب او حتى ان يتناغم تحت اي ظرفٍ من الظروف بعد اتباع سياسة التعبئة والتحريض والشعارات الدينية المعلنة....وكما يبدو فإن نبش الوقائع التاريخية والأحقاد الدفينة هو السمة البارزة لهذه المرحلة ومضمون كلام وزير خارجية لبنان جبران باسيل امام أمام مجلس حقوق الانسان في جنيف، حيث تكلم كمسيحي وليس كوزير خارجية لدولة يعيش فيها مكونات مختلفة ومتعددة... إلى جانب خطاب نتنياهو امام الكونغرس، وتصريحات القادة الإيرانيين المعلنة عن تورط إيران في المنطقة العربية تحت ذرائع دينية تتكامل لترسم مستقبلاً قاتماً...لمشهد الصراع الديني في الشرق الأوسط.. والذي لا يمكن التكهن إلى أي مدى هي امتداداته وما هو شكل نهاياته...ولكن لا بد من الوقوف طويلاً امام كلام باسيل واهدافه وإعادة النظر من قبل الدول العربية في علاقاتها مع هذه المجموعات التي تطلق على نفسها إسم احزاب وتيارات..؟؟؟

ملف الصراع بين ايران..واسرائيل..

 الخميس 18 نيسان 2024 - 5:05 ص

مجموعة السبع تتعهد بالتعاون في مواجهة إيران وروسيا .. الحرة / وكالات – واشنطن.. الاجتماع يأتي بعد… تتمة »

عدد الزيارات: 153,786,554

عدد الزوار: 6,914,938

المتواجدون الآن: 109